Jerry Coyne, profesor del Departamento de Ecología y Evolución de la Universidad de Chicago, y autor de un libro sobre Darwin, le explica al científico británico cómo su obra ha influido en él y en miles de otros científicos en el mundo.
Resalta cómo la mayoría de los descubrimientos efectuados en los últimos 150 años encajan cómodamente con lo que decía Darwin. En particular, los fósiles descubiertos desde la muerte del gran científico corroboran su teoría de la evolución
Mi estimado Sr. Darwin,
¡Feliz 200 aniversario! Espero que esté lo bien que pueda esperarse de alguien que ha estado muerto 130 años. Permita que me introduzca: soy uno de los miles -tal vez cientos de miles- de biólogos profesionales que trabajan a tiempo completo sobre su legado científico.
Estará contento de saber que el Reino Unido continúa siendo una potencia en lo que se conoce hoy como biología evolutiva y que sus ideas están ampliamente aceptadas en todo el planeta. Yo trabajo en Chicago, Estados Unidos.
Pero hasta los franceses finalmente han tenido que abandonar su creencia en Jean-Baptiste Lamarck, cuyas erróneas ideas sobre la evolución usted hizo tanto por desacreditar.
Su obra "El origen de las especies" cumple 150 este año. Acabo de releerla en su honor y tengo que decir que realmente es un trabajo completo y profundo. Es excepcional lo robusto que ha resultado el libro, considerando lo que usted desconocía cuando lo escribió
Los descubrimientos de la biología moderna, mucho de ellos inconcebibles cuando usted trabajaba en su estudio de Down House, han proporcionado cada vez más pruebas que apoyan sus ideas y ninguna que la contradice. Hemos aprendido mucho en los últimos 150 años pero casi todo encaja cómodamente en el marco que usted esbozó en su libro.
Tome el ADN por ejemplo. Esto es lo que llamamos el material hereditario que pasa de una generación a otra. Usted no sabía nada de eso, ¿recuerda cómo deseaba saber más sobre cómo funcionaba la herencia? Ahora tenemos una secuencia de ADN completa para docenas de especies, cada una consistente en una cadena formada por miles de millones de cuatro letras que constituye el ADN -A, T, G y C- cada una de las cuales contiene un componente químico distinto (Adenina, Timina, Guanina y Citosina
Leer más, aquí
جيري كوين، أستاذ في مكتب علم البيئة والتطور بجامعة شيكاغو ومؤلف كتاب حول داروين، يشرح فيه للعالم البريطاني تأثير أعماله فيه شخصياً، وفي آلاف من العلماء الآخرين على امتداد رقعة العالم.
تنسجم أغلبية الاكتشافات، خلال المئة وخمسين عام الاخيرة، مع طروحات داروين. على وجه الخصوص، تؤكد الأحفوريات المُكتشفة منذ رحيل ذاك العالم الكبير صحّة نظريته التطورية.
عزيزي داروين
أهنئك بالذكرى المئوية الثانية، وآمل أن تثق بتأثيرك الهائل المستمرّ بعد موتك. اسمح لي أن أعرض الآتي: أنا واحد من آلاف – ربما مئات الألاف – من علماء الأحياء المختصين العاملين بدوام يومي كامل بفضل إرثك العلمي.
ستغمرك الفرحة حين تعلم بأنّ بريطانية ما تزال رائدة بمجال علم الأحياء التطوري، وأنّ أفكارك مقبولة على نطاق واسع، في كل انحاء العالم. فأنا أعمل في شيكاغو، الولايات المتحدة الاميركية، حالياً.
لكن، حالياً، حتى الفرنسيين لا يهتمون بافكار لامارك التي احتوى بعضها على أخطاء حول التطور، أفكار حاولت الحطّ من الثقة بما طَرَحْتَهُ أنت.
أرى كتابك "أصل الأنواع"، الذي يُكمل عامه المئة والخمسين، عميقاً وثبتت قوّة طروحاته، فيما لو نتجاوز ما كنت تجهله عند كتابته ولم يُكتَشَف إلا حديثاً.
توفّر اكتشافات علم الأحياء الحديث، كثير منها لم تكن مُتصوّرة عندما بدأت أبحاثك في الداون هاوس، المزيد من الأدلة الداعمة لأفكارك، ولا أيّ دليل ينقض. لقد تعلمنا الكثير خلال المئة وخمسين عام، لكن، كل ما تعلمناه يتلاءم مع طروحاتك في كتاب أصل الأنواع.
خُذ الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين أو الد إن إي DNA مثلاً. هذا ما نسميه المادة الوراثية التي تعبر من جيل لآخر. حضرتك لم تعرف شيء عنه، هل تتذكر كيف تشوقتَ لمعرفة الآلية التي تحدث وفقها الوراثة؟ الآن، لدينا سلسلة كاملة من DNA لعشرات من الأنواع الحية، كل واحدة تقوم على سلسلة مشكلة من آلاف ملايين من رباعيات الاحرف (القواعد النيتروجينية) – أدينين، جوانين، ثايمين، سايتوسين - كل واحد منها يحتوي على مادة كيميائية مختلفة.
ماذا وجدنا حين قارنا تلك التسلسلات، كمثال، بين الفأر والانسان؟
لقد رأينا المُعادل DNA للتشابهات التشريحية – كثدييات – التي حضرتك قد اخذتها بالحسبان، يتقاسم الفأر والإنسان التحدّر من سلف مشترك، هو نوع سابق من الثدييات.
تقصّ القواعد النيتروجينية علينا ذات الرواية التطورية التي تميّز الرضاعة الطبيعية والدم الحار. تحدثك منذ 150 عام حول وجود سلف مُشترك هو أمر مدهش، في وقت لم تحدث فيه كل التقدّمات الحديثة في حقل نسميه:علم الأحياء الجزيئيّ.
في عملك، قدّمت قليل من الأدلة لتفسير التطور، انطلاقاً من السجلات الأحفورية. لكن، منذ عمل صيادي الأحفوريات الذي انتشر في العالم، قد أنتج الكثير من الأدلة على التغيرات التطورية وكثير من الصيغ "الإنتقالية" التي تربط مجموعات كبيرة من الحيوانات، مثبتة فكرتك حول السلف المشترك. لقد تنبأت أنت بوجود تلك الصيغ، ونحن عثرنا عليها.
ساعد اكتشاف المزيد من الأحفوريات بتدعيم طروحاتك عزيزي داروين.
تتضمن تلك الاحفوريات ما يبين الانتقال بين الثدييات والزواحف، الاسماك والبرمائيات وحتى الديناصورات ذوات الريش التي تُعتبر أسلافاً للطيور!! فقط خلال الأعوام الاخيرة، اكتشف علماء الاحاثة احفور يسمى تيكتاليك يُعتبر الأحفور المتوسط بين الأسماك والبرمائيات، لديه رأس مفلطح وعنق برمائي، لكن مع ذيل وجسم سمكة وزعانفه مُقاومة، قادرة على المشي بيُسر، عبر تعديل طفيف يعطيها فائدة عند مغادرة المياه. يقدم السجل الأحفوري لنا، بطريقة مباشرة، حدث تاريخي يتمثّل بغزو الأرض من قسم من الفقاريات. ولدينا أدلة مُقنعة لإعادة غزو البحر من قسم من الثدييات، وهو ما أدى لظهور الحيتان. في كتابك "أصل الأنواع" لديك الحقّ بملاحظتك حول الحيتان باعتبار أصلها يعود لحيوانات بريّة، لكنك قد اخطأت بنقطة: لقد اعتقدت بأنها تحدرت من نوع لاحم مثل الدبّ، لكن، حالياً، نعرف بأنّ هذا غير صحيح. أتى الحوت السلف من حيوان صغير ذو حافر يُشبه الغزال.
خلال الثلاثين عام الأخيرة، اكتشفنا بضعة أحفوريات متوسطة تغطي الفترة الممتدة بين غزلان قديمة وحيتان حديثة. تبيّن كيف فقدت الغزلان أطرافها الخلفية خالقة زعانف، وكيفية تحريك فتحة التنفس الى أعلى الرأس. أسكتت التيكتاليك كما سلف الحيتان الإعتراضات التي واجهتك والتي أكدت بأنه لا توجد صيغة انتقالية بين الحياة البرية والحياة المائية. وقد يأتي ما هو أكثر غرابة من انتقال تطوري هوالأقرب. العام 1871، تنبأت حضرتك بأن البشر هم الأقرب إلى القرود الأفريقية الكبرى – غوريللا وشمبانزي – فلقد عثرنا على أحفوريات لأشبان الإنسان في القارة الافريقية، والآن، لدينا كميات كبيرة منها!! ينتج أننا ننتمي الى نسب مُنفصل عن الشمبانزي – أقرباؤنا الأقرب – منذ ما يقرب من5 إلى 6 ملايين عام، لدينا سلسلة من الأحفوريات الممتازة التي توثّق انتقالنا من كائنات بدائية تشبه القرود الى صيغ بشرية حديثة راهنية.
لقد تحوّل نوعنا الى مثال تطوريّ. ونعرف أكثر الآن، تحضر أدلة قادمة من مادتنا الوراثية DNA تقول لنا بأن كل البشر الحاليين أحفاد كائن مُهاجر حديثاً – منذ 100000 عام – عندما غادر أسلافنا أفريقيا وانتشروا في العالم. الفكرة التي اهتميت بها هي الانتقاء الطبيعي. فعلاً معك كل الحقّ، فهي تُعتبر حالياً الآلية الرئيسية المتسببة بالتطور، إضافة لكونها أداة وحيدة في العملية التكيّفية. شيء سيهمك معرفته خصوصاً حول أدلة حدوث الإنتقاء الطبيعي عند طائر البرقش في جزيرة غالاباغوس والتي نسميها حالياً طيور داروين. منذ عقود عدّة، لاحظ بعض علماء الحيوان حصول حالة جفاف كبرى في تلك الجزيرة ما أدى الى تناقص البذور الصغيرة التي تأكلها تلك العصافير، وكما تنبأت، فرض الإنتقاء الطبيعي تطور الطيور بمناقير أكبر خلال بضع سنوات، يهمني اخبارك بأن نظريتك تلك تنال القبول عالمياً. كما حضرتك تعرف، شكّل التطور علقماً بالنسبة للمتدينين. كمثال، يتابع جزء هام، من العامة الاميركية المتمعة بثقافة عامة، اعتقاده بمحتوى سفر التكوين. لسوء الحظّ، بكثير من الأحيان، أضطر لوقف أبحاثي والتصدي "للخلقيين" الهادفين لتعليم وجهات نظرهم الخلقية الدينية في المدارس العامة.
لترقد بسلام سيّد داروين! وأتركك وكلي رغبة بحصول نموّ في العقلانيّة بهذا العالم المُضطرب خلال المئة عام القادمة.
تلميذك المتواضع جيري كوين
باروخ بلومبرغ، عالم أميركي وحائز على نوبل في الطب العام 1976 بسبب عمله حول العدوى الفيروسيّة، يكتب لداروين حول تأثيره بتطويره لقاح ضد التهاب الكبد باء. يشرح له على وجه الخصوص، اهمية مشروع الجينوم البشري (1990-2003) بخلق التطبيقات العملية لمفاهيم التطور والطب والصحة العامة، وكيف أن رحلاته الشهيرة العلمية الى أميركا الجنوبية قد دفعته لتخصيص حياته للبحث العلمي.
عزيزي داروين
يسرّني أن أكتب لك هذه الرسالة، بذكرى مئويتك الثانية، والذكرى 150 لصدور كتابك "أصل الانواع"، كتاب قد وحّد معرفتنا بعلم الأحياء وقد أثّر بقوّة على تصوّر البشر لمكانتهم في نطاق الطبيعه.
أرغب بتوضيح الأثر الذي حققته في البحث العلمي الحديث. الاستخدام المتزايد للأفكار التطورية في العلم والطب مُتاح بفضل التقدّم الحاصل بفهمنا للوحدات الوراثيّة، أي ما نسميه اليوم الجينات.
لقد أظهرت أنت أهميّة العامل الوراثيّ، ما قوله، كيف تنتقل الميزات من جيل لآخر. لكن، وعلى الرغم من أنّ ماندل قد عاصرك، فإنّ عمله المتمثل باكتشافه قوانين وراثية، لم يكن معروفاً حتى العام 1900 اي بعد سنين من موته.
اقتربت مفاهيم النظرية الوراثية للانتقاء الطبيعي، المبتدئة مع رونالد فيشر العام 1930 بدقة وراثية أكبر الى مفاهيم عامة حول الإنتقاء الطبيعي. لكن، ما أنتج مشروع الجينوم البشري، آنف الذكر، هو التقدّم في التطبيقات العملية لمفاهيم التطور على الطب والصحّة العامة.
نظّم وخلق ذاك المشروع خارطة للجينات وقد حدّدت بعضاً من وظائفها. الآن، نعرف بأن تنظيم الجينات وآثارها هو أعقد مما عرفناه.
مع ذلك، الفضل الاكبر بذاك المشروع، وعلى وجه الخصوص لقاعدة المعلومات والبيانات، كان بالتقدير للتنوع المدهش للصيغ الطبيعية الممكن العثور عليها بمستوى كيميائي حيوي وجينيّ.
أرى أن التنوّع الذي قد اكتشفته حضرتك، من خلال ملاحظاتك عبر مغامرتك العلمية ورحلاتك الشهيرة حول العالم، مفاهيمك الحيوية الموحدة ونشرك لكتاب "أصل الانواع"، أمراً مثيراً للإعجاب البالغ.
يتوجب عليّ الاشارة الى رحلاتك على متن السفينة بيغل، تنقلاتك عبر جبال الآنديز، اعمالك في الغالاباغوس وجزر المحيط الهادي، قد ساهمت بصياغة رؤيتي الشخصية للحياة كعالم ومسافر، ملاحظ للطبيعة في وضعها الطبيعي. حتى أنني استخدمتك، كمثال، بحثاً عن تمويل لتحقيق عملي الخاص حول الأرض.
عرفنا قبل أعوام كثيرة من اكتمال مشروع الجينوم البشري، أن الجينات تُنتِجً البروتينات. أتخيّل بتوجب معرفة بروتينات كبياض البيض، لكن، الآن، نعرف أشكال كثيرة من البروتينات المختلفة. يُشكّل هذا العنصر الكيميائي القاعده لكثير من العمليات الحيوية.
إنّ دراسة البروتينات أصعب بكثير من دراسة الجينات، لكن، هذا ذو فائدة بإمكانية ملاحظة التنوع، الذي ينتج عندما يحدث التفاعل مع البيئة المحيطة. مثلما أمضيت مع زملائك لزمن طويل، بالسفر عبر العالم للبحث عن تنوعات لدى الأنواع الحيّة – مثل طول مناقير الطيور أو التلوّن المختلف – عرفنا في الستينيات بأن تنوّع البروتينات في عينات من الدم، مأخوذة على مستوى العالم، هو مؤشّر جيد للتنوّع في الجينات المُنتِجة للبروتينات. إضافة لخلقنا فرضيات قد أكدّت بأنّ هذا التنوّع مرتبط بطرق مختلفة، تتفاعل الناس من خلالها مع مسببات الأمراض. باستخدام هذا الطرح، نكتشف عامل مُعدي يمكن ان ينتقل من شخص لآخر – ما نسميه فيروس – وهو المسؤول عن التسبّب بمرض التهاب الكبد ب، مرض خطير يصيب الكبد.
كذلك، حددنا بروتيناً يمكن استخدامه كلقاح مضاد لالتهاب الكبد ب، بحيث يمنع انتقاله. في الوقت الراهن، يجري استخدام اللقاح المضاد لالتهاب الكبد ب بكل انحاء العالم وقد خفّض عدد المصابين به وعدد الموتى بسببه.
اعتقد بأنك ستكون راضٍ عند معرفتك بأنّ ملاحظة التنوعات – كما فعلت مع الرخويات الصخرية – وتطبيق أبحاثك على المباديء الحيوية العامة، قد سبَّبَ إنقاذ حيوات الكثيرين.
يشرفني كتابة هذه الرسالة، على الرغم من عدم تاملي تلقي جواب. وهو تقصير من قبلي عند احتفالي بنجاحاتك، جوائزك وخلودك العلمي والأدبي، عدم اعترافي لحضرتك، وكما كل الكائنات البشرية، بأنّه قد نالك نصيب من الإحساس بالمحن والمعاناة.
لقد عانيت حضرتك من موت الأطفال الصغار، من تعرضك لانتقادات، غير مبررة، من الأصدقاء والعائلات ومن عدم الإتفاق مع علماء ومع المجتمع. لكن مساهماتك قد أنتجت التقدّم في فهمنا لحركية الطبيعة، وكما كتبت ببلاغة:
"تتكوّن الطبيعة من صيغ لا نهاية لها، جميلة ورائعة، وهي قيد التطوُّر دوماً".
باروخ بلومبرغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق