Si repasamos la historia de las religiones podemos observar un hecho común en todos los creyentes que llama la atención. Me refiero al hecho de que el humano que cree en espíritus o en dioses se siente inferior a todos ellos, traduciendo dicha inferioridad en una sumisión autoimpuesta. ¿Pero, por qué la creencia en seres superiores tiene que implicar necesariamente una postura que rebaja la dignidad humana? La razón la hallamos en el miedo y en la ignorancia inherente en el hombre antiguo y, también en parte, posiblemente, en el instinto de conservación.
Desde tiempos ancestrales, la aparición de líderes -como reguladores de la disciplina en la tribu- iba acompañada de esa misma sumisión. No obstante, el acatamiento a la autoridad venía dada por la necesidad de la sociedad de organizarse alrededor de un director de la misma en evitación de un caos. Poco a poco, los líderes tuvieron que hacerse con un brazo ejecutor: los ejércitos, la policía o los guardaespaldas, quienes llevaban a cabo la voluntad de la autoridad de turno ejecutando ciegamente los castigos a los que era sometido el pueblo en caso de desobediencia. Con el paso del tiempo, la necesidad de obedecer –por parte del brazo ejecutor- sobrepasó los límites de lo racional pasando a ser una máquina ciega e inexorable que satisfacía los caprichos de las autoridades independientemente de la pertinencia de las órdenes, con lo que el pueblo pasó a ser sometido por la fuerza y no tanto por una necesidad de disciplina.
En el proceso de antropomorfización, el hombre primitivo atribuyó a los dioses las mismas características de los hombres poderosos convertidos en sus líderes, de tal manera que si en las relaciones de poder entre humanos el inferior se sometía al más poderoso por miedo a las represalias, así, también, lo entendía en su relación con los poderes del cielo. El hombre se sometía por miedo –no fuera cosa que les partiera un rayo- y la sumisión se convirtió en un mecanismo psicológico que aplacaba las iras de los poderes celestes. Dicho mecanismo –interiorizado durante milenios- quedaría arraigado en lo más profundo del hombre antiguo pasando a ser –en palabras de Richard Dawkins- un verdadero “meme”.
Esa sumisión, si bien en un principio obedecía al miedo a las consecuencias que podía acarrear la desobediencia, se transformó en un abandono de la propia dignidad del súbdito, quien –independientemente de la necesidad de obedecer- veía en el líder a un ser superior ontológicamente hablando. El césar, el emperador, el rey eran “seres especiales”, de categoría superior, que merecían alabanzas y honores; pero, si se preguntaba por qué, dichas autoridades, eran merecedores de tales tributos honoríficos, no se podía responder más que con la consiguiente petición de principio: “porque son superiores”. De ese modo, el hombre antiguo hizo valer su condición de paria asumiéndola como connatural; mientras que revestía a la autoridad de un halo místico e inefable a quien había que obedecer por el simple hecho de ser superior. Hoy, resumiríamos dicha actitud en un lacónico “sí, bwana”.
لدى مراجعة تاريخ الأديان، يمكننا ملاحظة واقع مُشترك، لافت للانتباه، قائم لدى جميع المؤمنين.
يتجلى هذا الواقع من خلال إحساس المؤمن بالدونية تجاه الآلهة والأرواح، وتُترجَمُ هذه الدونية إلى خضوع يفرضه المؤمن على ذاته.
لكن، لماذا يستدعي الاعتقاد بكائنات فوقية: التقليل من كرامة الإنسان وإذلاله؟
نعثر على السبب في الخوف والجهل
المُتأصِّل لدى الإنسان القديم، وربما، جزئياً، بسبب غريزة البقاء على قيد الحياة.
منذ أزمنة مُغرورقة في القِدَم، ترافق ظهور القادة – كحُرّاس على تنظيم وانضباط القبيلة – مع ذات الخضوع.
مع ذلك، امتثلت الناس للسلطة بسبب حاجة المجتمع لتنظيم نفسه، عبر التحلُّق حول مُدير ينتمي له، درءاً للفوضى.
شيئاً فشيئاً، امتلك القادة ذراعاً رادعاً: الجيوش وقوى الأمن بمختلف تسمياتها، والتي عاقبت المواطنين، بشكل أعمى، في حالات التمرُّد والعصيان.
بمرور الوقت، تجاوزت الحاجة للإخضاع – من قبل قوى الأمن والجيوش – كل الحدود المعقولة لتصير آلة قمع عمياء، لا ترحم، إرضاءاً لنزوات السلطات وبعيداً عن الحاجة إلى فرض النظام أو القانون.، فخضعت الناس للقوة الصرفة.
في عملية التجسيد، عزا البشر البدائيون للآلهة خصائص البشر الأقوياء أي صفات قادتهم، فإن قامت علاقات السلطة بين البشر على خضوع الأدنى للأقوى بسبب الخوف من الاقتصاص أو الانتقام، هكذا، فهموا علاقتهم بسلطات السماء.
خضع الإنسان بسبب الخوف وتحول الخضوع إلى آلية نفسية قد استرضت غضب السلطات السماوية.
وهي آلية ستتجذر، خلال آلاف الأعوام، في أعماق الإنسان القديم لتتحول إلى "ميم" حقيقي بحسب ريتشارد داوكينز.
هذا الخضوع، فيما لو خضع، في البداية، للخوف من تبعات العصيان أو التمرُّد، فإنه قد تحوَّلَ إلى تخلٍّ عن الكرامة الشخصية للشخص نفسه – بعيداً عن الحاجة للخضوع – فقد رأى القائد ككائن فوقيّ على المستوى الوجودي.
القيصر والامبراطور والملك "كائنات خاصة" من مرتبة عليا، استحقوا الثناء والتمجيد والتشريفات؛ لكن، لو تساءل الإنسان عن سبب استحقاق تلك السلطات لتلك التمجيدات والتشريفات، فلن يُجيب بأكثر من: "كائنات فوقية أو عليا".
هكذا، كرَّسَ الإنسان القديم نبذ نفسه باعتباره أمر فطريّ طبيعي؛ فألبس السلطة هالة صوفية فوق الوصف ووجب عليه الخضوع لها لأنها متفوقة أو علوية فقط.
في يومنا هذا، تُوجِزُ هذا الموقف الخاضع، عبارة: "نعم، أبانا"!
(يوجد عبارات شبيهة في أديان أخرى .. مثل سيدنا ومولانا وإمام الزمان!! في الإسلام .. فينيق ترجمة).
في غضون ذلك، وُجِدَ أفراد لم ينخرطوا في هذه العملية لعدم قبولهم الخضوع، لكن، لم تُوفِّر السلطات لهم أيّ خيار بديل؛ وصولاً إلى العصور الحديثة، عندما بدأ الإنسان باستعادة الكرامة المهدورة من قبل أسلافه، ووضع المجتمع الملوك والأباطرة في مكانهم؛ وبالطبع وضع الآلهة في مكانها كذلك!
خضعت السلطات لإرادة الشعب، ففقدت إمتيازاتها المُجحفة المكتسبة بالقوة. لكن، رغم كل هذا، توجد كتل بشرية ضخمة عاجزة عن فهم عدم وجود مبررات للخضوع للآلهة، ولا للتذلُّل لها والتخلي عن الكرامة.
يمتلك الكائن البشري مزايا كافية ليستحق صفة فرد مستقلّ، كشرط لا غنى عنه، للتعبير الجسدي والحسي على صعيد العلاقات الإجتماعية وطوال فترة التعلُّم اللازمة ليتمتع بالنضوج والبلوغ.
لا يتحقق هذا الأمر في مجتمع مُهَيْمَن عليه من قبل سلطات مزاجية سواء كانت بشرية أو إلهية.
فهم المعنى الحقيقي لهذه الإستقلالية:
هو بوابة الدخول إلى عالم الكرامة، التي لا يُستغنى عنها بمواجهة القوى الخُرافية الناشئة عن المخيلة البشرية.
لا مبرّر للخضوع بإستثناء الحاجة للتنظيم والإنضباط، التي يطلبها المجتمع بسبب ضعف بنيته الإجتماعية والنفسية ككيان مسكون بالنقص في الواقع.
فالسلطة الممثلة للمجتمع الحديث متكونة من أعضاء هذا المجتمع، جرى تجريدهم من صلاحيات قميئة حضرت لدى الأسلاف.
لا تسمح أيّة قوة جسدية ولا ميزة فكرية أو نفسية لأيّ كائن بإخضاع آخرين على أنهم أدنى مكانة، فهذا، قد حدث دوماً من خلال إستعمال القوة المُفرطة لحظة تصنيف من هو "أدنى" أو "أعلى".
فعلياً، شكَّلت الإساءة في إستعمال السلطة، وما تزال تُشكِّل، السبب الوحيد المُؤسِّس للفوقية والإستعلاء.
إن لم يكن للآلهة قدرات إلهية؛ وإن لم تحظَ السلطات البشرية بالسطوة الدائمة المُهدِّدة للأفراد، كسيف دموقليس:
لم نكن لنرى تماثيل كل أولئك من آلهة ومن أباطرة.
لا وجود لأيّ واقع وجوديّ يسمح بإعتبار أحد ما مُتفوّق أو علويّ كتبرير لهدر الكرامة الإنسانية على يد بشر.
الفوقية (العلوية) نسبة للدونية (السفلية)، هو نظام قياس أو مقارنة بمزايا معينة – جسدية أو نفسية – تنفعنا في لحظة ما لأجل تمييز مقادير دون الدخول في تقييمات وإطلاق أحكام مُهينة.
إنّ الكرامة البشرية هي فوق أيّ إله؛ وفوق من يظنّ أنه إله من البشر!
(هذه العبارة هي ردّ مُباشَر على كل مرجع ديني إبراهيمي (يهودي ومسيحي ومسلم)، يعتبر أن طاعة الحاكم من طاعة الله! فينيق ترجمة)
تعليق فينيق ترجمة
يوجد شكل واحد للإخضاع وللخضوع
يوجد شكل واحد للحريّة
يوجد شكل واحد للكرامة
لا يجتمع الخضوع مع الكرامة والحرية تحت سقف واحد .. يعرف كل شخص الفارق بين الإلتزام بأنظمة وقوانين تُسهِّل حيوات البشر وبين الإستعباد والإخضاع وتحويل الإنسان إلى بيدق على رقعة شطرنج!
لا للعبودية .. لا للخضوع .. نعم للحريّة والكرامة لكل البشر دون تمييز
وشكراً جزيلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق