Enrique Clemente Navarro
En el «El Ministerio de
la verdad», el periodista y escritor británico Dorian Lynskey rastrea la
pesadilla que llevó a Orwell a escribir la novela y su utilización política.
Es el libro político más
influyente y aterrador del siglo XX, una denuncia asfixiante y sin concesiones
de los totalitarismos que, setenta y tres años después de su publicación, en
1949, mantiene toda su fuerza y su vigencia. «Sigue siendo el libro al que
recurrimos cuando se mutila la verdad, se distorsiona el lenguaje, se abusa del
poder y queremos saber hasta dónde puede llegar todo esto», escribe Dorian Lynskey
en su libro El Ministerio de la verdad. Una biografía del 1984 de George
Orwell. Una obra que rastrea los orígenes de esta novela distópica, qué llevó a
Eric Arthur Blair (el verdadero nombre del escritor británico) a escribirla y
cómo ha sido interpretada y utilizada políticamente en diferentes épocas.
Expresiones y conceptos acuñados por Orwell forman parte de nuestro imaginario
y nuestro lenguaje, incluso de quienes no la han leído: neolengua,
telepantalla, Policía del Pensamiento, doblepiensa, Hermano Mayor o los Dos
Minutos del Odio. Anthony Burgess, autor de La naranja mecánica, describió 1984
como «un código apocalíptico de nuestros peores miedos».
ESPAÑA, HORA CERO
Lynskey, periodista británico y autor de 33 revoluciones por minuto. Historia de la canción protesta, demuestra que el origen del libro está en la Guerra Civil española. «España supondría la gran ruptura en su vida, su hora cero», señala el autor. Años más tarde, le diría a su amigo Arthur Koestler: «La historia se detuvo en 1936». Orwell tenía 33 años y fue a España combatir al fascismo y defender «la honradez más elemental», y lo hizo en las milicias de «los perdedores de los perdedores», el minúsculo POUM, un partido marxista de origen trotskista, liderado por Andreu Nin, que acabaría siendo ejecutado tras ser salvajemente torturado por agentes soviéticos.
بقلم إنريكي كليمنتي نابارو
في كتابه "وزارة الحقيقة"، يقتفي الكاتب البريطاني دوريان لينسكي أثر الكابوس الذي قاد أورويل إلى كتابة روايته وأسباب إستعمالها
السياسيّ.
هي الرواية السياسية الأكثر تأثيراً وإثارة للرعب خلال القرن العشرين، حيث تعكس إدانة جذرية لا هوادة فيها للحكم الشموليّ، والتي تحافظ بعد مرور حوالي 75 عام على صدورها، العام 1949، على كامل قوتها وراهنيتها. فبحسب دوريان لينسكي، "يبقى هو الكتاب الذي نلجأ إليه، عندما تُشوَّهُ الحقيقة أو الواقعة واللغة ويُساء إستعمال السلطة، لكي نعرف المدى الذي قد تصل كلها إليه".
في كتابه، يقتفي لينسكي أثر أصول هذه الرواية الرهيبة، التي قادت إريك آرثر بلير (الإسم الحقيقي للكاتب البريطاني) إلى كتابتها وكيفية تفسيرها وإستعمالها سياسياً بحقب زمنية مختلفة.
أضحت التعابير والمصطلحات التي صاغها جورج أورويل جزءاً من مخيلتنا ولغتنا، حتى لدى مَنْ لم يقرأها:
اللغة الجديدة، شاشة تلسكوبية، شرطة لرقابة الأفكار، تفكير مزدوج أو ثنائي، الشقيق الأكبر أو دقيقتا بغض.
وصف أنطوني برجس، مؤلف رواية برتقالة آلية، رواية 1984 "كرمز مُروِّع لأبشع مخاوفنا".
إسبانيا، ساعة الصفر
يُثبِتُ الصحفي والكاتب البريطاني لينسكي، مؤلف كتاب "33 ثورة بالدقيقة"، تاريخ الأغنية المُحتجَة، بأنّ أصل رواية 1984 يعود إلى الحرب الأهلية الإسبانية.
"تُعتبر إسبانيا المفارقة الكبرى التي عاشها جورج أورويل، هي ساعة صفره"، وفق لينسكي.
بمرور عدّة أعوام، سيقول أورويل لصديقه آرثر كوستلر:
"لقد توقَّفَ التاريخ العام 1936".
بلغ عمر أورويل وقتها 33 عام، وقد توجَّهَ إلى إسبانيا لمقارعة الفاشية والدفاع عن "النزاهة بصيغتها الأساسيّة"، حيث إنضمَّ إلى ميليشيا "أخسر الخاسرين"، التابعة لحزب العمل وهو حزب ماركسي ذو أصل تروتسكي قاده أندرو نين، الذي سيجري إعدامه بعد تعذيبه بوحشية بالغة على يد عملاء سوفييت.
عايش أورويل حرب أهلية ضمن حرب أهلية، حيث تحارب شيوعيون وفوضويون وتروتسكيون في برشلونة مع بعضهم البعض، "المرة الوحيدة التي عايش خلالها الكابوس السائد في رواية 1984 بشكل حيّ ومباشر".
هناك، أدْرَكَ كيف يمكن للنفعية السياسية أن تحرف النزاهة الاخلاقية واللغة والحقيقة ذاتها، فتحوَّلَ إلى شاهد مباشر على المدى الذي أمكن أن يصل الإرهاب السياسي الستاليني إليه، الذي برَّرَ تصفية الخصوم زوراً بإتهامهم بالخيانة والتعاون مع الفاشيين.
وهو ما لم يدر بخلد ذاك المثالي الساذج ذو الأفكار الفوضوية، إنها أكاذيب "شنيعة، قد فكَّرت الناس بأنها صحيحة، لأنه لا يمكن لأحد أن يخترع شيء كهذا"، بحسب لينسكي.
لقد قَدِمَ إلى إسبانيا بسبب كرهه للفاشية، لكن، قد واجه عدواً جديداً:
"بدا سلوك الفاشيين مريعاً، كما توقع تماماً، لكن، قد صدمته قساوة الشيوعيين وعدم نزاهتهم". فقد إتهموه، إلى جانب شريكته، "باالتوجُّه التروتسكي" المتآمر مع المنشقين عن موسكو، فصدرت مذكرة إعتقال بحقهما.
لقد أثرى تجربته بقراءة نصوص لكثير من الكتاب المفضلين، ممن كانوا من الشيوعيين السابقين، مثل غيد وكوستلر وسيلون وفيكتور سرج وسوفرين أو أندريه مالرو، الذين شرحوا له طريقة عمل الستالينية.
"نقل الكثير من الأشياء والتفاصيل التي إكتشفها إلى روايته 1984:
عبادة الشخص وإعادة كتابة التاريخ وقمع حرية التعبير وإزدراء الحقيقة الموضوعية وأصداء محاكم التفتيش والإعتقالات التعسفية والإفادات والإعترافات المأخوذة بالقوّة أو بالإكراه، علاوة على ذلك، جوّ التشكيك الفظيع والرقابة الذاتية والخوف"، كما ينوه لينسكي.
لا تدع هذا يحدث
على أيّ حال، قبل البدء بكتابة رواية 1984، أشار إلى أنّ حرب إسبانيا قد غيَّرت مقياس قيمه.
"لقد كتبتُ كل سطر جدياً منذ العام 1936، بشكل مباشر أو غير مباشر، ضدّ الشمولية ولصالح الإشتراكية الديموقراطية، كما أفهمها شخصياً".
لقد إنتهى من كتابتها قبل موته ببضعة أشهر، وقد تبناها إشتراكيون ومحافظون وفوضويون وليبراليون وكاتوليكيون واحرار. خلال الحرب الباردة، أشاد اليمينيون بها وشتمها اليساريون المتطرفون بوصفها دعاية مناهضة للشيوعية.
في عضر الأخبار المزيفة، "الوقائع البديلة"، الرقابة بالصوت والصورة، الهيمنة الكلية على بياناتنا، يتمكن شخص منعدم الضمير رافع لراية الكذب مثل ترامب من الفوز بإنتخابات، لهذا، ما تزال رواية 1984 مرجعاً صالحاً لقراءة مجريات الأحداث. لطروحات حزب الرواية المميزة "الحرب هي السلام" و"الحرية هي العبوية" أو "الجهل هو القوّة" صدى في الإستخدام الملتوي الراهن للغة. تخوَّفَ أورويل من "التلاشي التدريجي لمفهوم الحقيقة الموضوعية من العالم"، حيث يمكن لجمع 2 + 2 أن يساوي 5.
لقد علَّمنا ما يمكن أن يحدث في حال عدم مواجهة المواطنين للشمولية. لقد حذَّرَ وهو على فراش المرض، قائلاً:
"العبرة الممكن إستخلاصها من هذا الكابوس الخطير بسيطة. لا تدع هذا يحدث. يتوقف هذا عليك".
تعليق فينيق ترجمة
لا شكّ بأنّ رواية 1984، الأشهر من نار على علم، تمتلك راهنية بل مستقبلية أو أزليّة، لأنّ الشمولية متأصلة في عقل البشر وعصيّة على الزوال على ما يبدو حتى الآن
ليحيى جورج أورويل أو إريك آرثر بلير إلى الأبد
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق