نشأ كثيرون منّا على محبة أعمال الرحابنة الفنية، والتي تشغل الأعمال المهتمة بقضايانا الرئيسية حيِّزاً كبيراً منها، مثل: مواجهة الظلم والاستبداد والاحتلال الأجنبي طمعاً بالعيش بحريّة وكرامة وهي أمور كونية لا تنحصر برقعة جغرافية ولا بمكان محدد بعينه.
تحدث كثيرون عن توجهات سياسية للرحابنة (المقصود عاصي الرحباني وفيروز فقط)؛ لكن لم نسمع أيّ تصريح لعاصي أو فيروز حول هذه القضيّة، بخلاف ابنهما زياد الرحباني الذي يعتبر نفسه شيوعياً ويسارياً ولكن بتوجُّه خاص وهو ما قاله في مقابلة له مع غسان بن جدو العام 2012 حيث تحدث عن أمور ربما توضح توجُّه عاصي وفيروز السياسيّ.
عندما سأله غسان بن جدو عن سبب ذهابه من بيروت الشرقية، حيث سكن عاصي وفيروز أي أهل زياد، إلى بيروت الغربية، أجابه بالتالي:
من الشخصيات التي زارت بيتنا
علي دوبا و....؛ جرت اجتماعات سياسية في بيت أهلي (بحضور عاصي الرحباني وفيروز أو
نهاد حداد) على مستوى عالٍ بعضها. حضرت قيادات اليمين اللبناني كذلك
تلك الاجتماعات. خلال فترة حصار مخيم تل الزعتر، جرى تنسيق عمليات القصف، أحياناً
من بيتنا، وكنت أسمع لنوع من الهرج والمرج والسرور لما جرى من تدمير وقتل لسكان
هذا المخيم وكانت مدفعية قوات الردع (قوات
حافظ الأسد) مشاركة بالقصف طبعاً.
أو يمكن الاطلاع على كامل كلام زياد في نهاية هذا الفيديو.
(لو كنا مكان فيروز، لخرجنا عن صمتنا وقلنا موقفنا ممّا حصل بوضوح .. من غير المعقول أن من غنُّوا فلسطين والقدس بأروع الأغاني: يحتفلوا بقصف مخيم فلسطيني في بيروت .. مخيم عانى الويلات من الحصار والإجرام الذي شارك حافظ الأسد فيه طبعاً .. مع الانتباه إلى أنّ مافيا الأسد قد كانت في بدايات تأسيسها للمزرعة المافيوية المنحطة ولم تظهر بشاعتها الحقيقية إلّا اعتباراً من لحظة دخول عصابات حافظ الأسد إلى لبنان وقتل الفلسطينيين؛ ومن ثمّ قتل السوريين اعتباراً من حماه العام 1980 ومناطق أخرى بحجة "تنظيم الطليعة الإخونجي"، الذي سلَّحَهُ مُهرِّبو قرية وادي العيون الشهيرة سيما المدعو: بديع أبو ليلى (حكموه بالإعدام وقتها وخرج بعد مرور فترة وتابع مهامه النضاليّة التشبيحية .. مسرحية هزيلة)؛ أي بالتنسيق مع مخابرات المجرم حافظ الأسد وهي اللعبة ذاتها مع داعش والنصرة وسواها).
إذاً، هرب زياد من بيت أهله إلى بيروت الغربية لأنه يساري متعاطف مع فلسطين ولا يمكنه قبول العيش ببيت يجري الاحتفال فيه بقصف مخيم للاجئين الفلسطينيين، مخيم قد سكن لبنانيون فيه بنسبة غير قليلة وهو حال جميع المخيمات الفلسطينية في الشتات حيث يسكن قسم من أهل البلد إلى جانب المشردين الفلسطينيين الأبرياء من فلسطين.
كذلك عارض زياد الرحباني "سورية الأسد" وقتها لأنها تحالفت مع اليمين اللبناني ولا علاقة لمعارضته لها بنهج المجرم حافظ الأسد الاستبدادي وقمع السوريين، واليساريين جزء منهم، ونهب ثروات البلاد وعقد صفقات لها أول وليس لها آخر مع الصهاينة.
في عُرف "سورية الأسد"، تحالفات لبنان وغير لبنان مبنية على مصالح سياسية مدفوعة بالدولار الأميركي (اسألوا عصام المحايري عن هذه الدولارات، إن كان حياً أما إذا مات فاسألوا أسعد حردان فهو تلقى شهريا على مدار عقود عشرات آلاف الدولارات من مخابرات الأسد الإرهابية وحوّل مركز الحزب القومي في منطقة الروشة إلى مركز لهذه المخابرات .. وقيسوا على هذا مع كل الشخصيات والاحزاب اللبنانية والفلسطينية وغيرها) وكل من يعارض مصيره عبوة ناسفة وسيارة مفخخة ورصاصة وباقي لغة الاغتيال الموساأسدية المعروفة.
لماذا نتحدث الآن عن معلومات ظهرت العام 2012؟
ببساطة، لأننا لم نحضر تلك المقابلة أولاً؛ وثانياً، لأننا سمعنا مقابلة مع حسن صبرا، صحفي بيروتي مثير للكثير من الأخذ والردّ، جرت منذ عدّة أيام على راديو صوت بيروت انترناشيونال وجرى ذكر الحادثة، فبحثنا وسمعنا مقابلة زياد.
آمل أن تعرف فيروز الآن وقبل أن تموت مًنْ هو "علي دوبا" أحد أحذية المجرم حافظ الأسد، راجعوا سياسات هذا الأفّاق منذ وصوله إلى حكم سورية "بطريقة غير شرعية" وتوريثه للحكم في "جُمهورية؟؟!!!" لورثة لا يقلوا استبداد وإجرام وإرهاب.
لا تخلطوا بين ثورة شعبية سلمية محقة مشروعة منطقية مستمرة وبين "تمظهرات إسلاموية وجهادية وتطرفية" ساهمت مافيا الأسد ذاتها، إلى جانب مافيات عربية ودولية كثيرة، بخلقها لخنق ثورة وانتفاضة عظيمة! لم يتمكنوا ولن يتمكنوا من خنقها بالطبع!
وشكراً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق