Muy posiblemente, casi todos recordamos la parábola del buen samaritano, descrita en el evangelio de San Lucas. En ella, Jesús quiere ilustrarnos sobre el hecho de que la compasión y la generosidad deben ser ejercidas con todos, y no sólo con nuestros familiares o con quienes consideramos nuestros amigos o compañeros. Para educarnos sobre este aspecto Jesús cuenta la historia de un hombre que es atracado en el camino y abandonado malherido a su suerte. Un sacerdote y un Levita pasan de largo por el camino sin ayudarle, pero un samaritano, el buen samaritano, lo recoge, lo conduce hasta un mesón y le dice al mesonero que lo cuide hasta que sane y que él correrá con todos los gastos.
se puede leer todo el artículo, aquí
ربما، يتذكر الكثيرون قصة السامريّ الصالح الموجودة بإنجيل لوقا (يوجد قصص شبيهة بأديان أخرى سيما بالإسلام .. فينيق ترجمة).
حيث أراد المسيح تنويرنا حول عمل
الرحمة والكرم وضرورة تعميمها مع الجميع، وليس فقط مع أهلنا أو أصدقائنا. ولأجل
تثقيفنا بهذا الأمر، يقصّ المسيح حكاية رجل تمّ الهجوم عليه وضربه
وسرقته بالطريق وتركه لمصيره، وحين مرّ كاهن وواحد من اللاويين في ذات الطريق،
فلم يقدما أيّ عون لذاك الشخص، بينما حين مرّ رجل سامريّ صالح قد أخذه إلى نزل (فندق)
وطلب الإهتمام به حتى يشفى، وقد تكفّل بكل النفقات.
"أحبّ قريبك كمحبتك لنفسك" (وستنال الحياة الأبدية)، هذا أقصى ما رغب المسيح بتعليمنا إياه، وهو تعليم يتوخى
القضاء على كثير من المشاكل التي تواجه البشرية، لكن، مما نجهله، هو إمكانية قيام البشر بتحقيق هذا الأمر أو لا
يتوجب عليّ إيضاح
أنني لا أتكلّم دينياً أو أخلاقياً؛ بل بيولوجياً.
سأشرح الأمر، فيما لو أن المسيح أو
أيّ قائد إجتماعي آخر، قد قال لنا "تعلموا الطيران كالنسور" (وستنالون الحياة الأبدية)، سيعتقد بعض المعاتيه (جمع معتوه) بإمكان تحقيق هذا الأمر.
أما
الأغلبية، فستقول: لو أراد الله من الإنسان أن يطير، لكان قد خلق له أجنحة. ما يعني،
لا تحضر، في بيولوجيتنا وطبيعتنا، القدرة على الطيران كالنسور، فمن المستحيل القدرة
على تحقيق هذا الأمر.
ما هو بديهي، بناءاً على قدراتنا الجسدية،
وليس بناءاً على قدراتنا الفكرية والحسيّة أو الأخلاقية التي نمتلكها. ما يعني
أننا نعرف حدودنا الجسدية أكثر من حدودنا الفكرية.
قليلون، من يعتبرون أنفسهم
كلاعبي قوى كبار، لكن، يعتبر الكثيرون أنفسهم أذكياء جداً. وأيضاً، يمكننا التفكير
بالتمتُّع بصفة كرماء وصالحين مع القريب أكثر مما نستطيعه بالواقع.
هنا، يحضر
السؤال، هل القدرة على محبة القريب كمحبتنا لذاتنا، هي جزء من طبيعتنا، جزء من بيولوجيتنا؟
من المؤكد بأن كل شخص لديه فكرته
الخاصة، كجواب، على هذا السؤال.
مع هذا، ليس سيئاً تحقيق بعض الدراسات لإختبار
ما يمكن للعلم قوله بهذا الإطار.
هل يمكن للكائن البشري أن يتصف بالكرم مع أيّ
كان حتى لو لا يعرفه؟ مع أعدائه؟ إلى أيّ مدى تنطوي الطبيعة البشرية على هذا
الشأن؟
جرى وضع دراسات للإجابة على هذه الإستفهامات.
النتائج إيجابية، ولو أنها لم تُثبت إمكانية محبة الآخرين كمحبتنا لذاتنا.
في الواقع، اعتُقِدَ، حتى وقت قريب،
بأنّ الكائن البشري الوحيد القادر على ممارسة مبدأ المعاملة بالمثل. إنها صفة نوعيّة تسمح بمساعدة الآخرين،
دونما تمييز، وذلك وفق البيئة والوسط المحيط، والتي تساعدنا، بالعموم، على تحقيق ذلك.
كمثال، فيما لو نعثر بالصدفة على ورقة 50 يورو في الشارع، يجب أن نشعر بكرم زائد، ذاك اليوم بالذات، مع الآخرين، أو على الأقلّ باللحظات التالية لوقت العثور
الصدفوي ذاك.
إضافة لهذا النوع من التبادل، كذلك،
الكائن البشري قادر على التعامل بالمثل (أن تساعد من يساعدك) والتعامل
غير المباشر (مساعدة من يساعد الآخرين). ما يعني، نحن قادرون على تقييم كرم الآخرين وتعزيز كرمنا
أو لا، وفق نتيجة التقييم. لكن، من الصعب أن نتصف بالكرم مع الآخرين، فيما لو
لا تشجّع البيئة على هذا، سيما حين لا يساعدنا الأشخاص الأقرب لنا.
سنتأكّد بأنّ بيولوجيتنا تدفعنا لنكون كرماء وأن نساعد الآخرين، من خلال إثبات
أنّ حيوانات أخرى قادرة على ممارسة الكرم مع الآخرين من
نوعها الحيّ ذاته. ففيما لو تمتلك تلك الحيوانات، بطبيعتها، تلك القدرة، فالأكثر ترجيحاً، هو أنّ يتعمم هذا السلوك أكثر في المملكة الحيوانية.
لهذا السبب بالذات، قرّر باحثان من جامعة برن السويسرية دراسة الكرم عند
الفئران في المُختبر.
فبكل تأكيد، إن يتصف حيوان كالفأر بالكرم، فإنّ حيواناً،
كالكائن البشريّ، هو كذلك بنسبة كبيرة، فينتمي الإثنان للثدييات
بالنتيجة.
لتقييم الكرم عند الفئران، درَّبَ
الباحثان مجموعة من تلك الحيوانات للضغط على ذراع لترك الغذاء
لنظرائهم بالنوع (لفئران أخرى) وليس لأجلهم. وجد الباحثان بأنّ الفئران التي استقبلت
الأغذية الخيرية تلك نسبتها 20% نتيجة المساعدة من فئران مجهولة. وهذا، ما يمكننا
تسميته التعامل بالمثل والذي أشرنا له أعلاه، أمام هذه المفاجأة العامة، يمكن لتلك
القوارض أن تقوي إتجاه الكرم هذا.
من جديد، نرى أن الإنسان لم يعد الكائن الخصوصيّ
والوحيد بكرمه أيضاً، ويتقاسم هذه الميزة مع حيوانات مهضومة كالفئران!
لكن، لا ينتهي كرم الفئران عند هذا
الحدّ. فقد تمّ التحقّق، كذلك، من أنّ الفئران التي تمت مساعدتها من نظرائها
المعروفين بلغت 50% والتي كانت أكثر ميلاً لتقديم العون حتى لو لم يتم تقديم العون
لها بالمقام الاول. هذا مثال على التعامل المباشر، وبهذا، يظهر أن الفئران قادرة
مثلنا على تنفيذه. نُشِرَت هذه النتائج في مجلة بلاص بايولوجي.
(هذا المقال منشور العام 2007).
تقترح هذه الدراسات
بأنّ مساعدة الأشباه، ربما هي ميزة مُنتقاة بطول تاريخ تطور الأنواع الحيّة،
لقدرتها على الإسهام بالبقاء على قيد الحياة لهذه الأنواع الحيّة (هنا، تحضر مسألة
الأخلاق والقيم بالطبع .. فينيق ترجمة).
ما يعني، أنّ الأنواع الحية، على الأقل الثدييات العليا،
والتي تضمّ أعضاء تتعاون ولا تتنافس فقط فيما بينها، هي التي بقيت على قيد الحياة
حتى يومنا هذا. بديهياً، أن تتوقّف
القدرة على الإتصاف بالكرم مع الجميع أو فقط مع البعض، على القدرات الثقافية أو
المعرفية بما يخصّ التمييز، أي متى يتوجب علينا الإتصاف بالكرم ومع مَنْ، وهي قدرات أيضاً، قد تعرضت للنمو بطول تاريخ التطور.
حسناً، بالتالي "محبة القريب كمحبة نفسك" هي موجودة بجيناتنا بصيغة ما، موجودة بطبيعتنا. تشير تلك الدراسات على
الفئران ودراسات أخرى على البشر، إلى أنّه فيما لو نضع الكرم موضع التطبيق
والتنفيذ، فهذا، سيشجّع الآخرين على القيام به وتنفيذه.
فالأمر لا يقتصر على إطناب
بالكلام. بل توجد قاعدة علميّة وبيولوجيّة ومنطقيّة لهذا الأمر،
قاعدة يمكنها العمل إذاً.
بالنتيجة، ممارسة الكرم من قبل الكائن الحيّ وتقديم العون
للآخرين المحيطين به، كائناً مَنْ يكونوا، سيجعلنا نعيش كلنا بعالم أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق