Yara Sabri, née le 24 décembre 1967 à Damas, Syrie, est une actrice et réalisatrice syrienne.
Née au sein d'une famille du cinéma syrien d'où l'on trouve Thanaa Debsi et Salim Sabri (ses parents) et Thara Debsi et Maher Salibi (sa tante et son mari), elle commence sa carrière cinématographique en 1989. Elle devient très connue au moment du lancement de sa série Shajrat al-Naarnuj et a ensuite réalisé plusieurs autres œuvres qui l'ont rendue célèbre en Syrie, au Liban et en Jordanie.
Yara Debsi a eu grâce à Shajrat al-Naarnuj une expérience considérable dans l'écriture d'un scénario. En 2009, elle est celle qui écrit le scénario de Qulub Saghira , série dramatique remportant un vif succès. Puis, avec son amie réalisatrice Rima Flihan, elle se lance dans la réalisation de Qioud Rawh
Née au sein d'une famille du cinéma syrien d'où l'on trouve Thanaa Debsi et Salim Sabri (ses parents) et Thara Debsi et Maher Salibi (sa tante et son mari), elle commence sa carrière cinématographique en 1989. Elle devient très connue au moment du lancement de sa série Shajrat al-Naarnuj et a ensuite réalisé plusieurs autres œuvres qui l'ont rendue célèbre en Syrie, au Liban et en Jordanie.
Yara Debsi a eu grâce à Shajrat al-Naarnuj une expérience considérable dans l'écriture d'un scénario. En 2009, elle est celle qui écrit le scénario de Qulub Saghira , série dramatique remportant un vif succès. Puis, avec son amie réalisatrice Rima Flihan, elle se lance dans la réalisation de Qioud Rawh
وأنت في داخل مركز التسوق المغلق، حيث كل شيء برّاقاً
ولامعاً، تحتاج لأن تستعيد جسدك لتدخل المسرح المقام هناك وسط عالم التسوق
والرفاهية...
ستقرص نفسك أكثر من مرة، لتترك كلّ هذا وراءك، وتعود إلى حيث ذهنك وروحك معشعشين، وتكون ولو مجازياً تحت السماء السورية، في مسرحية "تحت السما" للكاتبة فاديا دلا وبطولة يارا صبري وإخراج ماهر صليبي.
ستتنبأ بما ينتظرك، فالسماء السورية لا تشبه أية سماء أخرى، في كونها مستباحة ومشرَّعة على الموت...
كما قال مخرج المسرحية: "ثمة من سرق زرقة هذه السماء، كما سرق أحلامنا وأفراحنا وضحكات أطفالنا"
ستجلس في مقعدك ولن تربط أحزمة الأمان، وستحاول أن تحضّر نفسك لوجع قادم، لن تخفف عن نفسك كما كنت تفعل عندما كنت صغيراً قائلاً " كله تمثيل في تمثيل"، في محاولة لمنع نفسك من البكاء في الأفلام الحزينة.
اليوم أنت مدرك أن الواقع السوري أشدّ عنفاً من أكثر سيناريوهات الرعب المتخيلة، المرأة قربك تمسك بحزمة من المحارم، وكأنها تستعد للبكاء، كطقس سوري شبه يومي واعتيادي...
ستقرص نفسك أكثر من مرة، لتترك كلّ هذا وراءك، وتعود إلى حيث ذهنك وروحك معشعشين، وتكون ولو مجازياً تحت السماء السورية، في مسرحية "تحت السما" للكاتبة فاديا دلا وبطولة يارا صبري وإخراج ماهر صليبي.
ستتنبأ بما ينتظرك، فالسماء السورية لا تشبه أية سماء أخرى، في كونها مستباحة ومشرَّعة على الموت...
كما قال مخرج المسرحية: "ثمة من سرق زرقة هذه السماء، كما سرق أحلامنا وأفراحنا وضحكات أطفالنا"
ستجلس في مقعدك ولن تربط أحزمة الأمان، وستحاول أن تحضّر نفسك لوجع قادم، لن تخفف عن نفسك كما كنت تفعل عندما كنت صغيراً قائلاً " كله تمثيل في تمثيل"، في محاولة لمنع نفسك من البكاء في الأفلام الحزينة.
اليوم أنت مدرك أن الواقع السوري أشدّ عنفاً من أكثر سيناريوهات الرعب المتخيلة، المرأة قربك تمسك بحزمة من المحارم، وكأنها تستعد للبكاء، كطقس سوري شبه يومي واعتيادي...
"الرجاء إغلاق هواتفكم المحمولة، العرض سيبدأ بعد قليل"...هكذا يأتي الصوت من وراء الكواليس، وماهي إلا لحظات، وتظهر الممثلة يارا صبري، فوق خشبة المسرح موجهة فوهة بندقيتها نحو الجمهور:
"خائفين؟.. هذه ليست لعبة أتاري..لا يوجد خاسر ولا رابح...هنا موت ودم...."
تقول يارا، الأم المكلومة في المسرحية، ثم تدخل في سرد أقرب ما يكون إلى الهذيان...
المكان فوق الخشبة هو سطح أحد الأبنية، ترتفع فوقه الأعمدة لتكشف عن الأحلام المؤجلة أو الموءودة للسكان بالتوسع والبناء، هو السطح الذي كان يوماً مكاناً للسهر في ضوء القمر أو للتلصص على ابنة الجيران، واليوم هو مكان يحتله قناص أو امرأة وحيدة ببندقية...
لا حبال للغسيل ولا أبراج حمام ولاشي يشي بحياة السكان، لا شيء إلا هذه المرأة، التي وقفت هناك لتروي حكايتها في مونودراما مسرحية، وكأن الطريق الوحيد للتخلص من الألم هو في ترويضه بالكلام...
الحكاية تبدأ من فترة الأسد الأب، وتعود بنا إلى ما قبل الثورة وإلى أسبابها البعيدة، حيث الزوج اعتقل بالثمانينيات لمجرد شبهة التمرد، "على النية"، كما تقول البطلة ثم تضيف: "ايه كنا عائشين"، من قناة الغمز لجماعة "والله كنا عائشين" الذين اعتادوا سلاسل الاستبداد، وكما يقول اليخاندرو جودورسكي: الطيور التي تولد في القفص تعتقد أن الطيران جريمة...
وتعيدنا الأم في منولوجها لفترة الأسد الأب، والتضييق السياسي والاقتصادي وقمع الحريات ومصادرة الرأي الآخر، فتقول:"كنا عائشين!!!! أيام كان الموز والمحارم سلعاً للرفاهية، وأيام تهريب الخبز وعلب المرتديلا، أيام الرشوة وفت العملة في كل مكان".
وتستذكر أيام تحنيط الشعارات والمعاني، وكبت الحريات باسم محاربة العدو الصهيوني، فتعيد بطريقة ميكانيكية ما اعتدنا على ترديده كل صباح في مدارسنا: "أقسم بالله العظيم أن أدافع عن وطني وأرضي ضد العدو الصهيوني الغاشم".
وعندما تنطق كلمة "عدو"، تصمت قليلاً ثم تضحك، فعن أي عدو وأية مقاومة نتحدث، والنظام لم يعرف عدواً إلا شعبه ولم يطلق رصاصة واحدة إلا علىالمطالبين بالحرية! ثم تردد الشعار الآخر، الذي صادره نظام القمع وفرغه من معناه: "أصبح عندي بندقية إلى فلسطين خذوني معكم"، "هي تمسك بندقية الآن ولكن الطريق إلى فلسطين صار بعيداً، أما الوجع الفلسطيني فقد صار على بعد خطوات منها".
هي الآن في قلب النكبة السورية وفي يدها بندقيتها، الرفيق الأخير في هذا الدرب، فقد رحلوا جميعاً وبقيت هي الأم وحيدة، في رمزية لسورية، الوطن والأم الكبرى الثكلى بجراحها، "ولدها الأكبر التحق بالثورة ولم يعد، الابن الثاني قُتل أثناء خدمته العسكرية وجاؤوا به مضرجاً بالدماء وقالوا لها "شهيد"، دون أن يجيب أحد عن سؤالها: "شهيد مين وليش وشو ووين العدو؟".
أما الابن الأصغر فقد اصطاده القناص كعصفور صغير، وهو يلعب في الحارة، ثم أخيراً الابنة، المتظاهرة السلمية، والتي اعتقلت لأنها طالبت بالحرية ولم تعد،فمن المعتقل لا يعود إلا الاسم ...
في مشهد يعتبر الأجمل والأكثر صدقاً، تسرد الأم لحظة الاعتقال وعجزها عن انقاذ ابنتها "شام":
"آه يا شام...أخذوك من بين يدي، خلعوك من حضني وخلعوا قلبي معك، اشتقت لك يا شام، طولت الغيبة"، ثم ترتمي الأم على الأرض باكية فهي تشعر بالشوق والوحدة، ولا تملك إلا اجترار الذكريات واستعادة وجوه الأحبة، التي يسقطها المخرج في لقطة ذكية على أعمدة البيت، المسكون بأرواح أصحابهوإن رحلوا...
ولا يبق للأم من خيار إلا تلك البندقية التي ترفعها في وجه القتلة، وتختم منولوجها كما بدأته: "خائفين؟ هذه ليست لعبة أتاري..، لا يوجد خاسر ولا رابح، هنا موت ودم...."، ولكن لنكتشف في النهاية أنها لم تكن إلا "بندقية لعبة"، لم تستطع حمايتها من بندقية القناص...
وتفارق الحياة مسرحياً، بعد أن فارقتها مجازياً منذ أن فقدت أبناءها، فكيف لقلب أم أن يحتمل كل هذا الفقد والأسى!
وتنتهي المسرحية والأم ملقاة على الخشبة، وفي الخلفية تبدأ الوجوه الحقيقية لسوريين مهجرين وجرحى ومعتقلين، بالسقوط فوق جدار صغير، وكأن حكاية هذه الأم تنضم لحكايات كثيرة في المأساة السورية التي تبدو بلا نهاية...
هذه الوجوه الحقيقية من دم ولحم، أضفت بالنهاية على المسرحية روحاً ونفساً إنسانياً، غابا عن صورة الأم فيها، والتي ظلت شخصية ذهنية عامة تسرد حكايتها بخطابية أقرب لنشرات الأخبار منها إلى الدراما المسرحية...
وما يؤخذ على النص عموماً، رغم الأداء المتميز ليارا صبري، مباشرته والتكثيف الكبير للقصص فيه، حيث كان يكفي مثلاً قصة واحدة منها لعرض المعاناة السورية كاملة...
كما كان من الممكن تقديم النص في شكل كوميدي، فأحياناً تستطيع البسمة أن تحفر عميقاً في الروح أكثر بكثير من الدمعة، ومسرح الماغوط أكبر مثال على هذا...
مع انتهاء العرض وتصفيق الجميع لفريق العمل، التفت إلى السيدة بقربيووجدتها متأثرة، ولكن غير باكية، وخلال المسرحية لم أرها تمسح دمعتها إلا عندما مرت أغنية "يمّا مويل الهوا"، أذكر اللحظة تماماً التي سمعت فيها شهقتها عندما صدح المغني:
يمّا مويل الهوا يّما مويليا... ضرب الخناجر ولا... حكم النذل فيا.
أظن المشكلة تكمن في أن المأساة السورية صارت خبراً عادياً في نشرات الأخبار والبكاء زاد السوريين اليومي، وهذا بحد ذاته شكل صعوبة في استذراف الدمع من جديد فوق الخشبة المسرحية...
ولكن مع ذلك سأعترف شخصياً بأنني مسحت دمعتي، عندما رأيت الممثلة يارا صبري تنهي أداءها التمثيلي وتنهض لتحية الجمهور، وفي عينيها دمعة حزن حقيقية...
تلك اللحظة، على الحد الفاصل بين الواقع والتمثيل، بين الممثلة الموهوبة والانسانة الكبيرة...
تلك اللحظة شعرت فيها أنني غادرت المسرح وركبت مع يارا صبري في حافلة المعتقلين، التي تقودها منذ بداية الثورة وتلف بها على السجون السورية، مسجلة أسماء المعتقلين وباحثة عن ملفاتهم وأخبارهم...
دمعة يارا صبري تلك، دمعة المعتقلين السوريين وأهاليهم في السجن الصغير والسجن الأكبر "سوريا"، ربما هي السرد الحقيقي للوجع السوري...
لدمعة هذه المرأة الاستثنائية والممثلة السورية الموهوبة ولدمع كل نساء سورية، أهدي مقالي هذا بمناسبة عيد المرأة ...
على أمل أن يتوقف يوماً شلال الدم والدمع السوري، وعلى أمل أن تصبح حافلة يارا صبري للمعتقلين قطعة أثرية قديمة في متحف يؤرخ لتاريخ الاستبداد السوريّ، كي تتعلم الأجيال القادمة من مآسي التاريخ ولا تكرر أخطاءه.
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق