La historia ha demostrado que la mayoría
de nosotros necesita de la mitología para controlar nuestras pasiones
irracionales y que la razón, no es una maestra de moralidad efectiva para las
masas quienes son impulsadas por emociones. Quizás nuestro anhelo de
independencia ha alcanzado su límite cuando algunos de nosotros, en nuestro
intento de aplicar la llamada teoría psicológica a sistemas sociales reales,
intentamos declarar a la razón independiente de las emociones. Es aparente que
nuestro conflicto interno de razón vs. emoción esta reflejado en nuestros
conflictos sociales. Al ignorar la relación biológica entre la razón y las
emociones, mientras intentamos cambiar tradiciones o sesgos percibidos que no
nos gustan, podríamos estar alterando nuestro carácter colectivo y por ende
nuestro legado psicogenético de maneras no buscadas ni entendidas. Sin embargo,
tal riesgo no es tan latente, parece ser que no corremos "peligro" de
alterar nuestros psicogenes religiosos en el futuro cercano.
.
أثبتت الوقائع
التاريخية بأنّ غالبيتنا تحتاج للأساطير بُغية السيطرة على إنفعالاتها الحسيّة الغير منطقية؛
وأنّ العقل ليس مَعْلَماً أخلاقياً فعالاً بالنسبة للجماعات، التي تُساق
بإنفعالاتها تلك. ربما بلغت رغبتنا بالإستقلال حدّها الأقصى، عندما حاول بعضنا تطبيق ما يسمى
"النظرية النفسية" على أنظمة إجتماعية واقعية، وبهذا، نحاول التصريح
بإستقلالية العقل عن الأحاسيس. وهنا، يتضح توجسنا من جدلية العقل والأحاسيس،
الذي ينعكس من خلال صراعاتنا الإجتماعية.
بتجاهل العلاقة بين العقل والأحاسيس، وفيما
نحاول تغيير تقاليد أو قواعد محددة لا تُعجبنا، فبإمكاننا تغيير ميزتنا
المُشتركة، وبالتالي، تغيير رابطتنا النفسية الوراثية بصيغة غير منظورة ولا مفهومة.
مع ذلك، فهو خطر غير مستتر، يبدو بأننا لا نُقدّر "خطر" تغيير
مورثاتنا الدينية في المستقبل القريب.
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو لي بأنّ السبب الذي يدفع العلماء
لنقاش العقائد الدينية، هو ما يتصل بطبيعة تلك العقائد ذاتها. نتعلم الكثير من
عقائدنا الرئيسيّة قبل إمتلاك القدرة على تقييمها. العقائد التي نؤمن بها اليوم،
تلك التي تعملناها في شبابنا، هي عقائد تلقينية لا معلوماتيّة. لم نمتلك
القدرة على تقييم ما علمونا إيّاه أو أخذ قرار القبول أو الرفض لتلك التعاليم.
تعكس تلك الإعتقادات ثقافتنا، وقد أثرت عقائد أبوينا فينا خلال فترة الطفولة
المديدة.
سنتمكّن من تحقيق إعادة التقييم لعقائدنا
الأقدم والتقرير بما يخصّ الحفاظ عليها أو تغييرها، لكن، ترد في السياق الذي
غيّرت به تصوراتنا وفي ظلّ قدرة محدودة على تقييمها موضوعياً.
يُشكّل تعلُّمْ الإعتقاد
أو الإيمان قبل التفكير "عيبنا". لا يمكن لعقل فارغ تقييم ما يجب
الإعتقاد به.
نحتاج لسلّة نقدية للمعارف العقائدية
ولتقييم الإعتقاد ذاته، سلّة نقدية سواء بالحجم كما في المحتوى. فبمجرد تعلمنا
العقائد، ستبدأ تأثيرها بتصوراتنا، وبالتالي، ستحدّ من تصديق الأشياء التي نختبرها
في الحياة، بوقت لاحق.
وقد لاحظ رينيه ديكارت تلك المعضلة، فقال:
"السبب الرئيسيّ لإرتكابنا
الأخطاء هو الأحكام المُسبقة التي إكتسبناها خلال طفولتنا، والتي بنيناها على مباديء
لم نتمكن من محاكمة صحتها وقتها".
--------------------------------------------------------------------------------
يظهر جذر المشكلة في عملية غرس العقائد في
العقل. ففيما لو يتعلم كل جيل عقائده الأساسيّة قبل إمتلاكه القدرة على تقييمها،
بوصفها ثقافة، فسيخضع، وفق معايير راهنة، لتعاليم الأسلاف كعقائد هي الأقدم.
بترك عقائد الأسلاف جانباً، لن يخضع الواقع لتصوراتنا المُشتركة. تحتوي
عقولنا على عقائد، تجتمع لتُشكّل نموذج مفيد لتمثيل الواقع، لكن، ليس هذا هو
الواقع!
يجعلنا هذا ننظر بإستغراب لأفعال آخرين،
تُشكّل عقائدهم نموذجا مختلفا عن نموذجنا للواقع. على الرغم من أننا نميل للتفكير
بأنّ رؤيتنا الشخصية للواقع هي موضوعية، لأنها تقوم على رؤية مجتمعنا المباشرة،
فما تحتويه عقولنا، عملياً، هو نموذج عن الواقع ناتج عن قواعد مستمدة من ثقافتنا إلى
جانب قواعد شخصية خاصة.
لاحظ الفيلسوف الإنكليزي وليم الأوكامي بما يتعلق "بمعرفتنا" عن الواقع، الآتي:
"معارفنا مُصاغة ومحددة بوسائطنا وطرقنا لتصوُّر الأشياء،
وتُحتَجَزْ ضمن عقولنا، ولا ينبغي أن تصير موضوعيّة أو تُشكل الحقيقة المُطلقة
لأيّ شيء".
--------------------------------------------------------------------------------
الطريقة التي تطورت أدمغتنا وفقها، قد
تركتنا مع عمليات بيولوجية تؤثر، الآن، بعمق في كيفية وماهية ما نؤمن به.
لقد
رأينا كيف تؤثر العقائد القائمة بقوّة بكيفية تصورنا للواقع.
لا يُشكّل التصوُّر
عملية موضوعية للرؤية أو التفكير ثمّ للإعتقاد.
بل ما يحدث هو العكس.
وكما قال إيمانويل كانت:
ستتشابك طريقتنا بالتصوُّر، دوماً، بصورة صارمة، مع الشيء الذي نتصوره.
التصورات التي تدوم بذاتها، تُشكّل أمثلة كالتصورات المتغيّرة للواقع، التي يمكن أن
تعيد تعزيز نفسها. بينما تتحول العقائد لجزء من سلوكنا الموروث لإمتلاكها
قيمة البقاء على قيد الحياة، يمكن أن تبقى العقائد المغروسة بالقوّة معنا لزمن
أطول بسبب القيمة التي تمتلكها بالنسبة للأنا (أنانا نحن)، التي تُعتبر نتيجة
للطبيعة المتغيرة بتصوُّر معتقداتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق