إذا
وجد شيء، مشكوك فيه فعلياً داخل مفهوم الله، فهو كل ما يتعلق بتشبيهاته، حيث
يعرَّف "شبه"، هنا، بأنه تكريس الخصائص الإنسانية في شخوص الآلهة.
يحضر هذا عند كل الآلهة التي نعرفها اليوم،
سواء الآلهة التي اختفت أو التي ما تزال حاضرة.
لماذا تحضر خصائص إنسانية في الآلهة؛ عوض أن تمتلك الآلهة خصائصها المتنافرة مع الخصائص
الإنسانية؟
ربما، الجواب بسيط هنا، فأولئك الذين ابتكروا الآلهة، لم يتمكنوا من منحها خصائص أخرى لا يعرفوها، بل منحوها خصائصهم، وهي عُرضة للتعديل بين الحين والآخر!
يوجد تطابق بين الخصائص البشريّة والإلهيّة؛ مع ميل للإطلاق في الخصائص الإلهية، فنجد قدرة كلية "مطلقة"، علم بكل شيء (معرفة مُطلقة)، أو وجود في كل مكان، أو كمال وتخلُّص من كل سلبية مثل الرفق، العدل، الرحمة ... الخ.
يوجد تطابق بين الخصائص البشريّة والإلهيّة؛ مع ميل للإطلاق في الخصائص الإلهية، فنجد قدرة كلية "مطلقة"، علم بكل شيء (معرفة مُطلقة)، أو وجود في كل مكان، أو كمال وتخلُّص من كل سلبية مثل الرفق، العدل، الرحمة ... الخ.
لكن، بحسب الزمان و الحاجات لكل وضع إجتماعي وسياسي
واقتصادي، ظهرت الآلهة بكل حضارة.
هكذا، نرى في
العهد القديم إلهاً مُنتقِماً مُحِباً للثأر وغيوراً ومضطرباً ومتعجرفاً ومغروراً ونادماً ... الخ.
تحمل هذه التشبيهية بالصفات والخصائص في ثناياها التناقض عند الآلهة، سيما إله الكتاب المقدّس.
إحدى هذه التناقضات – ربما الرئيسية، والتي تسببت بالكثير من أوجاع
الرأس لممثلي تلك الآلهة – هي في أن الكائن الأكثر
رأفة، بذات الوقت، هو الخالق لنظام حماية للحيوانات مؤسس على الألم، من خلال الجهاز العصبي.
فهل هو إله أبله؟
إله رحيم وقادر على كل شيء، لكن، لا
يستطيع تزويد الكائنات الحية بنظام أو جهاز حماية غير مؤسس على الألم؟!!
تحضر صورة الإله المُنتقم، الذي يعشق العقاب، النَزِقْ، من جديد، لتعكس لنا الذهنيّة التي ابتكرته! وكم كانت ساذجة!
لا تقلّ طرافة معرفتنا بأنّ أوائل الآلهة من الإلاهات، أي ذوات جنس أنثوي.
وقد تأخّر ظهور الإله الذكر لوقت لاحق.
احتفلوا "بالإلاهة الكبرى الأم"، التي حظيت بالمديح لحملها تلك الطاقة المفعمة بالحياة.
في وقت لاحق، تغيرت الأدوار.
فقد فرضت القدرة الفيزيائية (القوّة الجسدية) للذكر حضورها،
لإحتياجات بيولوجية، كساعة الذهاب للحرب، كما ساعة الذهاب لصيد غنائم كبيرة،
ولأجل ذلك، فُرِضَت القوة الطبيعية على حساب قدرة الإنجاب.
هكذا، إذاً، وُلِدَتْ الذكورية وسيطرة الذكر على الأنثى، وكيف لا! فقد انعكس هذا التغيُّر على الآلهة، التي تغيَّرَ جنسها بالسيطرة و الذكورية أيضاً.
هكذا، إذاً، وُلِدَتْ الذكورية وسيطرة الذكر على الأنثى، وكيف لا! فقد انعكس هذا التغيُّر على الآلهة، التي تغيَّرَ جنسها بالسيطرة و الذكورية أيضاً.
لم يرغب الرجل المحارب بإلاهة كي تحميه في الحرب و في
الصيد، بل وجب تحضير إله قوي، ذو عضلات مفتولة، محارب، ما قوله، إله بخصائص
مذكرة.
رويداً رويداً، نُفيت الإلاهات "كأمهات" للآلهة أو "زوجات".
لكن، حمل الوزن الأكبر في توزيع الأجناس الإله – الذكر. الله ويهوه، ذكور بتوافق ذكوري!
يوجد من بين الآلهة بابا؟
يوجد من بين الآلهة بابا؟
إذن واضح، لا
ينقص أكثر! إذا كان للرجال أمهات وزوجات وأولاد؛ فوجب إبتكار
أبناء للآلهة.
في البداية، احتكر أبطال الحرب الكبار
والأسطوريون هذه الورقة، الذين أعطى المجتمع اليوناني لهم هذا الشرف.
من هناك،
بالضبط، بدأ بولس الرسول – الذي سقط من على ظهر الفرس بطريق دمشق -
هلوسته ونسخه "ابن الإله"، وبطريقه، نَسَخ ديناً ليس أقل من الأديان
الأقدم، سواء في اليونان القديم أو في غيره. نسخ قصصاً قديمةً، شكَّلت صُلب المسيحية، سيما عذرية مريم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق