تنتشر في مناطق العالم الإسلامي
المختلفة، على امتداد العالم، ظاهرة إنشاء مدارس لتحفيظ الأطفال الصغار آيات
القرآن، ويتم إجراء مسابقات على نطاق المدن والدول في هذا الإطار.
أعرف أن كثيرين قد انتقدوا هذه الظاهرة،
وربما لا يتفق مسلمون مع هذا النوع من المدارس.
ربما تشكل الأسئلة التالية، بما سيترتب
عليها من إجابات بالطبع، طريقة لفهم هذه الظاهرة وضرورة إدانتها، وفق الآتي:
ما الذي يستفيد منه الطفل إذا حفِظَ كامل القرآن
وليس آيات منه فقط؟
ما الفائدة من حفظ آيات قرآنية، قد شكلت
محفزاً هاما لنشوء أحزاب وجماعات متشددة، وإن يكن باختراقات مخابراتية أجنبية،
أحياناً، ولا يمتلك أي مسلم الجرأة على إنتقاد تلك الآيات، بل ليس لدى أيّ مرجع
إسلامي، سني أو شيعي أو خلافهما، موقف واضح تجاهها وضروة حذفها من القرآن؟؟!!!
هل تتوخى الحكومات في العالم الإسلامي
تحويل المواطن - الطفل إلى ببغاء أو جهاز تسجيل روبوت؟
هل حفظ الآيات القرآنية، التي تدعو إلى
فعل الخير ومحاربة الشر، أهم من تمثلها سلوكاً؟ وإن يكن وفق ذهنية العصا والجزرة؟!
هل التمييز بين الأطفال على صعيد القدرة
على الحفظ، يساهم بإحراز أيّة قيمة تحسينية مجتمعية؟
هل يجب التسابق بين الأطفال على الحفظ أم
على الفهم الصحيح؟
كيف يمكن لطفل أن يفهم غالبية المصطلحات
القرآنية، التي تنتمي إلى لغة عربية قديمة؛ لا تُستخدم اليوم حرفياً في عالم
الثقافة العربية وتشكل صعوبة بالغة لأطفال مسلمين لا ينتمون لعالم الثقافة العربية
وهم أغلبية المسلمين اليوم أصلاً؟
دون شكّ، ما ورد أعلاه، هو مُجرّد عيِّنة بسيطة من التساؤلات المشروعة وواجب الجميع البحث عن إجابات مُقنعة لها، وما يمكن أن يُقدّمه هذا من تجاوز لسلبيّة واضحة وتعزيز عقلنة الإيمان في الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق