Hace unos pocos días, visitando EE.UU., entré a una librería y me compré un libro que me atrajo por su portada y título llamativos: se trata de El ateo portátil, del inglés Christopher Hitchens, publicado por la editorial Da Capo Press. El libro es en realidad un compendio de obras y/o fragmentos de obras de una larga lista de autores que incluye a Benedicto de Spinoza, Karl Marx, Charles Darwin, Anatole France, Bertrand Russell, Omar Khayám, Carl Sagan, Freud, Salman Rushdie, Emma Goldman, y muchos otros, todos alrededor de un tema: la religión
Leer el resto, aquí
منذ بضعة أيام، وخلال زيارتي للولايات المتحدة الاميركية، دخلت إلى مكتبة واشتريت كتاب، قد جذب عنوانه انتباهي "المُلحِدُ المحمولُ" للكاتب كريستوفر هيتشنز والمنشور من قبل داكابو بريس.
يستعرض الكتاب، في الواقع، مقاطع فكرية لقائمة طويلة من المفكرين، من بينهم:
سبينوزا، ماركس، داروين، أناتول فرانس، برتراند راسل، عمر الخيام، كارل ساغان، فرويد، سلمان رشدي، إيما غولدمان وكثيرين غيرهم، والموضوع الرئيس هو الدين.
لفت انتباهي من بين كل المقاطع، المقطع المأخوذ من مدخل الاسهام بالنقد لفلسفة القانون لهيغل، والذي كتبه ماركس العام 1843.
حيث كتب ماركس في هذا العمل، عبارته الشهيرة:
"الدين أفيون الشعوب"، وأنا على ثقة انكم جميعاً قد سمعتم بها، لكن، لست واثقاً من أنكم قد قرأتموها بمصدرها. وأعترف شخصياً بأنني لم أقرأ هذا العمل باللغة الإسبانية في شبابي.
لقد نُسِخَتْ هذه العبارة ملايين المرات إعجاباً أو استنكاراً واستهجاناً، لكن، يمكنني التأكيد:
على إخراج العبارة عن سياقها بشكل كامل، وتُستخدم كقنبلة إعلامية، حصراً، بسبب وقع كلمتي " أفيون" و "شعوب" في عصرنا هذا، كالتحول للإدمان، الحديث عن المخدرات المؤذية أو تجارة المخدرات وجماعات العامّة غير المتعلمة أو الجاهلة.
إثر قراءة العبارة تلك، قررت ترجمتها من الانكليزية (لانني لم أعثر وقتها على أي نسخة إسبانية حولي) كي نتشارك في فهم سياقها.
أرى أنّ الأمر يستحق:
"يعود جذر النقد الديني لإعتبار أن الإنسان يصنع الدين، لا الدين الذي يصنع الإنسان. فعلياً، يشكل الدين الوعي الذاتي والتقدير الذاتي للإنسان، سواء ربح نفسه أو خسر نفسه من جديد. لكن، الإنسان ليس كائناً مجرّداً خارج العالم. فالإنسان هو عالم الإنسان – الدولة والمجتمع. هذه الدولة وهذا المجتمع: يُنتجان الدين، والذي يشكل، بدوره، وعياً منقلباً للعالم، لأنهما في عالم منقلب.
يشكل الدين النظرية العامة لهذا العالم، موجزه الموسوعيّ، منطقيته بقالب شعبويّ، أفقه الروحيّ، حميته، عقوباته الأخلاقية، مكمله الرسميّ وقاعدته الكونيّة المبنية على العزاء والتبرير. هو التنفيذ الخياليّ للجوهر البشريّ، بحيث لا يملك الجوهر البشريّ أيّ واقع حقيقي. فالنضال ضد الدين غير مباشر، بالتالي، هو نضال ضد هذا العالم الذي يشكّل الدين عبقه الروحيّ.
المعاناة الدينية، بذات الوقت، هي تعبير عن الألم الحقيقيّ وإحتجاج مناهض له.
يشكل الدين فسحة تنفُّس للشخص المضطهد، هو قلب عالم لا قلب له، روح ظرف لا روح فيه.
إنه أفيون الشعوب.
يعني إلغاء الدين، بوصفه فرح حقيقي للشعوب وطلب سعادة حقيقي، الطلب بالتخلي عن الأوهام أي هُجران الظروف التي تقود إلى تلك الأوهام.
نقد الدين، في جوهره، بالتالي، هو إنتقاد لوادي الدموع الذي يشكّل الدين مجده المقدّس".
مثير للإهتمام، أليس كذلك؟
يقولون بأنّ أخصائي بريطاني بعلم الانسان، قد وجد أنّ أعضاءاً ينتمون لشعب فانغ في الكاميرون:
لديهم إعتقاد راسخ بامتلاك السحرة لعضو داخلي ذو شكل حيواني، حيث ينفصل عنهم في الليل ويطير ليعمل على إتلاف المحاصيل الزراعية، ويتحد، أحياناً، أولئك السحرة للقضاء على ضحاياهم من البشر، وأقسم كثير من هؤلاء الفلاحين:
بأنهم قد رؤوا تلك الكائنات خلال غزواتهم الليلية، وبأنّ وجودهم هو حقيقة مطلقة لا تحتمل النقاش.
كيف تعتقد الناس بأشياء شبيهة لاعقلانيّة وليس لها أيّ معنى؟
حسناً، هناك ناس تعتقد بأن شيئا فظيعا سيحصل لها، فيما لو يقم شخص بإشعال نار بعد ظهور أول نجم بدقيقة ليلة الجمعة، ويرى آخرون الشؤم فقط برؤية أول نجم في سماء اليوم التالي. يعتقد آخرون بولادة إنسان من بطن امرأة لم تتزوج قطّ، أي انه وُلِدَ دون وجود أب بيولوجي، وأن هذا الإنسان قد مات، لكنه قام باليوم الثالث واختفى بجسده نحو السماء. يعتقد آخرون بأن الكائن الكليّ القدرة سيقوم بقراءة كل الأوراق المكتوبة والموضوعة في شقوق جدران معبد قديم، وان هذا الكائن كليّ القدرة وبطريقة ما سيقوم بالإستجابة لكل الطلبات المكتوبة بتلك الأوراق.
تتوقّف كل تلك العقائد الغريبة على البيئة الجغرافية والإجتماعية، التي يعيش الفرد بين جنباتها.
ففيما لو ولدنا – كلنا – في قندهار، جاكارتا أو بومباي، فسيُعتَبَرُ كل ما ورد وصفه أعلاه "غير منطقي".
يبدو لي من عبارة ماركس حول الأفيون، أن المخدّر هو الأقل أهميّة بالعبارة.
الامر الهام، للآن، وبيومنا هذا، هو "الوعي المنقلب للعالم"، والذي يجعل الإنسان يعتقد بكثير من الأشياء دون أيّ دليل من أيّ نوع، والغاية بلوغ سعادة وهميّة في وادي الدموع هذا، أي في المجتمع البشريّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق