El pensamiento musulmán en la Europa del siglo XIV
R.H. Shamsuddín Elía
I.A.C.I
Instituto Argentino de Cultura Islámica
A partir de la tesis elaborada por el jesuita e islamólogo español Miguel Asín Palacios en 1919, diversos estudios de investigación han subrayado la existencia de fuentes islámicas para las ideas de Dante Alighieri en su «Divina Comedia», como las descripciones del infierno en el Sagrado Corán; el viaje nocturno (isra') y la ascensión a los cielos (mi'raÿ) del Profeta Muhammad (BPD); la visita al cielo y al infierno en la «Epístola del Perdón» del poeta y filósofo sirio Abul-Alá al-Maarrí; el «Libro del nocturno viaje hacia la Majestad del más Generoso» y el «Libro de las Revelaciones de La Meca» del místico andalusí Ibn al-Arabi de Murcia.
Miguel Asín Palacios: La escatología musulmana en la Divina Comedia
مقدمة
في كنيسة
القديسة مريم الجديدة في فلورنسة، المُشيّدة بين العامين 1279 و1357 على الضفّة
الشمالية لنهر أرنو، في مُصلّى الإسبان (كنيسة صغيرة)، توجد لوحة تذكارية بإسم "إنتصار القديس
توما". المُصلّى هو الصالة القديمة المخصصة
للدومينيكايين. شكّلت كل زاوية بهذا المكان المهيب رأسماله، حيث احتفل الإخوة
بالحكيم والعالم والمُنافح عن المسيحية القديس توما الأكويني.
لا يزال صدى
تدريس القديس توما حاضراً، عندما إرتدى لباسه الدومينيكاني وجلس على مقعد مصنوع من
خشب البلُّوط، حيث زوّد المرتادين بأفكار عصيّة على الموت. ناقش أفكار وتعاليم عالمية الطابع، حيث واجه
أفكار الفيلسوف اليوناني أبيقور، الذي يُعتبر أب الفلسفة المادية، بحسب
المفهوم التقليدي لها. فعل ذات الأمر مع أفكار المسلمين المعممين إبن رشد وإبن
سينا.
كي لا يحدث
نُكران للمعروف، يعود الفضل للمسلمين بكل تلك النقاشات، فلولا المسلمين لم يصلوا
ليعرفوا أرسطو أبداً.
الحركة الثقافية
المكثفة خلال القرن الثاني عشر ميلادي، والتي ظهرت من خلال تأسيس الجامعات في
أوروبا، نتجت عن موجة معارف، قد ساهم معلمون أندلسيُّون مسلمون (إسبانيا المسلمة)
بإنتاجها، سيما السرقسطي ابن باجة والقرطبي ابن رشد، اللذان لهما الفضل بتوفير كتب
أرسطو وفتح بوابة كنز من الخبرة الهيلينية أمام العصور الوسطى المسيحية.
فبالنسبة لطلاب وأساتذة باريس، مونبلييه،
بولونيا (مدينة إيطالية) ومدينة بادوا، لم يضاهي عظمة إبن سينا وإبن رشد أيّ شيء
في الكون.
في مبارزاتها
ضدّ الإسلام، لم يبقَ أمام الكنيسة من موارد سوى إختلاس أسلحته؛ فنجد
دفق عجيب لتلك الطاقة التي نجلها بنهاية القرون الوسطى، حيث نتذكر أسماء لامعة
شاركت بتلك المبارزات مثل ألكسندر هالس، القديس بونافنتورا، القديس ألبرتوس ماغنوس
والقديس توما الأكويني.
ولهذا، يقول
الكاتب الأندلسيّ أنطونيو غالا (الذي انتقل بعمر 6 سنوات للعيش في قرطبة – هو من
مواليد ثيوداد ريال):
"تستعيد
الأندلس مع العرب عطرها المشرقيّ، وهو ما حضر فيها مع التارتيسوسيين والفينيقيين
والقرطاجيين. يشكّل هذا التلاقي درجة ثانية من الإثمار، الإغناء والتلاقح. وما
يجعل بالإمكان حصول هذا في أقصى الغرب، ودون حضور أيّة مفاجأة، هو الترحيب بأبقراط
وإقليدس وبطليموس وجالينوس، هو أن يتعرّف القديس توما الأكويني على أرسطو من خلال إبن
رشد؛ هو أن ينفتح الطريق هنا نحو العلم الأوروبيّ، الذي ينبت من التماس المستمرّ
بين المسيحية وإسلامنا؛ حيث تبدأ أوائل إرهاصات النهضة، التي لن تصل منتصف النهار
إلا بمرور قرنين من الزمان".
تعممت التجربة
المدرسية وازدادت شعبيتها، درسوا المخطوطات الكنسيّة، حللوا العقائد اللاهوتية
والممارسات الدينية وناقشوا قضايا إشكاليّة ضمن التقليد / التراث المسيحي.
في القرن الثاني عشر ميلادي، بدأت مرحلة تتسم
ببروز الفلسفة في الغرب. توخى المشروع الفلسفيّ الأكبر، خلال القرون الوسطى، تحقيق
تركيب جميع المعارف والخبرات البشرية كما الألوهيّة.
توضّح
البروفيسورة لوثي لوبيث-بارالت، من جامعة بويرتو ريكو، الأخصائية في الأدب
الإسباني والأدب المقارن، تأثير المعرفة الإسلاميّة في منتديات الغرب الجامعيّة في
كتابها "يوحنا الصليب والإسلام" الصفحة 13، فتقول:
"إجتازت أوروبا حقبة من التماس المكثّف المعرفي مع الإسلام إثر فشل الحملات الصليبية. تغيّر الروحانية الأوروبية من تكتيكها السياسيّ وتنطلق، وهنا أستخدم كلمات خوسيه مونيوث سيندينو، إلى "محاولة جديدة لغزو الإسلام على قاعدة التعرُّف إليه".
لكن، يمتلك هذا العمل الذكي التبشيريّ، المبني على تحقيق ترجمات كتب دينية إسلامية وتأسيس جيوب إستيطانية لتعلُّم اللغة العربية بصورة أفضل، نتيجة جانبية، وغالباً غير مأمولة:
"أسلمة" أوروبا. (ويرد هذا القول بمعناه الواسع).
لا يمكن للمثقفين المسيحيين الأوروبيين – والمتشددين منهم على وجه الخصوص
– إسقاط التأثير الثقافي القويّ للإسلام، الذي ينال الإعجاب بأكثر من جانب".
يُحلّل أسين
بالاثيو الإشكاليّة بطريقة توفيقية:
"أدى فشل
الحملات الصليبية المتكرّر لغزو ديار الإسلام، كتبعة وردّ فعل، لولادة فكرة الغزو
الهاديء للنفوس من خلال التبشير والتعليم المسيحي. فمنذ القرن الثالث عشر ميلادي،
يبدأ الاتصال الروحيّ، برابط جديد، مع الإسلام بالظهور، وذلك عبر الإرساليّات
الكنسيّة الفرانسيسكانية والدومينيكانية، حيث أملوا بالتنصير، ولهذا، بدا ضرورياً
تحقيق دراسات عميقة لغوية وأدبية دينية حيث دامت الإقامة لسنوات وسنوات".
(ميغيل آسين
پلاثيوس (1871-1944): كتاب "الأخرويات الإسلامية في الكوميديا الإلهية"
ص 362)
يتبع
للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق