La creación de un mito
Los gobiernos occidentales no han tenido el menor
interés en implantar sistemas democráticos. El integrismo se ha convertido en
enemigo perfecto para justificar estrategias y fantasmas neocoloniales. El
colonialismo dejó al frente de esos países a minorías por completo ajenas a su
realidad social.
Pocos meses después, los muyahidines afganos se
lanzaban, con dinero y armas de la CIA, a la guerra contra el invasor
soviético; radicales egipcios asesinaban a Anuar Sadat por firmar la paz con
Israel, y por todo el mundo musulmán se extendían, imparables, las
interpretaciones más tradicionales de la sharía.
Religión y política, Alá y gobierno se acercaban de
nuevo en muchos países musulmanes tras el fracaso del socialismo, del
nacionalismo y del liberalismo.
Era un retorno a las raíces religiosas. Se ha vivido
también, años después, con el nacionalismo hindú en la India, con el budismo en
China, con la Iglesia ortodoxa rusa y con los movimientos cristianos en Estados
Unidos: una fuga de los ismos fracasados y una búsqueda de nueva identidad en
el pasado.
La mayor parte de sus abanderados rechaza la
violencia, pero sólo los excesos de las minorías más radicales son noticia.
RAIS Y BENTALHA.- Los nombres de Rais y de Bentalha,
donde fueron degollados centenares de inocentes, quedarán grabados en la
memoria como símbolos del integrismo argelino en el 97. Poco importa, como han
advertido desde el ex presidente Ben Bella hasta Salima Ghezali, Premio Sajarov
del Parlamento Europeo 1997, que los responsables de estas y otras masacres
casi siempre hayan sido escuadrones de la muerte.
Las elecciones locales y legislativas, la mejora
económica, el rearme del Ejército de Lamari y la tregua firmada por el Ejército
Islámico de Salvación han devuelto la iniciativa en los últimos meses al
régimen militar argelino, en cuyas filas anidan muchos de los principales
responsables de las matanzas cometidas en el país en los últimos dos años.
"Se ha modificado por completo la relación de
fuerzas a favor del Ejército", reconoce Luis Martínez,
politólogo argelino afincado en Francia. "Pero no es una victoria sobre
los islamistas, pues el Ejército ha conquistado ciudades pero no las conciencias".
Desde que se levantaron en armas en 1992, los
integristas egipcios han matado a más de 1.350 personas. Sus dos golpes más
sangrientos del último año -en septiembre ante el Museo Nacional de El Cairo y
en noviembre en los templos de Luxor- han acabado con la pretendida victoria
militar del régimen de Hosni Mubarak.
El turismo, una de las principales fuentes de divisas
de Egipto, ha sufrido graves daños y la solución exclusivamente militar, como
en el caso de Argelia, sigue demostrándose inviable.
Sus objetivos, la destrucción del Estado y la guerra
contra la globalización, coinciden con los de los nacionalistas radicales o
"patriotas" estadounidenses implicados en atentados tan sangrientos
como el de Oklahoma en el año 1996. Tan integristas son unos como otros, aunque
el calificativo se reserve exclusivamente para los islámicos.
NAGUIB MAHFUZ.- Tras la Yamá Islámica egipcia y el
Grupo Islámico Armado argelino muchos ven a los retornados de Afganistán tras
años de cruzada antisoviética financiada por Ronald Reagan. Su fanatismo
alimenta las visiones maniqueas de muchos occidentales y asusta a los mejores
islamistas.
"La amenaza del extremismo fundamentalista es aún
mayor que la del agresivo Estado de Israel", reconocía el Nobel de
Literatura egipcio Naguib Mahfuz en declaraciones a EL MUNDO a finales de
noviembre.
Mahfuz sobrevivió a un atentado contra su vida por los
integristas. Por denunciar las interpretaciones más intolerantes del Corán, el
profesor Nasr Abu Zeid tuvo que exiliarse de Egipto. La fatwa decretada en 1989
por un Jomeini moribundo contra Salman Rushdie sigue vigente y ni el moderado
Jatamí, vencedor en las presidenciales del 97 y símbolo de un nuevo Irán, se
atreve a anularla.
Aunque los atentados contra Israel tengan poco o nada
que ver con los de Argelia y Egipto, los buscadores de enemigos integristas
islámicos ven en ellos la misma mano destructiva.
Las bombas que estallaron en el Café de Tel Aviv (21
de marzo), en el mercado de Mahane Yehuda de Jerusalén (30 de junio) y en la
calle de Ben Yehuda de la misma ciudad (3 de septiembre) pasan, así, a formar
parte de una misma guerra. Poco importa que las principales víctimas de Hamas
sean los palestinos de Arafat y sus principales beneficiarios los judíos
ortodoxos israelíes opuestos a las negociaciones.
Como ha demostrado Fred Halliday en su último libro,
Islam and the Mith of Confrontation, la amenaza militar musulmana para
Occidente desapareció con el imperio otomano y es "absurdo" seguir
utilizando la variable islámica para explicar los acontecimientos desde
Indonesia a Mauritania
الكاتب وهو صحفي إسباني متخصص بالسياسة الدولية، مدرس ومسؤول العلاقات الدولية في كلية علوم المعلومة بجامعة كومبولتنسي بمدريد حتى العام 1987. ينتمي إلى أسرة تحرير جريدة العالم El Mundo. هو شقيق الصحافي الاسباني المعروف خيسوس مارانيا.
خلق أسطورة
لم تمتلك الحكومات الأوروبيّة أدنى اهتمام بخلق أنظمة
ديموقراطية. فقد تحوّلت الأصوليّة إلى عدوّ مثالي لأجل تبرير
استراتيجيات ومطامح استعمارية جديدة. كما أقصت الذهنية الاستعمارية الأقليّات بشكل شبه كامل عن الواقع الاجتماعي.
توحِّد أسطورة الاستلحاق (الدعوة لدمج الأقليّات) كما
أسطورة الأصولية الإسلامية جميع الرسائل البروباغانداتيّة الفعّالة، لتطال واقع
بالغ التعقيد، واقع عالم إسلامي يتعايش ويتواجه ضمنه، كما في غيره من العوالم في
هذا الكوكب، العنفيّ والغير عنفيّ، الثوريّ والرجعيّ، الشموليّ والليبرالي،
المعتدل والمتطرف.
انتشرت هذه الأسطورة بين الكثير من الغربيين كانتشار
النار بالهشيم، أسطورة تتحدث عن ظهور جديد للإسلام بوصفه حركة سياسية خلال السنوات
الأخيرة (هذا المقال منشور في العام 1997) وذلك جرّاء حدوث أعمال عنف كثيرة في عدد
من البلدان الإسلامية، ويبدو أنها نشأت كمقاومة واضحة للديموقراطية وكصدى لما
امتلكته نظريات مثل "تصادم الحضارات" لصموئيل هنتغتون.
يجب البحث عن جذر أسطورة الأصوليّة الإسلامية في نهايات
عقد السبعينيات من القرن الماضي. فلقد عاد الخميني من منفاه إلى إيران وفرض قيام
دولة تيوقراطية، وربما كانت أوّل دولة إسلامية منذ أيام دولة محمد التيوقراطية في
المدينة المنورة.
بمضي عدد قليل من الشهور، انطلقت قوافل المجاهدين
الأفغان بتمويل وتسليح المخابرات المركزية الأميركية CIA، وذلك لمواجهة الغزاة السوفييت؛
قتل متطرفون الرئيس المصري أنور السادات لتوقيعه معاهدة سلام مع اسرائيل، وانتشرت
في جميع ميادين العالم الإسلامي نزعة نحو تفسيرات تقليدية أكثر للشريعة.
اقترب الدين والسياسة، الله والحكم من جديد في كثير من
البلدان الإسلامية على خلفية إخفاق الحركات الاشتراكية، القومية والليبرالية.
لقد شكّل هذا عودة إلى الجذور الدينية. وجرت معايشة الأمر ذاته، إثر مرور بضع سنوات،
مع القومية الهندوسية في الهند مع البوذية في الصين ومع الكنيسة الأرثوذكسية
الروسية ومع الحركات المسيحية في الولايات المتحدة الأميركية: شكّل هذا هروب من الفشل
وبحث جديد عن الهوية في الماضي.
يكون معظم أولئك رافض للعنف، لكن يكون موضوع الأخبار
دوماً عنف الأقليات الأكثر تطرفاً.
جرت عدّة مذابح بينها مذبحة بن طلحة في الجزائر وذهب
ضحيتها مئات الأبرياء، وستبقى في الذاكرة كرمز للأصولية الجزائرية في العام 1979.
لم يهتم أحد لتحذيرات أطلقها كلٌّ من الرئيس السابق بن بيللا والسيدة الحائزة على
جائزة ساخاروف سليمة الغزالي من وجود فرق موت مسؤولة عن تنفيذ تلك المجازر!
الانتخابات
المحلية والتشريعية، التحسُّن الاقتصادي، اعادة تسليح الجيش والهدنة الموقعة من
قبل الجيش الإسلامي للإنقاذ: قد أعادة زمام المبادرة إلى النظام العسكري الحاكم في
الجزائر خلال الشهور الأخيرة، الذي يوجد في صفوفه كثير من المسؤولين الرئيسيين عن
المجازر المرتكبة في البلاد خلال الأعوام الأخيرة!
"جرى تغيير ميزان القوى بالكامل لصالح الجيش"،
يعترف الأخصائي بالعلوم السياسية لويس مارتينيث Luis
Martínez المقيم
في فرنسا. "لكن لا يشكّل هذا انتصار على الإسلاميين، فلقد غزا الجيش المدن لا
العقول أو الضمائر".
منذ أن بدأ الأصوليُّون المصريون عملهم العسكري في العام
1992، فقد قتلوا أكثر من 1350 شخص. وكانت آخر ضرباتهم في العام الأخير - في شهر
أيلول / سبتمبر أمام المتحف الوطني بالقاهرة وفي شهر تشرين ثاني / نوفمبر في معابد
الأقصر - وانتهى الأمر بانتصار عسكري لنظام حسني مبارك.
لقد تأذَّى قطّاع السياحة المصريّ كثيراً وكان الحلّ
الحصريّ هو استخدام القوّة العسكرية، كالحال في الجزائر، الذي يبقى حلّ غير حيويّ
أو حلّ غير قابل للحياة ولن يُجدي نفعاً على المدى الطويل!
تتمثل أهدافهم بتدمير الدولة والحرب على العولمة،
ويتفقون بهذا مع القوميين المتطرفين أو "الوطنيين المتعصبين" الأميركيين
المتورطين بهجمات دموية، كالهجوم الذي حدث في أوكلاهوما العام 1996. يكونوا
أصوليين بعضهم مثل بعضهم الآخر، على الرغم من أنّ ما هو نعتيّ أو وصفيّ يبقى محصور
بالإسلاميين فقط!
شهادة نجيب محفوظ
حول العائدين من حرب أفغانستان، والذين حاربوا السوفييت بتمويل رونالد
ريغان. الذين يغذي شبحهم رؤى كثير من الغربيين ويُخيف غالبية المسلمين.
"يكون خطر المتطرفين الأصوليين أكبر من عدوان دولة
اسرائيل"، وفق تصريحات الحائز على نوبل الآداب نجيب محفوظ ! إلى جريدة العالم
بنهايات شهر تشرين ثاني / نوفمبر.
نجى محفوظ من هجوم ضدّه نفذه الأصوليُّون. كذلك اضطر نصر
حامد أبو زيد للخروج من مصر جرّاء تهديدات تلقاها لنقده بعض التفسيرات المتطرفة
للنص القرآني. كما أنّ فتوى الخميني العام 1989 ضدّ سلمان رشدي لا تزال سارية
المفعول، ولم يمتلك المعتدل خاتمي الفائز في انتخابات رئاسية العام 1997 ورمز
لإيران جديدة الجرأة لإلغائها!
على الرغم من عدم وجود رابط بين الهجمات ضد اسرائيل وما
جرى في الجزائر ومصر، فإنّ كلّ الباحثين عن أعداء، يرون في الإسلاميين ذات اليد
الهدّامة.
تمضي الهجمات التي طالت مقهى تل أبيب (21 آذار / مارس)،
سوق ماني يهودا في القدس (30 حزيران / يونيو) وشارع بن يهودا (3 أيلول / سبتمبر)
في ذات المدينة، لتشكّل جزء من ذات الحرب. فالإنتقام الصهيوني لا يهم كثيراً إنّ يكن عدد ضحاياه
الأكبر من حماس أو من فلسطينيي عرفات فالمستفيدين الرئيسيين هم الصهاينة الآرثوذكس
المناهضين للتفاوض مع الفلسطينيين.
كما أثبت فرد هاليداي في
كتابه الأخير "الإسلام وأسطورة المواجهة" فإنّ التهديد العسكري الإسلامي للغرب: قد اختفى باضمحلال
الامبراطورية العثمانية ويكون من "العبث" استمرار استخدام المتغيّر
الإسلامي في تفسير الحوادث الحاصلة من إندونيسيا إلى موريتانيا.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق