الكاتب: زنديق مُتمرِّس
يدأب بعضُ منافقي المسلمين، من حين لآخر، وكلما ظهر رسم أو مقال ينتقد محمد، إلى التظاهر والاحتجاج بطريقة غوغائية، تحت شعار "إلا رسول الله".
السؤال الذي يطرح نفسه، هو: هل يستنفر المنافقون لأجل محمد، وهو برأيهم رسول الله، ولا يستنفرون لرسوم ومقالات تهزأ بالله وتنتقده وتمسح به الأراضي وبكل اللغات؟، ومنها العربية بالطبع، وعلى مدار عقود، في الماضي والحاضر، وأكيد ستزداد في المستقبل!
من يطلع على التراث العربي، سيما بعد ظهور الإسلام، سيقرأ أبيات شعر ونصوص تهزأ بمحمد وبربّه، فوجب أن تبدأ هذه الاحتجاجات من ذاك الوقت دونما توقُّف إلى هذه اللحظة!
هل نسيتم ما قاله يزيد بن معاوية؟ إنّ بيوت شعره أقوى من كل ما نُشِرَ في الغرب عن محمد وعن القرآن وعن إلهه! لنتذكر سوياً:
لعبت هاشم بالملك فلا ملك جاء ولا وحي نزل
***
أتوعد كل جبار عنيد فها أنذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد!
كذلك إن كل من يرسم كاريكاتير أو ينشر مقال، ينتقد من خلاله محمد، أو يهزأ منه، فهو ينفّذ مشيئة إله محمد أو إله القرآن، لنقرأ معاً هذه الآية من سورة التكوير:
29. وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ!
هل من حاجة للدخول في نقاش معضلة الشر والخير والإله؟!
إنّ عبارة "إلا رسول الله" تعكس نوع من النفاق الوقِح، إنها دعوة مفتوحة، مستثمرة سياسياً من قبل مستبدين في الغالب، إلى العنف والإرهاب.
إن من يستخدم ريشته للرسم أو للكتابة النقدية الساخرة: لا يمكن الردّ عليه بالقتل وقطع الرؤوس والذبح، فهذه ردود إرهابية همجية لا تصدر عن "دين سَمِح" بل عن "دين متطرف إلغائي".
أين هي آية "جادلهم بالتي هي أحسن؟!" من تلك الاحتجاجات والدعوات العنفية؟
لنقرأ ما قاله أبو العلاء المعرّي:
فلا ذنب يا رب السماء على امريء رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا!
أما أبو بكر الرازي، فقد قال:
"قد تعجبنا في قولكم أن القرآن معجز وهو مملوء بالتناقض. وهو اساطير الأولين. وهي خرافات".
"والقول بترجيح النقل على العقل امر محال. لأن العقل اصل النقل. فلو كذبنا العقل لكنا كذبنا اصل النقل. ومتى كذبنا اصل النقل كذبنا النقل. فعلمنا انه لا بد من ترجيح العقل".
"إذا سئل اتباع الدين ان يقدموا دليلاً على صدق دينهم فإنهم يغضبون ويسفكون دم من واجههم بهذا السؤال. انهم يمنعون التفكير العقلاني ويسعون جاهدين لقتل معارضيهم. وهم بهذا يحجبون الحقيقة كلياً!!".
يوجد المزيد .. فهل تخرجون من نفاقكم وغرائزكم وتفكروا بعقولكم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق