مقدمة
من أكثر الأشياء لفتاً للإنتباه في الأديان،
بالعموم، وفي الإسلام على وجه الخصوص:
طغيان المظاهر على الجوهر في الغالب الأعمّ
من الأحوال والحالات.
ينظر الكثير من المسلمين إلى المُحجَّبة على أنها "مُحترَمَة او تستحق الإحترام" بسبب إرتدائها للحجاب فقط (شاهد الفيديو أعلاه) ودون الدخول بموضوع مسلكيتها الشخصية والإجتماعية، التي يجب أن تعكس طبيعة شخصيتها كما هي في الواقع؛ فلا يعكس الحجاب ولا الرداء ولا الحذاء، بذاته:
شيئاً عن الشخص بعيداً عن الشكل الغير كافي لتقييم الشخص (وأصلاً، بحسب علم النفس، لا يحق لأحد تقييم أحد! فما بالك جعله إنساناً راقياً مُحترماً لمجرّد إرتداء قطعة قماش!).
يُفرَضُ الحجاب (دفعت أحزاب لبنانية الأموال لتحجيب الفتيات، وفي المقدمة، حزب المُجرم حسن نصر الله، هذه المعلومة من أوساط مُنبطحة للحزب الآن!)، في أغلب الحالات، على الفتيات فرضاً وليس لديهن أيّ خيار آخر وهو أمر مؤسف:
لأنّه يُعاكس الطبيعة الأصلية للأنثى، التي تحب عرض جمالياتها، وهو أمر طبيعي موروث من الأسلاف الأبعد ويلعب دوراً مهماً جداً في الإنتقاء الجنسيّ.
حين تتحجب الفتاة عن قناعة وإيمان:
فهي
تُعاقب نفسها عملياً.
ينظر بعض المسلمين إلى الفتاة المُحجَّبة "كقديسة" وإلى الفتاة غير المُحجَّبة "كشرموطة"،
علماً أنّه بالنسبة لفينيق ترجمة، ليس دفاعاً عن الأنثى فقط، بل لدينا قناعة راسخة بأنّه:
لا توجد عاهرة دون حضور عاهر!
ليس هناك داعرة إن لم يظهر داعر!
لا قحباء بلا قحب!
لن تظهر شرموطة بلا تواجد شرموط!
من النادر جداً جداً، أن ترى أنثى سعيدة بممارسة الدعارة، سيما على شكل نخاسة
وبيع وشراء.
لن تظهر هذه الانثى لولا ظهور ذكر مُساعد:
فالمعادلة ثنائيّة لا أحاديّة ولا من جانب واحد.
قضيّة الدعارة وبيوت الدعارة وحانات الدعارة:
مثار جدل كبير وأخذ وردّ حتى في المجتمعات
الأوروبيّة الراهنة.
الموضوع
مطلع القرن الواحد والعشرين، سافر خالد، شاب بعمر 25 عام وذو تديُّن خفيف للغاية، إلى إحدى الدول الأوروبيّة الغربيّة بقصد الدراسة ظاهراً؛ وبغاية الإستقرار النهائي فعلياً.
منذ وصوله، إشتغل بشركة دباغة جلود، المهنة التي ورثها عن آبائه وأجداده.
لم يتعلم لغة البلاد بشكل أكاديمي ولم يُكمل دراسته، بل تعلَّمَ من زملائه في الشركة، وخلال عام، تحدَّثَ بطلاقة لغة البلاد، اللغة اليومية المألوفة بأيّ مجتمع في هذا العالم، وتعددت وتنوعت علاقاته.
لم يعش خالد أيّة علاقة عاطفية في بلده الأصليّ.
وإثر وصوله إلى البلد الأوروبي والبدء بالعمل بالشركة سالفة الذكر، أخذه أحد زملاء العمل إلى حانة ليلية تُقدِّم الشراب وفيها صبايا من جنسيات مختلفة يمكن إقامة علاقة جنسية معهن مقابل دفع بعض النقود.
إندهش خالد من هذا الأمر، وأصبح من زبائن الحانة الليلية.
بإحدى الليالي، وبعد إمضائه ليلة ساخنة مع إحدى الصبايا الأوروبيّات الشرقيّات، يبدو أنه أعجبها كثيراً وهي قد أعجبته أكثر:
قرَّرا التوجُّه إلى منزله لتعميق العلاقة الشخصية!
تعرَّفا على بعض عن قُرب وسكنت هي عنده.
لكن، عندما دار حديث جدّي حول الإرتباط والزواج إثر قضائهما لفترة طويلة سوياً، قال خالد لها أنا مُسلم (عندما تعرَّفَ عليها في الحانة، يبدو أنّه قد تنكَّرَ للإسلام الذي يمنعه من عقد هكذا علاقات أصلاً!)، بالتالي:
يجب عقد الزواج في المسجد!
والأهمّ، يجب أن تتحجبي!
أي عليها ترك دينها والدخول في الإسلام!
يبدو أنّ الصبيّة قد سئمت من "وضعها السابق في الحانة الليلية" ورغبت بالإستقرار وبدء حياة جديدة، وربما هناك أسباب أخرى؛ فوافقت على الشرطين بلا تردُّد!
لقد إنتقلت الصبيّة من الحانة إلى الحجاب وهي، دون شكّ، نقلة نوعيّة!
ربما دفعتها الظروف لتعمل في الحانة؛ ها هي الظروف تدفعها لتتحجب؛ لقد سئمت حياة الحانة وتركتها:
فمتى تسأم حياة الحجاب وتتركه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق