Autor: Bohórquez Ortega, Isaura
“Me preguntas cíclope cómo me llamo…
Voy a decírtelo: mi nombre es nadie y
Nadie me llaman todos”
(Odisea canto IX, p. 360).
Buscando nuevos horizontes empecé a navegar
por terrenos desconocidos, arriesgando lo seguro, con la esperanza de acceder a
algo mejor, y así sin darme cuenta comencé a vivir en carne y hueso el fenómeno
de la emigración. De esto hace ya diez años; no olvido mis orígenes, tampoco
quiero hacerlo, y aún convivo con mi
compañera de viaje: la nostalgia.
Nostalgia
de todas esas personas, familiares, amigos y parientes a quienes tanto quiero, nostalgia de lugares como los
atardeceres en la plaza Santo Domingo de Cartagena de Indias, saboreando un
café de Colombia (de verdad), nostalgia de sabores y olores como el del
delicioso arroz con coco del mediodía que se siente al pasar cerca de la casa
de la señora Cecilia, vecina del barrio donde vivieron mis padres hasta hace
poco. Nostalgias que me recuerdan que ya en mi infancia había vivido el dolor
que dejan esos vacíos, cuando mi papá se marchaba de viaje a la finca y
entonces los primeros días me gustaba acostarme en el lado de la cama donde él
dormía, porque el olor que dejaba en la almohada me quitaba las ganas de
llorar. Nostalgia de rituales pequeños o aparentemente insignificantes, como el
de batir la leche caliente de los desayunos domingueros con el mismo molinillo
que innumerables veces utilizó mi mamá.
"تسألني ما هو إسمي..
سأقول لك ما هو: إسمي "لا أحد"
و"لا أحد" .. يُنادوني جميعهم".
من ملحمة الأوديسة لهوميروس
بحثاً عن آفاق جديدة، تنقلتُ في أراضٍ مجهولة، جازفتُ وكلي أمل بتحقيق شيء أفضل، وهكذا، دون إنتباه، أعيش ظاهرة الإغتراب أو الغُربة بلحمي ودمي.
حدث هذا منذ عشر سنوات،
لا أنسى أصولي، ولا أرغب بنسيانها، للآن، أعيش مع رفيقي في السفر:
الحنين.
حنينٌ إلى كل أولئك الأشخاص،
العائلات، الأصدقاء والأقرباء الذين أحبهم كثيراً، حنينٌ إلى الأماكن وفترات غروب
الشمس في ساحة محددة، إحتساء القهوة مع الأصدقاء، حنينٌ إلى النكهات والروائح حين
تصدر عن منازل الحارة عند تحضير الأطعمة المختلفة.
حنينٌ إلى حوادث الطفولة
المزروعة في ذاكرتي، عندما سافر أبي مرّة وبقيتُ أنام على السرير حيث ينام عادة،
كنت أستنشق رائحة الوسادة التي تحمل آثاره وهي التي منعتني من البكاء لفراقه بضعة
أيام.
حنينٌ إلى الطقوس الصغيرة أو غير الهامة كخفق الحليب الساخن للإفطار الصباحي
بذات الأداة، التي إستخدمتها أمي لعمل كثير من الأشياء الأخرى.
1- مفهوم الحنين بحسب
وجهات نظر مختلفة
جرى تناول الحنين، كمُصطلح، وفق صيغ
مختلفة أو متنوعة:
كعاطفة (إحساس، شعور) سلبية، إيجابية ومُتكافيء الضدّين (بحسب ،ويلدشت سيديكس وأماندا بادن – 2004)، كحالة مرضيّة (بحسب إديث كابلان – 1987) أو
كإستراتيجية مواجهة لأجل مُقاومة العزلة بين جوانب أخرى (بحسب ويلدشت، سيديكس، إريك زهو وزيبينغ غاو – 2008).
يطرح هذا التنوُّع المفاهيميّ حول
الحنين العديد من الأسئلة، بعضها صعب الإجابة للغاية، من قبيل:
هل يوجد أنواع مختلفة من الحنين؟
الحنين جيّد أم سيّء؟
متى يصبح الحنين جيّداً ومتى يصير
سيّئاً؟
هل يمكن بحث الحنين في مختبر؟
أين يقع الحنين نسبة إلى
الإشتياق، الحزن والإكتئاب؟
هل يمكن إستخدام السرد الحنينيّ
للتدخُّل إعتباراً من وجهة نظر نفسيّة؟
ما الذي يمكن فعله مع الحنين؟
الإجابة على تلك الأسئلة صعبة
للغاية، لأنّ تحليل ظاهرة الحنين قد جرى إعتباراً من إختصاصات معرفية – أدبيّة،
شعرية، فلسفية، علمونفسية، علم إجتماع ..الخ – مختلفة.
وضمن علم النفس، دُرِسَ
وبُحِثَ الحنين إنطلاقاً من معايير نظرية مختلفة (على سبيل المثال، إعتباراً من
التحليل النفسيّ) أو بتطبيق مناهج مختلفة أو شبه تجريبية.
من ناحية أخرى، لا يظهر
حنين المُتغرِّبْ بصورة مُكافئة لحنين "مُفتعل" مخبرياً ليُعرَضْ على
طلاب جامعيين.
لأجل معالجة مسألة الحنين، من المهم الأخذ بعين الإعتبار لكل مستويات التحليل المختلفة لهذه الظاهرة، جنباً لجنب
مع الأصول ومعنى هذا المُصطلح أو المفهوم.
يعود أصل مُصطلح حنين nostalgia إلى المُصطلح اليوناني nóstos والذي يعني العودة إلى
المنزل أو الديار والمُصطلح اليوناني álgos ويعني الألم، يعني
عملياً رغبة مؤلمة بالعودة (بحسب كورومينا – 1961).
أدخل هذا
المُصطلح للمرّة الأولى عالم الفيزياء السويسري جوهانس هوفر (1888 – 1934)، وقد إستخدمه لتفسير رد الفعل المكتئب الذي أصاب جنود
مرتزقة سويسريين بعيداً عن بلادهم. فقد تصوّر الحنين كإضطراب عصبيّ أو
مرضيّ، وبين العوارض، التي أُخِذَت بعين الإعتبار خلال عقد الأربعينيات من القرن الماضي، نوبات
البكاء، القلق، عدم إنتظام ضربات القلب، أفكار ثابتة تجاه المنزل أو الموطن، فقدان
شهيّة، أرق وحتى أحاسيس بالإختناق (بحسب ماككين العام 1941، مأخوذ عن ويلدشت وآخرين – العام 2006 ).
حسناً، يُشار إلى الحنين بوصفه عاطفة (إنفعال حسي، بحسب علم النفس) في أعمال أبقراط
وآراء يوليوس قيصر وفي الكتاب المقدس.
يعني مُصطلح "حنين nostalgia" بالإسبانية الحزن
جرّاء الغياب عن المنزل أو الوطن، أو بعيداً عن الأحبّة، الشوق أو الإشتياق،
الحسرة على فقدان شيء قيّم ما (بحسب قاموس ماريا مولينر)،
أو بصيغة مماثلة، كآلام يسببها الغياب عن الوطن، عن العائلة، عن الأصدقاء، التوق
لشيء لم يعد موجوداً أو لم يعد بالإستطاعة نيله (بحسب القاموس الملكي الأكاديمي الإسباني).
بالمقابل، يوجد في اللغة الإنكليزية ثلاثة مصطلحات ذات علاقة بهذا المضمون:
الحنين إلى
المكان homesickness
الحنين إلى
الماضي nostalgia
الحنين إلى أحد ما longing
(for)
(بحسب قاموس كيمبريدج)
بحسب بانيغوا (2010)، يحضر في الأدب الكثير
من الأعمال التعبيرية عن الحنين والشوق للأشخاص، للأماكن والأزمنة الماضية.
يُقال
بأنّ أوّل شخص مسكون بالحنين في التاريخ، وهو البحّار الأشهر في
العالم، هو أوديسيوس (باللاتيني عوليس Ulise).
إثر انتصاره في حرب طرواده، فالهدف الوحيد لهذا المُحارب، بحسب القصة التاريخية المكتوبة من قبل
هوميروس، هو العودة إلى وطنه كي يلتقي مجدداً مع حبيبته بينيلوبي. فسواء من خلال
تمثاله على الشاطيء وهو ينظر إلى البحر متخيلاً عودته، أو عبر قصيدة إيثاكا لقسطنطين كفافيس، يُعاد خلق ذات القصّة، بإضفاء الكثير من المشاعر إلى كلمة
الحنين:
احتفظ بإيثاكا
في ذهنك.
للوصول هناك إلى
وجهتك النهائية.
ولكن لا تهمنا
الرحلة على الإطلاق.
فهناك أفضل من
ذلك لسنوات عديدة في الماضي، عندما كنا نستريح في الجزيرة الغنية بجميع ما كنت قد اكتسبته
في الطريق،
لا تتوقع أن تقدم
لك إيثاكا الثروات.
وقد استمتعت رحلة
جميلة من إيثاكا.
لا شيء أخر لتعطيك.
أصبحت لك الحكمة
مع الكثير من الخبرة،
يجب أن تكون بالفعل قد فهمت ما يعني إيثاكا
من قصيدة
إيثاكا – من هنا
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق