Capítulo
V: cazadores y recolectores / supervivencia
Nuestra
historia conjunta con el arroz silvestre Oryza rufipogon debió comenzar con la
llegada de los primeros Homo sapiens sapiens al este del continente asiático.
Una
historia que podríamos ambientar con esta banda sonora… La inmensa cuenca del
río Yangtsé. Se trata del tercer río más grande río del mundo, después del Nilo
y el Amazonas, siendo el mayor río de todo el continente asiático. Su longitud
abarca 6.300 km y su enorme cuenca ocupa 1.800.000 km². Esta inmensa cuenca
hidrográfica ocupa prácticamente toda la China moderna. Y sería en este
territorio donde tendría, una vez más y de forma independiente al resto del
mundo, la invención de la agricultura.
Es
una era lejana. Los seres humanos disponían de múltiples herramientas de
cuerno, hueso y piedra. Eran expertos en el arte de la caza y la pesca. Vivían
como nómadas que recolectaban los frutos, el grano y los tubérculos que
encontraban en su entorno. Es el Pleistoceno
Tardío, hace 20.000 años. Durante este periodo el máximo periodo glacial estaba
en vías de remitir. Sin embargo, en China la temperatura seguía siendo mucho
más baja que la actual, llegando a ser entre 6 y 10º C menor. Por ello el clima
era mucho más árido y gran parte del país estaba cubierto por desiertos o
estepas. Sin embargo, en el sureste de aquella árida China, todavía resistían
arboredas de irreductibles bosques subtropicales. Estos se convirtieron en refugios para la fauna y
la flora durante el periodo glacial, gracias a que las condiciones de temperatura
y humedad todavía eran agradables en aquellos bosques (ref. 44).
.
القسم الخامس: صيادون وملتقطو ثمار - بقاء على قيد الحياة
تبدأ قصّتنا مع الأرّز البرّي أوريزا
روفيبوغون Oryza rufipogon مع وصول أوائل أفراد الإنسان العاقل الحديث إلى شرق القارة الآسيوية. وحوض نهر يانغستي هو مسرح تلك
القصّة. هو ثالث أكبر أنهار العالم، بعد نهري النيل والأمازون، والنهر
الأكبر في قارة آسيا. يبلغ طوله حوالي 6300 كليومتر، فيما تبلغ مساحة حوضه 1800000
كيلو متر مربع، وهي المساحة التي توافق كامل الصين الحديثة تقريباً. وهناك، حدث إبتكار الزراعة، لمرّة أكثر، وبصورة مستقلة عمّا جرى في باقي أنحاء العالم بهذا
الصدد.
منذ زمن بالغ القدم، استعمل البشر
أدوات عديدة مصنوعة من قرون الحيوانات، العظام والحجارة. هم خبراء في فنّ صيد
الحيوانات والأسماك. عاشوا بحال تنقُّل، حيث التقطوا الثمار، الحبوب والدرنات التي
وجدوها بمحيطهم. خلال البليستوسين المُتأخّر، منذ ما يقرب من 20000 عام. حصل بتلك
الحقبة، تراجع لحقبة العصر الجليديّ. مع ذلك، بقيت درجة الحرارة بالغة الإنخفاض في
الصين مقارنة بالوقت الحالي، لدرجة أنها أقلّ بما بين 6 و10 درجات مئوية.
لهذا، ساد مناخ جاف، وتغطى القسم الأكبر من البلاد بالصحاري أو البوادي.
مع هذا، قاومت وبقيت أحراش شبه مدارية بمنطقة جنوب شرق الصين. ولهذا، تحولت تلك
المنطقة لمأوى للنباتات والحيوانات خلال الحقبة الجليدية، وذلك بفضل ظروف درجات
الحرارة والرطوبة المناسبة بتلك الأحراش (مرجع 44).
نهر يانغستي المدهش!
في تلك الأحراش القديمة شبه
المدارية، أقامت بعض المجموعات البشرية، حيث قطنت في كهوف شيانريندونغ Xianrendong ودياتونغونان في منطقة جيانكسي Jiangxi بيومنا هذا. شكّلت
تلك الكهوف مسكن الجماعات البشرية بنهايات البليستوسين، فقطنوها خلال الفترة
الممتدة ما قبل 29000 إلى 17500 عام، وجرى الحصول على هذه المعلومة من خلال أبحاث
جامعة بكين (مرجع 64). ثمّ جرى سكن تلك الكهوف، بصورة دائمة أو متقطعة، خلال آخر
12000 عام. تمتع سكان تلك الكهوف بالقدرة على العمل اليدويّ بالحجارة، حيث صنعوا
كاشطات، فؤوس، مطارق وسكاكين وغيرها. لم يستخدموا الحجارة فقط، بل استخدموا كذلك
العظام، القرون أو القواقع، فصنعوا أدوات نقر، سكاكين وغيرها (مراجع 7 و64).
ما هو مفاجيء أكثر لدى أولئك، ليس إستخدامهم الحجارة والعظام أو القرون، ولا يُعرَفْ صاحب الفكرة ولا مكانها
الأول ولا تاريخها الدقيق، بل أنهم قد تبنوا ابتكاراً ثوريّاً في التاريخ البشريّ:
السيراميك. يبلغ عمر سيراميك شيانريندونغ 20000 عام، وهو السيراميك الأقدم
المعروف حتى اللحظة على امتداد العالم. وجرى نشر المعلومات الخاصة بالعثور على
بقايا هذا السيراميك في مجلة العلم المرموقة (مرجع 64).
وكأيّ ابتكار جديد، جرى تحضير
السيراميك بطرق بسيطة جداً، حيث استخدموا الكوارتزيت وأملاح الفلدسبار في التحضير،
وذلك لتفادي التشقق والكسر في السيراميك خلال عملية طبخه. ولوقتها، لم يكن قد جرى
ابتكار الأفران، ولهذا، ربما طبخوا تلك المواد على نار هادئة في مواقد المنازل.
تقليدياً، ترافق ابتكار السيراميك مع ظهور الزراعة، مع هذا، تثبت تلك المعطيات بأنّ
حضور السيراميك قد سبق الزراعة بحوالي 100000 عام، حيث عرف البشر طبخ الطين وصنع
قوالب منه في استخدامات مفيدة.
فائدة السيراميك هائلة في استغلال الموارد
الطبيعية الصالحة، حيث تستخدم بتخزين بعض الأغذية، تسمح بغلي بعض الأغذية (لحوم
و/أو خضار)، وهكذا، ظهرت أوائل الأغذية المطبوخة، مما سهل استخراج النخاع الشوكي من
عظام الحيوانات، كما أنها ساهمت بتسهيل تحضير أنواع من المشروبات الكحولية. ربما
يبدو إختراع السيراميك أمر بسيط ظاهراً، لكنه، ذو قيمة لا يمكن تقديرها من حيث
الفعالية والفائدة (مرجع 64).
عثروا على هذه الأدوات في كهف Xianrendong، وهي بعمر 20000 عام. إلى اليسار، أدوات عظمية. في الوسط، أدوات حجرية. إلى اليمين، قطعة سيراميكية
كذلك ومع جميع أدواتها وسيراميكها، وقتها، عاشت كمجتمعات صيادين وملتقطي ثمار. وكتبعة لهذا، توجب عليهم البحث عن الطعام
في الطبيعة. شكلت الغزلان جزءاً من النظام الغذائي المألوف (نسبة عظام
الغزلان 90% من العظام التي عثروا عليها)، على الرغم من أنهم قد اصطادوا الطيور
والخنازير. عثروا على بقايا قواقع لأنواع من الرخويات. ومن المفترض أنه منذ 20000
عام، قد جمعوا النباتات والأعشاب المتوفرة في محيطهم. بين تلك النباتات الأرّز
البري Oryza rufipogon. أكد الباحثون الآثاريُّون بأنّهم عثروا على بقايا نسخة أرّز بري
سنويّ هو المعروف بالاسم Oryza nivara (مراجع 7 و64).
امتلكت الجماعات التي قطنت كهوف
شيانريندونغ Xianrendong وكهوف دياتونغونان Diaotonghuan أدوات مفيدة بتلك
اللحظة، وهي أساسيّة لأجل البقاء على قيد الحياة خلال التغيُّر المُناخي، الذي حدث بوقت لاحق. فبفضل السيراميك، أمكنهم زيادة القيمة الغذائية لبعض الأغذية،
التي سيندر وجودها بوقت لاحق (مرجع 64). حدث هذا خلال الفترة الممتدة بين ما قبل
12800 - 11500 عام، وهي ضعف المدة التي يحددها الكتاب المقدس لعمر الأرض! حينما
حصلت حقبة جليدية قصيرة، أطلقوا عليها اسم درايس الشاب Younger
Dryas،
حيث هبطت درجات الحرارة في كوكب الأرض بالمتوسط 5 درجات مئوية، الأمر الذي ولّد
مناخاً جافاً وبارداً بصورة أكبر. شكلت تلك الظاهرة الحدّ الفاصل بين نهاية البليستوسين
وبداية الهولوسين.
عاد المناخ لحرارته بعد مرور تلك
الحقبة الجليدية، بل صار أكثر حرارة ورطوبة وحضرت الرياح الموسمية بصورة أكبر في
الصين. سمح هذا التحسُّن المناخي، في بدايات عصر الهولوسين (منذ ما يقرب من 11500
عام)، بامتداد المناطق الرطبة على كامل وادي نهر اليانغتسي. ظهرت نباتات كثيرة
غنيّة بالسكريات والبروتينات، شكلت قيمة غذائية كبرى لقبائل الصيادين وملتقطي
الثمار. ازدهر دخن ذيل الثعلب الإيطالي Setaria
itálica
والدخن Panicum sp، اللذان يعتبران بالغي الأهمية حتى يومنا هذا في القارة الآسيوية، وأدخلهما البشر ضمن نطاق استهلاكهم. كذلك، اكتسبت الصويا Glycine
sp
ونوع الفاصولياء Vigna الشعبية الكبيرة. كذلك، استهلكوا درنات اليام الصيني Dioscorea
batatas،
جذور الكودزو Pueraria lobata وسراخس Pteridium
sp.
كذلك، لم ينقصهم نباتات أخرى زودتهم بثمار شبيهة بالكستناء مثل Trapa
natans
وEuryale ferox. وبين الأغذية الأكثر تقييماً الكستناء Castanea
sp وCastanopsis
sp
والبلوط Quercus gilva.
تغذى ملتقطو الثمار والصيادون على هذه النباتات في الصين خلال
الهولوسين (مرجع 41). سمح ذاك المناخ للأرز نوع perenne
Oryza rufipogon بغزو حوض نهر اليانغتسي، حيث قبلوا حبوبه، وبمرور الزمن أدى
استخدامه المتواصل إلى حدوث ثورة هامة (مراجع 41 و70).
نباتات
جرى استهلاكها في منطقة كهوف Xianrendong
دخن ذيل الثعلب
الايطالي
Setaria italica
|
دخن
Panicum sp
|
صويا
Glycine sp
|
فاصولياء آسيوية
Vigna sp
|
اليام الصيني
Dioscorea batatas
|
جذور الكودزو
Pueraria
lobata
|
كستناء المياه
Trapa natans
|
جوز الثعلب
Euryale ferox
|
الكستناء
Castanea sp
|
الكستناء
Castanopsis sp
|
البلوط
Quercus gilva
|
الأرز البري
Oryza rufipogon
|
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق