Rina rezaba por la niña aunque no la conocía. Doblada ante sus ídolos, disponía de su tiempo para pedir a seres invisibles que la salvaran. Una cadena de oración se había desatado por las redes sociales y todos decían orar por ella y su recuperación; de hecho, una devota afirmaba que el que no rezaba no era lo suficientemente altruista. Pero ni la niña era real, era otro de esos cuentos de troles que llevan años en internet, ni la señora tenía idea de los distintos significados que son manejados respecto al altruismo. ¿Quién se benefició con el rezo y para quién fue costoso? ¿Es posible considerar la conducta creyente como un fenómeno altruista?
se puede leer todo el artículo, aquí
لقد صلّت رينا لطفلة، على الرغم من عدم معرفتها شخصياً.
خصصت جزءاً من وقتها للدعاء والتضرُّع للكائنات الغير مرئيّة لكي تنقذها.
سلسلة من الصلوات والتضرعات والدعوات في شبكات التواصل الإجتماعية، وأجمع الجميع على الصلاة لأجلها ولأجل شفائها. في الواقع، أكّدت السيدة المتدينة بأنّ من لم يقم بالصلاة، يفتقد للإحساس بالإيثاريّة الكافية. لكن، لم تكن الفتاة واقعيّة، بل هي حكاية جديدة من الحكايا المُختلَقَة المنتشرة على الشبكة العنكبوتية منذ سنوات، ولم تمتلك السيدة فكرة عن المعاني المختلفة المتصلة بالغيرية أو الإيثاريّة.
مَنْ استفاد من الصلاة ومَنْ تحمَّلَ الكلفة؟
هل يمكن إعتبار السلوك الإيمانيّ ظاهرة إيثاريّة؟
حسناً، سنبدأ هذا الطريق المؤدي للإيثارية مع قصّة الطفلة الصينية التي ماتت إثر صدمها بسيارتين، والتي تجاهلها 18 شخص من المارّة، الذين عبروا بالقرب من جسدها المدمى وتجاهلوها، في الواقع، وفيما لو أن واحداً منهم قد مدّ يد العون لها، لكان من المحتمل أن تنجو الطفلة وتبقى على قيد الحياة. بشكل مؤكد، أثارت الحادثة، التي انتشر خبرها عبر فيديو على اليوتيوب، نقاشاً في الصين حول معاملة السامريّ الطيب (القصة الإنجيلية الشهيرة).
هي حادثة تعود للعام 2006، حينما توجّب على شخص دفع النقود لأجل إنقاذ حياة امرأة، لهذا قالوا: معاقبة السامريّ الطيب غير مجدية، ويجب على كل الناس القيام بهذه الأمور.
رغم هذا، فلم يكلّف أحد نفسه بتقديم العون للطفلة المتعرضة للدهس، وهو أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره. تُظهِرُ الوقائع أشخاصاً، لا يمتلكون أيّ ميل نحو الإيثاريّة والتعاطف.
كيف يمكنك تبرير تجاهل جسد جريح لطفلة صغيرة في وسط الطريق؟
وكيف يمكن ربط هذا الموقف بمن يقومون بالصلوات للاشيء ولأجل لا أحد؟
تُبنى الإيثاريّة على قاعدة تضحيتنا لتقديم العون للآخرين.
يمكن تمييز الظاهرة عند حيوانات أخرى، وتطال الإيثاريّة الأكثر شعبية الأكثر قرباً منّا، ما قوله:
الايثاريّة نحو عائلاتك هي أكبر من الإيثاريّة نحو المجهول أو غير القريب.
يفسّر الباحثون إمتلاك التضحية بالقليل لمعنى أكبر، فتصبح من خياراتك لأجل إختبار سماح تضحيتك لأشخاص قريبين لك بالقيام بما قمت به. يجري الكلام كثيراً عنه، عندما تُوصَفُ أنواع حيّة، تبدأ إيثاريتها، بذات الصيغة، التي تتكرّر وفقها. ويسمى هذا إيثاريّة نمطية ظاهريّة، ولها ثمن بالنسبة للفرد، لكنه أنانيّ، جينياً، لانه يُفيد إستمرار حضور جيناته. وهي ظاهرة، قد فسّرها الإنتقاء الطبيعيّ.
يفسّر الباحثون إمتلاك التضحية بالقليل لمعنى أكبر، فتصبح من خياراتك لأجل إختبار سماح تضحيتك لأشخاص قريبين لك بالقيام بما قمت به. يجري الكلام كثيراً عنه، عندما تُوصَفُ أنواع حيّة، تبدأ إيثاريتها، بذات الصيغة، التي تتكرّر وفقها. ويسمى هذا إيثاريّة نمطية ظاهريّة، ولها ثمن بالنسبة للفرد، لكنه أنانيّ، جينياً، لانه يُفيد إستمرار حضور جيناته. وهي ظاهرة، قد فسّرها الإنتقاء الطبيعيّ.
يكتب إختصاصيّ التطور روبرت تريفيريس، التالي:
"تتوقف فوائد التبادل على النسبة غير المتساوية للثمن / الفائدة للعمل الإيثاريّ، ما يعني بأنّ فائدة العمل الإيثاريّ لمن يستقبله، هي أكبر مما يحققه هو من عمل. يمكننا تعريف العلاقة ثمن / فائدة: كزيادة أو تقليل في الفرص، التي تنشرها الأليلات البارزة في السكان".
ونستمع للكلام عن دور الأليلات في الإيثاريّة البيولوجيّة، وكيف يتم الإعتماد على كميّة تلك الخيطان الدقيقة في الكروموزومات، حيث تقوم الجينات بحلّ مسألة الهويّة الجنسيّة للحيوان، فيما لو يُصاب بالعقم أو لا، فيما لو سيتمكن من التكاثر أو لا.
تُستخدم الرياضيات كثيراً في علم الأحياء التطوريّ، حيث تساعد بوضع صيغ تتضمن علاقة الثمن / الفائدة لفرد، لأجل تقدير درجته بالإيثاريّة والأنانيّة.
تطور الجماعات، الإيثاريّة العائليّة، التعامل بالمثل والتخريب من الداخل:
تشكّل بعضٌ من العناصر الداخلة في تلك الملاحظات المعقدة.
بالنهاية، وكما يقول ريتشارد داوكينز:
في جماعة متكونة من الإيثاريين وفيها أنانيّ واحد فقط، إنتهازي واحد فقط:
يمكنه ان يساهم بضياع كل شيء!!
مع هذا، تبقى الايثاريّة على قيد الحياة في الطبيعه، لأنها تترك فوائدها.
فبكل تمظهراتها القائمة، سواء لإستيعاب الأليلات بتحديد الوظيفة أو بإتباع قواعد الجماعة لتحسين الوضع العائليّ ووضع الفرد أيضاً.
تُشير إستمرارية وجود الايثاريّة إلى أنّ حضورها مفيد للجماعات، سواء عبر الإيثارية ضمن العائلة أو عبر التعاون المتبادل بين أفراد مختلف المجموعات.
يشرح عالم الأحياء سمير عكاشة في مقاله "الإيثاريّة البيولوجية"، قائلاً:
"يُحكى، بكثير من الأحيان، عن التعاون المتبادل. في تلك الظروف، لا يساهم الفرد بتحقيق فوائد فقط بل يستقبل هو تلك الفوائد، لا يعني ذات التضحية بالإيثاريّة، ولو أنّ البعض يستخدمونه كمرادف، ولا يحتاج كذلك لتفسيرات حول تغيُّر ما في القدرة التكاثريّة لمن يحقق العمل، لان العمل سيتضمن الفائدة لكليهما. يسميه البعض فائدة متبادلة، فيما يقترح آخرون تسميته: نتائج الفائدة".
تستند هذه الإيثاريّة البيولوجيّة الأساسيّة على التضحية الصافية لتحقيق فائدة للآخر، حيث تتأسّس على الفكرة البسيطة لانتقاء القرابة أو اصطفاء القرابة. العائلة هي فلتر تصفية، حيث تجتاز أفراد، بجينومات شبيهة لما نحمل، الفتلر، لن نسلك كإيثاريين مع كل العالم لأن "الجين الايثاريّ*" لن يبقى على قيد الحياة، سيبقى فقط الاناني. لكن بتحديد سلوك الأشخاص مع ذات الوحدات الجينية، ستكون احتماليتها بفضل الجماعة الكاملة أكبر بكثير.
يتابع السيد عكاشة، قائلاً: "هذا، يريد القول بأنّ الجين الإيثاريّ، من حيث المبدأ، يمكن أن يتوسّع عبر الانتقاء الطبيعيّ. يدفع الجين الكائن ليقوم بسلوك وفق صيغة تخفض قدرته التكاثرية، لكنها تزيد من تلك القدرة في أفراد عائلته، والذين لديهم متوسط أعلى، كذلك، لحمل الجين. هكذا، سيساهم الاثر العام للسلوك بزيادة عدد نُسخ الجين الايثاريّ في الجيل التالي، وبالتالي، حدوث السلوك الإيثاريّ".
حضرت الفكرة منذ العام 1933، عندما حاول إثباتها جون هولدين، وإنتشرت، لاحقاً، ورسّخها وليام هاميلتون خلال العام 1964، عندما أصدر قاعدته المعروفة:
الجين الإيثاريّ، سيتعرض للإنتقاء الطبيعيّ عند وجود علاقة قرابة بين المُتبرع والمُستقبِل.
هكذا، ووفقاً للنوع الحيّ، يضيف التطوريون الصيغ، التي فيها إحتمال أكبر لنسخ الجين، فيما لو يكن السلوك موجهاً لعائلة قريبة.
يرى هاميلتون:
"الخصوصية التي نراها في النظام الجيني، المعروف باسم نظام تحديد الجنس عند غشائيات الأجنحة، المسمى فردانية ضعفانية، حيث نجد عند النحل تقاسم المعدل المتوسط الأنثوي لجينات أكثر بين الأخوات منها مع الأبناء. بهذا الشكل، ستمتلك الأنثى فرصاً أكبر لنسخ جيناتها في الجيل التالي فيما لو تتم مساعدة الملكة على إتمام التكاثر، والذي بدوره، سيزيد من عدد الأخوات عوضاً عن امتلاك الأبناء. تزودنا نظرية إنتقاء القرابة بتفسير دقيق للكيفية التي أمكن عبرها تطور حالة العقم عند الحشرات من خلال العملية الداروينية".
من المفترض أنها نظرية مثيرة للجدل، خصوصاً بموضوع جوهريّ يتمثل بالتطور الجنسيّ للحشرات وبالعقم. وكما قلت سابقاً، يتم تقديم النظرية من خلال صيغ تقيس الثمن والطاقة لفرد، يقوم بتحضير سلوك ايثاريّ، وكيف أن نتائجه، لا تزيد من نسخ الجينات بجماعته وعائلاته فقط، بل تزيد من قدرته الحصرية المتمثلة بقدرته الشخصية الخاضعه لازدياد أثره بالآخرين. بكلمات أخرى، يمكن تقليل قدرة الفرد على التكاثر، لكن ستشمله فوائد الجماعة ضمن تغيرات أخرى.
يتابع عكاشه تفسيره، قائلاً:
"بدلاً من التفكير بمصطلحات تعتبر أن الجينات الأنانية، تحاول زيادة تمثيلها المستقبلي في الحوض الجيني، يمكننا التفكير بمصطلحات لأفراد، تزيد قدرتها المتضمنة بين أفراد في الجماعة". " ترى أغلبية الاشخاص بأنّ رؤيتها اعتباراً من وجهة نظر الجينات بدلاً من الفرد، هو أكثر بساطة، أكثر بساطة بالتفسير، مع هذا، رياضياً، هما ذات الشيء".
حسناً، تؤكّد دراسات مختلفة على أنّ انتقاء القرابة لا يحتاج بالضرورة لصنع هذا الفارق، كذلك، ليس الاحتمال الوحيد. في الواقع، تميّز الحيوانات بعضها من خلال الجهاز الشمّي، مع هذا، للآن، غير معروف كيفية تحقيقه، يخبرنا التطوريون عن امتلاكنا لمؤشرات تقريبية. لقد تكلمنا سابقاً، كمثال، عن البصمة الجينية، وهي عملية مستخدمة من قبل الحيوانات لتمييز الأم أو ذاك الشخص الذي يرونه للمرة الأولى بعد الولادة.
نشر كونراد لورنتس المُصطلح على ظاهرة متبعة لدى بعض الإوزات بعد الولادة.
بالنسبة لبعض علماء الأحياء الإجتماعيين، يمكن تحديد هذا السلوك والتحكُّم به بواسطة الجينات، لكن، ترى أغلبية التطوريين بأن القرابة ليست محددة بدقة جينياً، بل أنّ الجينات تزيد الإحتمالات، التي يسلك بها الكائن كصيغة محددة مع مَنْ يتلقاها.
لكن، هذا سلوك صعب.
في الواقع، يرفض البعض إنتقاء القرابة كتفسير رئيسيّ للإيثارية، والتي هي بالنهاية، تتأسّس على أنانيّة الجينات لزيادة توسعها وليست إيثاريّة "نقيّة".
يتابع عكاشه شرحه:
"فيما لو اننا نتحدث عن نيّة واعية بالمساعدة، بالتالي، الكائنات الحيّة غير قادرة على تحقيق إيثاريّة حقيقية ولا أنانيّة حقيقية. النمل والنمل الأبيض، على سبيل المثال، يُفترض عدم امتلاكها للنيّة الواعية، بالتالي، سلوكها لا يمكن تحقيقه بقصد تشجيع مصالحها الخاصة ولا مصالح الآخرين. لاجل هذا، التفكير بأنّ الايثاريّة في الطبيعة هي مجرّد ظاهرة فقط، هو أمر لا يمتلك كثير من المعنى. التباين بين الايثاريّة الحقيقية والايثاريّة البسيطة، ببساطة، غير مطبق على أغلبية الأنواع الحيوانيّة".
دراسة جديدة مثيرة للإهتمام، جرى تحقيقها في المعهد الجامعي في لندن، تقترح آلية، نستخدمها لرؤية القرابة من خلال الوجوه، بحسب فريق البحث، نتمكن من تمييز عائلتين بفضل أهليّة الدماغ القادرة على التقاط تغيرات بنيوية في وجوه الاشخاص بذات القرابة.
لا يرى الباحثون الأمر من خلال برامج معلوماتية عديدة بتلك الإختبارات فقط، بل كصيغة إستمرارية تحقيقها عبر عمليات، تساعدنا على التعرّف على أنفسنا، وتطوير التصوّر بين الجنسين والأقارب.
يُعرف الجانب البيولوجي للإيثاريّة بعمق، برغم بقاء بعض الجدل الذي ينتظر الحلول، فهكذا، تقبل أغلبية علماء الأحياء تلك النماذج من الايثارية المولودة من الحاجة لنسخ الجينات ونشرها.
لا يعجب هذا الميدان الجينيّ حول حيواتنا الكثيرين، لكنه ميدان قائم ومعترف به ويمكن قياس عناصره.
مع ذلك، المشهد أكثر تعقيداً بحسب النوع الحيّ، حيث يشكّل النوع البشريّ ملك التعقيد على وجه الخصوص!
لانّ العامل الثقافي له تأثيره فينا أكثر منه بأيّ حيوان آخر.
في الواقع، لدينا فروع علمية عديدة تدرس سلوكنا وصيغ التفكير.
لأجل دراسة الانسان العاقل:
يجب أخذ كثير من الأشياء بالحسبان؛ الأنانية والإيثاريّة سِمتان كبيرتان في سلوكنا المعقّد.
الهوامش
* عند الحديث عن "الجين الإيثاريّ"، يُراد القول واقعياً من خلاله، التالي:
"سلوكيات مرعيّة أو مفضلة بسبب حضور وحدات جينية (مُورِّثات) محددة".
الهامش مُترجم عن هامش للنصّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق