El dolor comenzó de
antes de la medianoche. Fue brutal, agarrándole viciosamente, apretando cada
minuto. Se despertó Emma y le rogó que buscar el amyl del estudio. Ella se
lanzó a buscar la medicina desde el dormitorio y hubo mucha confusión, por
último llamó a Bessy. Se tomó unos minutos para encontrar las cápsulas.
Charles, en la agonía, sintió que se estaba muriendo, pero fue incapaz de
gritar. Como se desplomó inconsciente sobre la cama, Emma y Bessy regresaron.
Llamaron a un criado y lo levantaron. Le dieron brandy. Se corría a través de
su barba y por la camisa de dormir hasta la colcha. En la lucha, lo obligaron a
inclinar su cabeza hacia atrás y le hicieron beber. Emma estaba angustiada,
pensando que era el final.
Segundos más tarde,
farfulló algo y vomitó, y sus ojos parpadearon. Ella se apretó contra él,
buscando en su rostro alguna señal de reconocimiento. "Mi amor, mi amor
precioso", le susurró, apenas audible. "Dile a todos mis hijos que
recuerdo lo buenos que han sido siempre para mí"; Se atragantó e hizo una
mueca. Emma le cogió la mano con fuerza, era tan horrible, las palabras le
fallaban. Empezó de nuevo, plenamente consciente ahora, mirándola a los ojos,
"No tengo en lo más mínimo miedo a morir." Se calmó.
Ella llamó al Dr.
Allfrey, que llegó a las dos. Le aplicó cataplasmas de mostaza en el pecho de
Charles, que le dio un poco de alivio. Justo después de las siete, los
sirvientes trajeron el desayuno y se las arregló para tomar unos bocados antes
de dormirse. Allfrey, encontró su pulso más fuerte, se pensó que estaba
recuperando la conciencia. El médico salió a las ocho.
Inmediatamente
Charles empezó a vomitar. Era un vomito violento y prolongado. Cuando ya no
quedaba nada, seguían las ondas de la náusea, dominándolo. Su cuerpo se
estremeció y se agitó como si estuviera poseído por una fuerza externa. Pasó
una hora, luego dos. No obstante que le amordazaron continuó vomitando.
"Si pudiera, pero me muero", exclamó en repetidas ocasiones, “si pudiera,
pero muero”. Emma se aferró a él, temblando por otro espasmo que comenzaba.
Estaba frío y húmedo; su piel gris y fantasmal. La sangre vomitada, corría por
su barba. Ella nunca lo había visto sufrir tanto.
Frank volvió de
Londres antes de las diez. Bessy envió a Jackson por Henrietta, que llegaron
juntos. Corrió escaleras arriba para encontrar a su padre durmiendo y Emma a
punto de quebrarse, tratando de consolar a Frank. Henrietta insistió en que
ella tomase una píldora de opio para descansar, cosa que hizo sin rechistar.
Había dormido menos de dos horas en las ultimas veinticuatro.
Carlos se despertó
en un sueño, y pidió que lo levantasen. Reconoció a sus niños y los abrazó con
lágrimas. Frank le dio una cucharada de sopa y brandy, mientras que Henrietta
frotarba ligeramente su pecho. A continuación, le regresaron las náuseas una
vez más convulsionando. “Oh, Dios mío” exclamó sin poder hacer nada, "¡Oh
Señor Dios!" y se desmayó. Henrietta le dio sales de olor, que olfateó con
avidez, pero volvió a caer exhausto. "¿Dónde está mami?" llamó él con
una voz delgada y hueca. Ellos dijeron que ella estaba descansando. "Me
alegro de ello", suspiró. 'Ustedes dos queridos son las mejores
enfermeras. Le Dio sueño. Eso los confundió, y pensaron que se estaba agonizando,
y con un movimiento débil y tembloroso extendió sus manos para ser levantado.
Frank le levantó, pero tuvo mucho dolor. Pidió un poco de whisky, recordando
que el Dr. Allfrey se lo había sugerido.
El tiempo se detuvo
para Henrietta. Frank, tomaba el pulso de su padre a intervalos, y sabía que la
hora estaba cerca. A los veinte y cinco minutos después de las tres, mientras
estaba sentado, se Charles se quejó con frases ininteligibles “Me siento como
si me sh.. d débil”. Llamó a Emma, quien llegó de inmediato. Su rostro estaba
decaído, pero después de unas cuantas cucharaditas de whisky revivió un poco, y
ella lo ayudó a acostarse. Pero el dolor era insoportable en cualquier
posición. El dolor aumentó, y se desmayó otra vez. Sonó el timbre, eran los médicos.
Henrietta corrió escaleras abajo a su encuentro mientras Charles abrazaba a
Emma. Frank gritó para que viniesen al instante.
Perdió el
conocimiento. Ellos vieron que no había esperanzas ya. Solo tenía una
respiración profunda estentórea que precede a la muerte. Emma acunó su cabeza
sobre su pecho, balanceándose con suavidad, con los ojos cerrados.
.
تؤكد الابنة الثانية لداروين هنريتا ليتشفيلد بأنّه لم تزر السيدة هوب والدها داروين خلال فترات مرضه على الإطلاق،
حيث تقول:
كنت حاضرة لموته، لم تكن تلك السيدة حاضرة خلال فترة مرضه الأخيرة، أو
بأيّة فترة سابقة. أعتقد بأنني لم أرها بعمري أبداً، لكن، بكل الأحوال، لم يكن لها
أيّ تأثير على والدي ولا بأيّ حقل معرفي أو إيماني. كما أنه لم يتراجع عن أيّة فكرة
علمية، قد طرحها على الإطلاق ولا بأيّ لحظة من حياته قبل المرض أو بعده. نعتقد نحن
بأنّ قصة تحوله الإيماني مفبركة في الولايات المتحدة الأميركية. لا يوجد لدينا
منزل صيفي مخصص لقراءة التراتيل بحضور الخدم والقرويين! لا تمتلك تلك القصة أيّ
أساس واقعيّ على الإطلاق.
Hawton, 1958, p. 4
ينبري بعض مؤيدي فكرة "توبة داروين" للتصدي لآراء ابنته هنريتا واتهامها بمحاولة إخفاء تلك القصة فيما لو تكن
صحيحة، وبالتالي، سعت لتشويه الوقائع. بالرغم من إمكانية اعتبار هذا وجهة نظر
ممكنة، فإنّ عوامل عديدة أخرى تناقض هذا الاستنتاج. لإثبات صحّة تلك القصة، سيتوجب على الواحد
منّا تصنيف ابنة داروين ككاذبة من الطراز الرفيع!
لكن، هكذا إتهام صعب
الإثبات لعدد من الأسباب.
فأولاً، تواجدت مع أبيها عند موته. وإضافة لهذا، لا يوجد
أيّ دليل على حضور السيدة هوبي
لزيارة داروين بأواخر أيامه.
ثانياُ، كل الأشخاص الذين كانوا حول داروين والأقرب
إليه بأواخر أيامه، لا يمتلكون أدنى فكرة عن تحوله ذاك.
ثالثاً، لا تبدأ قصّة
التحوُّل المزعوم إلاّ بعد موت داروين بسنوات عديدة، ولهذا، يظهر الشكّ في هذه القصة، على الأقلّ من قبل من تواجدوا قرب داروين وقتها.
كذلك، يجب الانتباه لأنّ كثير من "الوقائع" بقصة السيدة هوبي خاطئة ببساطة.
على سبيل المثال، مات
داروين يوم 19 أبريل / نيسان العام 1882 أي مات في فصل الربيع! بينما تقول السيدة هوبي بأنها زارت داروين في مساء خريفيّ لطيف! وهذا
يعني وجود فارق زمني يتعدى 6 شهور بزيارتها له ولحظة موته. وهنا تحضر الأدلة
القاطعة التي تثبت بأنّ داروين لم يكن طريح الفراش طيلة تلك الأشهر الستّة.
كذلك
تُشير القصّة لأنّ السيدة هوبي
قد أتت لتتحدث، وبناء على طلب من داروين ذاته، في منزله الصيفيّ.
على الرغم من أنّ
ابنة داروين قد أشارت بوضوح لعدم امتلاك داروين لمنزل صيفيّ!!
كذلك تشير القصة لأنّ داروين، قد قال للسيدة هوبي بأنه صاغ أفكاره التطورية عندما كان "شاباً يافعاً وذو أفكار غير ناضجة!". وفي الواقع، لا يمتلك هذا أيّ معنى،
فعندما نشر داروين كتابه أصل الأنواع، كان عمره 50 عام!!! بمعنى أنه لم يكن "شاباً يافعاً". كما أن داروين وبين العامين 1859 و1872، حقّقَ ستة مراجعات
لكتاب أصل الأنواع! لا يصمد هذا الادعاء أمام الوقائع!
يوجد تفنيد لكل ما ادعته السيدة هوبي. فقد تصدى كلّ من ويلبرت هـ. راش وجون و. كلوتز
لما كتبته تلك السيدة، من خلال نشرهما رد بعنوان:
Did Charles Darwin
Become a Christian?
العام 1988.
شخص آخر قد كتب سيرة موت داروين، هو السيّدة جانيت براون.
مات مساء يوم 19 أبريل / نيسان العام 1882، إثر اشتداد مرضه خلال
يومين أو ثلاثة أيام قبل موته، حيث عانى كثير من الآلام، وهو ما أسمته إيما "بهجمة الموت" ليلة 18 نيسان. لم يكن هناك أيّ تحوُّل ديني، لا توجد أيّة
كلمات أخيرة بهذا الإطار. بل ما همس به داروين لزوجته إيما هو "أمتلك الحدّ
الأدنى من الخوف من الموت"، " أتذكّر بأنكي كنتي خير امرأة ". وقّع
الطبيب أولفري
شهادة الوفاة التي تقول "غيبوبة جرّاء ذبحة صدرية" كسبب للموت أدّى
لتوقُّف تدريجيّ بنبضات القلب. بلغ عمر داروين بتلك اللحظة 73 عام.
لكن السرد الأكثر إيلام وتفصيل، وربما الأكثر دقّة لأواخر أيام
داروين، يردنا من شهادة Desmond
وMoore:
بدأ الألم قبل منتصف الليل. ألم مُريع، وازداد باضطراد.
استيقظت إيما وانطلقت للبحث عن الدواء اعتباراً من غرفة
النوم، حيث اختلط الأمر عليها كثيراً، وأخيراً، نادت على بيسي. خلال بضع دقائق، عثرت على الدواء. داروين
قيد الاحتضار، لكنه لم يكن قادراً على الصراخ. فقد وعيه وهو ممدد على السرير،
عادت إيما وبيسي، ندهتا على الخادم وأنهضوا داروين. أعطوه قليل من البراندي، الذي
تسلل عبر لحيته وصولا لقميص النوم والفراش. أجبروه على إمالة رأسه للخلف وناولوه
البراندي. إيما بحالة ذهول، وفكّرت بأنها النهاية.
بمرور بضع ثواني،
تمتم واستفرغ، ورفرفت عيناه. شدّته إيما وبحثت في وجهه عن أيّة إشارة معرفة. "حبي، حبي الغالي"، همس لها، وبالكاد سمعته، "قولي لكل أبنائي بأنني
أتذكرهم وأحبهم جميعا ودوماً"، اختنق وتلوّى. شدّتْ إيما على يديه بقوّة، الوضع فظيع، خانتها الكلمات بتلك اللحظات. بدأ من جديد، وبلحظات واعية، بالنظر
إلى عينيها، قال لها: "ليس لديّ أدنى خوف من الموت"، ثمّ هدأ.
نادت إيما على الدكتور أولفري، والذي وصل بحدود الساعة الثانية فجراً. وضع
كمادات خردل على صدر داروين، وحقق هذا بعض الراحة له. جلبوا له الإفطار
بحدود الساعة السابعة صباحاً، فأكل بضع لقيمات قبل أن ينام. وجد الطبيب أن نبض
داروين أقوى من المألوف، وظنّ بأنه بحالة استعادة وعي. خرج الطبيب في تمام
الساعة الثامنة صباحاً.
بدأ داروين للتوّ
بالتقيُّؤ. تقيؤ عنيف ومتواصل. ارتجف جسده، مرّت ساعة، ثم ساعتين، ورغم تكميم
فمه فقد استمرّ بالتقيُّؤ. عبّر في مناسبات متكررة "قد أتمكن، لكنني أموت". تشبثت به إيما، هو شاحب وبارد. تغيّر لون جلده. مرّ الدم الذي يتقيؤه
عبر لحيته. ولم تراه هكذا من قبل.
عاد فرانك من لندن قبل الساعة العاشرة. أرسلت بيسي هنريتا في طلب جاكسون، ووصلا سوياً. صعد السلّم ووجد أباه نائم
وإيما على وشك الانهيار، ورغم هذا، تحاول تعزية فرانك. أصرّت هنريتا على إيما لكي تتناول مهديء فترتاح، وهو ما
قامت به. فقد نامت أقلّ من ساعتين خلال آخر 24 ساعة.
انتهت حياة داروين
بتمام الساعة الرابعة عصراً في يوم الأربعاء الواقع في 19 أبريل / نيسان من العام
1882.
دين داروين
على الرغم من أنّه لم
يكن ميالاً للتعبير حول قضايا دينيّة، إلاّ أنه العام 1879 أكّد داروين بأنّه
لم يعتبر نفسه مُلحداً، وسيكون وصفه باللاأدريّ هو الأصحّ. كذلك، دعم ابنه فرانسيس
هذه الفكرة دوماً. لم يكن داروين مؤمناً ولم يكن ملحداً، بل لاأدريّ.
رفض داروين الكتابة
والنشر حول موضوع الدين، وبدا هذا في رسائله حيث تردّد في الحديث عن الدين. أشار
داروين أنه حتى العلماء المقتنعين بالتطور يمكن أن يكونوا مسيحيين أتقياء. وربما
لم يشأ التصريح بآرائه الخاصة حول الدين احتراماً لزوجته المؤمنة جداً.
وفي حال ذكر الله خلال احتضاره، فهذا مردّه الألم لا
الإيمان والتحوُّل الديني!
وبكل الأحوال، هو نشأ في بيئة كاتوليكيّة صرفة، وقد حاول
دخول سلك الكهنة ليصبح خوري، وعاش جلّ حياته مع أشخاص شديدي الإيمان. يُصرّ
المؤمنون على أن داروين مُلحد راديكالي، وأنّه عمل على هدم الدين،
وهذا محض ادعاءات فاقدة للإثبات، ولم تكن سوى محاولات شيطنة لداروين.
لم تكن كلماته
الأخيرة تطال الندم أو التحوُّل باتجاه الإله، وجّه عباراته الأخير إلى عائلته،
وهو ما أوردناه أعلاه ولا حاجة للإعادة. هو رجل، قد مات في شيخوخته بعد
معاناة وألم، كحال أيّ شخص آخر.
لم تكن لحظاته الأخيرة شهادة ليسوع ولا حرب
صليبيّة لصالح الإلحاد!
ولهذا لا يمكن تجييرها لصالح أيّ فريق.
وأنا كمُلحدْ، أشعر بالفخر بموقف هذا الرجل العظيم
في أواخر لحظات حياته، الذي حافظ على وجهة نظره وحياديته، فكان ممثّل جيّد
للاأدريّة.
لم يتبقَّ لي، سوى أن أرفع قُبَّعتي احتراماً لذكرى داروين!
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق