El origen natural del bien الأصل الطبيعيّ للخَيْرْ The natural origin of the welfare - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : El origen natural del bien الأصل الطبيعيّ للخَيْرْ The natural origin of the welfare

2013-12-06

El origen natural del bien الأصل الطبيعيّ للخَيْرْ The natural origin of the welfare

Hay cuestiones que han acompañado a la humanidad probablemente desde su más tierna infancia; algunas de ellas no tienen respuesta, ni la tendrán nunca, y no porque nuestra cognición limitada sea incapaz de encontrarla, sino porque, sencillamente, no están bien formuladas (son un “error del pavo inglés” si me permitís la expresión).
Otras en cambio sí que pueden tenerla, y una de ellas ha sido cuestionada en la mayor parte de las mitologías religiosas del mundo: ¿Cuál es el origen del bien?

Leer el resto, aquí

 
 
 

 

توجد قضايا أو تساؤلات، قد رافقت البشريّة منذ طفولتها الباكرة، وربما لا وجود لإجابات على بعضها؛ بل لن توجد إجابات حتى.
 
 لا يعود هذا لمحدوديّة معرفتنا وعدم القدرة على إيجاد إجابات لها، فقط، بل لأنّ تلك القضايا (التساؤلات):
 
 تُعاني من مشكلة صياغة ببساطة.

  في المقابل، توجد قضايا (تساؤلات):
 
 يمكن العثور على أجوبة لها، ومن بينها، تلك التي تناولها القسم الأكبر من الأساطير الدينيّة، وهي: 
 
ما هو أصل الخير؟


إهتمَّ كثيرون بهذه القضيّة على مدار التاريخ، ويهتم كثيرون بها حتى اللحظة. 
 
هي واحدة من القضايا الراهنيّة، والتي إهتمّ مفكِّرون كبار بها، وإذا تمكنا من الوصول لإجابة، فيعود الفضل إلى العلم بهذا؛ وربما، يعتبر البعض هذا غير صحيح، أو مبالغة بل وحتى شتيمة للأديان.
 

حسناً، فيما لو إهتمّ كثيرون من الفلاسفة العِظام بها؛ وفي ظلّ إمتلاك الكثير من الأديان لتفسيرات (حتى إتصفت بالتناقض)؛ فما الذي يتبقّى لعالم أحياء بسيط، لكي يصل إلى الجواب المُقنِع أو المعقول؟



 بسيطة! فكل عالم أحياء، وإستناداً لشروحات الفيلسوف برنارد من شارتريس، يمشي على أكتاف عمالقة، وهم أعظم من أيّ فيلسوف وُجِدَ سابقاً.




وكما يحدثنا كارل ساغان:


"لأجل صنع قالب كعكة تفاح بسيطة، يجب خلق كون كامل أولاً".

 
بفضل معرفتنا بالنظريات التطورية وجهود آلاف الأخصائيين علمياً، يمكننا القيام بمغامرة تقديم إجابات متماسكة على قضايا كقضيّة الخير.


الخير وفق المُصطلح الإسباني El bien أو المُصطلح الإسباني La bondad هو مُرادِف للإيثاريّة ومُصطلحها الإسباني هو altruismo  والمدروسة من قبل الكثير من علماء الأحياء التطوريين.



فالخير، هو القدرة على إفادة الآخرين من حساب الكائن ذاته (فاعل الخير).



على مدار زمن طويل،  إعتبر الكثيرون، بينهم علماء حتى،  بأنّ الخير مسألة حصريّة بنوعنا الحيّ، وكنموذج لهذا الإفتراض، إعتمدوا التوصيف القائل "وعي فوقيّ بشري"،  وهو أمر لا يمكن لباقي الحيوانات فعله كنوع من الإحساس بآلام حيوانات أخرى، كما يزعمون. بمرور الوقت، وإجراء مزيد من البحوث، جرى إثبات زيف هذا التوصيف وحصريته وأن الأمور لا تسير على هذا النحو في الواقع.



جرت عملية مُراكَمة لكثير من الأمثلة عن سلوكيّات إيثاريّة عند حيوانات، والتي بدت وكأنها تنفذها لصالح الجماعة أو حتى لصالح نوعها الحيّ؛ رغم إمكان تعرضها لمخاطر قد يصل لموت الحيوان أحياناً.



يبيِّن الفيديو أعلاه الغوريللا "بينتي جوا"، والتي تعيش في حديقة الحيوان في بروكفيلد بالولايات المتحدة الأميركية، وهي تحاول حماية طفل بشري، قد سقط في حفرة تخصّ منطقة الغوريللا. وقد ذاع صيت الخبر، لأنّ الغوريللا قامت بحماية الطفل من خلال الفصل بينه وبين باقي الحيوانات، ومن ثمّ حمله لمكان يمكن لمسؤولي الحديقة أخذه منه.


وربما، يُعتبر كلّ من النمل والخفّاش مصّاص الدم من أشهر الجماعات الحيوانية بهذا الإتجاه الإيثاريّ. ففي مجتمعات النمل، ينحصر التكاثر بالملكة (نعرف، اليوم، بإمكان وجود عدّة ملكات بكل مملكة نمل)، بينما تُضحي العاملات "بالعمل" لأجل الآخرين.
 
 أما الخفاش مصاص الدم، فهو نوع فرعي من الخفافيش، وتنتمي 3 أنواع أميركية له. وبحسب فيزيولوجيته الخاصة، فهو بحاجة ماسة للغذاء، ففيما لو تمرّ 48 ساعة دون تناوله الدم، يمكن أن يموت هذا الخفاش. وعندما يعود خفّاش مصاص دماء إلى مجموعته ومعه غذاء، يتقاسمه مع خفافيش لم تتمكن من تحصيل الغذاء. ويُضعف هذا الخفاش الممارس للإيثاريّة، لكن، يُنقذ حيوات خفافيش أكثر ضعفاً. 
 
هو جهد صغير ذو فائدة كبرى للقريب.



كذلك، أجروا دراسات بعلم الأحياء، تسعى إلى التحقُّق من أنّ تلك السلوكيّات قد ظهرت دون امتلاكها للمعنى. والمتطلبات التي يقدمها التطور للسلوك المؤدي "لخير الجماعة"، بدت مستحيلة التفسير.



وقد قدّم الحل عالم الأحياء التطوريّ هاميلتون (1936-2000)



هاميلتون، بحسب رأي ريتشارد داوكينز، يجب إعتباره عالم الأحياء الأعظم منذ ظهور داروين، وهو المشهور بسبب أعماله حول نسبة الجنس،  الأصل الطفيلي للجنس، وكما هو مفترض إنتقاء القرابة أو اصطفاء القرابة (وهي الفكرة التي وجدت أصلها مع داروين نفسه).


وعبر محاكمة منطقية بسيطة (مترافقة مع معادلة بسيطة كذلك)، قدّم هاميلتون السبب المركزيّ للجزء الأكبر من السلوكيّأت الإيثاريّة، والتي نشاهدها في العالم الطبيعيّ. 
 
يمكن إيجاز إطروحته بالتالي: 
 
كلما زادت قرابتنا من شخص (فرد)، كلما حضرت جيناتنا أكثر فيه. وكل سلوك، يُعزِّز تكاثر تلك الجينات، سيُعزِّز جيناتنا، وبنسبة تتصل مباشرة بقرب القرابة أو بعدها.



هذه الفكرة هي نقلة نوعيّة، وهي من الأفكار، التي تساهم بتغيير تاريخ العلم.  
 
يستخدم ريتشارد داوكينز هذه المعادلة، عندما يتحدث عن قوّة الإنتقاء الطبيعي بإعتباره آليّة تطوريّة، لكن، بتطبيقها الكامل على إنتقاء القرابة. 
 
في الوقت، الذي يبدو فيه تبسيط المنطق مُضحكاً، فإنّ ما يقوم بتفسيره هائلاً (من النمل الذي يحمي أو يضحي بشقيقاته وصولاً للسياسيين الذي يستغلون مناصبهم لتمرير مصالح عائلاتهم!!).


قد يرى قاريء ما، بأنّ هذه النظرية لا يمكنها تقديم تفسير كليّ للإيثاريّة؛ وتفسِّر بصورة أقلّ موضوعة الخير.
 

فنظرية، تقدم تفسيراً للخير تجاه العائلات، فهي لا تقدِّم تفسيراً كافيا للإيثاريّة. 
 
قليلون، هم من يتجرؤون على تأكيد أنّ سبب سلوك العاملة النملة بحماية الملكة يُقارَن بسلوك شخص يعرض نفسه للمخاطر لإنقاذ شخص آخر من حريق. 
 
إطلاق تسمية إيثاريّة على بعض الظواهر القابلة للتفسير من قبل هذه النظرية (عقم عاملات النحل المعاكس لخصوبة الملكات) يمكن أن يُكافيء التفكير بأنّ فرضية الجين الأناني، تحولنا لأشخاص أنانيين!!


فيما لو نتساءل ما هو الفارق بين الإيثاريّة التي تفسرها معادلة هاميلتون و"الإيثاريّة الحقيقية" (تلك، التي يمكننا رؤيتها أمام أيّ شيء ودون انتظار أي تغيير)، بسرعة، سنجد أنّ الجواب يكمن في الإنفعالات الحسيّة. 

 
ربما، الأخصائي بعلم الأعصاب البرتغالي أنطونيو داماسيو هو أكثر من تطرَّق لهذا الأمر، والذي لم ينل الشهرة الكافية لزمن طويل، ولهذا، لا يعرفه الكثيرون.

يُميّز داماسيو بين الإنفعالات الحسيّة والأحاسيس.
 

فالإنفعالات الحسيّة هي إستجابات سريعة وآليّة نسبياً بمناطق "بدائيّة" بدماغنا، بينما تحتاج الأحاسيس لتحضير أكبر، وتستغرق زمناً طويلاً وترتبط بتأمُّل واعي بالإنفعالات الحسيّة ذاتها.

فيما لو نتجاهل ما يسمونه "الإنفعالات الحسيّة"، فلن نفهم الإيثاريّة بكل ما تعبِّر عنه هذه الكلمة من معنى.

كما هو مألوف، وكما حدث مع الإيثاريّة وقضايا كثيرة أخرى، وخلال زمن طويل، جرى اعتبار الأحاسيس شأن حصريّ بالبشر وحدهم. 
 
جرى القبول بإمكان إمتلاك الحيوانات للأحاسيس، حيث أبدت سلوكيات خاصة تجاه الإحساس بالجوع، الخوف، العدوانيّة ...الخ.  
 
لكن، لم يفكر أحد، تقريباً، بإمكان إمتلاك الحيوانات لمشاعر الحبّ مثلاً، الكره، أو الهضامة. 
 
ربط الإنسان  كل تلك الأمور بالروح البشرية، والتي لا يمكن للحيوانات بلوغها وهي المسماة "حيوانات غير عاقلة" (والمثير أنها كلها غير عاقلة إلاَّ نحن، بهذا الإتجاه!!! فينيق ترجمة).


نعرف اليوم بأنّ هذا غير صحيح، فلقد توصل كثير من العلماء لذات النتائج عبر إستعمال مناهج مختلفة، بالرغم من أنّ الأهمّ، هنا، هو إختصاص علم الأعصاب.  
 
فمن خلال تحفيز مناطق دماغيّة محدّدة مُشتركة بين جميع أنواع الثدييات، تبيَّن بأنّ ما إعتقدناه من "أوضاع للروح"  حصرية فينا، هي قائمة عند عدد لا يُحصى من الأنواع الحيّة (عند جميع الثدييات، وبالغالب، يمكن العثور عليها عند الطيور حتى).


وبمجرّد تمكننا من تجاوز مسألة الإعتداد بذاتنا كنوع متميِّز (وهو شيء غير يسير، نظراً لحجم هذا الإعتزاز المُبالَغ فيه والمُضخَّم!!)، يتبقى أن نسأل:
 
 أيّة صيغة إرتباط حاضرة بين الأحاسيس و"الإيثاريّة الحقيقية"؟.


 ولهذا، يُنصح باللجوء إلى أبحاث السيِّد فرانس دي فال أحد أهم دارسي الرئيسيّات في العالم، وعلى الأرجح، هو من أوائل المهتمين بمسألة الأحاسيس الحيوانيّة. 
 
وقد فهمنا بفضل أبحاثه بأنّ التشاعر، كقدرة على وضع أنفسنا مكان الآخرين عاطفيا (الإحساس بهم)، ينتشر في الطبيعة بصورة هائلة. هو القدرة على إختبار الأحاسيس والمشاعر لأفراد بمحيطنا، ويُعتبر هذا أحد أقطاب "الإيثاريّة الحقيقيّة".



ماهو مؤكّد، بالرغم من كون الآليّة العصبيّة المسؤولة مجهولة حتى الآن (يربطها بعض الباحثين مثل فيلايانور س راماشاندران بالخلايا العصبية المرآتيّة)، أنها قابلية مدروسة جيداً، ويبدو مدى إنتشارها عند كل الثدييات مثيراً، من الفئران وصولا للرئيسيّات، وهي المجموعة، التي ننتمي لها نحن البشر، فكل الأنواع المدروسة منها، تُظهر القابليّة للإنشغال بالوضع الإنفعالي الحسي لآخرين.
 


  في الفيديو، أعلاه، إختبار جرى نشره في مجلة Science  العام 2011 من قبل الدكتورة بيغي ماسون، بحيث يمكننا رؤية كيفية إنقاذ فأرة لزميلتها المُحتجزة بقفص. 

 
فآليّة فتح القفص معقدة ويصعب فتحه بالصدفة. ولم تقم الفأرة بما قامت به، بداعي الفضول، حيث قامت بتكرار عملها على مدى أيّام كثيرة (أكثر بكثير مما يبعث على الملل من شيء ما). كما أنها لم تقم بهذا، لتُوقِفْ صرخات إستغاثة (ربما تبدو مزعجة).

بل أكثر من كل هذا، وفي إختبار مثير آخر (منشور، كذلك، بمجلة العلوم كنص لا كفيديو) تصل الفأرة لإستخدام الشوكولا. 
 
يجري إحتجاز فأر بقفص، وجرى وضع قطعة شوكولا بقفص آخر، وهنا، يجب على الفأر الإيثاريّ أن يقرِّر من سيساعد بالخروج من القفص (علماً أن الفئران تعشق الشوكولا). 
 
أبدت الفئران إهتماماً بالشوكولا كإهتمامها بإنقاذ زملائها في الإختبار، وأكثر من هذا، أنّه إثر إخراج الفأر المُحتجز بالقفص، لم يقم الفأر المُنقِذْ بإستهلاك كامل قطعة الشوكولا، بل  ترك نصفها للفأر المُحرّر المسكين!! 
 
 وهو عمل مُدهش، بكل ما تحمل الكلمة من معنى. 
 
(قد لا يحصل هذا بين الكثير من البشر .. حيّ على الفئران حيّ على خير العمل! .. فينيق ترجمة).



لكن، لماذا نقوم بهكذا سلوكيّات. 
 
ما الذي يجعلنا نقلق أو ننشغل بالآخرين؟ 
 
لماذا يجب أن نهتم بالآخرين؟


مع الإنتقاء الطبيعي، لم نقم فقط بتفضيل تلك السلوكيّات، التي استُثمِرَت مع الأفراد المتشابهين وراثياً أو جينياً، بل كذلك، جرى تفضيل تقديم العون للآخرين، حتى عند إنعدام وجود قرابة مُباشرة.





تعود الفكرة لتصير أكثر بساطة، وهي التي تُفسِّر المشكلة، لكن، هذه المرّة بفضل نظرية الألعاب (التي طوَّرها أخصائيُّو رياضيات لإستخدامها في الإقتصاد بداية، وقد تحولت لأداة ذات فائدة لا تُصدَّق في علم الأحياء التطوريّ).


عندما تمتلك قدر كافي من الذكاء، فإنّ تقديمك العون للآخرين، يفترض، بصورة آجلة أو عاجلة، أنّ يُقدّم أحدهم لك العون.


تستفيد الحيوانات الإجتماعيّة من هذا السلوك، وكلما زاد ذكاء الحيوان، كلما زادت درجة تشاعره (إحساسه بالآخرين)، بالتالي، ستكون قدرته على إستشفاف الحالات الإنفعالية الحسيّة للآخرين أكبر، وبهذا، تزيد مهارته بإيجاد الحلول لها.


تتناقض هذه الفكرة بقوّة مع الفكرة الشائعة، التي تعتبر أنّ الطبيعة ما هي إلاَّ صراع دموي مستمر لأجل البقاء على قيد الحياة.
  ربما، حان الوقت لتجاوز هذا المشهد القاسي، وآن الأوان لترك إستخدام مُصطلح "حيوان" كمرادف لفرد لا يمتلك مشاعر ولا يتحسّس بالآلام.
من جديد، يخطو العلم بالمجتمع نحو الأمام، يخطو ببطء، ولكن، العالم ليس كما يمكننا تخيله دوماً.
 

تعليق فينيق ترجمة
 
كلما حاول الإنسان تمييز نفسه عن الحيوانات الأخرى، كلما أظهر، من خلال سلوكياته، بهيمية لا نجدها لدى تلك الحيوانات؛ التي نُقدِّم أعظم الإحترامات والتحيّات لها!
 
وشكراً جزيلاً

ليست هناك تعليقات: