Uno de los elementos fundamentales en llegar a ser lo que somos, es el
tener, en términos relativos a nuestro tamaño corporal, un cerebro
grande y equipado con un número considerable de neuronas: 86 mil
millones, según cálculos recientes, contra los 28 mil millones de
nuestros parientes más próximos, los chimpancés. Un cerebro que les
permitió a nuestros ancestros desarrollar todas las capacidades que en
el curso de millones de años los han convertido en los humanos que
piensan, se relacionan, compiten, componen sinfonías, curan
enfermedades, y que inventan tantas cosas que no alcanzaría el tiempo
para nombrarlas.
http://ciertaciencia.blogspot.com.es/2012/12/el-papel-de-la-carne-en-la.html
http://ciertaciencia.blogspot.com.es/2012/12/el-papel-de-la-carne-en-la.html
امتلاكنا، وفق مصطلحات متصلة بحجم جسدنا، لدماغ كبير مُجهَّز بعدد مُعتبر
من العصبونات، هو أحد الأسباب الرئيسيّة بالوصول إلى ما نحن عليه، نمتلك 86000
مليون عُصبون وفق حسابات حديثة، مقابل 28000 مليون عُصبون عند أقربائنا
الأكثر قرباً الشمبانزي.
سمح هذا الدماغ لأسلافنا بتنمية كل قدراتهم، والتي
بمرور ملايين الأعوام، قد ساهمت بالوصول لنوعنا البشريّ، حيث يفكِّر أفراده،
يرتبطون، يتنافسون، يؤلفون الموسيقى، يشفون من الأمراض، والذين يبتكرون
أشياءاً كثيرةً، لا يُسعفنا الوقت لاحصائها كلها.
السؤال،
هنا: كيف امتلك الدماغ هذه الكتلة اللدنة بحجم يقرب من 1400 سنتمترمكعّب؟
إنّه شيء مُدهش، لا شكّ. الدماغ البشريّ
ليس الدماغ الأكبر في مملكة الحيوان، لكن نعم، هو الدماغ المُعبَّأ بفعالية هائلة
لمختلف أنواع العصبونات، والذي يمتلك شبكات عصبية تُعتبر الأكثر تعقيداً
مقارنة بأدمغة حيوانات أخرى.
بالنسبة لنا، استعمال الدماغ واقع طبيعيّ
باعتباره العضو الأهمّ، والذي يأتي في المقام الثاني بالنسبة لوودي آلن، فلم يكن الدماغ هكذا دوماً!!
تواجد
منذ 4.4 مليون عام، في أفريقيا، شبه إنسان ينتمي للبشرانيات قد مشى منتصباً وامتلك
دماغ مماثل لدماغ الشمبانزي هو آردي.
ساهم
المشي المُنتصب بتقليص التجويف الصدريّ وبالمرّة بتقليص الجهاز الهضميّ. لم
تساهم التغذية على الأعشاب وبعض الحشرات بتأمين بروتينات كافية، ما
أدّى لانقراض شبه الإنسان هذا، ككثيرين من أشباه الإنسان، الذين انقرضوا.
استغرق
ظهور الإنسان المُنتصب بضع ملايين من الاعوام، وقد شكّل ظهور
هذا النوع ثورة كبرى بإدخاله اللحوم في نظامه الغذائيّ.
فلقد وصل حجم
دماغه إلى 1000 سنتمتر مكعّب وامتلك فكّ وأسنان ذات حجم أصغر.
جرت محاولات
قبل هذا لتحسين النظام الغذائيّ، حيث استخرجوا نقيّ العظام من عظام
الحيوانات أو تنافسوا مع الضباع على بقايا الفرائس التي تتركها كبار
اللواحم من الحيوانات.
يقول
البروفيسور تشارلز موسيبة الأخصائيّ بعلم الإنسان بجامعة كولورادو وأحد
المؤلفين لمقال منشور في مجلة بلوس ون يُخبرنا أنّ استهلاك اللحوم، قد بدأ
منذ 1.5 مليون عام:
"شكّل استهلاك اللحوم، دوماً، أحد الأشياء التي جعلتنا
بشراً، بما تحتويه من بروتينات تساهم بنموّ أدمغتنا".
عُثِرَ على قطعة عظمية بطول 6 سنتمتر في منطقة أولدوفاي بتنزانيا، والتي يمكننا اعتبارها "مهد البشريّة". تعود قطعة العظم تلك لطفل بعمر عامين، وتحمل اشارات مرض هشاشة العظام وهو عبارة عن اختلال عظميّ يترافق مع فقر دم، ويرجع سبب هذا، بحسب الدراسة، إلى نقص بتناول اللحوم في النظام الغذائيّ. وتُشير الدراسة لأنّ "حضور هشاشة عظام مصحوبة بفقر الدم، يُشير بشكل غير مباشر لأنّه على الأقلّ في عصر البليستوسين الباكر قد كانت اللحوم أساسيّة بغذاء أشباه البشر، والتي أدّى فقدانها لظهور وضع مَرَضيّ مؤذي".
لكن
لا يشكِّل استهلاك اللحوم لوحده، شرط وحيد لتحقيق نموّ دماغيّ. حيث تأكل
بعض القرود اللحوم بشكل متناوب وتبقى الامور كما هي عندها.
في الواقع، معالجة اللحوم هي الأمر المهم، بالنهاية، ولنرى لماذا؟!
يدافع عالم الرئيسيّات ريتشارد رانغام من جامعة هارفارد، ومنذ سنوات، عن الفرضيّة التي تعتبر أن أسلافنا وبعد محاولتهم جعل اللحوم طريّة باستخدام أعواد خشبيّة، حاولوا طبخها على النار، التي كانوا قد دجَّنوها بوقت سابق. تتأسّس فكرته على أنّ اللحوم المطبوخة تحتاج صرف طاقيّ قليل لتحصيل السعرات الحرارية، التي جعلت نموّ الدماغ الملحوظ هذا ممكناً.
ولأجل اختبار
أفكاره، قصد رانغام المُختبر، لكنه لم يعثر على شيء سيساعده بفهم التأثير
الغذائيّ للطبخ.
فبدأ تعاوناً مع الأخصائيّ بعلم وظائف الأعضاء ستيفين سيكور من جامعة آلاباما والذي يدرس علم وظائف الاعضاء والاستقلاب عند
البرمائيات والزواحف.
قام فريق عمل سيكور بتغذية أفعى نوع بيتون أو من الحفاثيّات وفق الأنظمة التالية:
لحم مطحون مطبوخ، لحم قطع مطبوخ، لحم مطحون نيء أو
لحم قطع نيء. صرفت الأفاعي المتغذية على اللحم المطبوخ طاقة بمعدّل أقل
بنسبة 12.7% وبمعدل أقل بما نسبته 23.4% في حالة اللحوم مطحونة ومطبوخة.
تساهم
حرارة الطبخ بجلتنة (جعلها هلاميّة، بعبارة أخرى) الكولاجين في
اللحوم الحيوانيّة وتفتح جزيئات الكاربوهيدرات أو السكريات، والمعبّأة جداً في
النباتات، فتجعل الامتصاص أكثر سهولة.
توجّب على أسلافنا تعلُّم تتبيل أطعمتهم بنباتات مشويّة، فحققوا تنوّع بمصادر تغذيتهم بهذا.
استفادوا كذلك
بتخفيف زمن المضغ (تحتاج الشمبانزي 5 ساعات للمضغ يومياً)، وبهذا يخصصون الوقت لأشياء أخرى، الامر الذي قادهم للابتعاد أكثر
فأكثر عن الحياة البريّة، باتجاه ترتيب وتخطيط مهامهم المستقبليّة.
لعبت اللحوم دوراً بارزاً في النموّ الدماغيّ.
لعبت اللحوم دوراً بارزاً في النموّ الدماغيّ.
حصل هذا منذ ملايين الاعوام، وما
زالت اللحوم تتابع دورها بتغذية الدماغ: الشره جداً باستهلاك الطاقة. يستهلك الدماغ
20% من الطاقة الكليّة للجسم بحالة الراحة ويحتاج لتجديد المخزون الطاقيّ
ليتابع عمله.
يرى البعض بأنّ اللحوم ليست ضروريّة ويمكن الاستغناء عنها، مع ذلك، تبقى للحوم أهميتها، بوصفها شأن أساسيّ، سيما عند الأطفال.
يرى البعض بأنّ اللحوم ليست ضروريّة ويمكن الاستغناء عنها، مع ذلك، تبقى للحوم أهميتها، بوصفها شأن أساسيّ، سيما عند الأطفال.
كلما نفكّر بفائدة التحرُّر من المشي على أربع قوائم بحثاً عن
الطعام بين الأعشاب، كأبناء عمومتنا الشمبانزي، نعود إليها مع انحناءاتنا
أمام موقد المطبخ خلال تحضيرنا للأطعمة واللحوم في المقدمة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق