في موسوعة ويكيبيديا، وعند البحث عن كلمة "ممانعة" تأتيك صفحتان، الأولى تتحدث عن "الممانعة المغناطيسية والكهربائية"، بينما تتحدث الصفحة الثانية عن محور المقاومة والممانعة، وتشرح بأنه اسم أطلقته على نفسها الدول التي تعارض السياسة الأميركية في العالم العربي، وتؤيد حركات التحرر الوطني العربية. وهذا المحور مؤلف من دول هي سوريا وإيران وحركات هي حزب الله في لبنان، احتار الناس في صياغة النسبة إلى هذا المحور، فاستقروا على كلمة "ممانعجي" أي ذلك الشخص الذي يعمل في خدمة هذا المحور، وتصبح مهنته هي الممانعة، ووفقاً لهذا فإن أغلب من يظهرون على شاشات التلفزة التابعة لهذه الدول ليدافعوا عنها وعن سياساتها هم ممانعجية، وقد أثبتت الوقائع طيلة السنوات الخمس الماضية أن الممانعجية لا يعارضون السياسة الأمريكية بشكل مطلق، بل هم يعارضون تحرر السوريين من سلطة آل الأسد، ويرفضون حرية الإيرانيين من حكم الملالي، ووكذلك يمانعون ضد حرية اللبنانيين من سيطرة ميليشيا حزب الله على الدولة اللبنانية وحياتهم، إذ أن أصحاب هذا التيار سيتفقون ضمنياً مع السياسة الأمريكية في حال كانت لديها نفس أهدافهم، ولكنهم ظاهرياً يعتبرون الولايات المتحدة منبع الشرور في العالم، طالما أن الشر المطلق هو إزاحة النظام الأسدي والنظام الإيراني وحزب الله اللبناني من المشهد.
برز النشاط الممانعجي الإعلامي منذ قرابة عقد ونصف في لبنان بشكل واسع يفوق نظراءه في سوريا وإيران ذاتها، وبات الممانعجية اللبنانيون هم الأبرز، فمنهم (الأخوين قنديل) غالب وناصر، اللذان يترزقان مثل غيرهما من النظام السوري بشكل مباشر، حيث لديهما مخصصات شهرية مرقونة ومسجلة في ميزانية وزارة الإعلام السورية، فضلاً عن امتلاك ناصر لتلفزيون (الخبر) الذي انطلق فجأة كشبكة إعلامية سورية في العام 2011 بدعم من النظام وأجهزته الأمنية، وتسهيلات من قبل شركة سيرياتل لصاحبها رامي مخلوف. ومن الممانعجية المشهورين بين الدهماء: فيصل عبد الساتر، وأيضاً رفيق نصرالله، وإلى ذات القطيع ينتسب كل من الشاعر الممانع غسان جواد والإعلامي غسان بن جدو (صاحب براءة اختراع جهاد النكاح)، والصحفي سامي كليب، والمحللين سالم زهران، وأحمد موصللي، وجوزيف أبو فاضل، وميخائيل عوض (يحمل الجنسيتين اللبنانية والسورية) الذي ظهر قبل أيام على فضائية النظام، وهو يشكر جميل حسن رئيس فرع المخابرات الجوية على اختراعه للبراميل رخيصة الثمن، التي تقتل عشرات السوريين يومياً.
ومن السياسيين اللبنانيين الذين كانوا ومازالوا يظهرون إعلامياً ليروجوا لهذا المحور، الممانعجيون: وئام وهاب، وفايز شكر، واليساري السابق زاهر الخطيب، وكذلك ميشال سماحة، الذي تكفل بنقل المتفجرات من مكتب علي مملوك إلى لبنان، تحضيراً لعمليات تفجير تستهدف معارضي النظام، قبل أن يلقى القبض عليه في العام 2012، والذي شكل اطلاق سراحه منذ أيام من قبل محكمة التمييز العسكرية في لبنان فضيحة كبرى مازالت تبعاتها وردود الأفعال عليها راهنة حتى اللحظة. وغير هؤلاء يوجد الكثير، ولكن بمستويات أقل من حيث الدهاء والحضور..
وبالانتقال إلى الدول العربية، فإن الأردن يأتي في المرتبة الثانية بعد لبنان من جهة عدد الممانعجية المؤيدين لبشار الأسد ونظامه، ومن بين هؤلاء يأتي ناهض حتر في المقدمة، وتتدرج بعده أسماء عديدة من القومجيين واليساريين كموفق محادين، وسعود قبيلات، وابراهيم علوش، وغيرهم.
الإعلاميون الممانعجيون الفلسطينييون، حاضرون بدورهم في المشهد، وأغلب هؤلاء يتصل عضوياً بأجهزة النظام التي تدعم الميليشيات الفلسطينية، التي باتت تقاتل مع قواته، وهم في أدنى درجات مراتب الممانعة، خاصة وأن خطابهم الإعلامي مازال عند حدود الأسطوانة المشروخة التي تقول: إن النظام السوري هو حامي القضية الفلسطينية.
ومن بين الممانعجية العرب، سُجل حضور بارز للإعلامية التونسية كوثر البشراوي المصابة بمرض "عبادة البوط العسكري"، والجزائري يحيى أبو زكريا صاحب نكتة "كلُ طويل لا يخلو من الهبل" على شاشة فضائية النظام.
أمام هؤلاء يظهر الإعلاميون السوريون الممانعجيون أشبه بتلاميذ صغار، يحتاجون إلى دروس كثيرة، كي يصلوا إلى المستوى المطلوب، فمعظم ما يخرج به هؤلاء على شاشات النظام يبدو أشبه بمزاح سخيف، مقابل قدرة الممانعجية العرب على اختراع الجديد المتقن، فحكاية "البارجة الألمانية" لمؤلفها طالب ابراهيم، و"مقلوبة الأسد" (مجهولة المؤلف) وحكاية "عقل حافظ الأسد: المحفوظ في كومبيوتر روسي (مجهولة المؤلف أيضاً) كلها حكايات تشبه "الخرطات"..! أمام عبقريات متقدة يمتاز بها اللبنانيون دون غيرهم، والذين يتقنون فنون (الكلمنجية) في إقناع عشاق قنوات الدنيا والإخبارية والفضائية والمنار والميادين.
إذاً، وبحسب الترتيب السابق، يمكن القول بأن للممانعجية طبقات، فالفحول هم اللبنانيون، وكل من يعمل في التيار ذاته من العرب والسوريين هم في مراتب ثانية وثالثة ورابعة. وإذا اعتبرنا أن لهذه الفئة اقتصادها، ووسائل تمويلها، فإن خزينة الدولة السورية التي يتحكم بها نظام الأسد تبذل أمام هؤلاء الكثير، غير أنها ليست المصدر الوحيد لتمويل نشاط الممانعجية، بل إن إيران هي المغذي الأساسي لاقتصاد هؤلاء، وقد ذكر في تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط قبل يومين، وبحسب مصدر لبناني واسع الاطلاع "إن إيران أنشأت في بيروت "غرفة عمليات" إعلامية كبيرة تدير المضمون والمحتوى الإعلامي لوسائلها الإعلامية التي تبلغ العشرات، بهدف تنظيم عملها وحملاتها وضبط توجهاتها. وتضم غرفة العمليات هذه مجموعة من «المحللين» الذين يتنقلون على الشاشات اللبنانية والعربية لشرح مواقف حزب الله والدفاع عنها. كما أنها خلقت منصات إعلامية تنطق باسمها، وتروج لسياستها، وتحاول تشكيل رأي عام مناهض للسياسات العربية، يستهدف الطوائف عبر التخويف حيناً، وشراء الولاءات لزرع القلق في أحيان أخرى". وذكر تقرير جريدة الشرق الأوسط أن الآلة الدعائية الإيرانية "تمتد على مساحة إعلامية تشمل عشرات المواقع الإلكترونية وبعض الصحف والشاشات، وعبر وجوه إعلامية تحمل ألقاباً مثل «باحث استراتيجي» و«خبير سياسي» وغيرها، مدفوعة بمال سياسي يُضخ منذ عام 2005، ويقدر متابعون حجم الاستثمار، بملايين الدولارات سنوياً".
وبعد كل ما سبق، والذي يظهر وجود ميليشيا إعلامية مدربة وممولة، ترعاها إيران ومعها النظام السوري، وتبذل لها التسهيلات والمال، يأتيك من يسأل عن سبب قوة إعلام الممانعجيين، وضعف إعلام معارضي النظام..!!
تعليق فينيق ترجمة
نتفق مع ما ورد بمقال السيّد على سفر، ونؤكد على أنّ كل من يُدافع عن مافيا الأسد لا يمتلك أيّ مبرّر منطقي لهذا الدفاع، بل هو يدافع لمصالح شخصية نفعية رخيصة محضة مهما حاول تزيينها بالشعارات! في كتاب "سورية في عهدة الجنرال الأسد (ملعون الروح حافظ المقصود .. وليس الإرهابي ابنه راهناً)" للصحفي البلجيكي دانييل لوغاك، نقرأ الآتي:
ص 152
ص 169
ص 213
ص 217
طبعاً هذا غيضٌ من فيض!! ويقولون لك محور " مقاومة وممانعة "؟؟!! وكان حريٌّ بهم أن يقولوا " محور المُقاولة والمتاجرة "!!
ويلعن روحك يا حافظ .. اللعنة على أرواح كل الأبواق المُدافعة، عن تلك المافيا الإرهابيّة، الأحياء منهم والأموات!
وشكراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق