الاستشراق .. إدوارد سعيد .. ترجمة محمد عناني
الإستشراق إسلوب تفكير يقوم على التمييز الوجودي
والمعرفي بين ما يسمى "الشرق"، وبين ما يسمى (في معظم الأحيان)
"الغرب".
هذا اللون من الاستشراق قد يضم إيسخولوس، مثلاً، وفكتور
هوغو، ودانتي وكارل ماركس.
يحاول هذا الكتاب أن يبيّن أيضاً كيف زادت الثقافة
الأوروبية من قوتها ودعمت هويتها من خلال وضعها لذاتها في مقابل الشرق باعتبارها
ذاتاً بديلة أو حتى دفينة.
يكون ارتباط بريطانية وفرنسا بالشرق أكبر من ارتباط دول
أوروبية وارتباط الولايات المتحدة الأميركية كذلك به.
الحديث عن الاستشراق يعني الحديث أساساً عن المشروع
الثقافي البريطاني الفرنسي، وإن لم يكن ذلك مقصوراً عليه، وهو مشروع ذو أبعاد
متفاوتة تضم من الأصقاع ما يتفاوت تفاوت الخيال نفسه، ويشمل الهند بأكملها وبلاد
الشام، ونصوص الكتاب المقدس وما ورد ذكره
فيها من أراض، وتجارة التوابل، والجيوش الاستعمارية والتقاليد المديدة التي أرساها
المديرون الاستعماريون، والمناهج والمواد الدراسية، وأعداداً لا تُحصى من
"خبراء" الشرق و"العاملين" به، وكراسي أساتذة
"الشرق"، والمجموعة المنوعة والمركبة من الأفكار الخاصة بالشرق
(الاستبداد الشرقي، بهاء الشرق وروعته، ونزوعه للقسوة واللذة الحسية) والكثير من
الطوائف الشرقية، والفلسفات وألوان الحكمة الشرقية التي طوّعها الناس لتلائم
الحياة الأوروبية - ولنا أن نسترسل في هذه القائمة حتى ما تبدو لها نهاية.
كان ينحصر الشرق، بمعناه الفعلي، حتى العقود الأولى من
القرن التاسع عشر، في الهند والأراضي المذكورة في الكتاب المقدس.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب
العالمية الثانية، كانت السيطرة لفرنسا وبريطانية على الشرق والاستشراق. وأما منذ
انتهاء هذه الحرب فأمريكا هي التي تسيطر على الشرق وتتبع في ذلك المنهج الذي كانت
تتبعه فرنسا وبريطانية ذات يوم.
****
ولا يكاد أحد يوافق على أن مقابلة الروائي الفرنسي
فلوبير مع غانية مصرية هو الذي أخرج لنا نموذج للمرأة الشرقية الذي امتد تأثيره
واتسع نطاقه، ولكن هذه المرأة لم تتحدث مطلقاً عن نفسها، ولم تصوّر قطّ مشاعرها أو
تُعبّر عن وجودها أو تاريخها، بل إنه هو الذي تحدث باسمها وصوّرها. وكان هو أجنبياً،
يتمتع بثراء نسبي، وكان رجلاً، وهذه جميعاً حقائق تاريخية مكَّنته من فرض سيطرته
ومكّنته لا من امتلاك كشك هانم جسدياً فقط بل أيضاً من التحدث باسمها، وإطلاع
قرائه على جوانب "تمثيلها للمرأة الشرقية".
ص 49
أعتقد شخصياً أنّ القيمة الكبرى للاستشراق تكمن في كونه
دليلاً على السيطرة الأوروبية الأميركية على الشرق أكثر من كونه
"خطاباً" صادقاً حول الشرق (وهو ما يزعمه الاستشراق في صورته الأكاديمية
والبحثية).
وضع غرامشي تمييز تحليلي مفيد بين المجتمع المدني
والمجتمع السياسي، فالأول يعني الهيئات الطوعية (أو قل العقلانية والبريئة من
القسر على أقلّ تقدير) مثل المدارس، والعائلات والنقابات، والثاني يعني مؤسسات
الدولة (الجيش والشرطة والبيروقراطية المركزية) والتي تتولى السلطة المباشرة بين
أبناء الشعب. وسوف تجد أن الثقافة حية عاملة داخل المجتمع المدني، حيث لا يتحقق
تأثير الأفكار والمؤسسات والأشخاص الآخرين من خلال السيطرة بل من خلال الرضى. ففي
مجتمع غير شمولي تتغلب أشكال ثقافية على أشكال أخرى، مثلما تتمتع أفكار معينة
بنفوذ أكبر من غيرها، وأطلق غرامشي على هذه "الزعامة" اسم الهيمنة، وهو
مفهوم لا غنى لنا عنه في إدراك حقيقة الحياة الثقافية في البلدان الصناعية في
الغرب.
ص 50 + 51
العنصر الرئيسي في الثقافة الأوروبية هو على وجه الدقة
الذي جعل تلك الثقافة مهيمنة داخل أوروبا وخارجها، أي فكرة الهوية الأوروبية
باعتبارها هوية تتفوق على جميع الشعوب والثقافات غير الأوروبية. هذا إلى جانب
هيمنة الأفكار الأوروبية عن الشرق، وهي التي تُكرر القول بالتفوق الأوروبي على
التخلف الشرقي، وهو القول الذي عادة ما يتجاهل إمكان وجود مفكر يتمتع بدرجة أكبر
من الاستقلال أوالتشكك وقد تكون له آراؤه المختلفة في هذا الأمر.
لقد حضر العلماء أو الباحثون أو المبشرون أو التجار أو
الجنود إلى الشرق، أو فكروا في أمر الشرق، لأنهم كانوا يستطيعون الحضور إلى الشرق،
أو التفكير في الشرق، دون مقاومة تذكر من جانب الشرق.
ص 51
المنتخبات العربية .. سيلفستر دي ساسي أو كتاب وصف أخلاق
المصريين المحدثين وعاداتهم لإدوارد وليم لين
لدى رينان وجوبينو أفكار عنصرية وظهر في العصر الفيكتوري روايات إباحية تحمل هذا
النفس العنصري (انظر التحليل الذي يقدمه ستيفنز ماركوس لما يسميه :التركي
الشهواني").
ص52
التمييز بين المعرفة البحتة والمعرفة السياسية
المجتمع السياسي بالمعنى الذي وضعه غرامشي يمتد تأثيره
إلى مجالات أخرى في المجتمع المدني مثل الحياة الاكاديمية ويجعلها تتشبع بدلالات
ذات أهمية مباشرة له.
ص 56
لكن المتخصص الحديث في العصر الفكتوري لن يلبث أن يعترف
بأن أبطال الثقافة الليبرالية مثل جون ستيورات مِلْ، الفيلسوف، وماثيو أرنولد، الشاعر
والناقد، وتوماس كارلايل، الأديب والمفكر، وفرانسيس نيومان، المصلح الديني، وتوماس
ماكولي، المؤرخ، وجون رسكين، الناقد الفني، وجورج إليوت، الروائية، بل وتشارلز
دايكنز نفسه، الروائي، كانت لهم آراؤهم المحددة بشأن الامتياز العنصري
والامبريالية، ومن اليسير إدراك تأثيرهما في كتاباتهم. وهكذا فلا بد أن يتصدى
المتخصص نفسه للحقيقة التي أوضحها مِلْ، مثلاً، في دراساته عن الحرية وعن الحكومة
النيابية وهي قوله أنها لا تصلح للتطبيق في الهند (فلقد كان هو نفسه موظفاً في
وزارة الشؤون الهندية فترة طويلة من حياته) لأن الهنود كانوا أدنى حضارياً وإن لم يكونوا
أدنى عنصرياً. ونستطيع أن نعثر على هذه المفارقة نفسها في كتابات كارل ماركس، على
نحو ما أحاول إثباته في هذا الكتاب.
ص 61
2. المسألة المنهجية
ريمون شواب كتاب النهضة الشرقية .......... يوهان فوك
كتاب الدراسات العربية في أوروبا حتى مستهل القرن العشرين ... دوروثي ميتليتسكي
كتاب موضوع بلاد العرب في انكلترا في العصور الوسطى.
العرب والإسلام، هما الموضوعان اللذان ظلا يمثلان الشرق
معاً على مدى ما يقرب من ألف عام. وقد استبعدت الشرق الأقصى لأننا نستطيع أن نناقش
خبرة أوروبا في الشرق الأدنى، أو بالإسلام، بمعزل عن خبرتها بالشرق الأقصى. مع ذلك
ففي لحظات معينة من التاريخ العام لاهتمام أوروبا بالشرق، تتعذر مناقشة مناطق
معينة منه مثل مصر وسوريا وشبه الجزيرة العربية دون دراسة انشغال أوروبا وارتباطها
بالمناقط القصوى أيضاً، وأهمها بلاد فارس والهند، وأشهر الحالات في هذا الصدد حالة
الربط بين مصر والهند بالنسبة لبريطانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ص64
من الصحيح القول بأن الخطوات الكبرى في الدراسات الشرقية
قد اتخذت أول ما اتخذت إما في بريطانية أو في فرنسا، ثمّ زاد عليها وطورها
الألمان.
ص 65
كان سلفستر دي ساسي، أوّل مستشرق أوروبي حديث ينتمي
لمؤسسة محددة، ولقد بحث الإسلام والأدب العربي وديانة الدروز، وبلاد الفرس في عصر
الأسرة الساسانية، وكان إلى جانب ذلك معلماً لشامبوليون وفرانتس بوب، ومؤسساً لعلم
اللغة المقارن في الألمانية، ولنا أن نقر بالأولوية التي يتمتع بها أيضاً وليم جونز
وإدوارد وليم لين وسطوع نجمهما بعد ذلك.
ص 65 + 66
نشأ الاستشراق الحديث على خلفية دراسات الكتاب المقدس.
دراسة أ. س. شافر (قبلاي خان وسقوط أورشليم).
ص 66
يأسف إدوارد سعيد لعدم تحقيق دراسة مستفيضة للبحوث
الألمانية في نحو منتصف القرن التاسع عشر، حيث رأت الروائية جورج إليوت في تجاهل
هذا الصيت إدانة لانغلاق الباحثين البريطانيين على أنفسهم.
احتلت البحوث الألمانية الصدارة بحدود العام 1830.
ص 67
كتب كارل ماركس في كتاب شهر برومير الثامن عشر ولويس
بونابرت يقول: "إنهم لا يستطيعون تمثيل أنفسهم، ولا بد أن يمثلهم أحد".
لا يوجد - في حالة اللغة المكتوبة على الأقلّ - ما يمكن
تسميته بالحضور أو الوجود الحقيقي بل الرمز لما هو موجود أو تقديم ما يمثله.
ص 71
3. البُعد الشخصيّ
لقد كانت دراستي للاستشراق، من عدة زوايا، محاولة لإعداد
قائمة بالآثار التي خلفتها في نفسي، باعتباري ذاتاً شرقيّة، تلك الثقافة التي كانت
سيطرتها عاملاً قوياً في حياة جميع الشرقيين. وهذا هو السبب الذي دفعني إلى أن
اجعل الشرق الإسلامي محور اهتمامي.
ص 76
لم يصل مستوى تعاطف أيّ مستشرق أميركي مع العرب
والمسلمين إلى مستوى التعاطف "الليبرالي" الأميركي مع الصهيونية.
وهكذا فإن الرابطة ما بين المعرفة والسلطة، وهي التي
أوجدت صورة "الشرقي" وطمست، من زاوية ما، وجوده بإعتباره إنساناً، ليست
مسألة أكاديمية محضة في نظري ومع ذلك فهي مسألة فكرية ذات أهمية واضحة إلى حد
بعيد.
ص 79
الفصل الأوّل: نطاق الإستشراق
أولاً: معرفة الشرقيّ
وجود إنكلترا في مصر .. ألفريد ميلنر
يتحدث بلفور عن خضوع شعوب الشرق للاستبداد تاريخيا وعدم
ظهور امم تنشيء ذاتها ما يسميه الحكومة الذاتية من وجهة نظر غربية.
يقول: لسنا في مصر من أجل المصريين فقط، وإن كنا هناك من
أجلهم، فنحن هناك أيضاً من أجل اوروبا كلها.
ص 86-87
يبرر بلفور الاحتلال بمعرفة بريطانية لمصر جيداً ويتجاهل
مشاعر المصريين تجاه احتلال أجنبي لبلادهم!
ص 88
وهنا نرى من جديد أن المعرفة بالأجناس المحكومة أو
بالشرقيين هي التي تجعل إدارة شؤونهم يسيرة ومربحة، فالمعرفة تأتي بالسلطة، وزيادة
السلطة تتطلب زيادة المعرفة، وهكذا دواليك في جدلية من المعلومات والتحكم تزداد
فائدتها باضطراد.
ص 91
اعتبر كرومر أنه يجب على الامبراطورية أن تتحلى بالحكمة،
وأن تلطف من جشعها بقدر من إنكار الذات، وأن تلطف من لهفتها بقدر من الانضباط
المرن.
ص92
كتاب مصر الحديثة لكرومر
الافتقار إلى الدقة، وهي الصفة التي يسهل انحطاطها
فتتحول إلى الكذب، هو في الواقع الخصيصة الرئيسية للعقل الشرقي. برأي كرومر.
وعلى الرغم من أن العرب القدماء ارتقوا درجات عالية من
العلوم الجدلية، فإنّ أحفادهم يفتقرون إلى ملكة المنطق افتقاراً فريداً، وكثيراً
ما يعجزون عن التوصل إلى أوضح النتائج من أية مقدمات بسيطة قد يعترفون بصدقها.
حاول أن تحصل من أي مصري عادي على بيان واضح للحقائق، وسوف تجد أن شرحه سوف يكون
مطولاً بصفة عامة ويفتقر إلى الوضوح. ومن المحتمل أن يناقض نفسه عدة مرات قبل أن
ينتهي من كلامه، وكثيراً ما ينهار تحت ضغط أخف استجواب.
ص 94
أنا أقنع بالإشارة إلى أن الشرقي بصفة عامة، وبأسلوب ما،
يعمل ويتكلم ويفكر بطرائق مضادة تماماً للأوروبي.
اعتمد كرومر على ارنست رينان وقنسطنطين دي فولني كثيراً
في بناء آرائه.
ص 95
بنى
الاستشراق صورة عن الشرق، لا بجهود أبناء هذا الشرق، بل بجهود الغرب الذي حدّد
ملامح تلك الصورة!
تقدمت مؤسسات الاستشراق بصورة كبيرة وبصورة متزامنة مع
التوسع الاستعماري الأوروبي في العالم.
ص 98
يشبه نظام السيادة الممتد من الشرق إلى الغرب ما عبّر
عنه الروائي والشاعر رديارد كبلنج ذات يوم، حين قال:
سواء كان بغلاً أو حصاناً أو فيلاً أو ثوراً فهو يطيع
سائقه، مثلما يطيع السائق الرقيب، ويطيع الرقيب الملازم، ويطيع الملازم النقيب،
ويطيع النقيب الرائد، ويطيع الرائد العقيد، ويطيع العقيد العميد الذي يتمتع بقيادة
ثلاثة أفواج، ويطيع العميد اللواء الذي يطيع نائب الملك الذي هو خادم الملكة!
ص 103 - 104
سار هنري كيسنجر بطروحاته للتعامل مع الآخرين (سيما في
ما يسميه العالم النامي) على خطى كرومر وبلفور، ويتجلى هذا في مقاله: البناء
الداخلي والسياسات الخارجية.
ص 104
ثانياً: الجغرافيا الخيالية وصورها .. إضفاء الصفات
الشرقية على الشرقي
المُستشرق، مُصطلح يُطلَقْ على دارس الشريعة الإسلامية
كما يُطلَق على الخبير باللهجات الصينية أو بالأديان الهندية.
ص 111
كتاب النهضة الشرقية لريمون شواب: قدّم وصف موسوعي
للاستشراق بين العامين 1765 و1850 تقريباً.
ص 112
كتاب المستشرقون لفيكتور هيجو + ديوان الغرب والشرق
لغوته.
سبعة وعشرون عاما في تاريخ الدراسات الشرقية لجول مول
وهو عبارة عن مجلدين ويبين أبرز أحداث الاستشراق بين العامين 1840 و1867.
كتاب تاريخ المستشرقين الأوروبيين من القرن الثاني عشر
إلى القرن التاسع عشر لغوستاف دوجا
ثالثاً: مشروعات
لوحة مدرسة أثينا يظهر فيها ابن رشد مجاورا لسقراط
وافلاطون للفنان رفائيل.
أدّى حماس وليم ويستون (الذي خلف نيوتن في كيمبريدج)
للإسلام إلى طرده من جامعة كيمبريدج في العام 1709.
ص 146
رحلة في مصر وسورية تأليف الكونت دي فولني مجلدين العام
1787
كتاب وصف مصر 23 مجلد
عمل الاستشراق على تحويل كل "تفصيل" إلى
"تعميم" وكل تعميم إلى قانون ثابت عن طبيعة الشرق، أو مزاجه، أو عقليته،
أو عادته أو نمطه؛ وقبل ذلك كله تحويل الواقع الحيّ إلى مادة "نصيّة"
حتى يمتلك المرء (أو يظن أنه امتلك) الواقع لأنه لا شيء في الشرق يستطيع، فيما
يبدو، أن يقاوم سلطانه.
ص 160
رابعاً: الأزمة
من الخطأ افتراض إمكان تفهم الفوضى التيش يعيش فيها
البشر - وهي التي تكتظ بعناصر لا يمكن التنبؤ بها وتغص بالمشكلات - استناداً إلى
ما تقوله الكتب، أو النصوص.
ص 169
ترنيمة محمد غوته ... وداع المضيفة العربية فكتور غوغو
رواية الطلسم
السير وولتر سكوت
رواية تانكريد
دزرائيلي
الفصل الثاني: أبنية الاستشراق وإعادة بنائها
أولاً:
حدوداً أعادوا رسمها، وقضايا أعادوا تعريفها ودين جعلوه علمانياً
ثانياً: سيلفستر دي ساسي وإرنست رينان: الانتروبولوجيا
العقلانية ومختبر فقه اللغة
ثالثاً:
الإقامة في الشرق ودراسته .. ص 246
لم
تتخذ المقارنات طابعاً وصفياً، بل كانت في أغلب الأحيان تقوم على التقييم والعرض.
رابعاً:
الحُجّاج ورحلات الحجّ من بريطانيا وفرنسا ........ ص 271
يبدأ
الاستشراق الأميركي عمله اعتباراً من نهاية الحرب العالمية الثانية فقط
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق