Relatos del Fin del Mundo قصص نهاية العالم Tales from the End of the World - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Relatos del Fin del Mundo قصص نهاية العالم Tales from the End of the World

2011-07-04

Relatos del Fin del Mundo قصص نهاية العالم Tales from the End of the World

Por Ferney Yesyd Rodríguez
Por fin llegó el tan vociferado 28 de octubre de 1992. Veinte mil fundamentalistas en Corea del Sur, Los Ángeles y Nueva York esperaban el segundo regreso de Jesús. Como sabemos esto no pasó. En diciembre de 1992 su líder religioso, el pastor Lee Jang Rim fue detenido por haber estafado a sus feligreses 4.4 millones de dólares. ¿Pero qué pensaba hacer el pastor Rim con ese dinero si el mundo iba a finalizar? Bueno, el pastor había invertido el dinero en bonos que curiosamente no daban ganancias sino hasta el año siguiente de la supuesta venida de Jesús.
Los humanos siempre hemos anhelado que alguien externo a nosotros venga a solucionarnos los problemas. Pero dudo que esto suceda... Muestra de estas esperanzas es un volante que recibí de una señora Testigo de Jehová que titula "¿Quiere vivir para siempre en el paraíso?" El volante proclama un mundo nuevo, sin enfermedades ni muerte. Pero para gozar de este paraíso que vendrá después del fin del mundo tienes que unirte a su grupo religioso, los que no lo hagan serán chamuscados en una batalla que llamas el Armagedón. En el volante se menciona un verso de la Biblia (Isaías 11) donde dice que en el "nuevo mundo" los leones y las ovejas vivirán juntos y en paz, y los leones comerán hierba. A pesar de lo dulce que puede sonar esto, no puedo dejar de ser escéptico a muchas cosas de esta historia, incluyendo lo de los leones que pastarán hierba ¿Cómo podrán alimentarse de pasto con esas muelas carniceras, ese intestino corto, impropio para un pastador, y sin las mutualistas comunidades de microorganismos que les ayuden a degradar la celulosa? ¡Pobres leones! Pero por el momento dejaremos de lado a los mencionados creyentes y a sus leones que comen hierba, para mirar este tema del fin del mundo desde otra óptica: ¿Es reciente el tema del fin del mundo? ¿Desde cuándo se introdujo este elemento en las religiones? ¿Qué podemos aprender de estas predicciones fallidas?

Leer más, aquí
http://www.sindioses.org/examenreligiones/findelmundo.html
 

 

 

أخيراً، قد وصل اليوم الموعود، يوم 28 تشرين أوّل أكتوبر 1992. 
 
انتظر عشرون ألف أصولي في كوريا الجنوبية ولوس آنجلس ونيويورك العودة الثانية ليسوع المسيح. 
 
كما نعرف، لم يحصل ما وعدوا بحدوثه!
 
ففي كانون أول ديسمبر من العام 1992، جرى إعتقال قائدهم الديني الكاهن لي جانغ ريم بتهمة الإحتيال على أتباعه بمبلغ قيمته 4.4 مليون دولار. 
 
لكن، ما حاجة الكاهن إلى النقود، فيما لو أنّ العالم سينتهي؟ 
 
حسناً، حوّل الكاهن النقود إلى قسائم أو سندات،  لن تعطي ربحاً إلا بعد مرور عام على العودة المزعومة للمسيح!

نُعلّق نحن البشر آمالنا على كائن خارجي، سيأتي ليحل المشاكل دوماً. 
 
شخصياً، أشكك بحدوث هكذا أمر. 
 
هناك عيّنة من هذه الآمال في منشور لجماعة شهود يهوه وعنوانه "هل ترغب بالعيش في الجنّة الأبدية؟"؛ يُعلِنُ المنشور عن عالم جديد خالٍ من الأمراض ولا موت فيه. 
 
لكن، لأجل التنعُّم بهذه الجنّة، التي ستأتي بعد نهاية العالم، يجب عليك الإلتحاق بهذه الجماعة الدينية قبل فوات الأوان! 
 
فمن لا يلتحق بالجماعة سيُشكِّل وقوداً لحريق معركة تسمى هرمجدون!
 
في المنشور آية من الكتاب المقدس (أشعيا 11)، تقول بأنه في "العالم الجديد"، ستعيش الأسود والأغنام معاً بسلام، وستأكل الاسود العشب. 
 
على الرغم من حلاوة هذا الكلام، لا يمكنني أن أُبطِلْ التشكيك بكثير من الأشياء بهذه القصة، سيما بما يتعلق برعي الأسود للعشب، كيف تتغذى الأسود بالعشب ولديها طواحن متخصصة بأكل اللحوم فقط؟ عدا أن أمعاءها غير مناسبة لهذا النوع من الغذاء، فدون وجود كائنات مكروسكوبية تساعدها بهضم السللوز كيف يمكنها تناول العشب؟ 
 
أيُّ مصير ينتظر تلك الأسود المسكينة!! 
 
لكن، لنترك قصة المؤمنين وأسودهم الآكلة للعشب جانباً، كي نُقارب موضوع نهاية العالم من جهة أخرى: 
 
 نهاية العالم، قريبة يا هل تُرى؟ 
 
متى دخل هذا العنصر إلى الأديان؟ 
 
ما هي أهم الخلاصات من تلك النبوءات الفاشلة؟

ليس هناك إعتقادات متصلة بنهاية العالم في جميع الثقافات. 
 
ففي الهندوسية والبوذية، تحضر رؤية لحلقات الولادة والتجدُّد. بل تتأمل البوذية بفكرة وجود أكوان عديدة متزامنة. 
 
 
الأديان التي تعلن نهاية للعالم هي:
 
 المسيحية، الاسلام واليهودية. 
 
لقد أخذت المسيحية موضوع نهاية العالم من اليهودية تماماً كما الاسلام. 
 
مع ذلك، يعرف القليلون بأن الإعتقاد بنهاية العالم، لا يجد أصله في اليهودية.

حين تكلّم حول أصل رؤيا القديس يوحنا؛ قصّ المؤرخ غييرمو فاتاس من جامعة ثاراغوثا لنا، التالي:

"رؤيا القديس يوحنا قديمة كثيراً ولا تجد أصلها كما رأيت في المسيحية، بل يعود مهد هذه الرؤيا الخاصة بنهاية العالم، وفق كل المؤشرات المعروفة، إلى فارس وترتبط فكرتها بزرادشت. خلاصة القول، يُعالج سفر رؤيا يوحنا الصراع بين الشرّ والخير، بكل صيغه، ولو شابه التفكير المانوي (من جديد، نحن أمام الثقافة الفارسية)، فهذا ليس غريباً عن الكتاب المقدس. بحقبة ازدهاره، غزا المزيج المعقد للشعوب الايرانية، التي انتمى زرادشت ودينه إليها، بلاد الرافدين ومن ضمنها بابل الشهيرة. عاش في بابل شعوب كثيرة، بينها الجماعة اليهودية المسبية بالقوة منذ سنوات نبوخذ نصّر، الذي يُعتبر من أواخر القيادات الكبيرة في تلك المنطقة. عندما احتل الفُرس بابل، سمح الملك قورش لليهود بالعودة لأورشليم القدس.. ".
 
 
"في تلك السنوات، لاقت بعض التنظيرات الفكرية الكبيرة للزرادشتية رواجاً في اليهودية ومذ ذاك وبعد قرون عديدة وصلت للمسيحية، والتي ستجري تعديلات عليها لتناسب النظرة العامة لكل عقيدة: بحيث سيصبح هرمز (آهورا مزدا) و أهريمان  الله (يهوه) والشيطان، أو بعض الترسبات منه، والقياس الإنقاذي سيذهب للمسيّا من بيت داوود. 

 
هذه المقدمة التوضيحية ضرورية لتبيان أسلاف سفر يوحنا المسيحي، الموجودة بالعهد القديم بشكل عادي. الأهمّ، بين تلك النصوص السابقة، هو كتاب دانيال، الذي يروي ما حدث للنبي اليهودي وأتباعه خلال مُلْكْ نبوخذ نصر الثاني بالتصر (الذي لم يكن ملكاً لبابل؛ ولو انه دُعي هكذا في نص الكتاب المقدس)، حَكَمَ داريّو الأول بعد قورش الثاني الكبير على عكس ما يقوله النص النبوي. لم يُكتَبْ كتاب دانيال في الحقبة التي درات فيها الاحداث تلك بل بعدها بزمن طويل، حيث أن تحرير المعلومات لم يستند لمعرفة مباشرة بالأحداث ولا من سجلات موثوقة حول الحدث الصحيح، في الوقت الذي تتوفر به وثائق كثيرة عن الامبراطوريتين البابلية الجديدة (فترة نبوخذ نصر) والإمبراطورية الفارسية (فترة قورش وداريو)".

—EL FIN DEL MUNDO: APOCALIPSIS Y MILENIO. FATAS CABEZA, GUILLERMO. 2001. PAG 44 Y 45.
 

 
هكذا، إذاً، نجد أن عقائد نهاية العالم ليست جديدة. يبيّن لنا تيار تاريخي أنه بلحظات مختلفة قد ظهرت نبوءات وأنبياء قد تكلَّموا عن نهاية العالم وكتبوا الكثير حولها. 
 
في الواقع، كتاب رؤيا يوحنا واحد، بين العديد من الكتب، التي قد كتبت في تلك الحقبة. وُجِدَت نصوص أخرى لدى المجتمعات المسيحية الأولية، مثل سفر عزرا، سفر إرميا، رؤيا ابراهيم، شهادة الآباء الاثني عشر ..الخ. كما أنه وُجِدَ الكثير من الأناجيل إلى جانب الاناجيل الأربعة، التي بقيت رسميا في الكتاب المقدس.
 

  لماذا جرى إنتقاء تلك الأناجيل الأربعة؟ 

 
ليس بسبب تماسكها، حيث توجد تناقضات بين أسفار الكتاب المقدس وفي غيرها من الكتب الكثيرة الأخرى.

لم يقم بإنتقاء وترتيب كتب العهد الجديد صوت واضح قادم من السماء. ففي الواقع، أَمَرَ الإمبراطور الروماني قسطنطين بتحقيق هذا الأمر. لاحقاً، اختار القديس جيروم النصوص الدينية، وهي ستصبح "العهد الجديد" واختار آباء الكنيسة أيّ الاناجيل صالح بين أناجيل كثيرة أخرى، سواء اعتبروه "وحياً" أو لا. جرى جمع الكتاب المقدس المسيحي، الذي نعرف اليوم، بإضافة سفر رؤيا يوحنا وكتاب دانيال، لأول مرة، في المجمع المسكوني في هيبونا العام 393 ميلادي. وجرى وضع القوانين في المجمع المسكوني في قرطاج العام 397. ومن جديد، جرى التوافق في الدورة الرابعة للمجمع المسكوني في ترينتو بتاريخ 8 نيسان / أبريل من العام 1546 (وخرج البروتستانت عن هذا التوافق).


زمن المسيحية الباكرة، ظهرت تنبؤات حول نهاية العالم. 
 
يذكر إنجيل متى قول المسيح "لن يمر هذا الجيل حتى يكون كل شيء قد أُكمل" كإشارة لنهاية العالم. 
 
لكن، في المرَّة الاولى، حدثت يوم تجهزت مجموعة كبيرة من المسيحيين لإستقبال نهاية الأزمنة مع مونتانو، العام 156 في فريجيا منطقة بتركيا الحالية، تنبأ مونتانو ببداية حقبة جديدة في الكنيسة  أسماها "عصر الروح".

 اعتبر مونتانو بأن نهاية الأزمنة قد اقتربت وستصل خلال فترة قصيرة، هكذا، بانتظار العودة الثانية للمسيح، كما انتظره مسيحيو الأجيال الأولى. اعتمد مونتانو على امرأتين في التنبؤ، هما بريسيلا وماكسيميلا،  تحدثتا بأشياء غير مفهومة في تلك الأثناء. كما تُلاحظون، لا ينتمي هذا المصطلح الديني لزمن حديث. اعتقد مونتانو وجماعته بأن نهاية العالم ستصل بسرعة وستهبط أورشليم الجديدة من السماء. اجتمع كثير من المسيحيين لانتظار هذا الحدث في السهل الواقع بين مدينتي بيبوثا وتيميو. لم يحدث شيء. سيظهر الكثير من النبوءات والآمال بنهاية العالم، من وقتها للآن.



اعتمد المؤمنون صيغة مثيرة للإنتباه حول تلك القصص. يُحاول القسم الاكبر منهم إعادة تفسير وتبرير. 
 
فيشيرون لأن النبوءة صحيحة!! لكن، لم ترتبط بنهاية العالم بل بشيء آخر. 
 
وهو ما حدث مع ويليام ميلر العام 1844، الحادثة التي أسست حركة السبتيين، أو توقعات سابقة لشهود يهوه المتأثرة بطروحات السبتين، كما حدث في نبوءات الأعوام 1914، 1918 و1925. 
 
لحسن الحظ، هناك صيغة اخرى لمعالجة موضوع نهاية العالم من خلال اعتماد العقلانية.

كعقلاني، يمكنني فقط القبول بشيء، مما قد وُجد أدلة كافية حوله. يتوجب عليّ طلب أدلة، وهو أمر غير مريح بالنسبة للمؤمنين، لأنه ضدّ الإيمان عملياً. قبل الايمان بشيء، لمجرّد ذكره في الكتاب المقدس، نتساءل، هل يتوجب علينا الإيمان بشيء لأنه مذكور في الكتاب المقدس فقط؟
 
 لماذا يتوجب عليّ اعتبار أن ما يقوله الكتاب المقدس هو الأكثر صحّة مما يقوله كتاب آخر مثلاً؟ 
 
أعطوني أدلّة من فضلكم.


نعود لقصة "الأسود العاشبة" التي يتنبأ شهود يهوه وإنجيليون وسبتيون بها.
 
 أليست ثمرة لأمنية أو رغبة بشرية وليست مشهد واقعي؟ 
 
أليست النبوءات المخفقة لشهود يهوه عبارة عن جهد بشري مهدور لا يدعمه أيّ شيء فوق طبيعي؟ 
 
ألا يمن اعتبار رؤى بريسيلا وماكسيميلا، في زمن المسيحيين الاوائل، ثمرة مرض دماغي ما؟ ربما نوع من الصرع بالفص الصدغي؟ ألا تُعاني إلينا ج. دي وايت من مشكلة مشابهة؛ وهي عضو مؤسس بجماعة السبتيين وتحدثت عن رؤى لنهاية العالم؟
 

أليست معركة هرمجدون، المعتمدة من قبل شهود يهوه، مجرّد قصة كقصص زيوس وبوسيدون؟ هل تعكس كلمات الانجيليين ما قاله يسوع، أو هي تأويلات خاطئة، أو أسوأ حتى، هي إبتكارات، كتبها الإنجيليون بعد موت المسيح بسنوات طويلة جداً؟ كيف يمكن معرفة هذا؟ 

كما رأينا، حضرت أناجيل عديدة ومتناقضة بأوائل أيام المسيحية. نعرف بأن الكتب التي تشكّل الكتاب المقدس هي ثمرة عمل مجمع مسكوني، وكيف نتأكد من إختيار المجمع المسكوني للكتب الصحيحة؟ ما هي الخصوصية في هؤلاء الأعضاء بالمجمع المسكوني، ليقوموا بما قاموا به بعد مضي قرون عديدة من الزمن؟ هذه الاسئلة غير مريحة للمؤمنين، لكن فقط، على ضوء الإجابات التي يمكنهم تقديمها، سنقترب مما هو ملموس ومؤكد.

عندما التقيت مبشّرة شهود يهوه، سألتها: كيف يمكنني معرفة إن يكن هذا صحيحاً ولن يحدث شيء مشابه لما حدث في العام 1925؟ 
 

 

أجابتني، قائلة:

العام 1925، كان هناك إشارة من جوزيف فرانكلين رذرفورد، الرئيس الثاني لشهود يهوه، لبدء عالم جديد، والتي زيّنت منشوراتهم وقتها. العام 1925، بحسب وجهة نظره، كان من المفترض أن تعود الشخصيات التوراتية كابراهيم، اسحق ويعقوب، لأجل الإستمتاع بملذات هذا العالم الجديد. لكن أين سيتم استقبال تلك الشخصيات الشهيرة؟ لاستقبال هؤلاء، طلب رذرفورد  بناء قصر فخم في سان دييغو بكاليفورنيا والذي  أسماه بيت ساريم (بيت الأمراء).  أتت الأموال من المؤمنين بالطبع.
 

في كتاب ملايين تعيش الآن ولن تموت أبداً، الصادر في العام 1920، نقرأ حرفياً:

"بالتالي، يمكننا الانتظار بثقة بأنه خلال العام 1925، ستحصل العودة الثانية لإبراهيم، إسحق، يعقوب والانبياء المخلصين الاقدمين، خصوصا اولئك المُشار لهم كتلاميذ للمسيح (عبريين 11)، إلى حالة من الكمال البشري".


—MILLONES QUE AHORA VIVEN NO MORIRÁN JAMÁS, 1920. P.90.

لكن، لم يحدث شيء مما تمّ التنبؤ به. وسكن رذرفورد
في القصر الفخم بيت ساريم حتى مماته. شخصياً، أشكك بكيفية إتصال رذرفورد مع هؤلاء المنبعثين من الموت نحو حياة ثانية. هل علَّمهم رذرفورد دروس باللغة الانكليزية أو أنه هو قد درس العبرية القديمة؟!
 
نبوءة فاشلة (هناك العديد منها بتاريخه} معروفة لعدد يزيد عن 7 ملايين من التابعين حالياً للحركة. هذا ليس إستثناءاً، بل هو شيء مشترك بين الحركات الألفية (التي تتنبأ بنهاية سريعة للعالم). "انس الامور غير الناجحة وقم بتقوية الإيمان"، يظهر أنها هي القاعدة. هذا ما حدث، بالضبط، عقب "عدم عودة المسيح"، التي جرى التنبؤ بها بتاريخ 22  تشرين أول / أكتوبر من العام 1844 من قبل ويليام ميلر. يتكرر ذات الأمر بعد مرور ألف عام بعد مونتانو، لقد استمرّ الإعتقاد بيسوع وعودته حيّاً على نحو مثير.


ترك تابعو ويليام ميلر كل شيء واجتمعوا لانتظار العودة الثانية للسيّد. كلما مرّ الوقت ذاك اليوم، كلما تراكم الضغط والتوتر والآمال بعالم افضل قادم. تنبأ ميلر بنهاية العالم يوم 21 آذار مارس  ويوم 18 نيسان أبريل ذاك العام. مع ذلك، تفوّق الايمان على العقل. أيام قليلة بعد ذلك التاريخ، قال واحد من تابعي ميلر بوجوب ملاحظة المسيح خلال دخوله للمكان المقدس من الحرم السماوي. بحسب الحسّاب أو قاريء الفنجان بالتعابير الحديثة (السيد حيرام إدسون)، لم يكن ميلر مخطئاً فقط بتحديد تاريخ الحادثة، بل بكل شيء. بهذه الطريقة، ظهرت الكنيسة السبتية، ينتظر أنصاره (قد فاق عددهم 14 مليون مؤمن)، منذ أكثر من 150 عام، العودة الألفية ليسوع المسيح!!!!


فيما لو يتساءل أحد حول سبب تواجد يسوع في النطاق السماوي الخاص منذ العام 1844، سيقول الجواب السبتي بأن المسيح يتواجد "في محكمة التحقيق الإلهية". وهو عمل، سيحدد من يستقبلون الخلاص ومن لا. عندما ينتهي تحقيق يسوع – يقولون هم – سيعود إلى الأرض لوضع نهاية للألم. الحقيقة أنه لا يمكنني تخيُّل المسيح وهو يدقق بملفات كما لو أنه محام بشري. من جانب آخر، لدي سؤال: لماذا يتوجب على المسيح إزعاج نفسه بتلك المعالجات والتحقيقات، فيبدو كما لو انه لا يعرف كل شيء؟ وهذا سيؤخر عمل يسوع لحل الأمور الكثيرة العالقة، ألا توجد مشاكل بملفات الخطأة مثلا؟ أليست "محكمة التحقيق"  سببا مُختلقاً للتغطية على نبوءة غير مكتملة؟.

مع ذلك، تمثّل الخطأ الاكبر بكذب هذه التنبؤات.
 
 نجد في الكتاب المقدس ذاته، حيث يقول يسوع في انجيل متى 18/28: "الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته". بحسب هذا، ستكون العودة الثانية للمسيح  بالفترة التي يعيش فيها بعض من كان يستمع لتلك العظة. لكن، لم يحصل شيء من هذا. بنص آخر، قال يسوع  في متى 24/30: "وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير" .. ثم في الآية 34 يقول: "الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله".


مع ذلك يبحث المؤمنون عن تفسيرات من خارج النص. حيث يفسرون جيل بالزمن الطويل، يقولون بأن المسيح يربط الأمر بآخر جيل، وهو أمر غير مفهوم ...الخ. الحل المنطقي بسيط، لكن مزعج بالنسبة للاصوليين: ببساطة، لم يشر يسوع، أبداً، لتلك الكلمات، فقد كُتِبَتْ الاناجيل  بين الاعوام 70 و 120 بعد المسيح. بالتالي، مضى زمن كافي لابتكار قصص جديدة. انتظر المسيحيون الأوائل عودة المسيح بحقبته، بناءاً على كلام تلك الأناجيل ذاتها، لكنه لم يعد!


يمتلك المؤرخون أدلة كافية للتأكيد على أن مسيحيي القرنين الأول والثاني قد إنتظروا عودة المسيح الثانية خلال حقبتهم. هذا ما أكدّه كتاب سفر يوحنا، حيث يظهر يسوع ضمن الرؤيا قائلاً (يوحنا 22/ 6-7): "لتبيان الاشياء التي يجب أن تحدث بسرعة. موجود هنا، أعود بسرعة!!"، هل هذه الـ "بسرعة" تريد القول بأنها أكثر من 2000 عام؟ 

هل ثمّة تداعيات لإنتشار تلك الأفكار؟ 
 
بالنسبة لكثيرين لا توجد أيّة مشكلة؛ إذا تجنبنا الحديث عن غنى بعض القادة الروحيين والخيبة لدى بعض المؤمنين من وقت لآخر. 
 
لكن، يشكّل تغييب التفكير النقدي خطراً على المجتمع. 
 
بالنسبة لفريق مكوّن من  69 بالغ و17 قاصر من جماعة الدافيديين، وصلت نهاية العالم يوم 19 نيسان / أبريل من العام 1993. اتهم الإف بي آي الفريق بأنه انعزل في مزرعة بمنطقة واكو تكساس ومعهم أسلحة ومُورِسَت إعتداءات جنسية على قاصرين. بعد 51 يوم، دخل عناصر الإف بي آي للمزرعة بعد حصار طويل لها تخلله تبادل إطلاق للنار، سقط قتلى من الطرفين فيه. مات ديفيد كوريش قائد الفريق الذي صرّح بعودة المسيح، محترقاً بالقرب من تابعيه بعد إعتقاله من قبل الإف بي آي.

ما يُقلِقُ قيام بعض المؤمنين بنهاية العالم بخلط أفكارهم الدينية مع السياسة، فيسببون عواقب وخيمة. 
 
يؤكّد المؤرّخ جيرمو فاتاس على الآتي:

"تميل تلك العقائد، المحترمة للبعض وغير المحترمة للبعض الآخر، للتطبيق على النطاق الإجتماعي وليست حيادية، ولا تشكّل قضايا شخصية أو باطنية، عندما يحاول المدافعون عنها تطبيقها في الحياة السياسية دون الأخذ بعين الإعتبار للحقوق الأساسية للمجتمع. خلال حكم رونالد ريغان، أثّرت هذه الروحية المقلقة في أماكن لا تخطر على بال ضمن الإدارة الاميركية. ففي العام 1981، أعلن سكرتير وزارة الداخلية جيمس وات بمناسبة عيد العنصرة أنه غير قلق بالنسبة لشحّ الموارد الطبيعية، ففي اعتقاده بأنه يتم تجاهل: كم جيل قد بقي حتى العودة الثانية للسيد" (مبينا بأن عدد الاجيال غير كبير)".

—EL FIN DEL MUNDO: APOCALIPSIS Y MILENIO. FATAS CABEZA, GUILLERMO. 2001. PAG185.

أخيراً، لا أخفي دهشتي من التقسيم المانوي القائم عند المؤمنين بنهاية العالم. هذه الخصوصية الدينية، باعتبار الجماعة المؤمنه بنهاية العالم كجماعة خيّرة حصراً وكل من هو بعيد عن هذا الإيمان هو شرير، فهو يوحي بالطائفية والتمييز لأسباب دينية أو هو عنصرية دينية. 


يبدو لي أنّ مفهومي الجحيم والجنة غير متناسبين. 
 
لا تستحق أفعال البشر كل هذا، هذا ما قاله خورخي لويس بورخيس موضحاً بأن كل ذاك هو إبتكار زرادشت ونسخته اليهودية والمسيحية والإسلام حرفياً لا أكثر من هذا.


مع ذلك، فكل ما قلناه سابقاً، لا يُقنع أي مؤمن، ببساطة لأن الإيمان لا يتأسس على العقل. 
 
وهو أخطر ما في الاديان. 
 
يرفض متدين معتدل التشكيك في الدين اليوم، والذي قد يتحول إلى متطرف غداً. لكن، على الرغم من وجود الأديان والطوائف، يجب إنعاش الإتجاه العقلاني، أن يتعود شخص ما على فحص معتقداته عقلياً بدل أن يقبلها بشكل تقليدي موروث أو إفتراضها كوحي؛ يعطي هذا خطوة للأمام نحو مجتمع نقدي وذو تفكير حرّ.

ليست هناك تعليقات: