La Biblia nos presenta una serie de
relatos que nos parecen una locura, un monumento a la irracionalidad; historias
como los “Zombies” de Mateo; o el Diluvio universal; son verdaderamente
risibles; e incluso la misma creación del mundo y el hombre en Génesis tienen
marcados tintes de historieta cómica. Pero, si me dan a elegir la peor de
todas, la más absurda, la más infantil, la más irracional y disparatada… sin
duda elegiría la historia de “La burra de Balaam”
Veamos de qué trata esta historia a ver
si les puedo sacar al menos una sonrisa:
Cuando los Israelitas en sus múltiples
matanzas vencieron al los Amoritas, el pueblo de Moab se atemorizó mucho, por
lo que su rey Balac manda a llamar a Balaam para que maldiga a los Israelitas.
La Biblia nos dice lo que ocurre a
continuación:
Números 22,7-35
Leer más, aquí
كما قرأنا سابقاً، وسنقرأ، الآن، وبوقت لاحق،
يُقدّم لنا الكتاب المقدّس مجموعة من القصص التي تتصف بنوع من الحماقة
واللامنطقيّة. كما تدفعنا قصص أخرى للضحك رغماً عنّا! لكن، تتفوق "قصّة أتان
بلعام" بعبثيتها وسذاجتها ولامنطقيتها على باقي القصص.
لنقرأ هذه القصّة، ولنرى كم إبتسامة قد ترسمها على وجوهكم:
عندما إرتكب الاسرائيليون مجازر عديدة
بالعموريين، أصاب شعب مؤاب خوف شديد، لهذا إستدعى ملك مؤاب بالاق بلعام لكي يلعن
الإسرائيليين.
حيث يُخبرنا الكتاب المقدّس ما حدث، على
الوجه التالي:
سفر العدد – الإصحاح الثاني والعشرون
22 :7 فانطلق شيوخ مواب
و شيوخ مديان و حلوان العرافة في ايديهم و اتوا الى بلعام و كلموه بكلام بالاق
22 :8 فقال لهم بيتوا
هنا الليلة فارد عليكم جوابا كما يكلمني الرب فمكث رؤساء مواب عند بلعام
22 :9 فاتى الله الى بلعام
و قال من هم هؤلاء الرجال الذين عندك
22 :10 فقال بلعام لله
بالاق بن صفور ملك مواب قد ارسل الي يقول
22 :11 هوذا الشعب الخارج
من مصر قد غشى وجه الارض تعال الان العن لي اياه لعلي اقدر ان احاربه و اطرده
22 :12 فقال الله لبلعام
لا تذهب معهم و لا تلعن الشعب لانه مبارك
22 :13 فقام بلعام صباحا
و قال لرؤساء بالاق انطلقوا الى ارضكم لان الرب ابى ان يسمح لي بالذهاب معكم
22 :14 فقام رؤساء مواب
و اتوا الى بالاق و قالوا ابى بلعام ان ياتي معنا
22 :15 فعاد بالاق و ارسل
ايضا رؤساء اكثر و اعظم من اولئك
22 :16 فاتوا الى بلعام
و قالوا له هكذا قال بالاق بن صفور لا تمتنع من الاتيان الي
22 :17 لاني اكرمك اكراما
عظيما و كل ما تقول لي افعله فتعال الان العن لي هذا الشعب
22 :18 فاجاب بلعام و قال
لعبيد بالاق و لو اعطاني بالاق ملء بيته فضة و ذهبا لا اقدر ان اتجاوز قول الرب الهي
لاعمل صغيرا او كبيرا
22 :19 فالان امكثوا هنا
انتم ايضا هذه الليلة لاعلم ماذا يعود الرب يكلمني به
22 :20 فاتى الله الى بلعام
ليلا و قال له ان اتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم انما تعمل الامر الذي اكلمك به فقط
22 :21 فقام بلعام صباحا
و شد على اتانه و انطلق مع رؤساء مواب
22 :22 فحمي غضب الله لانه
منطلق و وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه و هو راكب على اتانه و غلاماه معه
22 :23 فابصرت الاتان ملاك
الرب واقفا في الطريق و سيفه مسلول في يده فمالت الاتان عن الطريق و مشت في الحقل فضرب
بلعام الاتان ليردها الى الطريق
22 :24 ثم وقف ملاك الرب
في خندق للكروم له حائط من هنا و حائط من هناك
22 :25 فلما ابصرت الاتان
ملاك الرب زحمت الحائط و ضغطت رجل بلعام بالحائط فضربها ايضا
22 :26 ثم اجتاز ملاك الرب
ايضا و وقف في مكان ضيق حيث ليس سبيل للنكوب يمينا او شمالا
22 :27 فلما ابصرت الاتان
ملاك الرب ربضت تحت بلعام فحمي غضب بلعام و ضرب الاتان بالقضيب
22 :28 ففتح الرب فم الاتان
فقالت لبلعام ماذا صنعت بك حتى ضربتني الان ثلاث دفعات
22 :29 فقال بلعام للاتان
لانك ازدريت بي لو كان في يدي سيف لكنت الان قد قتلتك
22 :30 فقالت الاتان لبلعام
الست انا اتانك التي ركبت عليها منذ وجودك الى هذا اليوم هل تعودت ان افعل بك هكذا
فقال لا
22 :31 ثم كشف الرب عن
عيني بلعام فابصر ملاك الرب واقفا في الطريق و سيفه مسلول في يده فخر ساجدا على وجهه
22 :32 فقال له ملاك الرب
لماذا ضربت اتانك الان ثلاث دفعات هانذا قد خرجت للمقاومة لان الطريق ورطة امامي
22 :33 فابصرتني الاتان
و مالت من قدامي الان ثلاث دفعات و لو لم تمل من قدامي لكنت الان قد قتلتك و استبقيتها
22 :34 فقال بلعام لملاك
الرب اخطات اني لم اعلم انك واقف تلقائي في الطريق و الان ان قبح في عينيك فاني ارجع
22 :35 فقال ملاك الرب
لبلعام اذهب مع الرجال و انما تتكلم بالكلام الذي اكلمك به فقط فانطلق بلعام مع رؤساء
بالاق
عندما ننتهي من قراءة القصّة، لا يعرف
الواحد منّا ماذا سيفعل:
يضحك أم يبكي؟
يضحك على هزليّة القصّة الكبيرة، أم يبكي على أشخاص
يدافعون عن مصداقيتهم.
سنحاول تحليل القصّة جزءاً جزءاً:
- الأتان أو البغلة
22 :28 ففتح الرب فم الاتان
فقالت لبلعام ماذا صنعت بك حتى ضربتني الان ثلاث دفعات؟
بحسب ما نقرأ هنا، يمكن للحيوانات أن تتحدث
ولديها القدرة على إيصال مشاعرها، ولا تقوم الحيوانات بهذا، لسماح الله لها
بفتح الفم للفظ الكلمات فقط. في هذا الوضع، فتح الله فم الحيوان ليتمكّن من
التعبير. عندما قالت الأتان لبلعام: ماذا صنعت بك حتى
ضربتني الآن ثلاث دفعات؟ فهي تُثبت لنا بأنها هي، وليس الله أو ملاك، التي تُستخدم
كوسيط. لكن، المثير هو ردّ بلعام، الذي بدلاً من الإستغراب لرؤية
وسماع أتان أو بغلة وهي تتكلم (كما لو أنه طبيعي ومألوف!!)، قال
لها:
22 :29 فقال بلعام للاتان
لانك ازدريت بي لو كان في يدي سيف لكنت الان قد قتلتك
تُجيبه الأتان / البغلة بصورة تضرُّعيّة،
بحيث تبدو كحيوان مثقف ذو قدرة هائلة على التعبير:
فقالت الأتان لبلعام ألست أنا أتانك التي ركبت عليها منذ وجودك الى هذا اليوم هل تعودت ان أفعل بك هكذا
فقال لا
لنكن عُقلاء صديقي القاريء المؤمن، فهل
تؤمن بأنّه يمكن لبغلة أن تتكلّم؟ هل تعتقد بأن الحيوانات لا تستطيع التكلُّم لأنّ
الله لا يسمح لها بهذا فقط؟ لا أجد مبرّراً لقول "تكلّم الله عبر الأتان /
البغلة"، ما يمكن رؤيته في النص هو أن البغلة تحدثت لوحدها وليست مجرّد
دمية، يحركها الله كما يشاء. لا يمكن أن يتنكّر الله ويظهر كبغلة، فهو، بهذا، سيمارس الإحتيال، ونحن نعرف بأنّ "الله لا يكذب" (نعم .. نعم .. أكيد!!).
- الملاك
سلوك الملاك المُثير، الذي يحاول عرقلة مرور
الأتان:
فقال له ملاك الرب لماذا ضربت أتانك الان ثلاث دفعات
هانذا قد خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامي
ألا يعرف الملاك الجواب فعلاً؟ أيّ صنف من
الأسئلة الغبيّة هذا؟ وهنا أتذكّر الجملة الشهيرة لله وسؤاله لقايين في سفر
التكوين – الاصحاح الرابع:
4 :9 فقال الرب لقايين
اين هابيل اخوك فقال لا اعلم احارس انا لاخي
أليس الله كليّ المعرفة والعلم؟ يجب
عليك صديقي القاريء المسيحي إعادة تقييم هذه الصفة الإلهية!
كذلك، جدير بالتنويه عجز الملاك عن
إيقاف الأتان، كيف يعجز كائن كليّ القدرة والقوّة كملاك الربّ بإيقاف الاتان
المسكين، إلى درجة تكرار المحاولة ثلاث مرّات؟ وإزاء كل هذا، لماذا لم يظهر لبلعام
مرّة واحدة فقط؟ وبهذه الطريقة، يجري تفادي معاملة بلعام السيّئة لأتانه. لا
أستطيع فهم هذه الأشياء بسهولة!
- الله
وبالنهاية، الموقف الأكثر هزليّة
وإضحاك، في كامل هذه القصّة الجنونيّة، هو موقف الله / يهوه. أنت تعرف صديقي
المؤمن أكثر منّي، بأنّ الله لا يتغيّر، بمعنى أنّ الله لا يُغيّر رأيه وكلامه
بمرور الزمن. لكن، تُبيّن لنا هذه القصة بأنّ الله يمكن أن يكون أيّ شيء ما عدا
أنّه لا يتغيّر. مدهشٌ عدد المرات التي يُغيّر فيها رأيه، كما لو أنّه يلعب
مع المسكين بلعام. لنرى:
يقول الله في الآية 12:
فقال الله لبلعام
لا تذهب معهم و لا تلعن الشعب لانه مبارك
لكن يعود في
الآية 20 ليغيّر رأيه، فيقول:
فاتى الله الى بلعام
ليلا و قال له ان اتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم انما تعمل الامر الذي اكلمك به فقط
وكأمر يدعو
للدهشة، يغير الله رأيه في الآية 22 بحيث ينفّذ بلعام ما كان قد أمره بالقيام به،
فأغضبه بما يفوق الحدّ الطبيعي:
فحمي غضب الله لانه
منطلق و وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه و هو راكب على اتانه و غلاماه معه
أمام هذا،
يُجيب بلعام في الآية 34، فيقول:
فقال بلعام لملاك
الرب اخطات اني لم اعلم انك واقف تلقائي في الطريق و الان ان قبح في عينيك فاني ارجع
يُعاكس ملاك الربّ قراره من جديد، ويقول في
الآية 35:
فقال ملاك الرب
لبلعام اذهب مع الرجال و انما تتكلم بالكلام الذي اكلمك به فقط فانطلق بلعام مع رؤساء
بالاق
بإيجاز ما سبق:
أولا، يقول له "لا تذهب" .. ثمّ يقول له "من الأفضل أن تذهب
وتنفذ ما أمرتك به" .. ثمّ يغضب الله لأنّ بلعام سينفّذ آخر إشارة ويأمر
الملاك بإزعاج، وبالنهاية، يأمره الله بأن يقول للملاك "بأنّه سيذهب".
كم مرّة قد
غيّر الله رأيه؟ 3 أو 4 مرّات؟ من المضحك تأكيد أنّ الله لا يتغيّر، كيف يمكن
وضع الثقة بهكذا إله وبهذا الموقف؟
تُشكّل قصّة بلعام والأتان مثال ساطع عن
لامنطقيّة ولامعقوليّة الكتاب المُقدّس، في زمنه، فما بالنا في مطلع القرن الواحد
والعشرين!
تحدّث إلينا صديقي القاريء المسيحي. هل
ترغب حقاً بتدريس قصّة عن "بِغال ناطقة" لأبنائك في المدارس
والمعاهد؟ كيف يمكن لطفل سيصبح مهنيّ جيّد، مهندس، طبيب أو رئيس جمهورية محتمل، أن
يعتقد "بتحدُّث الأتان"؟
إن كنت ترغب بالإعتقاد بهكذا خرافات، فهذا شأنك، لكن، أتوسّل إليك أن تترك للأطفال الفرصة ليكونوا أفضل، للتفكير بطريقة صحيحة وعقلانية.
فهم سيشكرونك على هذا في المستقبل حتماً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق