Leer
el resto, aquí
أغضبُ من هجمات الحادي عشر من أيلول.
أغضبُ لأنّ جيري فالويل
قد اعتبر سبب هجوم الحادي عشر من أيلول:
الوثنيين، الإناث اللواتي يلجأن للإجهاض،
مسؤولات الحركات النسائيّة، اللواطيين والسحاقيّات، الاتحاد الأميركي للحريّات
المدنيّة ACLU.
أغضبُ من لاهوت الإنتقام الإلهي من الوثنيين والمُجهضات عبر إرسال بعض المسلمين المتعصبين لتفجير مبنى مليء بالإداريين وموظفي البنوك. تخيلوا طرح هذا اللاهوتي الذي يتمتع باحترام واسع من ملايين الأتباع!
أغضبُ كثيراً لأنّ أبي حينما أصيب
بجلطة دماغية ودخل إلى ملجأ لكبار السنّ، سأل مسؤول الملجأ أخي: "أبوك معمداني أو كاتوليكي؟" وأنا لا أغضب، هنا، بإسم أبي المُلحد فقط، بل
أغضب باسم كل اليهود، كل البوذيين، كل المسلمين، كل الوثنيين الجُدد، لأن الملجأ
قد سألهم كلهم ذات السؤال! يشكّل هذا السؤال قلّة احترام، ليس فقط لإلحاد والدي،
بل لكل أولئك الساكنين في الملجأ وليسوا معمدانيين أو كاتوليك!
أغضبُ، وبشدّة، لأنّ
قطاعات واسعة بالسياسة العامة في الولايات المتحدة الأميركية (ليس فقط الزواج
المثلي الجنسي، بل كذلك، البحث العلمي بالخلايا الجذعية، الإجهاض والتربية الجنسية
في المدارس) لا تتأسّس على الأدلة التي تثبت أيُّها يعمل وأيُّها لا، وكل هذا
بسبب الخضوع للنص الديني حرفياً.
أغضبُ حينما يدعي
المؤمنون بأنّ كل ما قاموا به من أعمال خيِّرة هو باسم الدين، ولهذا، الدين
هو قوّة داعمة للخير. ولكن، عندما يرتكبون الشرور بإسم الدين، يقولون بأنّ تلك الشرور
لا علاقة لها بالدين بل لأسباب سياسات الخوف والجشع .. الخ، فلا يجب أن يظهر
الدين، ولا بأيّ شكل، كسبب لتلك الشرور أو الأخطاء (وهنا، أغضبُ جداً من بعض الملحدين، الذين
يقومون بعمل معاكس، لهذا، حيث يدعون بأنّ كل الشرور تعمل باسم الدين كنقطة سوداء في
السجل الديني وتجاهل وجود نقاط إيجابيّة، حيث يصعب على أولئك الملحدين إثبات صحّة
طرحهم ولا بأيّ شكل).
(هنا، أتفق مع الكاتبة 100% وكمثال على هذه الفكرة يمكن رؤية تعاطي ملحدين أو لا دينيين عرب من أصل إسلامي مع الإسلام بصورة أقلّ ما يُقال فيها سطحية وسوقيّة مُبتذلة والأخطر التماهي الطائفي أحياناً وشنّ الحروب على طوائف أخرى، وهنا، نتذكّر بعض كتابات وفاء سلطان على سبيل المثال لا الحصر .. فينيق ترجمة)
أغضبُ من وضع المؤمنين لملصقات على سيّاراتهم، وتُشير
لإلتهام سمكة الإيمان لسمكة داروين ويرون بأنّ النصر هو حليف الإيمان ضدّ العلم
والدليل.
أغضبُ لإنعدام الإحترام للطبيعة والعالم الماديّ من قبل المؤمنين، علماً، أنها كلها مخلوقة من إلههم كما يزعمون!! يتجاهلون أدلة متراكمة جيلا إثر جيل، وتطال الواقع القائم، ويفضلون رؤيته بما يناسب آرائهم الشخصية المقتربة من إيمانهم.
أغضبُ لإنعدام الإحترام للطبيعة والعالم الماديّ من قبل المؤمنين، علماً، أنها كلها مخلوقة من إلههم كما يزعمون!! يتجاهلون أدلة متراكمة جيلا إثر جيل، وتطال الواقع القائم، ويفضلون رؤيته بما يناسب آرائهم الشخصية المقتربة من إيمانهم.
أغضبُ حينما يستغل رجال
الدين ثقة الناس والإيمان بالأديان:
للقيام بالسرقة، الخداع، الكذب، التلاعب
السياسيّ، استغلال الجنس الآخر بين التابعين، وبالعموم، كل تصرُّف شبيه ويتصل
بحثالة حقيقية!
أغضبُ عندما يحصل هذا، مراراً وتكراراً، وتستمرّ ذات الناس، المخدوعة
والمُستغلَّة، بإعتبار الإلحاد مصدراً للشرّ، لأنه دون دين فليس لدى الناس
قواعد أخلاقية وقيمية، ولا يوجد سبب لترك عمل ما يرغبونه فقط.
أغضبُ عندما يلجأ
المؤمنون للهجوم على الملحدين ودون تحقيق أيّ اتصال معهم سواء بالحديث أو بقراءة
شيء صادر عنهم يبرِّر هذا الهجوم.
أغضبُ من الإصرار على أنّ "الإلحاد عبارة عن اتجاه يتبنى
الفسلفة العدمية، فلا فرح ولا معنى للحياة، وكذلك، لا وجود لقاعدة للأخلاق والقيم"، ويتم دحض كل هذا بمراقبة حيوات كثير من الملحدين واختبار الفرح الأكبر
الذي يعيشونه وتراهم مهتمين بما هو خيِّر ويُميِّزون ما هو شرِّير.
كما أنني أغضب من تعبير
"مُلحد أصوليّ"، عندما يستخدمها بعض المؤمنين دون درايتهم بمعنى "أصوليّ"! ممكن وصف الملحد أحيانا بغير متسامح، عنيد، مُستهزيء، لكن، ليس
أصوليّ! فلا وجود لنصّ إلحادي يدفعه نحو هذا؛ بينما تدفع بعض النصوص الدينية، بالغالب، للتعصُّب، حيث يعتبر مُناصرو
كل دين أنّ دينهم هو الدين الحقّ الوحيد!
أغضب عندما يقول المؤمنون بإمكان معرفة الحقيقة – الحقيقة الأعظم بكل ما يتصل
بطبيعة الكون، أي مصدر كل وجود – عبر استماعهم لما يقوله قلبهم فقط! وهنا، يهاجمون
الملحدين ويصفونهم بالمتعجرفين (ولا بُدّ من التذكير، هنا، أنهم يصفون تابعي أديان
أخرى بالغطرسة لإختلاف طروحاتهم الدينية كذلك، سيما بالنظرة للإله، الروح والكون). كما أنهم يصفون الملحدين بالمتعجرفين نتيجة نظرتهم للكائن البشريّ بوصفه كائن
مثله مثل باقي الكائنات الحية في الأنظمة البيئية (حيوان .. أسوأ حيوان في الطبيعة اليوم .. فينيق ترجمة)، له ما له وعليه ما عليه، وليس
كما يصرّ المؤمنون بكونه الكائن الأرقى وكل شيء مُسخّر له!!
أغضبُ من إضطراري لتكوين معرفة دينية أعمق
مما لدى الكثير من المؤمنين عن أديانهم، وأغضب أكثر عندما يتوجب عليّ تصويب ما
يقوله بعض المؤمنين حول مبادئهم ونصوصهم!
يُغضبني إعتبار المؤمن،
بالعموم ودون تعميم، كل إنتقاد لدينه – كاعتباره مجرّد فرضيّة وفلسفة حول العالم،
وطلب الدفاع عنها – بمثابة شتيمة ولا تسامح. وتأتي تهمة اللاتسامح، حين يُطرح
تعابير من قبيل "لا أتفق معك"، "أرى بأنّك مُخطيء هنا"،
"هذا لا ليس له أيّ معنى"، "هذا موقف لا يمكن الدفاع عنه بصورة
أخلاقيّة"، و"ما الأدلة الداعمة لطروحاتك هنا؟" ..الخ.
هنا، نصل للسؤال التالي:
لماذا الغضب
الإلحاديّ مطلوب، قيِّم وضروريّ؟
لديّ جواب بسيط ومُباشر على هذا السؤال:
الغضب ضروريّ بشكل دائم .. وما يلي، سيوضِّح هذا!
ساهم الغضب بظهور حركات التغيير الإجتماعي
الكبرى في هذا البلد (بلد الكاتبة .. الولايات المتحدة الأميركية)، وغالباً، بظهور
حركات التغيير في العالم. الحركة العماليّة، حركات حقوق المدنيين، الحركات
الأنثوية لحق التصويت، الأنثوية الحديثة، حركات المثليين جنسيا، دعاة السلام في
ستينيات القرن الماضي واليوم ....الخ.
شكّل الغضب عند كل أولئك مُحرِّك أساسيّ بكامل تحركاتهم، الغضب من الظلم وإنعدام العدل، الغضب من سوء المعاملة والهمجية، الغضب من العجز.
شكّل الغضب عند كل أولئك مُحرِّك أساسيّ بكامل تحركاتهم، الغضب من الظلم وإنعدام العدل، الغضب من سوء المعاملة والهمجية، الغضب من العجز.
يتوجّب عليّ
الإعتراف بأنّ الغضب أداة صعبة بسياق حركة اجتماعيّة، بل يمكن أن يصل ليصير
خطراً حقيقياً. حيث يمكن أن يدفع بعض الناس للتهوُّر، يجعلها تفكِّر بسياق مشوَّش،
يمكن أن يعامل البعض حلفاءه كأعداء أحياناً. ولكن، الأسوأ هو أن يقود الغضب
إلى العنف. الغضب مشروع، قيِّم، ضروريّ، ولكن، يمكن أن يُخفِقَ
ويتحول إلى شرّ في بعض الأحيان.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق