Aunque
en principio pueda parecer sorprendente existe un fuerte paralelismo entre los procesos
evolutivos y los históricos. En ambos casos tanto las diferentes especies como
las distintas culturas o civilizaciones han ido cambiando gradual e
imperceptiblemente a lo largo de los siglos en el caso humano y de los millones
de años en el caso biológico bajo la interacción de los más diversos y
complejos equilibrios frente a las condiciones del entorno y a la influencia de
otras especies o culturas
Leer más, aquí
.
https://lacienciaysusdemonios.com/2016/10/31/reflexiones-sobre-biologia-evolutiva-e-historia-hacia-una-etica-intergalactica
على الرغم من أنه قد يبدو غريباً، مبدئياً، يوجد توازي
قويّ بين الحوادث التطورية والتأريخيّة.
ففي الحالين، قد تغيرت الأنواع الحيّة المختلفة،
وكذلك، تغيرت الثقافات أو الحضارات المتنوعة، بصورة متدرجة وغير مُدرَكَة، على مدار
قرون في حالة البشر، وخلال ملايين السنين على الصعيد البيولوجي؛ وجرّاء تداخل
توازنات متنوعة ومعقدة مقابل الظروف البيئية وتأثير أنواع حيّة أخرى أو ثقافات
أخرى.
كذلك، أكثر من بديهي أنّ هذا
التغيُر لا يقضي بحصول تحسُّن حتميّ، بل تحدث تعديلات بسيطة تكيفية بشكل أو بآخر
مرتبطة بصورة لصيقة بالظروف البيئية المحلية الحاضرة في كل لحظة.
على الرغم من سيطرة فكرة تفوٌّق
الإنسان على غيره من أنواع حيّة، فلا يوجد شيء من هذا القبيل بحسب وجهة النظر التطوريّة، فالإنسان عبارة عن نوع من الحيوانات الثديية مثله مثل أيّ حيوان رأس
قدميّ أو مفصليّ أرجل أو بكتريا.
ويعود هذا لكون الثدييات بالعموم،
والبشر على وجه الخصوص، لسنا أكثر من نتيجة ظرفية لحوادث عديدة، كمثال عليها، هو
أنه منذ عدّة ملايين من السنين، طردت بكتريا متواضعة كنوع فرعي من الزراقم، عبر
الإستقلاب، غاز الأوكسجين، الذي اعتبره الكيميائيون غاز سام للغاية (أدّى حدوث هذا،
بالنهاية، إلى تغيُّر في تركيب الغلاف الجوي الأرضيّ، ويعتبر هذا المثال الأوّل حول
الهندسة الحيوية الكوكبية الأرضية، والأهم أنّ المتسبب بهذا التغيُّر مجرّد كائنات
مجهرية متواضعة للغاية) أو سقوط صخرة نيزكية، لتصطدم في منطقة خليج المكسيك اليوم،
منذ 65 مليون عام، والتي تسببت بإنقراض الديناصورات، والتي ربما لولاها لما ترجّحت
أسباب ظهور نوعنا الحيّ، الذي يُعتبر نوع من الرئيسيّات، ذو شعر أقلّ!
وبالمثل، بسياق الصيرورة التاريخية، لم يصل القليل من الأنواع النباتية (قمح، شعير، دخن، ذرة، بطاطا،...)؛ وعدد
أقلّ من الثدييات العاشبة (غنم، ماعز أو أبقار)؛ ونوعين من الطيور (بطّ ودجاج)
وهي أنواع حيّة بريّة، بصورة ظرفية، ليُصبِحَ أنواعاً مفيدةً جداً للكائن
المثير، الذي يمشي على قدمين وينتمي للرئيسيّات، ويتنقل بحثاً عن فرائس ليصطاد
وفاكهة ليلتقط:
بل أتت كلها في سياق الإنفجار الديموغرافي، الثورة الزراعية
الشهيرة (التي يراها بعض الباحثين الخطأ الأكبر بتاريخ البشر! وبالواقع، لقد
ارتكبنا كنوع حيّ، مع بالغ الأسف، الكثير من الأخطاء!) والتي ساهمت بوضع الكائن
البشريّ (الحيوان، بأبهى تجليات هذه الكلمة، خلال ملايين الأعوام، وأتحدث
هنا تطورياً) في قمة الكائنات المُفترسة بيولوجياً (وأتجرأ على القول جيولوجياً
كذلك)، حيث يتفوق على مجموعة من أنواع السنُّوريات، الدببة والطيور الجارحة التي
احتلت مركز القيادة في السلسلة الغذائيّة على مدار عشرات ملايين الأعوام؛ قبل
ظهورنا في المشهد التطوريّ.
رغم هذا، ونظراً للكثير من
الإعتبارات، التي تصفنا كغربيين "مزارعين" ومتأثرين برؤية تقليدية حول
تفوُّق الإنسان (أولاً، كنوع؛ ثمّ كجنس؛ وأخيراً، كلون جلد) "متحضرين أو
حضاريين" لظهور قامات مثل ميغيل دي ثيربانتس، الرسام تيتيان، النحات فيبدياس، مايكل
آنجل، هيرونيموس بوس، دوستوفيسكي، باخ، موزارت أو حتى فرقة البيتلز أو فرقة الإيه سي/ ديه سي للهارد روك بوصفها ذروة التقدُّم الثقافي، فيتوجب علينا الاعتراف بأنّ
رسّامي كهف لاسكو الفرنسي أو كهف ألتيميرا الإسباني المجهولين، أو أولئك الحرفيين
المجهولين الذين اشتغلوا على العظام، الحجارة، الخشب أو العاج كحال التمثال الشهير
"الأسد الإنسان" الألماني، أو تحضير أداة موسيقية كالفلوت لكي تعزف
موسيقى لأغنية بوقت لاحق في ليالي طويلة عاشتها قبائل منذ 40000 - 50000 عام، لا
يوجد ما يبرّر حضور الحسد لديهم تجاه هذا العدد الكبير من المبدعين اللاحقين، الذين
وسَّعوا ما ابتكروه هم في فجر الإنسانية البعيد ذاك.
لكن، ربما الميزة التي توضّح
التوازي بين الحدثين التطوريّ والتاريخي، بصورة أكبر، هي وحدات النظامين:
الأنواع
الحيّة أو الشعوب، التي لا تتغير بفضل الضغوط البيئية فقط، بل كذلك، بفضل التفاعلات
بين مختلف الأنواع الحيّة التي تتقاسم ذات النظام البيئيّ أو بين الكيانات البشرية
المختلفة في ذات المنطقة، والتي تؤثر ببعضها بصورة متبادلة، بحيث تخلق توازنات
محلية مستقرة لا يمكن التخلُّص منها، والتي يمكن أن تنهار بصورة سريعة، جرّاء ظهور
لاعبين جُدُدْ في المنطقة.
هكذا، على
مدى العصور، انعزلت مجموعات من الأنواع الحيّة عن بعضها البعض بواسطة حواجز جغرافية
لا يمكن تجاوزها (بالعموم بحار، على الرغم من عدم حصريتها هنا) وسارت في موجات
تطورية مختلفة، فالأنواع الحية من حيوان ونبات في مختلف القارات والجزر، هي
غريبة عن بعضها البعض بصورة كبرى، وربما، المثال الأبرز، هنا، هو الثدييات
الجرابية والثدييات المشيمية. عندما تلتقي مجموعتان من الحيوان إثر مرور عشرات
ملايين الأعوام على إنعزالها التطوريّ، كما حدث عند التقاء أميركا الشمالية مع
الجنوبية من خلال تشكُّل برزخ بنما، يتضح الإختلاف بينها، وتدخل في تنافس لم يحصل
بينها سابقاً، الأمر الذي أدّى لحدوث أكبر الكوارث التطورية بتاريخ الحياة، بلغت
ذروتها في الإنقراض الكامل تقريباَ للجرابيات في القارة الأميركية.
مثال آخر، بهذا الاتجاه، هو الإنقسام
الحاصل بين التطور المُشترك والتماس المفاجيء للتفاعلات التطورية التي تجعل من
البشر نوعاً حيّاً. فبينما تمكنت الأنواع المختلفة من الثدييات الكبرى، في أفريقيا
القديمة، من تحقيق التكيُّف على مدار ملايين السنين لتظهر بضعة كائنات غريبة تمشي
على قدمين، والتي تمكنت من اكتساب سعة دماغية أكبر بمرور الزمن، وبلغت الذروة مع
ظهور الإنسان العاقل، الذي تمكّن من غزو مناطق العالم المتنوعة كافة خلال عشرات
ألوف السنين. لم تمتلك كثير من الأنواع الحيّة الحيوانية الفرص الكبيرة بمواجهة
المُفترِسْ الأكبر (الإنسان) الذي أعطاه التطوُّر!
حسناً، جرى شيء شبيه على مدار التاريخ كلّه. فتلك القبائل،
الجماعات أو الشعوب التي عاشت بتماس فيما بينها، قد طورت آليات توازن، وإن تأسست على التنافس الدائم والمواجهات الدموية أحياناً، فقد سمحت خلال قرون
(أو خلال آلاف الأعوام أحياناً) بالبقاء على قيد الحياة للثقافات والإنتماءات
السياسية المختلفة في قارة محددة، ما يعني أنها قد خضعت للتطوُّر المُشترك سوياً.
وكما حدث في حالة الإنقراضات الجماعية لأنواع حيّة جرّاء التماس بجماعات منعزلة
مسبقاً، غزا الإنسان الأبيض أميركا أولاً، وكل جزيرة كل مرّة أكثر بعداً في أقاصي
الأرض تالياً، ومارس كلّ أنواع الإبادة الممنهجة لكل البُنى الإجتماعية والإقتصادية
والسياسية إلى جانب إبادة جماعات كاملة من السكّان الأصليين، الذين لم يتمكنوا من
تطوير الأسلحة ولا حتى عقلية "ناجحة" (على الأقلّ بما يتوافق مع
المُصطلح البيولوجي)، كالتي امتلكها الأبيض، عقلية توسعية وغاشمة، تكرر هذا الأمر
وصولاً إلى إنتاج الإبادة الشاملة في مناطق، وهو ذات الأمر، الذي حدا بسكّان أوستراليا الأصليين لتعلُّم التواجد المُشترك مع الجرابيّات ولو أنه حدث بطريقة
ناقصة.
لهذا، وانطلاقاً من الدراسات المحققة خلال العقود الأخيرة، جرى فرض متزايد، وأكثر من ضروريّ، لإجراءات حماية وحفظ تلك
الأنواع كما تلك الثقافات التي تطورت في حالة إنعزال، حيث يساهم تعرضها لعالم
مُعولَمْ للإختفاء فقط. هكذا، واعتباراً من وجهة نظر بيئية، لم يجرِ خلق بؤر حفظ
حياة برية وحدائق طبيعية لا يتواجد فيها البشر أو أنواع غريبة عنها فقط، بل كذلك،
جرى تطهير كامل من كائنات غريبة لأجل حفظ بيئة حيوانية ونباتية في بعض الأماكن
المختلفة.
في حالة الكائن البشريّ، الوضع
أكثر إلحاحاً. حيث تحتاج الجماعات البشرية المنعزلة، كل مرّة أكثر، للحماية من خطر
الإبادة المباشرة جرّاء أعمال شركات التعدين وتوسيع الأعمال في مناطق عيشهم، أو
الإبادة غير المباشرة جرّاء انتشار أمراض كثيرة منقولة عبر التماس البسيط (على
الرغم من النوايا الحسنة بتحقيقه أحياناً) حيث يصعب عليهم تطوير مناعة خلال بضعة
أعوام، قد حققها باقي البشر خلال قرون وربما آلاف الأعوام. وفيما ندرك بأنّ حجم تلك
الجماعات المنعزلة يصغر بشكل متزايد، فقد تحولت مناطقها إلى عامل جذب سياحيّ، حيث
تأتي الوفود السياحية مزودة بكاميراتها لتوثيق حياة إنسان عاقل يعيش كالأسلاف
القدماء، وهذا ليس أكثر من حالة مُحزنة!
بيومنا هذا، الجماعة الوحيدة
المنعزلة من السكان الأصليين غير المتصلين بالعالم، وتحافظ على أمان نسبيّ في
حياتها هي الأندامانيين، الذين يعيشون في جزيرة سينتينل البعيدة الهندية،
وذلك بفضل طبيعة الجزيرة الخاصة، وكذلك، بفضل قانون عدم التدخُّل الهندي، الذي يفرض
سيادته على الأرخبيل، ولهذا، جرى حفظ تلك الجماعة من الإبادة المباشرة وغير
المباشرة المرتبطة بالاتصال بالمدن والبشر الحاليين.
لا تحدث الإبادة الثقافية والمادية
لمجموعات أصلية جرّاء التماس مع حضارة متقدمة تقنيّاً، ولا حتى مع المجموعة
الأكثر "تحضُّراً" فقط؛ فوصول معارف أو أدوات لسكّان أصليين، لم
يمتلكوا الوقت الكافي لإكتشافها بأنفسهم، واستيعابها بأنفسهم على وجه الخصوص،
سيساهم بفقدان المجموعات المحلية لتوازناتها السياسية القديمة، الأمر الذي يؤدي
إلى إبادة قبائل لقبائل أخرى محلية. وهذا ما حدث في نيوزيلنده البعيدة مع الماوريين،
عندما دخلوا بتماس مع الوافدين الغربيين.
سمحت التجارة لأوائل القبائل الداخلة
بتماس بتحصيل فائدة مضاعفة تقنياً، والتي تحولت إلى نقمة بمرور الوقت. فقد حصلوا
على بنادق، ساهمت بتحقيق اختلال في التوازن السياسي بين مختلف الجماعات، وتسببت
بحدوث مجازر إتنية بينية، ذهب الآلاف من السكان الأصليين ضحيتها. كذلك، تمكنوا من
زراعة البطاطا، ذاك المنتج القابل للتخزين والنقل بسهولة، استخدم المحاربون
الماوريون الفائض الغذائي بتوسيع نطاق حملاتهم العسكرية باتجاه مناطق أبعد كل مرّة
أكثر عن مركز تواجدهم، وهذا الأمر، أسهم باضمحلال حضارة الماوريين وخلال
عدد قليل من السنوات بالنهاية.
بالتالي، من المهم فهم التوازي
بين المعرفة البيولوجية والمعرفة التاريخية المتراكمة، كي يتم تفادي ذات الأخطاء
مستقبلاً. لهذا، يجب أن يصبح مبدأ عدم التدخُّل معمم ضمن قوانين أيّة حضارة متطورة،
ترغب بنوال الاعتراف بها، وتتجاوز النطاق الراهن لمجتمعاتنا، لتدخل فيما يمكن إعتباره خيال سياسيّ أو حتى خيال علمي بصورة مباشرة.
تجري
المحاولات، منذ عقود، لإكتشاف وتحقيق الإتصال مع حضارات مًحتمَلَة فضائيّة.
وبغضّ
النظر عن إمكان تحقيق هذا الإتصال بالإرسال أو الإستقبال للإشارات، التي تحتاج مئات
أو آلاف الأعوام لتصل لمقصدها، أو بشكل معاكس، يجري إبتكار تقنية إتصال، خلال عقدين
من الزمن، تسمح بالتواصل المباشر وبالاتجاهين مع كائنات فضائية، فتطفو مشكلة
أخلاقية واضحة للسطح.
أيّ شكل من المعلومة يمكن تقاسمه؟
لأنه في حال كُنّا نحن البشر
الجانب الأكثر تقدُّماً، فسيتوجب علينا الإهتمام بمعرفة أيّة معلومات نُقدّم، حتى لو
بدت لنا غير مؤذية أو مفيدة حتّى لحضارة أخرى أقلّ تقدُّم تقني من حضارتنا، وذلك
لتفادي ما حصل مع الماوريين.
لكن، فيما لو يحدث العكس، والحضارة الفضائيّة أكثر
تقدُّماً من حضارتنا، ربما يسبقوننا بمئات أو آلاف الأعوام من التطوُّر العلمي، فالمشكلة الأخلاقية خاصة بهم، لكن، ربما، يحمل هذا تبعات خطيرة ممكنة علينا.
لم يتميز
تاريخنا بالتحليل العميق والمتزن للإنجازات العلمية، بل حدث كل ما هو معاكس لهذا
الأمر، حيث استخدم الإنسان المعارف بشكل متزايد لتطوير الأسلحة القاتلة كل مرّة
أكثر؛ أو بتصنيع تقينات متسببة بالتلوُّث البيئي كل مرّة أكثر، بدايةً، على مستوى
محلي؛ ثمّ على مستوى عالمي بشكل متزايد.
لهذا، من المفيد قبل أن نُعلن
عن وجودنا وعن تقدمنا العلميّ لكائنات أخرى مُحتملة في الكون، أن نتأمل كنوع حيّ
بالفوائد والمشاكل، التي يفترض ظهورها حدوث هكذا تماس
بيننا وبينهم.
آمل شخصياً بتوصُّل تلك الحضارات اللانهائيه الممكنة، والأكثر تقدماً من
حضارتنا، ومن المفترض حضورها في هذا الكون السحيق
الذي نسكنه، إلى ذات الخلاصة ولديها قاعدة أساسيّة في علاقاتها
الاندماجيّة المجراتية، هي:
قاعدة عدم التدخُّل المُطلق.
وسيفسّر هذا، كذلك، مُفارقة فيرمي الأكثر من ملفتة
للإنتباه.
تعليق فينيق ترجمة
ارتكبنا كبشر تلك الحماقات، وما زلنا نرتكبها، لأننا تعودنا على الفعل دون تفكير بنتائج سلبية على مدى طويل.
نحن مميزون بالعقل، ولكن، بمراجعة الكثير من أعمالنا، نرى أنها تعكس غياب الحدّ الأدنى من العقل .. كأنّ العقل أمر طاريء عندنا .. وبدل من تفعيله نعمل على تعطيله!!
قاعدة عدم التدخُّل رائعة للغاية .. ولكنها خارج حسابات قوى الهيمنة العالمية مع الأسف الشديد!
وشكراً جزيلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق