Desde siempre se ha enseñado la historia
como una sucesión de logros y hazañas que han ido catapultando al ser humano a
cotas cada vez más altas de progreso. Y aunque la lista de descubrimientos e
invenciones, las grandes construcciones, el desarrollo de las artes y el resto
de resultados de la fértil inventiva humana parecen impresionantes, quizás toda
esta épica narrativa sobre nuestro devenir en la Tierra, desde esos primates
bípedos y sin pelo que se aventuraron a salir de nuestra sabana africana ancestral
en un viaje sin fin, hasta la actual sociedad hiperdesarrollada del mundo
occidental puede estar construida sobre una monumental falacia.
En este ya antiguo (pero no por ello
menos válido), muy provocativo y hasta demoledor ensayo (que debería ser de lectura
obligada no sólo para los estudiantes de historia sino incluso en la enseñanza
secundaria) el prestigioso biólogo evolutivo Jared Diamond cuestiona con
diferentes pruebas esta idílica visión “desarrollista” sobre ese evento crucial
en nuestra historia que ocurrió hace unos 10.000 años con la aparición de la
agricultura y la ganadería, lo que los libros de texto llaman con mayúsculas
“La Revolución Neolítica”. Espero que sirva como reflexión ahora que se han
agotado las vacaciones (en el hemisferio boreal al menos) y empieza un nuevo
curso académico.
A la ciencia le debemos cambios
dramáticos en nuestra autocomplaciente imagen. La astronomía nos enseñó que la
tierra no es el centro del universo, sino simplemente uno de mil millones de
cuerpos celestes. De la biología aprendimos que Dios nos no creó especialmente
sino que evolucionamos al mismo tiempo que otros 11 millones de especies. Ahora
la arqueología derrumba otra creencia tabú: que la historia humana de los
últimos millones de años ha sido una larga serie de progresos. En particular,
recientes descubrimientos sugieren que la adopción de la agricultura,
supuestamente nuestro paso más decisivo hacia una vida mejor fue, en muchos
sentidos, una catástrofe de la cual nunca nos hemos recuperado. Con la agricultura
vinieron las graves desigualdades sociales y sexuales, la enfermedad y el
despotismo, que maldicen nuestra existencia.
Leer más, aquí
يوجد، على الأقلّ، ثلاثة أسباب تُفسّر
النتائج الكارثيّة للزراعة على الصحة، وهي على التوالي:
السبب الأوّل: تمتع الصيادون ملتقطو
الثمار بنظام غذائي متنوّع، بينما إقتصر غذاء أوائل المزارعين على قليل من الأغذية
الغنيّة بالنشويات، فقد ربحوا حريرات ذات نوعيّة سيّئة بتغذية فقيرة، فبالكاد،
امتلكوا ثلاثة نباتات غنية بالكاربوهيدرات، هي: القمح، الأرُّز والذرة، والتي توفّر،
بالوقت الراهن، القسم الأكبر من الحريرات المستهلكة من قبل النوع البشريّ، لكن،
يفتقر كل نوع منها لفيتامينات محددة أو أحماض أمينية أساسيّة ضرورية للحياة.
السبب الثاني: يتوقف على عدد محدود من
مرّات الحصاد أو المواسم، ففي حال إصابة الموسم بمرض ما، فهناك إحتمال حدوث مخاطر
على الوضع الغذائيّ.
السبب الثالث والأخير: القول بأنّ الزراعة
سمحت للناس بالتجمُّع في مجتمعات شعبية، فهو صحيح، ولكن، ساهم بتسهيل إنتشار
الطفيليات والأمراض بالعدوى، حيث أقامت جماعات كثيرة علاقات تجارية، سهلت
بهذا الإنتقال للأمراض. يرى بعض علماء الآثار بأنّ الإكتظاظ السكّاني (بدل
الزراعة) هو المسؤول عن الأمراض، لكن، نصطدم، هنا، بمشكلة ما الذي حدث، أولاً، البيضة
أم الدجاجة، لأنّ الاكتظاظ يُشجّع الزراعة والعكس بالعكس.
لا تتجذّر الأمراض، عندما تتناثر الجماعات
بمجموعات صغيرة متنقلة بصورة دائمة. لم تظهر أمراض السلّ والإسهالات إلا مع ظهور
الزراعة، كذلك، لم نعرف الحصبة والطاعون إلا حين ظهرت المدن الكبرى.
إضافة للتغذية السيّئة، الجوع والأمراض
المعدية، ساعدت الزراعة بجلب شيء سيّء آخر للبشرية:
الإنقسام الطبقيّ العميق.
لدى الصيّادين ملتقطي الثمار القليل أو لا شيء من الغذاء المُخزّن، كذلك، ليس لديهم مصادر غذاء دائمة مثل بستان أو قطيع بقر: حيث يعيشون على النباتات
البرية وصيد الحيوانات يوم بيوم. من جانب آخر، لا يوجد ملوك ولا عبيد. لكن، فقط، مع الزراعة، يمكن أن تعيش نخبة غير
مُنتِجة بصورة صحيّة على حساب أكثرية تتعرّض لمختلف أنواع الإصابات المرضيّة.
توحي
قبور يونانية، عثروا عليها في موكناي وتعود للعام 1500 قبل الميلاد، بأنّ الملوك
قد تمتعوا بنظام غذائي أفضل من نظام رعاياهم، حيث بدت هياكل الملوك العظمية أطول
بإثنتين أو ثلاث بوصات من هياكل رعاياهم، كذلك، امتلكوا بنية سنيّة أفضل (فقد فقدوا
سنّاً واحداً، مقابل 6 أسنان لدى الرعايا). بين مومياءات تشيليّة وتعود لما قبل 1000
عام، لا يمكن تمييز النخبة من خلال الحلي وملاقط الشعر الذهبية، بل كذلك، جراء إنخفاض
معدّل الإصابة بأمراض عظمية بنسبة أقل بأربع مرّات مقارنة بالعامة.
تستمر تلك التباينات المتشابهة في التغذية
حتى وقتنا الراهن وعلى مستوى العالم. بالنسبة لسكّان بلدان غنيّة، مثل الولايات
المتحدة الأميركية، سيبدو مضحكاً لهم إبراز فضائل الصيد وإلتقاط الثمار، لكن، الأميركيون نخبة تعتمد على النفط والمعادن، والتي يستوردوها، بالغالب، من بلدان
نامية ذات مستوى صحي وتغذوي سيّء. فيما لو أمكن الإختيار بين أن تكون فلاح في
إثيوبية أو صياد مُلتقط ثمار في صحراء كالهاري، فأيّ خيار سيكون الأفضل برأيك؟
كذلك،، ربما ساهمت الزراعة بتشجيع اللامساواة
بين الجنسين. حيث تتطلب الزراعة المزيد من الأيدي العاملة، ولهذا أصبحت النساء
المزارعات أكثر ميلاً للحمل والإنجاب مقارنة بالنساء الصائدات ملتقطات الثمار،
وهذا ما أدّى لإزدياد المشاكل الصحيّة عندهنّ. بين مومياءات تشيلي، على سبيل
المثال، لدى النساء تشوهات عظمية أكثر مقارنة بالرجال، ونتجت عن أمراض عدوى.
في بعض المجتمعات الزراعية، تحولت النساء إلى عربات نقل. في مجتمعات غينيا الجديدة الزراعية الراهنة، تصيبني الدهشة عندما أرى
النساء يحملن الخضار والحطب ويمشي الرجال فارغو اليدين!
بخصوص تأكيد أنّ الزراعة قد سهّلت ازدهار
الفنون وتوفير وقت حرّ، كذلك، يمتلك الصيادون ملتقطو الثمار الحديثون وقتاً حرّاً
مكافئاً لما لدى المزارعين على الأقلّ. علماً أنّ هذا الطرح، لا يتسم بالجديّة
الكافية. فعلى الرغم من مساهمة التقدُّم التقني ما بعد الزراعي بظهور صيغ جديدة في
الفنون، وسهلوا حفظها، فإنّ الصيادين ملتقطي الثمار، ومنذ ما قبل 15000 عام، قد
أنتجوا رسوماً رائعةً وتماثيلاً، وقد تابعت جماعات الإنويت وهنود شمال شرق المحيط
الهادي هذا الإنتاج الفني بأوقات حديثة وحتى القرن المُنصرِمْ.
هكذا، ومع مجيء الزراعة، وصلت نخبة لوضع
أفضل، لكن، ساء وضع الأغلبيّة. فبدلاً من قبول فرضية "التنموية"،
التي وفقها نختار الزراعة لأنها الأفضل لنا، من الأفضل أن نسأل أنفسنا كيف
تمسكنا بها على الرغم من كل تلك العوائق التي تخلقها.
يمكن أن يتوقّف الجدل، حين نعترف بأنّه
"من المؤكّد بأنّ الزراعة يمكن أن توفّر الغذاء لعدد أكبر من الأشخاص مقارنة
بالصيد وإلتقاط الثمار، على الرغم من أنها تخلق نوعيّة حياة سيّئة" (الكثافة السكانية بجماعات الصيادين ملتقطي الثمار أقل بنسبة 100 مرّة من الكثافة
السكانية بالمجتمعات الزراعية). وهذا يعود، بجانب منه، لأنّ حقل مزروع بمواد
قابلة للأكل، يمكنه تأمين الغذاء لعدد كبير من الأشخاص مقارنة بحرش فيه نباتات
متفرقة يمكن تناولها. ويعود بجانب آخر لموضوع معدّل المواليد الأقلّ لدى الصيادين ملتقطي الثمار، حيث يتوجب على المرأة حمل إبنها حتى عمر محدد يمكنه فيه المشي مع
البالغين. وهذا ما لا يحدث مع نساء المزراعين، حيث يمكنهم ولادة أطفال أكثر وبمعدل
زمني أقلّ.
على إعتبار أنّ جماعات الصيادين ملتقطي
الثمار قد نَمَتْ ببطء بنهاية عصر الجليد، توجّب على القبائل الإختيار بين تغذية
أشخاص أكثر (والذي أعطى أوائل الخطوات نحو الزراعة) أو العثور على صيغة تحديد
النموّ بعدد القبيلة. إختارت بعض القبائل الخيار الأوّل، دون القدرة على تفادي
مساويء الزراعة، جرّاء إغواء الإنتاج الغزير الذي تنعموا به، إلى أن ازداد عدد
أفرادها بفضل نموّ الإنتاج للأغذية. وسّعت تلك القبائل أراضيها الأصلية، فقتلوا أو
أزاحوا قبائل الصيادين ملتقطي الثمار، لكي يزرعوا أراضي جديدة تلبي حاجة أفرادها
للغذاء.
وهنا، يجب التنويه بالنقد المعتاد توجيهه
لعلم الآثار بوصفه ينشغل بالماضي البعيد ولا يقدّم شيئاً حول الحاضر، أعاد علماء
الآثار، الذين يدرسون أصل الزراعة، بناء مرحلة جوهرية قد ارتكبنا خلالها هذا الخطأ
الأسوأ بتاريخ البشرية. فلقد أُجبرنا على الاختيار بين تحديد عدد السكان أو محاولة
زيادة إنتاج الأغذية، فاخترنا هذا الخيار الأخير، وحصلنا بالمقابل على مزيد من
الجوع، الحروب والظلم.
طبّق الصيادون ملتقطو الثمار صيغة الحياة الأكثر
ديمومة، المناسبة والأطول بتاريخ البشرية.
وبشكل معاكس، ما نزال نكافح لحلّ
المشاكل التي أقحمتنا الزراعة بها، ولا نعرف إن كنا سنتمكن من حلها أو لا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق