التأريخ بواسطة الفلور
التأريخ بواسطة الفلور، عبارة عن تقنية مستخدمة كثيراً لتحديد العمر النسبي للعظام المتحجرة من خلال علاقتها مع المكان الذي طُمِرَت فيه. بمجرّد انطمار تلك البقايا العظمية، بمرور الزمن، تتحوّل المادة العضوية التي يحتويها العظم تدريجياً لمادة معدنيّة عبر عملية معروفة بالتحجُّر. أحد تلك المعادن الداخلة بالتحجُّر هو الفلور بالتحديد. هكذا، تشكّل كمية الفلور الحاضرة وسيلة قياس للحصول على فكرة تقريبية للزمن، الذي قد مرَّ منذ انطمار العظم.
اكتسب هذا المنهج شهرته عندما تمّ استخدامه لأجل كشف زيف إنسان بلتداون.
اكتسب هذا المنهج شهرته عندما تمّ استخدامه لأجل كشف زيف إنسان بلتداون.
عُثِرَ خلال أوائل القرن العشرين، في انكلترا، على مجموعة بقايا عظمية هامة، عبارة عن جمجمة بشرية وفكّ متطور.
جرى اعتبار تلك اللقية "الحلقة المفقودة" الأسطورية للتطور البشري.
شغل هذا الكائن الغريب حيّز كبير في النقاشات والكتابات وصولاً حتى العام 1953، عندما خضعت تلك العظام لتقنية التأريخ بالفلور بين تقنيات أخرى كثيرة.
فجرى إثبات أن الجمجمة بشرية حديثة؛ فيما يعود الفكّ لحيوان الأورانغتون! ببساطة كان ما جرى اعتباره "إنسان بيلتداون"، هو تزوير كليّ وكذبة كبرى!
تقنية التأريخ بالفلور، هي المنهج الأفضل لأجل تحديد فيما لو أنّ مجموعة من العظام قد طُمِرَتْ بذات الوقت. لا تحدّد هذه التقنية العمر بصورة دقيقة، لكنها تقدّم لنا فكرة غاية بالأهميّة والفائدة كما شرحنا حتى الآن.
تقنية إماهة الزجاج البركاني للتأريخ
لون الزجاج البركاني غامق، ويتشكَّل عندما تبرد الصهيرة البركانية بسرعة. تتشكّل الإماهة كظاهرة، عندما تشكّل جزيئات الماء جزء من البنية الداخلية لعنصر ما.
فعندما يتعرض الزجاج البركاني للهواء الجوي، سيبدأ سطحه بامتصاص الماء من الهواء، والذي يدخل تدريجياً لقلب الزجاج. هذه الطبقة المتشكلة من جزيئات الماء قابلة للقياس عبر الميكرسكوب.
وكلما ازداد ثخن تلك الطبقة، سيعني أن العمر أكثر قدماً، أي ازدياد الثخانة بمرور الزمن.
هذا النمط من التأريخ مفيد جداً، فيما لو أخذنا بالحسبان أن الزجاج البركاني هو أحد المعادن الطبيعية الاكثر استعمالاً من قبل الانسان لتصنيع الأسلحة والأدوات.
ولهذا ينتشر هذا المعدن في أماكن كثيرة حول العالم.
جرى تطويرهذه التقنية خلال العام 1960 وهي ذات تكلفة ضئيلة، ويستخدمها علماء الآثار لتقدير العمر التقريبي للمكان الذي ينقبون به. تُعتبر تقنية إماهة الزجاج البركاني تقنية تأريخ نسبية، لكنها تستطيع تحديد عمر دقيق بشروط محددة.
تقنية التأريخ بالزنجار (المادة التي تعلو سطوح بعض المعادن بفعل عوامل عديدة)
تعتمد هذه التقنية للتأريخ النسبي على قياس سماكة الزنجار المتوضع على المادة.
فالزنجار عبارة عن طبقة متخضّرة تتشكّل على سطح بعض المعادن بسبب تعرضها للهواء ولتفاعلات كيميائية محددة. حيث تتم تغطية تلك المعادن بتلك الطبقات الرقيقة الميكروسكوبية تدريجيا.
تُشير بعض الدراسات لتشكُّل الطبقات سنوياً.
تُستخدم هذه التقنية، عموماً، عندما يُعثَرْ على كثير من المواد من ذات النوع بذات المنطقة وبشروط متكافئة، حيث تجري مقارنة سماكة الزنجار عليها كلها.
هذه التقنية للتأريخ ليست دقيقة، حيث يوجد كثير من المتغيرات التي تدخل في عملية تشكّل الزنجار. حيث يمكن أن يحدث بسرعة هائلة أو يمكن تثبيطه بتوفير شروط بيئية معينة كالمواد الحافظة مثلاً.
بناء على ما تقدّم، يُستعمل هذا التأريخ للتحديد النسبيّ التقريبي للعمر فقط.
تقنية التحليل الطلعي
تُنتج كل النباتات الزهرية حبوب لا يمكن تخريبها تقريباً تسمى "حبوب الطلع".
يقوم الهواء بنقل تلك الحبيبات الصغيرة، وقد يقطع الكثير منها العديد من الكيلومترات مبتعداً عن مكانه الاصلي.
يسمح حفظها في الطبقات الاثرية بتحضير تعاقبات تفصيلية عن الخضرة والمناخ الذي حضر في الماضي. حيث يمكن انطلاقاً من تلك التعاقبات، للأخصائيين الآثاريين، أخذ فكرة عن البيئة التي حضرت بحقب أقدم.
حيث تسمح، بفضل مقاومتها، بإقرار تواريخ حتى 3000000 عام (3 ملايين عام).
جرى استخدام التحليلات بهذا النوع لأول مرة خلال العام 1916 عندما اكتشف عالم النبات السويدي لينارت فون بوست أنّ حبيبات صغيرة من الطلع المتحجّر، والتي عُثِرَ عليها في المستنقعات الاسكندنافية، قد ساعدت في إعادة بناء الغطاء النباتي خلال العصر الجليدي.
توفّر دراسة حبيبات الطلع الإحفوريّة كثير من المعلومات حول نباتات البلد ومستويات البحر والتغيرات المناخية. إضافة لامكانيّة تحديد عمر أيّ أحفور يحتوي بداخله على حبوب الطلع، حيث يمكن تحديد عمره انطلاقاً من تقنية التحليل الطلعي.
تقنية مرتبة التراكم
تعتمد تقنية مرتبة التراكم، كتقنية نسبية للتأريخ، على علم طبقات الأرض لأجل تحديد الاعمار النسبية للمواد. تتأسّس هذه التقنية على المبدأ الاساسي للتراكم الجيولوجي، حيث تتراكم الطبقات مع الزمن، فالطبقة الأعمق هي الأقدم. تتخزّن الترسبات بصورة متعاقبة، وبهذا تخلق الودائع الرسوبية التي تشكّل الطبقات.
بهذا، تعاقب الطبقات هو دليل على تسلسل زمنيّ معيّن، من الطبقات الأقدم (تحت) إلى الأحدث (فوق).
كلما كان الإحفور بطبقة أعمق، كلما كان عمره أكبر (دوما، بفرض أن الودائع لن يحصل فيها تغيرات بعد التخزين).
المشكلة الكبرى بهذه التقنية هي بحدوث اختلال في الطبقات، حيث يجري العثور على أدوات / أحفوريات بذات العمر بطبقات مختلفة، مما يؤدي لوضع افتراضات مغلوطة.
تقنية التأريخ السيراميكي
جرى استخدام السيراميك كتقنية تأريخ منذ زمن طويل في الدراسات الاثرية. انطلاقاً من التأريخ السيراميكي، يتمكن علماء الآثار من فحص التغيرات في السيراميك خلال زمن طويل عبر تحليل اللقى السيراميكيّة.
تسمح تقنية التأريخ السيراميكي بترتيب مجموعات من الأدوات وفق تعاقبها الزمني.
تمتلك تقنية التأريخ السيراميكي مباديء مشابهة للتأريخ الطبقي الأرضي.
تقنية التحليل الطبقي المُناخي (فارفيز VARVES)
يفيد تحليل الودائع الجيولوجية في الوصول لفهم التغيرات المناخية التي قد حدثت بمرور الزمن. في العام 1878، لاحظ الجيولوجي السويدي بارون جيرارد دي غير أن ودائع محددة من الغضار قد تموضعت بشكل موحد.
الفارفز، عبارة عن طبقات من الرواسب الغضارية (الطينية)، التي تتشكل خلال عام واحد في بحيرات مؤقتة بسبب ذوبان الجليد عند ارتفاع درجات الحرارة.
تتأسس تقنية التأريخ، تلك، على حساب الطبقات السنوية لتحديد معدلات التغير المناخي. توفر هذه التقنية الفرصة لاكتساب معلومة حول تسلسل زمني مفصل يطال تركيبها وانتقالها ومناخ تلك المنطقة بتلك اللحظة.
تكمن مشكلة هذه التقنية أنها تحتمل كثير من التفسيرات الشخصية لحدود سماكات الطبقات.
تحليل الفارفيز هو أول تقنية جغرافية للتسلسل الزمني جرى اكتشافها. وقد سمحت
هذه التقنية، ولأول مرة، بحساب موثوق لزمن حدوث آخر عصر جليدي.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق