2025-08-05

Dante y el Islam دانتي والإسلام (5) Dante and Islam

  El pensamiento musulmán en la Europa del siglo XIV

R.H. Shamsuddín Elía

I.A.C.I

Instituto Argentino de Cultura Islámica

A partir de la tesis elaborada por el jesuita e islamólogo español Miguel Asín Palacios en 1919, diversos estudios de investigación han subrayado la existencia de fuentes islámicas para las ideas de Dante Alighieri en su «Divina Comedia», como las descripciones del infierno en el Sagrado Corán; el viaje nocturno (isra') y la ascensión a los cielos (mi'raÿ) del Profeta Muhammad (BPD); la visita al cielo y al infierno en la «Epístola del Perdón» del poeta y filósofo sirio Abul-Alá al-Maarrí; el «Libro del nocturno viaje hacia la Majestad del más Generoso» y el «Libro de las Revelaciones de La Meca» del místico andalusí Ibn al-Arabi de Murcia.

Fuente

Miguel Asín Palacios: La escatología musulmana en la Divina Comedia


سياسة، منفى وشعر

أثناء الصراعات السياسيّة التي حدثت في إيطاليا بذاك الوقت، انضمّ دانتي، بداية، إلى الغويلفيين المناهضين للغيبلينيين .

فقد شارك بنفسه في حصار منطقة بوجيو سانتا سيسيليا (1286-1287) والتحق، عند بلوغه 24 عام، بفرسان فلورنسة، الذين خاضوا معركة كامبالدينو (1289)، والتي انتصر فيها غويلفيو فلورنسة على غييلينيي بيسا  وأريزو. كذلك، في ذاك العام، اشترك في الحملة التي استولت على قلعة كابرونا. في تلك الحقبة، تزوّج من جيما دي مانيتو دوناتي، والتي تنتمي لعائلة بارزة غويلفية فلورنسية، وأنجب منها ثلاثة أولاد. خلال الخمس أعوام التالية، ساهم دانتي، بصورة نشطة، في الحياة السياسية الفلورنسية.

 العام 1300، جرى إختياره بين ستة حكّام لفلورنسة، وهو منصب قد استمرّ فيه لمدة شهرين فقط. خلال حكمه، عمّق التنافس القائم بين قسمي الحزب الغويلفي الفلورنسي، أي بين السود، الذين اعتبروا البابا بونيفاس الثامن خير حليف بمواجهة السلطة الإمبراطورية وبين البيض، الذين سعوا للحفاظ على إستقلاليتهم عن البابا كما عن الإمبراطورية الرومانية.

وبقصد الحفاظ على السلم في الحياة السياسية الفلورنسية، تقرّر إقصاء رؤساء الفريقين المتواجهين.

 العام 1302، بينما كان دانتي الأبيض في مهمة دبلوماسية عند البابا، رجع قادة الغويلفيين السود واستولوا على السلطة في المدينة. نُفِيَ دانتي خلال الجزء المتبقي من حياته، حوالي 20 عام، حيث زادت شهرته، وعبّر عن وضعه، فقال:

"حكموني بالمنفى والفقر".

أمضى دانتي منفاه متنقلاً بين عدد من مدن وسط وشمال إيطاليا:

روما، سيينا، فيرونا، فورلي، بولونيا، لوني (بالقرب من كاريرا، على أطراف توسكانا وليغيرا).

خلال تلك الحقبة، تعرضت أفكاره السياسية للتغيُّر، حيث تبنى قضيّة الغييلينيين، الذين رغبوا بتوحيد أوروبا تحت سلطة إمبراطور مثقف وكفء.

كان التنافس بين الغويلفيين والغييلينيين جزءاً لا يتجزَّأ من حياة فلورنسة.

 لن ينسى دانتي الخيانة البابوية لصالح الغويلفيين السود.

فليس صدفةً تخصيص عقوبة في الكوميديا الإلهية للبابا بونيفاس الثامن في الدائرة الثامنة من الجحيم (الجحيم 19، 53).

يتحدث المؤرّخ جيوفاني فيلاني (1275-1348) عن رحلة مستبعدة لدانتي إلى باريس بين العامين 1307 و1309، والتي ردَّد عدد من الكتاب المهتمين بأخبار دانتي خبرها، لكن، لا يوجد أيّ دليل على أنّ دانتي قد خرج من إيطاليا ذات مرّة.

التشابهات في "المأدبة"

خلال أوائل سنوات منفاه الطويل، كتب الشاعر باللاتينية عملين مهمين.

 الأوّل "في البلاغة في العامية"، كتبه بين العامين 1304 و1305، ودافع فيه عن الإيطالية كلغة مناسبة للأدب.

 الثاني "المأدبة"، والذي حرّره بين الأعوام 1304 و1307 وتضمن 15 مجلّداً، قد طال معارف الحقبة. شكّل المجلد الأول قسماً تمهيديّاً، فيما احتوت المجلدات الأربعة عشرة الأخرى على تعليقات بصيغة شعرية. لكنن لم يُنجز سوى أربعة مجلدات فقط.

يستشهد دانتي، في هذا العمل، بالحكماء المسلمين مثبتاً إمتلاكه لمعرفة عميقة بالفكر الإسلاميّ وفي تخصصات معرفية متنوعة.

 سنرى بعض الأمثلة على هذا الأمر:

"التشابه الثالث هو في الحثّ على الكمال في الأشياء الجاهزة. وفي هذا الحثّ، وبما يخصّ الكمال الأوّل، يرد من التوالد الجوهريّ، حيث يتفق جميع الفلاسفة بأنّ سبب هذا هو السموات؛ رغم شرحهم له بطرق مختلفة؛ حيث يراه بعضهم كمحركات، مثل أفلاطون، ابن سينا والغزالي ..".

(دانتي: المأدبة، بوينوس آيرس 1948، II، XIII، ص 67).

"يمكن لسماء عطارد أن تتعرض للجدل بسبب خاصيتين: فعطارد النجم الأصغر في السماء؛ قطره ليس أكبر من 232 ميل، كما يعرض الفرغاني ، الذي يقول بأنّه أصغر من قطر الأرض بحوالي 28 مرّة، حيث يبلغ قطرها 6500 ميل".

 (ذات المصدر السابق، ص 68).

"الآخر هو المريخ الجاف والذي يُشعل الأشياء، لأن لونه يشبه لون النار، ولهذا، يظهر بلون أحمر ناريّ، حيث تشتعل الأبخرة الصادرة عنه بصورة أكثر أو أقلّ ذاتياً، كما هو موضح في كتاب هو الأول حول "الصخور المعلقة في الهواء أو في السماء".

 لهذا، يقول أبو معشر البلخي الشهير في الغرب باسم ألبوماسر، بأنّ اشتعال تلك الأبخرة، يعني موت ملوك وتغير ممالك؛ لأنها آثار دالة على ألوهيّة المريخ".

 (ذات المصدر السابق، ص 70).

"وربما هذا القسم من السماء أكثر سماكة، ولهذا، يحتجز ضوءنا؛ وتبنى هذا الرأي كلّ من أرسطو وإبن سينا وبطليموس".

 (ذات المصدر السابق، ص 73).

"بالتالي، وبحسب احتفاظ كل أثر لشيء في طبيعة سببه، كما يقول أبو إسحق البطروجي، حين يؤكد ما هو ناتج عن جسم دائريّ، يمتلك بصيغة ما جوهراً دائريّاً".

 (ذات المصدر السابق، ص 84).

"كما أردت الإشارة، هنا، لأنّ الضوء والإشراق، ولأجل فهمها بشكل كامل، سأبيّن الفارق بين هذه المصطلحات، بحسب إحساس إبن سينا".

 (ذات المصدر السابق، ص 119).

"ومن لا يشعر بالغبطة من إنجازات الإسكندر؟ من وجود قيادات متنوعة مهمة بمناطق عديدة أو سواهم عند الإشارة إلى مهامهم؟ والذين غالباً ما يموتوا قبل حصولهم على الشكر أو المكافآت، كل الحبّ لهم في ذكراهم".

 (ذات المصدر السابق، ص 162-163).

"صحيح أنّ فلاسفة مختلفين، قد تحدثوا بصورة متنوعة عن الفارق بين أنفسنا؛ حيث أدلى كلّ من إبن سينا والغزالي برأيهما، بالقول بأنّ الأنفس بذاتها ومنذ بدايتها، قد كانت سامية ومنحطة".

 (ذات المصدر السابق، ص 186).

يكرر آسين بالاثيوس الإشارة إلى هذه الخاصيّة، حين يقول:

"في أعماله النثرية الصغيرة، سيما في المأدبة، يستشهد دانتي، في الغالب، بفلكيين عرب مثل أبو معشر البلخي والفرجاني وأبو اسحق البطروخي، وكذلك، يذكر كبار الفلاسفة العرب كالفارابي وإبن سينا والغزالي وإبن رشد.  ولم يتردد بالإستفادة من طروحاتهم، وكان يُشير أحياناً إلى هذا، ولا يُشير له بأحيان أخرى في مؤلفاته. وهذا ما أثبته باغيت توينبي (الملقب بدانتي انكلترا) في قرائته لكتاب المأدبة وكتاب الحياة الجديدة، حيث استوحاهما دانتي من أعمال الفرجاني الفلكية أو من أفكار ابن رشد - انظر الجنة، IX، ص 118.

 (آسين بالاثيو: ذات المصدر السابق، ص 385 - 396).

يتبع

للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

دانتي والإسلام (1)

دانتي والإسلام (2)

دانتي والإسلام (3)

دانتي والإسلام (4)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق