LA EVOLUCIÓN BIOLÓGICA التطور الحيويّ BIOLOGICAL EVOLUTION - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : LA EVOLUCIÓN BIOLÓGICA التطور الحيويّ BIOLOGICAL EVOLUTION

2009-09-13

LA EVOLUCIÓN BIOLÓGICA التطور الحيويّ BIOLOGICAL EVOLUTION

Pocas ideas han cambiado tan profundamente nuestra visión de la naturaleza como la misma idea de cambio que implica la evolución de los seres vivos. Los organismos biológicos se agrupan en unidades naturales de reproducción que denominamos especies. Las especies que ahora pueblan la Tierra proceden de otras especies distintas que existieron en el pasado, a través de un proceso de descendencia con modificación. La evolución biológica es el proceso histórico de transformación de unas especies en otras especies descendientes, y su reverso es la extinción de la gran mayoría de las especies que han existido. Una de las ideas más románticas contenidas en la evolución de la vida es que dos organismos vivos cualesquiera, por diferentes que sean, comparten un antecesor común en algún momento del pasado. Nosotros y cualquier chimpancé actual compartimos un antepasado hace algo así como 5 millones años. También tenemos un antecesor común con cualquiera de las bacterias hoy existentes, aunque el tiempo a este antecesor se remonte en este caso a más de 3000 millones de años.  

Leer el resto, aquí

http://bioinformatica.uab.cat/divulgacio/evol.html

Antonio Barbadilla Departamento de Genética y MicrobiologiaUniversidad Autonoma de Barcelona 08193 Bellaterra (Barcelona) email: antonio.barbadilla@uab.es

Biological Evolution

BIOLOGICAL EVOLUTION

   

ساهمت أفكار قليلة بإحداث تغيير عميق في رؤيتنا للطبيعة، منها الفكرة المتصلة بتطور الكائنات الحيّة. 

تجتمع الأجسام الحيوية بوحدات طبيعية للتكاثر، ونسميها أنواع حيّة. الأنواع التي تسكن الأرض، الآن، ناشئة من أنواع أخرى مختلفة، قد تواجدت بالماضي؛ حدث هذا الأمر عبر عملية التحدُّر مع التعديل الوراثي أو الجيني.

التطور البيولوجي، هو العملية التاريخية للتغيُّر من أنواع إلى أنواع أخرى متحدرة، وتتضمن هذه العملية إنقراض القسم الأكبر من الأنواع التي قد تواجدت أو عاشت في الماضي. فكرة تقاسم كائنين حيين لسلف مُشترك، هي واحدة من الأفكار الأكثر رومانسية والمنضوية ضمن تطور الأحياء. نتقاسم نحن البشر وأيّ شمبانزي راهن سلفاً مُشترَكاً، قد عاش منذ 5 ملايين عام تقريباً. أيضاً، لدينا سلف مشترك مع أيّة بكتريا موجودة بيومنا هذا، ولو أن ذاك السلف قد عاش منذ أكثر من 3000 مليون عام.


التطور، هو المبدأ الأكبر الموحِّد بعلم الأحياء، حيث لا يمكن دونه فهم الخصائص المميزة للكائنات ولا تكيفاتها ولا علاقات القرابة المتنوعة بين الأنواع المختلفة. 

ترتبط نظرية التطور مع باقي فروع علم الأحياء بصيغة مماثلة لارتباط دراسة التاريخ بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. 

  
الجملة الشهيرة للعالم الوراثي التطوري ثيودوسيوس دوبجانسكي، تقول: 
 
 أيّ شيء في علم الأحياء، يفتقد لأيّ معنى، إن لا يُرى على ضوء التطوُّر.

الثورة الداروينية

رغم أن التطوُّر قد تعرّضَ لنقاشات أقدم، إلاّ أنه بدأ، فعلياً وبصورة حاسمة، مع تشارلز داروين وعبر كتابه أصل الأنواع. جمع وفسّر داروين عدد كبير من الملاحظات والتجارب البحثية المتنوعة، وقدّمها كبرهان لا يُدحض لصالح واقع التطور.

لكن، أمدَّنا داروين بآلية لتفسير التكيفات المعقدة والخصائص للكائنات الحية، ألا وهي الانتقاء الطبيعي كذلك.

 ما معنى نظرية التطور وما معنى الانتقاء الطبيعي في نصوص علم الأحياء خلال القرن التاسع عشر؟


العام 1802، نشر عالم اللاهوت ويليام بيلي عمله "علم اللاهوت الطبيعي"، حيث يعتبر أن التصميم الوظيفي للكائنات قد برهن على وجود خالق كليّ المعرفة. بحسب بيلي، تشكل العين البشرية  بتصميمها الدقيق الدليل على وجود الله. شكّل هذا التفسير بالنسبة لعلماء الطبيعة الراغبين بتفسير الظواهر البيولوجية بأفعال طبيعية، تفسير التكيف، التناسب الرائع للكائنات مع بيئتها: مشكلة كبرى.

امتلك برهان بالي التصميمي تأثيراً بعلماء الطبيعة خلال القرن التاسع عشر، على الرغم من انتهاك هذه الرؤية، على نحو صارخ، لمفهوم الطبيعة، الذي أُقِّرَ مع تطور الفيزياء خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.

حيث فُسِّرَت ظواهر الكون وفق المفهوم الجديد، أي كوقائع طبيعية. فالطبيعة بذاتها، شكَّلَت هدفا شرعياً للتساؤل والإجابة علمياً. حدثت ثورة ضمن علم الأحياء مع ظهور كتاب أصل الأنواع لداروين. فما هو ثوري، حقيقة، لدى داروين، هو اقتراحه لآلية طبيعية لأجل تفسير نشوء وتنوع وتكيُّف الكائنات الحيّة.

التفكير الشعبي

"توجد عظمة في هذا المفهوم للأحياء، في الوقت الذي  يدور به هذا الكوكب حسب القانون الثابت للجاذبية، تطورت وماتزال تتطور، من كائنات بسيطة للغاية إلى صيغ لا نهائية، تُصبِحُ كل مرّة أكثر جمالاً وروعة " - تشارلز داروين

لأجل قبول نظريته في التطور والانتقاء الطبيعي، توجّب على داروين إدخال صيغة جديدة لفهم التنوّع في الطبيعة، كما في التفكير الشعبي. جرى اعتبار الأنواع الحيّة، في زمن داروين، ذوات ثابتة وغير قابلة للتبديل، وهو ما يعكس النمط الأفلاطوني والديني بالتفكير.

نظروا إلى الفروقات في الشكل وفي السلوك أو في وظائف أعضاء النوع على أنها لم تكن أكثر من علامات نقص أو أخطاء في تجسُّد فكرة النوع.
 
والعكس هو الصحيح، تماماً، فالتنوُّع الفردي هو حجر الزاوية في التطوُّر بالنسبة لداروين. 

تنوُّع الأنواع والجماعات هو الشيء الحقيقي الوحيد، فهو المادة الأساسية للتطور، والذي اعتباراً منه يُخلق كل تنوع بيولوجي أو حيوي. الفروقات الموجودة بين أعضاء (أفراد) نوع، والرائعة في المكان والزمان، هي المسؤولة عن إنتاج جماعات جديدة وأنواع جديدة وانتشار كل التنوع البيولوجي.
 

دراسة التطور 


ترتبط الدراسات والتأكيدات المتصلة بالتطور، عموماً،  بواحد من مشهدين مختلفين:

1- الابحاث المُقتربة من واقع التطور

2- الابحاث المُقتربة من آلية التطور

تشتمل الأبحاث الأولى على التخصصات البيولوجية، مثل علم الإحاثة، التصنيف، علم الأحياء المقارن، علم أحياء الجماعات، ..الخ. والتي تبيّن بطريقة لا لُبس فيها واقع التطور.

فيما تشتمل الأبحاث الثانية على التأكيدات المقتربة من آليات التطور، وهي الهدف الرئيسي لدراسة علم وراثة الجماعات، وتُخبرنا عن العوامل، القوى أو الحوادث التي تُنتج التغيُّر التطوري، ما يعني الآليات الطبيعية التي تسبّب التحدُّر مع التعديل الوراثي.

القياس اليومي الذي يوضح هذا الفرق في الطقس (المُناخ). هطولات مطرية أو ثلجية، الرياح، البرد والأعاصير، هي الأدلة التي تؤكد على تأثير المُناخ الجوي. 

الآن، حسناً، فيما لو نريد تفسير سبب الفروقات بمظاهر مناخية، سيتوجب علينا الدخول بنطاق تأكيدات الحوادث أو الآليات المناخية. يتوجب علينا اقتراح العوامل، كاختلاف درجة الحرارة بين كتل هوائية مختلفة، والتي تُنتج الظواهر المُناخية.

يسمى دليل التطور الحاصل بدرجة منخفضة بداخل نوع وبمعدل عدد قليل من الاجيال: الميكروتطور أو التطور الصغري.

فيما يشكّل الماكروتطور أو التطور الكبروي التطور ذو الدرجة الكبرى ويستغرق حقباً زمنية كبيرة، وعمليات تغيُّر كبرى، حيث يتم فهم الحياة عبره في أقصى الحالات.

يمكن تنفيذ تجارب و / أو تحقيق ملاحظات لجماعات من الأنواع الراهنة بدرجة صغيرة والحصول على دليل مباشر على التطور. 


توجد أمثلة كثيرة تكشف لنا التطور في الواقع، مثل الحدث التقليدي للتصبُّغ الصناعي، الذي سيتم الحديث عنه لاحقاً.

 الإنتقاء الصناعي المنفّذ من قبل الإنسان على الكلب أو الحصان، هو مثال يبيّن قوة التعديل بنوع ما. بسبب بُعده الزماني الخاص (يحتاح زمن هائل)، لا يمكننا إثبات الماكروتطور مباشرة، باستثناء حالات خلقأانواع جديدة من النباتات عبر التهجين لأنواع مختلفة من قبل الإنسان. ولو أن الدليل التطوري، الذي يمدنا به السجل الأحفوري، علم الأحياء المقارن وعلم الأحياء الجزيئي هو دليل غير مباشر، ولهذا ليس أقل قطعيّة، للآن، إثبات جماعة المنشأ لكل الأنواع. 
 
السجل الأحفوري
 
تركت الرواسب، التي تراكمت على قشرة الأرض خلال تاريخها الجيولوجي، بصمة لا تُقدَّر بثمن، عظام أو هياكل عظمية قاسية متحجَّرة لبقايا كائنات عاشت في الماضي، هي الأحفوريات.
السجِّل الأحفوري نافذة رائعة على تاريخ الأحياء. في حال عدم وجوده، فلن نتمكن من ابتكاره. فلولاه، لن نتمكن من فهم شيء عن تطور الأحياء على الأرض.

 فلو لم نعثر على أحفوريات للديناصورات، فمن سيخبرنا بقصتها؟

 كذلك، سمح تفكك العناصر الكيميائية المشعة، التي توجد في الصخور بتقدير عمر الأرض بحوالي 4600 مليون عام.

  بعد مرورها بحالة كرة ملتهبة، بردت الأرض بشكل تدريجي، لتبدأ حقبة تطور كيميائي، ستبلغ القمّة مع تشكيل أوائل الخلايا. 

عثروا في أوستراليا وأفريقيا على رواسب فيها بكتريا تعود لما قبل 3600 مليون عام، الامر الذي جعل من هذا التاريخ مؤشر بالحد الادنى لعمر بداية التطور البيولوجي.

الزمن الجيولوجي

قسَّموا الزمن الجيولوجي لسلسلة مراحل متدرجة: العصور، الفترات والحقب والتي لا تتبع تسلسل زمني خطي، بل هي عبارة عن تاريخ إخباري للحظات مفصلية بتاريخ الأحياء. 

يُبيّن الانتقال بين الأربع عصور، ما قبل الكامبري، الباليوزويكا، الميسوزويكا والسينوزويكا وجود تغيرات كبيرة في حيوانات ونباتات الأرض.

حيث تظهر خلال الفترة الاولى بعصر الباليوزويكا والكامبري منذ 570 مليون عام،  بشكل فُجائي، في السجل الأحفوري، الحيوانات عديدة الخلايا الممتلكة لأجزاء قاسية مثل القواقع والهيكل الخارجي ... يحصل بنهاية الباليوزويكو موجة انقراض كبرى بتاريخ الأرض حيث تختفي 96% من الأنواع. 

يحصل بنهاية الميزويكو خلال الإنتقال من فترة الكريتاسي والتيرسياريو الإنقراض المعروف للديناصورات، جنبا لجنب، مع انقراض 70% من الأنواع الموجودة وقتها.

ما الذي يعلمنا إياه السجل الأحفوري حول تاريخ الأحياء على الأرض؟ 
 
هذه قائمة بالحوادث الأهم:
 
1- يعود أصل خليّة بدائيّة النواة لما قبل 3600 مليون عام.
 
2- يعود أصل خليّة حقيقية النواة لما قبل 1400 مليون عام.
 
3- يعود أصل الحيوانات عديدة الخلايا لما قبل 650 مليون عام.
 
4- حدث الإنفجار الكامبري قبل 570 مليون عام.
 
5- يعود أصل الفقاريات الأرضية لما قبل 360 مليون عام.
 
6- حدث انقراض الديناصورات قبل 65 مليون عام، لينتقل المشعل إلى الثدييات
 
7- يعود أصل الإنسان العاقل لما قبل 0.1 مليون عام (100000 عام).


فيما لو نضغط تاريخ الأرض لساعة واحدة، ففي الدقيقة العشرين ستظهر البكتريا؛ في الدقيقة 55 تظهر الديناصورات؛ فيما تظهر أشباه البشر قبل 40 ثانية من انتهاء الساعة؛ ويظهر الإنسان العاقل بإتمام مرور ساعة بالتمام.
 
يوجد اتصال بين السجل الأحفوري والأصل التطوري للأنواع ومجموعاتها الموافقة. 
 
فيما لو أن الحياة ظهرت بسبب الخلق التلقائي والمستقل للأنواع،  فلماذا لم يظهر الإنسان مع الثدييات كما هو مفترض، سيكون بامكاننا الظهور بأي لحظة، عندما ظهرت الاسماك، أو الديناصورات، أو حتى قبل ظهور الرئيسيات.


لا يمتلك التطور اتجاهاً

  تاريخ الأحياء عبارة عن تاريخ انقراضات وموت، في ظلّ بقاء القلائل على قيد الحياة.

 
انقرضت نسبة 99.9% من الأنواع التي عاشت ذات مرّة. فقد انقرضت جماعات كاملة من الكائنات كالديناصورات، ثلاثيات الفصوص والأمونيت ودون القدرة على ترك أيّ متحدّر.



كما يشير عالم الإحاثة الشهير ستيفن جاي غولد:


 
 "لا يشكّل السجل الاحفوري قصّة متفق عليها تقود الأجناس لحال أفضل وتعقيد أكبر أو تنوع أكثر. لا يبيّن تاريخ الأحياء وجهة محددة، لا يمتلك اتجاهاً ولا معنى".

  التطور عبارة عن قصّة الغاء ضخمة مستمرة الحضور بنسب مختلفة ضمن العديد من الكائنات الحيّة حالياً. ولهذا، يستحيل تحديد اتجاه التطوُّر.

إنقراضات بالجملة

يوجد نظامان للإنقراضات: 


الإنقراض العادي، الذي يؤثر بالأنواع التي تترك بيئتها خلال صراعها اليومي للتكيُّف.

 والانقراض بالجملة وهو أكثر سرعة وإتلاف. 

حدثت خمس موجات إنقراض بالجملة على الأقلّ، قد تركت الكثير من الفجوات البيئية، التي سمحت بأن يشغلها متحدرو أنواع باقية على قيد الحياة.

يسمى شغل المجال الحيوي الصالح، إثر الإنقراض، والمصحوب عادة بتنوع تشكُّلي سريع وواسع بالاشعاع التكيُّفي. لا يُعرف بشكل يقيني سبب حدوث الإنقراضات الكبرى، ولو أن الأسباب المادية، كفعل إصطدام النيازك أو التغيُّر المناخي تبدو الأكثر ترجيحاً من العوامل البيولوجية. توجد، بحسب فرضية حديثة، خمس حلقات إنقراض ضخمة، حصلت كل 26 مليون عام تقريباً، وقد سمح الأثر الدوري لإمطار المذنبات على الأرض بتفسير هذه الحلقات. 

حيوان برجس شيل

فيما لو نتمكّن من العودة للماضي بلحظة محددة، بفترة سابقة للعصر الكامبري، فهي، بلا شكّ، من اللحظات الممتعة. 


نتج خلال العصر الكامبري منذ 570 مليون عام الإنفجار الأكبر لأوائل الحيوانات في السجل الأحفوري، وهي حيوانات معقدة تشريحياً، لم تظهر قبل ذاك الزمن. ونجد شواهد على كائنات الفترة التي سبقت هذا الإنفجار في طبقات صخور منطقة برجس شيل الواقعه في جبال الصخور الكندية. هنا، يُعثَرُ على الحيوان الوحيد ذو الجسم الطري (دون أية بنية صلبة)، والذي حُفِظَ بصورة نادرة جداً لهكذا كائنات حيّة. المفاجأة الكبرى من برجس شيل بأن الأنواع القليلة، التي حُلِّلَت تحتوي اختلاف بالتصميمات التشريحية التي تتخطى، بكثير، السلسلة الحديثة الموجود في كل العالم. لا يتكرّر الغنى التشريحي ولا في أيّ حيوان لاحق، كما هو متوفر بحيوانات تلك الطبقة. جرى تحليل 120 نوع، فكان 20 نوع منها من مفصليات الأرجل وتوجد منها أربع مجموعات اليوم، وكذلك، توجد 8 أنواع منها لا تنتمي لأية مجموعة حيوانية معروفة اليوم. يبدو أنّ حقبة برجس شيل هي فترة مدهشة مناسبة للإختبار، عصر ذو مرونة تطورية كبيرة، حدث إثره موجة إنقراض كبرى. 

الأوبابينيا: يعكس هذا الأحفور حياة غريبة بماضي سحيق، وهو أحفور من منطقة برجس شيل وساهم بكشف صندوق العجائب بتلك المنطقة وطبقات صخورها. لا ينتمي تصميم هذا الأحفور لأية مجموعة حيوانية معروفة اليوم. فهو يمتلك: 5 أعين!!!، أنف مرن مشكّل من أنبوب أسطواني مثلّم، أنبوب هضمي بشكل حرف يوU، جذع من 15 قسم، مع فصوص صدغية رقيقة جانبية، تُشكّل الأقسام الثلاثة الأخيرة ذيل بثلاثة أزواج من وريقات رقيقة ومفصّصة متجهة نحو الخارج.

الديناصورات


تظهر الديناصورات خلال الفترة الترياسية من خطّ الزواحف، وتبدأ السيطرة على الوسط الارضي لمدة 150 مليون عام تقريباً. جرى التحقُّق من وجود 350 نوع من الديناصورات، ويُرى بأن هذا الرقم، ربما هو أقلّ من عدد أنواع الديناصورات التي عاشت على الأرض. تُعتبر الديناصورات الحيوانات الأضخم، التي عاشت ذات مرة على الأرض. أنواع تنتمي إلى ديبلودوكس العاشب الاكبر المعروف وبلغ طوله 40 متراً. كذلك، نجد التيرانوصور واحد من اللواحم الكبار وبلغ طوله 12 متراً. تُقسم الديناصورات لمجموعتين كبيرتين: ديناصورات تنتمي لحوض السحالي (ساوريسكيوس) التي بينها أنواع عاشبة ولاحمة، وديناصورات تنتمي لحوض طيريات الورك وكلها عاشبة. انقرضت الديناصورات منذ حوالي 65 مليون عام إلى جانب كثير من الأنواع الأخرى. افتراض سبب الإنقراض: سقوط نيزك قد ضرب سطح الارض فتسبب بحدوث انقراض بالجملة وقتها.

 

علم الأحياء المقارن: التماثل والتناظر


عندما نلاحظ تشابهات بين أنواع حيّة، يمكننا التفريق بين نوعين من التشابهات، هما: 
 
التماثل والتناظر. 

  في جناح الطائر وجناح الذبابة امتداد مسطّح ذو حركة زعنفية مشابهة لما يحدث عند الأسماك والدلافين أو البطاريق، التي لديها قسم عرضي مفلطح، يسمح لها بالإنزلاق ضمن الماء. تسمى تلك التشابهات تماثلات، هي سطحية، غالباً، وخاضعة لقيود وظائفية أو تكيُّفية ولا علاقة لها بإمتلاك سلف مشترك قريب. 

بعكس التماثل، التناظر عبارة عن التشابه الموجود بين خصائص الأنواع المختلفة، والتي تتوقّف على امتلاكها لأصل مشترك، وليس على الواقع المباشر للضغط الوظائفي. كمثال، تمتلك كل أنواع رُباعيّات الأطراف طرف بخمسة اصابع، وهذا موجود بجوانح الطيور والخفاش كما في يد الكائن البشري، على الرغم من أن تلك الاطراف ذات وظائف بالغة الإختلاف. سبب حضور هذه البنية المشتركة، هو أن كل رباعيات الأطراف، بما فيها نحن البشر، نحتفظ بذات البنية الاساسية للنوع السلف الأصلي.

التناظر هو قاعدة التصنيف

يتأسس التصنيف على مقارنة خصائص الأنواع، والخصائص المتناظرة هي العناصر المهمة في إقرار التصنيف التطوري. فيما لو تنشأ الأنواع عن أنواع أخرى عبر التطور، ولا تتغيّر بسرعة كي لا تفقد إرثها التاريخي، فمن المُنتظر أن تتقاسم الكائنات الحية المختلفة  سلسلة من الخصائص المتناظرة. يبيِّن تحليل مختلف الخصائص الظاهرية، مثل التشكُّل، السلوك، الصبغيات، التشريح الخارجي والداخلي، النمو الجنيني، الإستقلاب، التنوع الوراثي والبروتيني، حضور تشابهات تناظرية بكل مستويات النمط الظاهري لدى الأنواع الحيّة.

  حال امتلاك الأنواع لقرابة أكبر، فدرجة التشابه أكبر، والعكس بالعكس، حال امتلاك الأنواع لقرابة أبعد،فدرجة التشابه أقلّ. إذاً، تتوقّف الفروقات التي نراها اليوم بين الأنواع على التغيرات الجديدة التي إكتسبتها منذ إنفصالها عن السلف المشترك. التشابهات التي ننسبها الى التناظر، لا يمكن نفسيرها على ضوء نشوئها المستقلّ بعضها عن بعضها الآخر (فرضية الخلق الدينية التقليدية).
 

أعضاء متبقيّة

الأعضاء المتبقيّة من الأسلاف مثال مهم للتناظر. فحوض رباعيات الأطراف عبارة عن بنية عظمية وظيفتها وصل الأطراف الأمامية بمفصل. الحيتان هي رباعية أطراف أسلافها ثدييات، قد غادرت الأرض للسكن في البحر. فقدت الحيتان، في هذا الوسط الجديد الأطراف السفلية، لكن للآن، تحتفظ ببصمة إشعارية عن ماضيها كرباعية الأطراف، فلديها السلسلة الكاملة لعظام الحوض (الصورة أعلاه). بصيغة مشابهة، لدى الأفاعي  بقايا طرف أمامي كأثر من أسلافها (الصورة أدناه).
 
 
 
علم الأحياء الجزيئي   والتناظر

زوّد علم الاحياء الجزيئي بالدليل الأكثر كونيّة للتناظر. حيث نتقاسم كل الكائنات الحيّة ذات المادة الوراثية الدي إن إي DNA وهو عبارة عن جزيء حلزوني يحمل معلومة وراثية مقوننة في 4 أحرف أو نوكليوتيدات مختلفة. وهو دليل قويّ على العلاقة العميقة الموجودة بين كل ما هو حيّ على سطح هذا الكوكب.

 
شجرة الحياة: الشعبة الجينية


فيما لو تكن الحياة عبارة عن تغيُّر وتشعُّب عبر التحدّر، بالتالي، يمكن تمثيلها بشجرة أو شعبة، يمثّل فيها الجذع والفروع الداخلية الأسلاف للأنواع الحالية؛ فيما تمثّل الأطراف للفروع الخارجية الأنواع الحالية. 


كيف يتم إقرار أو إنشاء شعبة ما؟ 

يتم عن طريق تنظيم الأنواع الحالية تبعاً للتشابهات الشكلية و / أو الوراثية وفق خصائصها المتناظرة.

النظام اللينوي


صاغ عالم النبات السويدي كارلوس لينيوس نظام التصنيف المستعمل، حيث أجري عليه بعض التعديلات بيومنا هذا. توجد 7 مستويات حصرية للتصنيف، وهي: 
 
من الاصغر للأكبر، النوع، الجنس، العائلة، الرتبة، الصف، الشكل والمملكة. 
 
يمتلك الاسم العلمي لكل نوع جزئين، الاسد كمثال يحدّد بـ بانتيرا ليو، حيث يرتبط الاسم الاول بالجنس والثاني بالنوع.

ينتمي الأسد والفهد والنمر للجنس بانتيرا، والذي يشكّل مع الجنس فيليكس (الهرّ المنزلي) وغيره عائلة الفيلينوس السنوريّات. تشكّل السنوريات مع الكلبيات والدبيات رتبة اللواحم. فيما تجتمع الرئيسيات والقوارض واللواحم في شعبة الثدييات. تتقاسم هذه الأنواع مزايا محددة مثل إرضاع صغارها بالحليب، حمل الجنين في الرحم عبر جهاز معقّد هوالمشيمة. جلدها محمي بواسطة الفرو أو الشعر. تجتمع الثدييات، الطيور، الزواحف، البرمائيات والاسماك في نموذج واحد فقط أو شعبة لأنها كلها تمتلك عمود فقري، ودم أحمر مع هيموغلوبين هي شعبة الحبليات.


يجري تصنيف الحشرات، العناكب، القشريات، الحريش (أم أربعة وأربعين) بشكل آخر بسياق مفصليات الأرجل. فيما يجتمع المحار، القواقع والكالامار في شعبة الرخويات وهكذا بالتتالي. يجتمع النموذج الحبليّ ومفصلي الأرجل والرخوي وغيرها في المملكة الحيوانية. يتم تنظيم شجرة الحياة باتباع تقسيمات تتراوح بين خصائص عمومية أو عامة و خصائص نوعيّة أكثر.


معنى المستويات التسلسلية للتصنيف


لماذا يتم ترتيب التنوع البيولوجي بمستويات متسلسلة مختلفة؟


 ستتوافق ملامح التقسيمات العامة مع تكيفات أساسية أو رئيسية، قد ظهرت بلحظات ابتدائية لتطور الأنواع السابقة لتلك المجموعات. 

كمثال، توجد خمس ممالك كبيرة، هي وحيدات الخليّة، الطلائعيات، الفطريات، النباتات والحيوانات. والتي تتوافق مع خمس تميّزات رئيسية للحياة على الارض.

تشكّل الشعبة أو النموذج الوحدة الأساسية التالية للتميُّز بين الممالك، وبالإمكان فهمها كمشاريع أساسية رئيسية لعلم التشريح. تلك المستويات في المملكة الحيوانية، هي: الإسفنج، الدود، مفصليات الأرجل (حشرات، القشريات ... )، الحبليات، ... ستظهر اعتباراً من التكيفات الرئيسية، لاحقاً، تغيرات جديدة أو تكيفات متنوعة، والتي تمتلك معدّل تصنيف أصغر جرّاء امتلاكها زمن أقصر.

  تصنيف التنوع البيولوجي دليل على التطور


الواقع بأن تنوع الحياة الخاضع لنظام تسلسلي، هو برهان قويّ لصالح التطور. فما تتقاسمه الأنواع تشريحياً وبتكيفات أساسية يمكن تفسيره، بسهولة، فيما لو نفترض بأن الأنواع الحالية، قد تقاسمت أسلافاً في الماضي، لكن، لن نحقق ذلك النموذج فيما لو أن الأنواع قد خُلِقَت بشكل مستقل.

الشعبة الجينية الجزيئية

تُساهم عالميّة الجزيء الحامل للمعلومة الوراثية DNA  بإضفاء المزيد من أهميته عبر إجراء دراسة مقارنة للأنواع. شكلياً، ربما لا يمكننا مقارنة بكتريا مع إنسان، مع ذلك، بالإمكان القيام بمقارنة بين جزيئات الدي إن إي لدى البكتريا ولدى الإنسان، فهما متشكلان من قواعد اللغة ذاتها.

  تمتلك المعطيات الجزيئية خصائص إضافية أخرى، تتحول كلها لميزة مثالية في الدراسات الشُعبية الجينيّة.

يحللون تعاقبات الجينات والبروتينات لأنواع مختلفة بُغية حلّ مسائل، للآن، غير واضحة بعلاقات الأنواع ببعضها. أثبتت المعطيات الجزيئية بأن نوعنا هو أقرب للشمبانزي والغوريللا أكثر مما عرفناه سابقاً.

الشجرة الشُعبية الجينية العالمية

يُفيد التحليل الجزيئي للتعاقبات ايضاً بتقديم معلومة عن تقسيم جذر شجرة الأحياء ذاته، وهذا التقسيم أدقّ من التقسيم التقليدي لخمس ممالك. حيث توجد عوضاً عن نموذجين خليويين قانونيين هما بدائيات النوى وحقيقيات النوى،  ثلاث نماذج رئيسية من الخلايا هي العتائق والبكتريا الحقيقية وحقيقيات النوى. يُطلق على الشجرة الجديدة  اسم الشجرة الشُعبية الوراثية العالمية. 

 

الموجة السادسة للإنقراض بالجملة



المصير الطبيعي لكل نوع حيّ الإنقراض. لكن، تستمرّ بعض الأحياء لأن كثير من الأنواع تترك متحدرين قبل موتها. فالتنوع الحيوي هو عملية حركية، تُنتج التوازن بين الإنقراض وإنتاج الأنواع. ولكن ولا واحد منهما يمكنه أن يسود لزمن طويل. سيتفوّق الإنقراض على إنتاج الأنواع خلال أجيال طويلة وسيقود لاختفاء الحياة من الأرض، بينما يقود الوضع المعاكس لشحّ بالموارد، وبالتالي، الإنقراض كذلك. 
 
حالياً، يختفي نوع حيّ كل 15 دقيقة. 
 
ازداد النمو المفرط للنوع البشري بنسبة 1000 مرة عن المعدل الطبيعي للإنقراض، خالقاً، بذلك، لوضع شبيه بكارثة كبرى. نحن بمواجهة الموجة السادسة، وربما الإنقراض الأكبر بتاريخ الأحياء على الأرض بالتحديد.

التطور البشري

تضع التشابهات الشكلية، الكيميائية الحيوية والوراثية الكائن البشري برتبة الرئيسيات - طائفة الثدييات. فهو ضمن الرئيسيات الشمبانزي، الغوريللا والاورانغوتان أقرباؤنا الأقرب. تبيّن معطيات المقارنة للتعاقبات الجينية لنسبة تشابه قدرها  98.5 % بين الدي ان اي البشري والشمبانزي. هذا التشابه أكبر من التشابه القائم بين الشمبانزي والغوريللا أو بين الغوريللا وبيننا؛ لذلك، نتقاسم مع الشمبانزي سلفاً مشتركاً أقرب للجانبين منه للغوريللا. تعود هذه القرابة لما قبل 5 ملايين عام، وهي أكبر بكثير مما اسُتدِّلَ عليه من تفاصيل تشكليّة. 
 
يوجد ملمحان مهمان في التطور البشري، هما المشي على القدمين + النمو المهم بالدماغ. 

يبيّن لنا السجل الأحفوري بأن وضعية المشي المُنتصب على قدمين، قد ظهرت مع النمو الدماغي وأن أفريقيا هي مهد البشرية. القرد الجنوبي والذي عاش ما قبل 1.5 – 5 ملايين عام، هو القرد الأول شبه الإنسان، الذي مشى على قدمين. حجم جمجمته شبيه بما لدى الشمبانزي والغوريللا الحاليين. فيما تابع الإنسان الماهر والإنسان المنتصب  تسلسلاً زمنياً حتى وصول نوعنا الإنسان العاقل منذ 100000 عام (أو 200000 عام وفق دراسات تطورية حديثة .. فينيق ترجمة).


دي إن إي إنسان نياندرتال

جرى العام 1997 نشر تعاقب قطعة دي إن إي لأول أحفور قد عُثِرَ عليه لإنسان نياندرتال بوصفه نوع خاص منقرض من النوع البشري. هي المرة الاولى التي يتم فيها امتلاك تعاقب جزيئي جيني لأحفور بشري. عندما تمت مقارنتها مع تعاقب نظير للدي إن إي البشري الراهن، تبيّن بأن سلف مشترك لنا ولإنسان نياندرتال قد عاش منذ 500000 عام، وهو ما يدعو للإستنتاج بأن إنسان نياندرتال قد انقرض دون الاختلاط بالإنسان الحالي.

مستقبل التطور

يبدأ مع ظهور الدماغ البشري الفعل الفردي وظهور الوعي الموضوعي في الجزء الذي تشغله الأحياء من سطح الارض. نحن نشكّل شرارات من الوعي في كون تميَّزَ بالعماء والصمم بصيرورته إلى أن غَزَوْنَاه. 

لأول مرة، يُفكّر الكون بذاته، عندما اكتشفنا وجوده بصورة معادلة لنا، عندما نفكر ونكتشف بدماغنا. 

يشكّل هذا اللحظة الأهم بكل التطور. 

يقودنا التفكير العلمي، الناتج عن نشاط العقول العاملة بتعاون، لأجل فهم الواقع المادي والحيوي والعقلي في هذا الكون، لامتلاك مستويات عالية من الوعي. 


كما يشير خيسوس موستيرين العام 2005: 
 
"نتجه نحو وعي كونيّ، حيث سنصل لمستويات عالية من الذكاء والفرح والإدراك".
 
لا يمكن للتطور العلمي والثقافي إلغاء قوانين الإنتقاء الطبيعي والوراثة. 
 
يتابع الإنتقاء عمله في الانتقال الأفقي (بين افراد من جيل ما) والشاقولي (بين أجيال) وهو أسرع بكثير من وقائع (عمليات) التطور الحيوي التقليدية. الكائن البشري على عتبة القدرة على توجيه التطور في اتجاه يناسبه. فبإمكانه تحديد مهم بحدوث التطفرات الصدفوية والتمييز الوراثي واتحاد الأمشاج . سيتمكّن من تشكيل جينات متطفرة تسبب أمراضاً خطيره للنوع البشري من خلال استدراك الاخطاء وجعلها سليمة لا قاتلة، لكن، المفارقة أن البشرية اليوم تواجه تحديات نجاحها التطوري ذاته: 
 
النمو المفرط بالسكان، مع الإحتياجات لمكان وموارد لا تتحملها البيئات الحاضنة لنا على امتداد الكوكب.
لا يُحتمل معدل الإنقراض الراهن. قد يتمكّن الكائن البشري من الحفاظ على التنوع الحيوي بصيغة بذور أو خلايا مجمّدة والتعويض عن خسارة الأنواع الحيّة بعملية خلق أنواع جديدة عبر الهندسة الوراثية. لكن، الانخفاض الشديد بالأماكن والبيئات الطبيعية، سيحدد، بطريقة لا يمكن تفاديها، التنوع. 

التحديات الكبرى للبشرية راهناً، هي: 
 
ضبط النمو السكاني، إلغاء التمييز الاجتماعي الاقتصادي، الحفاظ على نمو مدعوم قابل للحياة والحفاظ على بيئات طبيعية وأنواع حيّة

يتطلّب النجاح بمواجهة هذه التحديات النمو في الوعي الأخلاقي الكوني المؤسس على احترام تنوع الشعوب والثقافات البشرية جمعاء. 
 
حيث يجب أن يشمل هذا الوعي كامل الأحياء على الكوكب:
 
 منذ أول خليّة سالفة مشتركة، عبر رحلة فردية رائعة وغير مكررة، والتي تشكل تاريخنا الحيوي.

ليست هناك تعليقات: