Rafael Navarro-Valls, miembro de la Real Academia de Jurisprudencia y Legislación de España, analiza con precisión qué es lo que está en juego en la cita electoral estadounidense de 2012.
Acaba de comenzar en Estados Unidos el maratón electoral que concluirá el 6 de noviembre de este año 2012 con la designación de un nuevo presidente. Así como el partido demócrata tiene ya como candidato a Obama, el partido republicano tiene que recorrer un largo camino hasta agosto, que elegirá en la convención de Tampa Bay (Florida) el candidato que se enfrentará al presidente electo.
Acaba de comenzar en Estados Unidos el maratón electoral que concluirá el 6 de noviembre de este año 2012 con la designación de un nuevo presidente. Así como el partido demócrata tiene ya como candidato a Obama, el partido republicano tiene que recorrer un largo camino hasta agosto, que elegirá en la convención de Tampa Bay (Florida) el candidato que se enfrentará al presidente electo.
Leer el resto, aquí
الكاتب رافائي نابارو فالس عضو الأكاديمية الملكية للتشريع القضائيّ القانوني في إسبانيا، يقدم تحليله المُقتضب حول ما يحصل من مجريات إنتخابيّة أميركية العام 2012.
بدأ للتوّ في الولايات المتحدة الاميركية سباق انتخابيّ، سينتهي يوم 6 نوفمبر تشرين ثاني هذا العام مع إنتخاب رئيس جديد. هكذا، وكما أنّ الحزب الديموقراطي لديه مرشحه أوباما، فإنّ الحزب الجمهوري عليه أن يبذل جهودا حتى شهر أوغسطس آب، حيث انه سيختار مرشحه المنافس لأوباما خلال مؤتمره في فلوريدا.
يتضمن هذا المشوار الإنتخابي محطات متوسطة تسمى بالأوليّة، أي التصويت ولاية ولاية. تنتهي أول جولة في ولاية أيوا. عملياً، من بين الفائزين السبعة، ميت رومني من طائفة المورمون وبعمر 61 عام، ريك سانتوروم كاثوليكي بعمر 53 عام. لقد ربح الحاكم السابق لماساشويستس ميت رومني في نيوهامبشاير إثر فوزه في ولاية أيوا.
رابحو ولاية أيوا
لنرى الاعضاء المتنافسين عن قُرب. لقد قلت بأنّ ريك سانتوروم كاثوليكي، إنه سيناتور في بنسلفانيا، لديه 7 أبناء وباعتباره مؤمن صميم، فهو ذو إتجاه مدافع عن الزواج المتغاير جنسياً، ويشعر بالقلق تجاه التربية والتعليم. وقد تجمع البروتستانت الإنجيليون حوله، وبالعموم، كل المدافعين عن القيم المسيحية من الناخبين. لقد توجّب على خصمه الانتخابيّ رومني تخطي بعض الصعوبات المتأتيّة من دينه المورمون. مع هذا، في دراسة إحصائية حديثة، قام بها مركز بيو للأبحاث فإنّ 91% من الإنجيليين البيض – الناخبين الجمهوريين الأكثر رفضاً لدين المرشّح – سيساعدون رومني فيما لو يتم تعيينه كمرشح جمهوري بمواجهة أوباما.
يلعب الدين دوراً قويّاً هنا. حتى أنّ أستاذاً معروفاً بجامعة نوتردام، قد عنون تحليله للإنتخابات الجارية "هو الدين البليد، وليس الإقتصاد" واعتبر أنّ الدين هو ما يحرّك الناخبين. ولا أحتاج قول الكثير، فالمشاكل الإقتصادية (البطالة والعجز العام) حاضرة بقوّة في السياق الانتخابيّ. مع هذا، نجد حضور الدين وفق تاريخ الولايات المتحدة الاميركية الحديث.
حتى الرئيس أوباما الغير مؤمن بحرارة، قد تسلّم منصبه في حفل دينيّ برعاية كاهنين بروتستانت (يتضرّع واحد لله ويُوزّع الآخر البركات)، وصلّى جزء من الحشد أبانا الذي في السماء! أقسم الرئيس الجديد على الكتاب المقدس (وبالتحديد، الذي استخدمه الرئيس لينكولن بذات الحفل) وقد ذكر الله في نصه 4 مرّات، بينها دعوتين لتقديم العون الإلهي بنهاية القسم.
معنى الفصل بين الكنيسة – الدولة
ولا يشكل هذا إستثناءاً، فالأمر سائد في التقليد الاميركي، منذ أن بدأه جورج واشنطن العام 1789. الواقع الموضوعي المتبدي في هذه الرمزيّة هو دور الدين في الحياة الأميركية العامة. فيما لو نأخذ بالحسبان بأنّ الهدف من الفصل بين الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة الاميركية لم يكن - كما يقوله ويليام جي. ماكلوكين -:"جعل الأميركيين متحررين من الدين، بل جعلهم متحررين من تطبيقاته على الصعيد الرسميّ".
أرغب بالقول بأنّ الخلفيّة التاريخيّة التي طبعت المعالجة القانونية للعامل الدينيّ في الولايات المتحدة الاميركية قد إختلفت عمّا حصل في أوروبا. ففي الولايات المتحدة الاميركية، اقتصر الأمر على إلغاء دين الدولة، ووضع كافة الكنائس على قدم المساواة، ولهم مُطلق الحرية في تنظيم شؤونهم الداخلية الكنسية. هو فصل وديّ وحياد إيجابي تجاه جميع الأديان. وهو أمر مختلف بشكل جليّ عن مقاصد الثورة الفرنسيّة، والتي أعلنت عن بدء الفصل الشامل. وهنا،لا تطرح السلطة فصلاً ودّياً، بل إخضاع الكنائس للدولة.
يُفهم، وبحسب دراسات إحصائية حديثة، بأنّ 90% من المُشاركين بها من الأميركيين الشماليين، قد يصوتون لأفروأميركي، ليهودي أو لامرأة، وأنّ 59% منهم غير جاهزين للتصويت لمثلي جنسياً. وكذلك، نسبة 49% منهم على إستعداد للتصويت لعضو رئاسيّ مُلحد.
الحريّة الدينيّة
مع هذا، فإنّ هذا الطرح الذي يسمح اليوم لكاثوليكي مثل سانتوروم ولشخص تابع للمورمون مثل رومني بقيادة الترشيح الجمهوريّ، قد احتاج لطريق طويل حتى إحراز النصر الأكيد للحريّة الدينية. كمثال، عندما بدأ جون كينيدي سباقه الإنتخابي يوم 2 يناير كانون الثاني عام 1960 باتجاه البيت الابيض، قد لاقى صعوبات لأنه كاثوليكي بالواقع. فلقد كانت واضحة – سيما في المراحل التمهيدية للانتخابات – وقد اضطره الأمر للإعادة. إلى أن صرّح يوماً، بقوله: "لم يسألني أحد فيما لو كنت كاثوليكي عندما سجّلت في البحرية الاميركية. لم يسألني أحد فيما لو كان أخي كاثوليكياً أو بروتستانتيا قبل ركوبه القاذفة الاميركية التي طارت رحلتها الاخيرة". يوم 20 يناير كانون ثاني عام 1961 وكأول رئيس كاثوليكي بتاريخ الولايات المتحدة الاميركي، تمكن من احتلال كرسي البيت البيضاوي.
بيومنا هذا، من المعتاد وصول الكاثوليك لمناصب عامة دون مشاكل خاصة. كمثال، من أصل 435 عضو كونغرس اميركي، يوجد حاليا 135 عضو كاثوليكي (ما نسبته 31.03%). ويتمتع جهد المنظمات الكاثوليكية في المواضيع الإجتماعية بقيمة خاصة. دون نسيان أن المنظمات الكاثوليكية، وكل عام، توظّف ما يقرب من 30.000 مليون دولار في الخدمات الإجتماعية والتعليمية.
من إنتخابات العام 2004 إلى إنتخابات العام 2012
يُفهم، هكذا، بأنّه العام 2004 قد تواجه الكاثوليكي كيري مع البروتستانتي بوش، لكن، دون إفراز تشنجات بين البروتستانت والكاثوليك، كالتي حصلت خلال تنافس نيكسون وكينيدي. لقد تحدثوا عن الإجهاض، عقوبة الإعدام، الخلايا الجذعيّة، زواج المثليين جنسياً، إعتداء الكهنة على الأطفال جنسياً .. الخ، لكن ليس حول "علاقات خضوع الكاثوليك الرومان لكنيستهم". حصل الإنقسام هذه المرّة بين ناخبين "أتقياء" (بروتستانت أو كاثوليك) ومن يسمون مسيحيين "اخدم نفسك" (كاثوليك أو بروتستانت)، والذين يطبقون الدين بمزاجية ولكنهم لا يتبعون تعاليم كنائسهم بخصوص المواضيع المثيرة للجدل (المُشار لها أعلاه). وقد حصل شيء شبيه في إنتخابات العام 2008، بدأ 6 مرشحين كاثوليك سباقهم الإنتخابي، وحصلت تسمية نائب الرئيس لكاثوليكي آخر هو جو بايدن بالرغم من أنّ الجميع ليسوا مُتصلبين بآرائهم المتصلة بالمواضيع الأخلاقية.
تاريخياً، اعتاد الكاثوليك على التصويت للديموقراطيين. بينما حظي الجمهوريون بأصوات البيض البروتستانت.
لكن، هذا الإتجاه قد تغيّر مع ريغن. وكما فسّر ميخائيل نوفاك حصول هذا التغيّر، بأنّ ريغن قد فهم بأن أحد أهم عوامل جذب أصوات الكاثوليك قد تمثّل بالحديث والإهتمام بالعائلة. لقد ربح ريغن بإصراره على الحديث عن العائلة ونال دعم قوي من الكاثوليك، ولاحقاً، عاد إلى الديموقراطيين مع كلينتون، والآن – أقصد الناشطين الكاثوليك – مع اولئك الأعضاء الداعمين للقيم المسيحية.
خلال الأربعة عقود الأخيرة، من الملاحظ أنّ تصويت الكاثوليك والانجيليين البيض يتجه صوب الجمهوريين أكثر، حيث يحولوا معارضة الإجهاض وزواج المثليين جنسياً لمواضيع سياسية هامة.
وربما لهذا، أحد أهم العوامل التي تُعتبر شأنا جوهرياً في الانتخابات الحالية، هي السياسات الإجتماعية الاخيرة لأوباما بخصوص الإجهاض، زواج المثليين والسياسة الخارجية ودعم الحدّ من النسل عبر العُقم وموانع الحمل.
على سبيل المثال، قامت ادارة اوباما بإلغاء المعونات العامة لمكتب خدمات الهجرة واللجوء كأهم جهاز غير حكومي يهتم بالمهاجرين واللاجئين في الولايات المتحدة الاميركية. وهذا المكتب مدعوم من الكهنة الاميركان منذ العام 2006، حيث يهتم بما نسبته 26% من المهاجرين الواصلين للإتحاد الأميركي، وبهذا، يغطي جزء لا تصله الدولة، في قضايا كمكافحة الدعارة بين النساء المهاجرات والتجارة بالأعضاء. لقد تمثّل السبب الحقيقي بأنّ هذه المنظمة قد رفضت تمويل عمليات الإجهاض. فقد احتج الكهنة بشدّة، وصرّحوا بأنّه "يبدو أن هناك قانون جديد غير مكتوب في المكتب الصحي. القاعدة (الجميع، باستثناء الكاثوليك).
هذا له تبعات إنتخابيّة أيضاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق