Der Mensch macht die Religion, Die Religion macht nicht den Menschen// El ser humano crea la religión, la religión no crea al ser humano (K. Marx)
La segunda escuela itálica de filosofía, después de la pitagórica, es la llamada eleática por tener su centro en la antigua ciudad de Elea y está formada por cuatro figuras: Jenófanes, Parménides, Zenón y Meliso. De los cuatro es, sin duda, Parménides la figura más importante y de mayor influjo en la filosofía posterior.
Jenófanes tuvo su flouit hacia el 530 AEC. Era oriundo de la ciudad jónica de Colofón pero, desterrado de su tierra natal según Diógenes Laercio, huyó a la Magna Grecia, llevando una vida errante como poeta y rapsoda, recitando sus poemas por la Italia meridional. Parece que fue alumno del milesio Anaximandro y que asistió a la fundación de Elea. Filósofo y poeta, lo mismo que Parménides y Empédocles, compuso elegías, yambos, sátiras (sílloi) y un poema en exámetros titulado Sobre la naturaleza, del que quedan algunos fragmentos.
يخلق الإنسان الدين، لكن، لا يخلق الدين الإنسان .. كارل ماركس
تُعتبر المدرسة الإيلية المدرسة الفلسفية الإيطالية الثانية بعد الفيثاغورية.
مركزها مدينة إيليا الواقعة جنوب إيطاليا، مؤسسوها الأربعة، هم:
كزينوفانيس (لا علاقة له بكزينوفانيس الأثيني تلميذ سقراط)، بارمينيدس، زينون (ليس له علاقة بشخصية زينون الرواقي) وميليسوس من ساموس.
من بين الأربعة، يُعتبر بارمينيدس الشخصية الأهم ذات التأثير الأكبر في فلسفة الفترة اللاحقة.
وُلِدَ كزينوفانيس بحدود العام 530 قبل الميلاد في مدينة كولوفون، لكن، جرى نفيه عن بلده، بحسب ديوجانس اللايرتي، فهرب إلى اليونان العظيمة، هام على وجهه وكتب الشعر، فرتّل قصائده المخصصة لجنوب إيطاليا.
يبدو أنه تتلمذ على يد أناكسيماندر، الذي حضر عند تأسيس المدرسة الإيلية. هو فيلسوف وشاعر، حاله حال بارمينيدس وأمبادوقليس، فألَّفَ مرثيّات، قصائد تفعيلة، هجائيات وقصيدة مضبوطة تحت عنوان "عن الطبيعة"، التي بقي منها بعض المقاطع.
كذلك، خصَّصَ قصيدة ملحمية لوطنه القديم. مات بعمر 95 عام تقريباً.
اشتهر بين أعماله الهجائيات الموجهة ضدّ هوميروس، هِسْيُود أو هزيود أو هسيودوس، إيبيمينيديس أو فيثاغورس. حيث انتقد فكرة فيثاغورس الخاصة بإنتقال الأرواح، لقد أكَّدَ فيثاغورس على تجسُّد روحه في كلب، قد عُومِلَ بشكل سيء من قبل صديقه، وهو ما أثار التهكُّم لدى كزينوفانيس.
تهتم فلسفته بموضوعين أساسيين، هما:
نقد الدين، الذي يقود إلى وحدة الوجود.
نقد المعرفة، فيتم وضع حدود للمعرفة بالشؤون الروحيّة بصيغة مبتكرة.
دون شكّ، وجّه كزينوفانيس سهام نقده الأكثر قوّة إلى اللاهوت الخرافي ودين التجسيد لدى هوميروس وهزيود، اللذان عزا إلى الآلهة أسوأ العيوب البشريّة، مثل الزنا، اللصوصية أو الخداع، فيقول:
"يعتبر كلّ من هوميروس وهزيود بأن الآلهة تقوم بكل شيء يعتبره البشر أمر مُخجل، فتمارس الزنا، تسرق، يخدع بعضها بعضها الآخر".
سيظهر نقد تلك الآلهة الهوميروسية المتهتكة في كتاب "الجمهورية" لأفلاطون أيضاً، الذي اقترح إخضاع نصوص هوميروس، الموجهة لتعليم الصغار، للرقابة.
بصورة متواقتة، يُحقِّق كزينوفانيس نقداً عقلانياً للمعتقدات الدينية الشعبية، كما فعل هرقليطس.
سيمتد النقد العقلاني الجذري للدين ليطال فن التنبؤ (التنجيم) المنتشر آنذاك في العالم اليوناني. يُشدّد، بهذا، على القطيعة المعرفية مع الأسطورة والدين، عبر عملية عقلنة مستمرة بثبات، كما حدث مع غيره من الفلاسفة قبل السقراطيين.
الفكرة الأهم بنقد كزينوفانيس للدين هي نقده للتجسيم أو التشبيهية، التي لا تنطبق على أديان اليونان فقط، بل تنطبق على أديان شعوب أخرى أيضاً، وفق معنى أنتروبولوجي أوسع.
فقد اعتبر أن الآلهة الخالدة، التي لا تموت، عبارة عن إبتكار بشريّ ومحض إسقاط للمزايا البشرية، بفضائلها ورذائلها. فهو يؤكد على أن الآلهة لم تخلق البشر، بل البشر هم من شكّلوا تلك الآلهة على صورتهم ومثالهم، اعتباراً من الملامح الجسدية.
وفيما لو تتدين الحيوانات، فسترسم آلهتها على صورتها ومثالها:
لكن، سيتخيَّل الهالكون بأنّ الآلهة قد وُلِدَتْ وأنها تكتسي الثياب، تمتلك صوتاً وهيئة بشريةً مثلهم.
يقول الأثيوبيون بأنّ آلهتهم فطساء وسوداء؛ فيما يعتبر التراسيُّون بأن آلهتهم ذات عيون زرقاء وشعر أشقر. فيما لو امتلكت الثيران، الأحصنة والأسود أيدي وتمكنت من الرسم كالبشر، فسترسم الأحصنة صور آلهتها على شكل أحصنة، والثيران على شبهها، بحيث تجعل أجساد آلهتها كأجساد كل واحد منها.
سيتابع النقد، الذي بدأه كزينوفانيس كفيلسوف ديني، سفسطائيون فيثاغوريون مثل ديموقريطس وأناكساغوراس (جرى إتهام بعضهم بجريمة الكفر، وهو ما حدث مع سقراط)، كذلك، أبيقور والشاعر اللاتيني لوسيرثيو في كتابه (حول طبيعة الأشياء).
لكن، يسبق نقد كزينوفانيس الأصليّ، هذا، بعض النظريات الحديثة الخاصة بفلسفة الدين.
على سبيل المثال، نظرية فيورباخ المستقبلية حول الجنون الديني، التي سيهتم بدراستها الشاب ماركس، بوقت لاحق، والتي حققها اليسار الهيغلي (برونو باور، شتراوس، ..الخ) في سياق نقد المسيحية.
في السياق التوحيدي الألوهي، يُدافع فيورباخ (في كتابه جوهر المسيحية) عن نظرية شبيهة بطروحات كزينوفانيس النقدية في سياق متعدد الآلهة:
لم يخلق إله الكتاب المقدس البشر، بل البشر هم مَنْ خلقوا هذا الإله على صورتهم وشبههم. سيدافع ماركس عن هذه الفكرة، بوقت لاحق، عندما يؤكد بأنّ "الكائن البشري هو مَنْ يصنع الدين، والدين لا يصنع الكائن البشريّ".
يُحارب كزينوفانيس الاعتقاد بآلهة متعددة، لكن، يُدافع، بذات الوقت، عن أطروحة ألوهة وحيدة تتصف بالخلود والثبات:
"يوجد إله واحد فقط، هو الأكبر بين الآلهة والبشر، لا يُشبه الهالكين لا بالجسد ولا بالفكر".
وقد اتفق أرسطو مع هذا الطرح. لكن، لم يصل ليفهم هذه الفكرة بذات المعنى الذي يقصده موحدوا الآلهة بإله واحد، كما فعل بعض المؤرخين المؤمنين المناصرين "للطروحات الإنجيلية"، بل طرحه أقرب إلى القائلين بوحدة الوجود.
هي ألوهة ملازمة للعالم، إله، لا يتعالى ولا يخلو من ملامح تجسيمية بشرية أبداً.
ينتقد التجسيدية الدينية بناءاً على تصنيفات خاصة بالطبيعانية الأيونيّة، كما يحدث مع هرقليطس وفكرته حول "الإله – الواحد"، التي تعني النهار والليل، بمعنى توحيدي وقائل بوحدة الوجود.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق