Coevolución de las flores y sus polinizadores التطور المشترك للزهور وملقحاتها بقلم فيرني رودريغز Coevolution of flowers and their pollinators - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Coevolución de las flores y sus polinizadores التطور المشترك للزهور وملقحاتها بقلم فيرني رودريغز Coevolution of flowers and their pollinators

2011-07-02

Coevolución de las flores y sus polinizadores التطور المشترك للزهور وملقحاتها بقلم فيرني رودريغز Coevolution of flowers and their pollinators

or: Ferney Yesyd Rodríguez
Con frecuencia cuando se habla de evolución se nos viene a la mente los fósiles de dinosaurios o de los restos de primates extintos relacionados con los orígenes humanos, olvidando los vegetales, y otros seres, que como todas las especies, han sido moldeadas por la evolución. Por ejemplo, al leer los textos de biología para la escuela se nota que las referencias a la evolución de las plantas son casi inexistentes. Por eso, con este texto quiero llamar la atención sobre un aspecto de la evolución en el mundo vegetal: la coevolución entre las plantas con flores y sus polinizadores. Además notaremos como las adaptaciones de estos organismos fueron explicadas por Charles Darwin por medio de la selección natural

para leer todo el artículo, aquí
 
http://www.sindioses.org/cienciaorigenes/evoflores.html

بتكرار الحديث عن التطور، يخطر ببالنا الأحفوريات الديناصورية أو أحفوريات باقي الرئيسيات المنقرضة المرتبطة بالأصول الإنسانية، وننسى دوماً النباتات وكائنات أخرى هي كسائر الأنواع، قد تشكلت بالتطور. على سبيل المثال، عند قراءة نصوص علم الأحياء المدرسية، يُلاحَظُ بأن مواضيع تطور النباتات لا وجود لها تقريباً. لهذا، أرغب من خلال هذا النص  بلفت الإنتباه لمشهد تطوري قائم في العالم النباتي، هو: 
 
 
بالإضافة لأننا سنشير لتكيفات تلك الكائنات الحية كما شرحها العالم تشارلز داروين عبر الإنتقاء الطبيعي.

نبدأ مع الزهرة


قبل الحديث عن تكيفات الزهور وملقحاتها، ضروريّ التذكير بتعريف الزهرة. 
 
فالزهرة عبارة عن وريقات معدلة لديها نُسُج منتجة وعقيمة. 
 
كل مجموعه من القطع الزهرية، التي تولد من عقدة إسمها دُوّارة وهي أربع قطع: إثنتان عقيمتان (الكأس والتويج) واثنتان خصبتان ذات تكاثر جنسي (السَداة عضو الذكورة؛ والوزيم عضو الأنوثة). 

يحدث شيئان مهمان، في الزهرة، على مستوى التكاثر الجنسي، هما: 
 
التناسل عبر اتحاد الأمشاج (أو الخلايا الجنسية) + الإلقاح أو التلقيح. 
 
لأجل حدوث التلقيح، هناك ضرورة للإنتقال من الدُوّارة الذكرية لحبوب الطلع (بنية فيها خليتين ذكريتين وغطاء قاسي) والوصول إلى الدُوّارة الأنثوية الوزيم، كي تدرك البويضة وهي الهدف.
 
 

لدى بعض النباتات الزهرية إلقاح آلي (ذاتي)؛ لدى بعضها الآخر إلقاح هجين. 
 
في الوضع الأول، يسقط غبار الطلع الصادر عن أسدية الزهرة في وسم ذات الزهرة. يحضر هذا الوضع لدى زهور الجُلبان، ووفق هذه الصفة، قوَّمَ العالم المشهور غريغور يوهان ماندل مسألة إختيار البازلاء ككائن حي بتجريبه عبر علم الوراثة. 
 
بينما في الوضع الثاني، أي في الإلقاح الهجين، يذهب غبار الطلع الصادر عن زهرة إلى الأعضاء الأنثوية لزهرة أخرى في كائن آخر. يتولد مع الإلقاح الهجين تنوع وراثي أكبر مما يحدث مع الإلقاح الذاتي. 

توجد في كاسيات البذور صيغ كثيرة لإنتقال غبار الطلع، حيث ينتقل في بعض النباتات مثل الأعشاب بواسطة الريح، لكن، ينتقل عند كثير من النباتات الأخرى بواسطة حيوانات، وهنا نتكلم عن الإلقاح الحيوي.



داروين، الإلقاح الحيوي والإنتقاء الطبيعي
 

تشارلز داروين عالم طبيعي استثنائي، فقد رصد ودرس عالم النبات كثيراً.

 فقد توصل لإنشاء دفيئة للنباتات في منزله، حيث أجرى إختباراته حول أهمية التلقيح، إضافة لملاحظاته الدقيقة، التي ساعدته على إعتبار الإنتقاء الطبيعي آلية تطورية. حيث قال:

- "الزهور، هي المنتجات الأكثر جمالاً في الطبيعه، وتبرز أكثر حين تجتمع مع لون الوريقات الخضراء، وبناء عليه، ستصبحُ رؤيتها أسهل من قبل الحشرات. توصلت لتلك النتيجة، لأنني وجدت قاعدة ثابتة، تقول بأنه عند تلقيح زهرة من خلال الريح، فهي لا تمتلك أبداً تويجاً بلون يلفت الأنظار. تُنتج نباتات مختلفة عادة صنفين من الزهور: واحدة مفتوحه وملونة بصيغة تجذب الحشرات، وأخرى مغلقة غير ملونة خالية من الرحيق ولا تزورها الحشرات. بناء عليه، نستطيع الوصول لنتيجة مفادها أنه فيما لو لم تتطور الحشرات على وجه الأرض، فإنّه لن تظهر هذه الأزهار الجميلة لدى نباتاتنا، ولدينا أزهار فقيرة، فقط، كالتي نراها في الصنوبريات والبلوط وشجر الجوز وشجر الدردار، وفي النجيليات، مثل السبانخ والحُماض والقُراص، والتي تتلقح عبر تأثير حركة الرياح".

(أصلُ الأنواع، القسم الخامس. صفحة 213).

- "تحققت بالتجارب من أهميّة النحل والخنافس لإخصاب زهرة البنفسج الثلاثية الألوان، في حين، لا تزور حشرات أخرى تلك الزهرة. لقد إكتشفت بأن زيارة النحل ضرورية لتخصيب صنوف مؤكدة من النفل، كمثال، أنتج 20 رأس نفل أبيض 2290 بذرة، فيما لم تُنتج 20 رأس آخر محمية من وصول النحلات شيء. بالمثل، أنتج 20 رأس نفل أحمر 2700 بذرة، ولكن، لم يُنتِج نفس العدد من الرؤوس المحمية شيئاً. تزور الخنافس النفل الأحمر فقط، ولا تُدرك الحشرات الأخرى الرحيق".


(أصل الأنواع، الجزء الرابع، ص 110 - 111).

- "ربما يستحق الذكر، مثال آخر أكثر تعقيد، حول فعل الإنتقاء الطبيعي. نفترض بأن الحشرات عند البحث عن الرحيق المميز داخل الأزهار لعدد محقق من النباتات لنوع مغطى بغبار الطلع، وبالتكرار، سيُنقَل من زهرة لأخرى، ستتهجن أزهار فردين مختلفين من نفس النوع، ويمكن اختبار فعل التهجين كاملاً، تؤسس نباتات قوية، بالتالي، ستظهر إمكانيّة الإزهرار والبقاء على قيد الحياة. النباتات المنتجة للرحيق، والتي تتميز بوفرة الرحيق، هي الأكثر استقبالاً لزيارات الحشرات، وبالتالي، هي الأكثر تهجيناً، وبهذه الصيغة، ومع الزمن، ستكتسب فائدة وستشكل جماعة محلية. على النحو ذاته، الأزهار ذات الأسدية والمدقات (الوزيم عضو الأنوثة) المرتبطة بعلاقة مع الحجم وعادات الحشرة المحددة الزائرة، بصيغة، ستسهل بشكل مؤكد نقل غبار الطلع، وسيجري تفضيلها أيضاً. إستطعنا تناول قضية الحشرات الزائرة للأزهار بغرض حمل غبار الطلع بدل من الرحيق، وباعتبار غبار الطلع مُنتَج بقصد التلقيح، ويعني عدم حدوثه موت النبات، بالمقابل، إن وصل القليل من غبار الطلع من زهرة لأخرى، كحدث أول، وبواسطة الحشرات التي تلتهم غبار الطلع لاحقاً، مُفعِّلةً بتلك الصيغة التهجين، ولو غابت تسعة أعشار الأجزاء، للآن، ستشكّل فائدة كبيرة للنبات، والأفراد المُنتجون لغبار الطلع والمآبر بشكل متزايد، سيجري انتقاؤها. بتلك السرعه، يجذب النبات  الحشرات، حيث يُحمَلُ غبار الطلع بشكل عادي من زهرة إلى أخرى، مع حضور الإمكانية لبدء عملية أخرى. لا يُشكِّكُ أيُّ عالم طبيعي بالإنقسام الفيزيولوجي للعمل، بالتالي، تتولد القناعة بفائدة إنتاج نبات للأسدية في زهرة فقط أو في كل النبات وإنتاج مدقات في زهرة فقط أو في كل النبات.

سنعود الآن للحشرات التي تتغذى على الرحيق، نستطيع الإفتراض بأن رحيق النبات قد إزداد انتاجه ببطء بانتقاء متواصل، ليصير نبات مشترك، بحيث تعتمد حشرات مؤكدة على رحيقه للتغذية بشكل رئيسي. بالإمكان تحديد كثير من الوقائع للبرهنة على النهم الذي يملكه النحل لتوفير الوقت، كمثال، لعمل ثقوب وشفط الرحيق في قاعدة أزهار حقيقية. 

إذا أخذنا هذا بالحسبان، يمكن الاقتناع أنه بظروف حقيقية، سيظهر أفراد مختلفون في أطوال المجسات،.. الخ. 

من جانب آخر، كما أن تلقيح النفل هذا، يتوقف على كامل النحل الزائر للزهور، إن تصل الخنافس لتصبح نادرة في بلد ما، سيجني النبات فائدة كبيرة بامتلاكه تويج أقصر وأعمق منفصل؛ ومن حسن حظ هذا النبات، أن تتمكن حشرة أخرى من إمتصاص أزهاره. هكذا أفهم كيف أن زهرة ونحلة استطاعتا ببطء، وبطريقة متزامنة أو واحدة تلو الأخرى، تحقيق تعديل وتكييف بينيّ ممتاز، بفضل الحفظ المستمر لكل التغيُّرات لدى الأفراد عن البنية الأصلية بالتبادل المفضل".

(أصل الأنواع، الجزء الرابع، ص 126-128).

كما لاحظ داروين، فإن جمال الأزهار هو تطور يسمح بحدوث التلقيح التهجيني. هذا التلقيح يمكن تنفيذه بأنواع كثيرة من الحيوانات، وفي التفاعل بين النباتات وملقحاتها، قد خلق الانتقاء الطبيعي تنوعاً كبيراً بتكيفات النباتات لتامين وصول غبار الطلع لمدقات أزهار أخرى من نفس النوع. يمكن تصنيف خصائص الأزهار التي تجتذب الملقحات كإشارات ومكافآت.
 

تُنبّه الإشارات الملقحين إلى وجود غذاء في الزهرة، وعندما يزور الحيوان أو الحشرة الزهرة سينقل غبار الطلع ويبلغ زهرة أخرى. تتغيّر أشكال الإشارات المقدمة من الأزهار للحيوانات بين مختلف الأنواع النباتية، مرئية (لون، تركيب ونموذج)، شمية (عطور الورود) أو حركة في بعض الأوضاع أيضاً. قد تحضر أكثر من إشارة واحدة بزهرة واحدة.

تحضر المكافآت المتوفرة من النباتات للملقحين، باعتبارها مصدر مهم للتغذية دوماً، والأشهر والأهمّ هو الرحيق. الرحيق عبارة عن معقد سكري وحموض أمينية ومركبات عطرية. الرحيق، عادة، هو ليس الشيء الذي يعطي الرائحة العطرية للأزهار (فالعطر إشارة والرحيق المكافأة). توجد مواد شمعية لدى بعض النباتات وتُعتبر غذاء، بينما يُستعمَل غبار الطلع نفسه كغذاء في بعض الأحيان.

من المهم الإشارة لأن أغلبية أنواع النباتات لا تُلقَّح من خلال نوع محدد كملقح. ومع ذلك، وفي بعض الأحوال، هناك نوع خاص ممن النباتات بحاجة إلى مُلقِّح من نوع محدد (في بعض فصائل السحلبيات، وهو نبات وحيد الفلقة منبته المناطق الحارة)، لكن، هذه الحالة استثنائية ولا تُشكّل القاعدة. 

بالنسبة لأغلبية أنواع النباتات، يمكنها تعميم الإشارات التي تقدمها الأزهار والتي تتلقح بمجموعات خاصة من الحيوانات كالحشرات (الخنافس، فراشات، العث، الذباب، النحلات والزنابير)، طيور وخفافيش. 
 
ظهرت هذه الإشارات الخاصة كنتيجة للإنتقاء الطبيعي، وتشكل جانب من عملية التطور المشترك.
 
  

التطور المشترك للنباتات مع الأزهار

 
التطور المشترك عبارة عن سلسلة من التغيرات التطورية، التي تعطى بصيغة متبادلة بين إثنين أو أكثر من الأنواع المتداخلة بيئياً.لكي يحضر التطور المشترك، يجب حدوث سلسلة من التغيرات لدى الأنواع الحيّة المُنخرطة فيه. لا يبحث ببساطة بما يقدمه تغير في نوع، كنتيجة لنشاط أو حضور جسم آخر. لكي يوجد تطور مشترك، يجب حصول التكيفات التي يطورها النوع 1 ليصير نتيجة لتكيفات النوع 2، وبهذه الطريقة، يتمكن النوع 1 من تحقيق تكاثره بنجاح، لاحقاً، سيُطوِّر النوع 2 عبر الانتقاء الطبيعي تكيفاً آخر (أو تكيُّف أفضل من التكيفات الأخيرة المعطية) وهو سيسمح له باستعمال مواصفات النوع 1 لترك ذريَّة أكثر. هذا التأثير التطوري المتبادل، سيصل ليقيم علاقة تبادلية بين النوعين 1 و2 .


النباتات التي لا تقدم مكافآت كالأعشاب، يجب عليها إنتاج كمية أكبر بكثير من غبار الطلع، حيث تحتاج لى تدخل الريح لعمل التلقيح التهجيني. بذات الطريقة، لا يزور الملقحون الأزهار لإهتمامهم بمساعدة النباتات على تحقيق التكاثر، هم ببساطة، يبحثون عن مصدر للطاقة يسمح لهم بالعيش والتكاثر أيضاً.


 
في بعض الأحوال، انحصر التطور المشترك بنوع واحد فقط كملقح يمكنه الحصول على الرحيق من نوع نباتي واحد، ويتوقف على وجود هذا الملقح ليحقق وصول غبار الطلع لمدقات أزهار أخرى من نفس النوع. يحضر هذا الوضع لدى السحلبية النجمية الميلادية، التي تتصف بامتلاكها لوعاء أنبوبي ضيق يدعى زائدة (موجود لدى كثير من السحلبيات) حيث يتواجد الرحيق. زائدة السحلبية النجمية الميلادية واسعه مقارنة مع مثيلاتها وقياسها 29 سم طول. في قاع هذا الوعاء، لا يشغل الرحيق ارتفاع يزيد عن 4 سم.

وصف
العالم النباتي الفرنسي لويس ماري أوبرت السحلبية النجمية الميلادية، والذي اشتغل في مدغشقر ومناطق أخرى من أفريقيا بنهايات القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. ومع ذلك، لم يعرف عالم النبات الفرنسي ملقح يمكنه بلوغ الرحيق الموجود في هذا العمق.

العام 1862، اقترح تشارلز داروين في عمل حول تخصيب السحلبيات حلاً لذاك اللغز:
 
 يجب أن يمتلك الملقح الخاص لتلك السحلبية المدغشقرية أنبوب إرتشاف بطول 25-28 سم وهو قائم لدى نوع من الفراش. 
 
ولأنه، في تلك الحقبة، لم تُعرَف أية فراشة لديها أنبوب إرتشاف بهذا الطول، استسخف عديد من علماء الحشرات فرضية داروين. 
 
سحلبية داروين Darwin's Orchid إلى اليسار، ونوع الفراش المدغشقري المُلقِّح Xanthopan morgani preadicta إلى اليمين، لاحظوا طول إنبوب الإرتشاف .. لقد صَدَقَ داروين العظيم!
 
بقي الأمر معلق حتى العام 1910، حيث وجد عالم الحشرات كارل جوردان، برفقة زميله ليونيل وولتر دي روتشيلد، الحشرة التي لقحت السحلبية النجمية الميلادية. 
 
هي الفراشة نوع جزئي (سلالة جغرافية) من أبو الهول المهجن Xanthopan morgani
 
ومع ذلك، العام 1837 مكتشف آلية الإنتقاء الطبيعي، العالم الطبيعي ألفريد راسل والاس، كان قد ألمح للملقح أبو الهول المهجن الموجود في القارة الأفريقية ولديه أنبوبة إرتشاف بطول 20 سم.
 
  

أعراض الزهور المتلازمة

العلاقات التعايشية، التي نراها اليوم بين النباتات والملقحين، قد بدأت منذ زمن بعيد جداً. لزم أوائل كاسيات البذور الريح لتلقيحها، وعلى قدم المساواة أقاربها عاريات البذور (الصنوبريات وأنواع ذات صلة). يُنتج مبيضها  نُتاحة لزجة تلتقط حبوب غبار الطلع الواصلة إليه. تحتوي هذه النُتاحة على بروتينات و سكريات تستخدم كغذاء للخنافس. بدأت الحشرات التي تحتاج صيغة، كهذه، في التغذية بنقل غبار الطلع من زهرة لأخرى.

ثم أُنْجِزَ تطور غدد الرحيق والتويجات الجذابة.
 
 أخذ الزان، في الأصل، شكل ورقة، لكن، انطوى على ذاته ليتفادى الملقحين، الذين سيتغذون على البويضة. 
 
منذ 65 مليون عام، بدأ عصر الحيوانات الجديدة، حيث ظهرت الفراشات الأُولْ، الزنابر، النحل والعث، ويشير إلى تقدُّم تطور الإشارات والمكافآت كثيراً، وهاهم البالغون من تلك الحشرات، يتغذون على المنتجات الزهرية بشكل شبه حصريّ.

خلال 65 مليون من الأعوام، أنتج التطور العديد من مجموع الاشارات (أو أعراض متلازمة) خاصة لدى النباتات، والتي تطورت بشكل مشترك مع حيوانات ملقحة. الحشرات هي النموذج الحيواني الملقح الأكثر إنتشاراً، ومع ذلك، بحسب نماذج الحشرات، يمكننا مشاهدة تكيفات مختلفة. في الوقت الراهن، تتلقح 65% من كاسيات البذور بالحشرات، وتعتمد نسبة 20% من الحشرات على الأزهار للبقاء على قيد الحياة في لحظة ما من حياتها.

 الفراشات والعث فريق مختلف، فالكثير من الفراش نهاري، بينما، الكثير من العث ليلي. يستدل الملقحون النهاريون بواسطة إشارات مرئية (شكل ولون)؛ بينما تستدل الليلية  بإشارات شمية.
 
لدى الأزهار، التي تطورت بشكل مشترك مع الفراش عموماً، رحيق موجود في قاع التويج، حيث تحضر أداة إمتصاص أكبر يمكنها الوصول للرحيق لدى الحشرات. الأزهار التي تجذب العث، بشكل عام، شاحبة وذات رائحة قوية. حضور تلك الخصائص في النباتات، يحمل إسم الأعراض المتلازمة للتلقيح العثي. طوَّرَ بعض أنواع العث علاقة لصيقة مع النبات الذي تتغذى عليه، والتي تصل لنقطة، لا يستطيع أي منهما العيش دون الآخر فيها. هذا يحدث، كما تم التنويه سابقاً، عبر ابو الهول المهجن الذي يزور السحلبية النجمية الميلادية؛ وعبر العث الذي يزور إبرة آدم، بين آخرين.
 
 كثير من أنواع الذباب مهم كملقح للنباتات. ينجذب الذباب إلى رائحة الجيفة، حيث تضع بيوضه هناك، فيلقح أزهار قد طورت اللون والبنية ورائحة اللحم عند التحلل أو التفسخ أيضاً. حضور تلك المواصفات في النباتات يستقبل إسم الأعراض المتلازمة للتلقيح الذبابي. كمثال لتلك النباتات، لدينا رافليسيا ونبات الربض.

يشتهر النحل والزنابر بقدرة بصرية مدهشة، ولقد انعكس هذا في تطور الصباغ، التي تعكس الأشعة فوق البنفسجية فتجعلها مرئية من قبل تلك الحشرات وليس من قبل البشر. فالأزهار المُعتمِدَة في تلقيحها على الزنابر والنحل لا تحتوي على اللون الأحمر. يستقبل حضور تلك المواصفات في النباتات إسم الأعراض المتلازمة للتلقيح النحلي.

بعض أنواع النباتات (مثل أوفريس آكلة الحشرات Ophrys insectifera) تقلد بأزهارها إناث الزنابر خادعة الذكر، وعند محاولة الزواج مع الأنثى المزيفة يستقبل حمولة غبار الطلع.
 


 الطيور مجموعة أخرى من الحيوانات التي تطورت بصيغة موازية مع النباتات والأزهار وتأثرت بتطور الأعراض المتلازمة الخاصة بالتلقيح. حيث لا تُصدِرُ الأزهار المزارة من قبل الطيور روائح، وكذلك، ليس لدى ملقحيها حاسة شم متطورة، بالمقابل، هي أزهار بألوان حية كالأحمر، البرتقالي والأصفر. لدى الكثير من تلك الأزهار تويجات (مجموعة تويجات) كبيرة، قوية ونُواسية وهي سهلة المنال من قبل طيور الطنان (عصفور صغير زاهي الريش، في الصورة أعلاه) والذي يمكنه الحفاظ على طيران معلَّق. جدران التويج  أكثر قساوة في هذه الأزهار مقارنة بغيرها في نباتات أخرى، وذلك لتفادي الأذى الذي قد يسببه منقار الطير لأعضاء أخرى. بالإضافة لما تقدم، تتصف هذه الأزهار بامتلاكها كميات كبيرة من الرحيق بالزهرة. يستقبل حضور تلك المواصفات في النباتات إسم الأعراض المتلازمة للتلقيح الطيري.

يوجد في أميركا طيور الطنان، وهي المجموعه التي تطورت بصورة مشتركة مع عائلات عديدة من النباتات، بينها عائلة السحلبيات والعائلة البروميلية، يوجد في أفريقيا طيور التميريات تتغذى من رحيق أزهار مختلفة، يوجد في أوستراليا طيور آكلات العسل تلقح كثير من أنواع النباتات (خاصة عائلتي البروطية والخلنجية)، بعض أزهارها ذات تويجات ضيقة كثيراً تمنع الحشرات من تناول الرحيق.

يوجد في استراليا أزهار مُلقَحَة من ذاك الطائر واعتادت الإجتماع بنظام إزهرار، يوجد في جزيرة هاواي طائر الإيوي scarlet honeycreeper، قد طوَّر منقاراً طويلاً مقوَّساً ولسان طويل مثالي لبلوغ الرحيق من زهرة اللوبيلية، تواجد في هاواي  نوع آخر رحيقي هو المامو الأسود Drepanis funerea، لكن قد انتهى.
 
الثدييات ليست مشهورة كملقحات، ومع ذلك فالخفافيش هي الإستثناء من القاعده. ولكونها أكثر كبراً من الطيور، فتحتاج أزهاراً أكبر وذات رحيق أكثر، وباعتبار الخفافيش تزور الأزهار ليلاً، فالأزهار ذات روائح قوية بدلاً من ألوان حية. يستقبل حضور تلك الخصائص في النباتات إسم الأعراض المتلازمة للتلقيح الخفاشي.

يوجد في أميركا الشمالية الخفاش المكسيكي يتغذى على رحيق الكاكتوس ساغوارو وعلى الآغافي في صحراء سونورا وهو ما يسمح بتلقيح تلك النباتات. كتكيف مع الحمية الرحيقية، يتمكن لسان ذاك الخفاش من الإمتداد تقريباً لنفس طول جسمه وفي طرفه أشعار لحمية.
 
طورت النباتات مع التلقيح الحيوي استراتيجيتين لجذب الملقحين.
 
 تُنتج بعض النباتات أزهاراً كثيرة بفترة قصيرة (استراتيجية "الصدم الأكبر")، بينما يُنتج بعضها الآخر أزهاراً قليلة بفترة قد تمتد أشهر كثيرة (استراتيجية "الوضع المستقر"). تُزار تلك النباتات ذات استرتيجية "الصدم الأكبر" بأنواع كثيرة من الخفافيش العمومية، بينما تُزار النباتات ذات استراتيجية "الوضع المستقر" من خفافيش مختصة محترفة.
مثال لنبات ذو استراتيجية "الصدم الاكبر"، هو دوريو زيبيتينوس في جنوب شرق آسيا، حيث يزوره الخفاش مستكشف المغاور، يزور هذا الخفاش إضافة لذلك النبات 30 نوع آخر. نبات زهرة الشغف Passiflora mucronata، والذي ينتج كل غصن فيه زهرة واحدة، خير مثال لنبات ذو استراتيجية "الوضع المستقر". يلقح
الخفاش الطويل اللسان زهرة الشغف بشكل رئيسي، والذي عبر طيرانه وتفتيشه عن تلك الأزهار يحقق التلقيح المهجن لذاك النبات.
 
أوبوسوم العسل في جنوب غرب أوستراليا، حيوان جرابي معروف بتشابهه مع نوع من الزبار، يتغذى بشكل رئيسي على غبار الطلع والعسل. يرى العلماء بأن أوبوسوم العسل ظهر منذ ما يقرب من 20 مليون عام، حيث انتشرت  كاسيات البذور كثيراً في المناطق المتجمدة الأوسترالية.

الأهمية البيئوية
 
التفاعلات البيئوية، التي تطورت عبر التطور المشترك، مهمة لحفظ الطبيعه، خاصة البيئات البرية. حيث أنَّ ما يقرب من نصف الثدييات في الأحراش الطويلة الأشجار هي خفافيش، حيث يشكّل حفظ هؤلاء ورقة مهمة في حفظ الغابات. في أميركا الشمالية، الإهتمام بالكهوف أو تدميرها له سلسلة من العواقب في بقاء السجوار وأنواع أخرى في الصحراء.

في تلك الحالات، حيث قد تطورت علاقة لصيقة بين الملقح والنبات، يسبب اختفاء (انقراض) أحدها حدوث سلسلة من العواقب تقود لإختفاء (انقر اض) النوع الآخر. المرجح أن هذا قد حصل مع سحلبية أنغروكوم إبورنوم لونجيكلا في مدغشقر والتي وجب تلقيحها من قبل عث ذو أنبوب إرتشافي أطول من أنبوب أبو الهول المهجن. ذاك العث اختفى أو إنقرض، وسرعان ما إنقرض نبات السحلبية من محيطه الطبيعي. 
 
وها هي كاسيات البذور الهامة للأنظمة البيئية الأرضية، والتي تتحمل مهمة حفظ الأنواع المدرجة في التلقيح، فتسمح باستمراريتها وبقائها على قيد الحياة أيضاً.

ليست هناك تعليقات: