لطالما لفتت عناوين في منتديات مختلفة انتباهنا، مثل:
هدم نظرية التطور، هدم الداروينية، هادم التطور ....الخ!!!
بالتدقيق بهؤلاء "الهادمين"، نجد أنهم يستقون مواضيعهم من موقع الداعية "هارون يحيى"، الذي يستقي مواضيعه، بدوره، من مواقع خلقيي التصميم الذكي وغيرهم من خلقيي الولايات المتحدة الاميركية المسيحيين، وعند أيّ إستشهاد بعلماء مختصين، ينقلون كلامهم بمضمون آخر يخدم أغراضهم، وهو ما يمكننا تسميته بتزييف الوقائع!!
في هذا الموضوع، سنحاول هدم هؤلاء "الهادمين"، حيث نبدأ بتوضيح مصادرهم من "العلماء" وهي ستوفر علينا الكثير من الوقت.
وسنبدأ مع فيليب جونسون .. حيث نجد بويكيبيديا الانكليزي هذه المعلومات عنه:
Phillip E. Johnson (born 1940) is a retired UC Berkeley law professor and author. He became a born-again Christian as a tenured professor. He is considered the father of the intelligent design movement, which criticizes the theory of evolution, and promotes intelligent design, as an alternative. Johnson also denies that HIV is the sole cause of AIDS.[1][2] Almost all of the scientific community dismisses both notions as pseudoscience
حيث يمكن متابعة القراءة حوله هنا، لزيادة الإطلاع على هذه الشخصية التي لا علاقة لها بعلم التطور وكل ما يتصل به .. ولكنه ناقد مرّ ومصدر لهارون يحيى وأتباعه من خلقيي المسلمين!! حين يتفق بعض المسلمين مع بعض المسيحيين، هنا، فليس في سبيل خير البشر بل في سبيل تضليلهم .. يُكفّرون بعضهم دينياً لدرجة القتل أحياناً .. لكن، يلتقون على "هدم" نظرية التطور! وهم مهدومون أصلاً لضحالة ما يقدمونه علمياً.
لا يخدعنا الروتوش الجديد لنظرية الخلق، فنظرية التصميم الذكي دين وليست علم وهي خاطئة!!
قام الخلقيون
التقليديون بحملات ناجحة خلال العقدين الماضيين وحققوا نجاحات ملموسة، لكن،
أيضاً، واجهوا إخفاقات مؤلمة في مناسبات هامّة عديدة.
كمثال، العام 1982، بحادث معروف مثل قضية مدارس ماكلين أركينساس
تواجد
علماء بارزون من حقول مختلفة وحائزون على جائزة نوبل ومنهم علماء تطوريين
معروفين (مثل ستيفن غي غولد وفرانسيسكو أيالا) في المحكمة لشرح أن
التطور واقع علمي مستقر بشكل كامل وأن "علم الخلق" لا علاقة له
مطلقاً بالعلم.
أيضاً، حضر مختصون في الدين وفلسفة العلم لشرح
الفروقات بين العلم و الدين وتوضيح لماذا لا يجب تعليم "علم الخلق" في
دروس العلوم. كانت النتيجة مخيِّبة للآمال بالنسبة للخلقيين.
حصل إخفاق آخر، العام 1987، في قضية إدواردز وأغيارد
في
لويزيانا، عندما أصدرت المحكمة العليا حُكماً يقضي بكون الأمر بتعليم "علم الخلق" إلى جانب التطور في دروس العلوم غير دستوري (حاول الخلقيون فرضه
في لويزيانا) لأن هذا يقتضي تدريس عقيدة دينية في المدارس الحكومية (حول قوة فوق طبيعية قد خلقت الكائنات البشرية) ويمنع الدستور الأميركي هذا.
رغم تلك الإخفاقات، يتابع الخلقيون التقليديون زرع الشكّ، وقد تمكنوا
من التأثير على بعض دور النشر التي تضع "تحذيرات" في الكتب ذات الصلة
بعلم الأحياء بالمرحلة الثانوية وأن نظرية التطور غير مبتوت بأمرها
وأنه يتوجب على الطلاب البقاء منفتحين على نظريات بديلة (بوضوح دينية!!).
لا يرضى الخلقيُّون
عمّا حققوه، بل يحتاجون لإستراتيجية جديدة: إثباتات جديدة لإقناع العامّة
الأكثر معرفة ولا يثقون "بعلم الخلق"، ويحتاجون لإستراتيجية
جديدة قانونية لكي تقبل المحاكم التعليم الإجباري في المدارس الحكومية
العامة للشيء الذي، بالنهاية، هو دين لا علم.
لهذا، يدخل إلى الساحة جيل جديد من خلقيي التصميم الذكي
مدرسة التصميم
الذكي أكثر تهذيباً من المدرسة التقليدية القديمة "للعلماء الخلقيين"
المؤمنين بحرفية الكتاب المقدس، وبالتالي، تمتلك قدرة أكبر على خلق الشكّ
والغموض بين المثقفين نسبياً. هم متخصصون في زرع الألغام
بعلم التطور ووضع نظريات دينية بدروس العلوم بالمرحلة الثانوية وقد حققوا
الإختراق ببعض الجامعات!!!
المُنظِّر
الرئيسي لتلك الحركة هو فيليب جونسون أستاذ الحقوق (القانون) في بيركلي.
يحاول جونسون إعطاء إنطباع يوحي بالطلاق بينهم وبين مضامين الكتاب
المقدّس!!
يُدرك جونسون بأن خلقيي المعهد الخلقي للبحث وأشباههم قد أضرّوا؛ لأنهم يعطون إنطباع تعصبي غير منطقي.
ما العمل؟ حسناً لماذا
لم يعطوا إنطباعاً عكسياً؟ لأنهم يعتبرون أنّ علماء التطور عبارة عن بضع
متعصبين منغلقين وأنهم قد حولوا علم التطور و "العلم الطبيعي" عملياً
إلى دين جديد دولي!!
يعطي هذا الإنطباع صورة جديدة للمدرسة الجديدة للتصميم الذكي بكونها تضمّ ناس منطقية ومنفتحة على كل الإمكانيات، ويعتبر جونسون بأن هذا يمكن عمله دون الحديث عن سفر التكوين، وهذه الصيغة أكثر قدرة على إقناع الكونغرس والمحكمة العليا بوجود "وجهة نظر أخرى" يمكن أن تشكّل نظرية علمية بديلة (التصميم الذكي بالطبع!!) في المدارس أو أماكن عامة أخرى.
يُعاني هذا المنطق الخلقيّ من وجود مشكلتين:
1- يوجد كمّ هائل من
الأدلة العلمية التي تؤكد بطريقة دامغة واقع حدوث التطور (وأنه مستمر)،
وقد جرى الإثبات مرة تلو أخرى للآليات المنتجة له (كالإنتقاء الطبيعي).
هكذا، نجد أن نظرية التطور ليست "وجهة نظر" دون تحقُّق، بحيث أننا حيارى حيالها: هي
صحيحة أو خاطئة يا تُرى؟!!!.
2- نظرية التصميم الذكي = "وجهة نظر" كخيار، لكن، ليست وجهة نظر دينية، وبالتالي، إعتبارها علم هو خاطيء.
في الواقع وكما سنرى، يعاني التصميم الذكي من نقص قاعده علمية كما هو الحال عند الخلقيين الآخرين "جماعة الخلق العلمي".
نظرية التصميم الذكي، في الواقع، قديمة و"برهان التصميم"، كذلك، قديم جداً. فقد ذاع في أوائل القرن التاسع عشر صيت ويليام بيلي في بريطانيا، والذي حاول البرهنة على وجود مصمم إلهي، أمكنه خلق شيء بكل هذا التعقيد كعين الإنسان.
إطلع تشارلز داروين جيداً على تلك البراهين، وقد كرّس كثير من الوقت لتفسير أصل الأنواع، التي إحتاجت للكثير من الوقت لتظهر لديها أجهزة معقدة كالعين البشرية.
يُدرك علماء الأحياء، اليوم، بأن داروين كان لديه الحق ويمكنهم إعطاء التفاصيل (بمستوى لم يصل داروين ذاته ليعرفه بزمنه) للتطور خطوة خطوة عن التعديلات التطورية، التي قد قادت للتعقيد في أعين الثدييات.
المصدر: من سلسلة علم التطور وأسطورة الخلق الجزء التاسع .. فينيق ترجمة
تمّ الحديث أعلاه عن أحد مصادر ناقدي التطور من المسلمين وهو فيليب جونسون؛ أما الآن، فسنتحدث عن مايكل بيهي وهو من أهم المصادر التي يعتمد عليها هارون يحيى وأتباعه وأشباهه من المزورين المُخادعين، فنجد في ويكبيديا الانكليزي أيضاً المعلومات التالية التي توضح أنه من جماعة خلقيي التصميم الذكي:
Michael J. Behe (born 1952) is an American biochemist and intelligent designprofessor of biochemistry at Lehigh University in Pennsylvania and as a senior fellow of the Discovery Institute's Center for Science and Culture. Behe is best known for his argument for irreducible complexity, a concept that asserts that some structures are too complex at the biochemical level to be adequately explained as a result of evolutionary mechanisms and thus are the result of intelligent design. advocate. He currently serves as
Behe's claims about the irreducible complexity of essential cellular structures are roundly rejected by the scientific community. The Department of Biological Sciences at Lehigh University has published an official position statement which says "It is our collective position that intelligent design has no basis in science, has not been tested experimentally, and should not be regarded as scientific."scientific community and characterized as pseudoscience.[2][3][4] Behe's ideas about intelligent design have been rejected by the
Behe's testimony in Kitzmiller v. Dover Area School District is extensively cited by the judge in his ruling that intelligent design is not science but essentially religious in nature
Behe is married and has nine children
يمكن الإستزادة عنه، هنا.
في سلسلة علم التطور وأسطورة الخلق - الجزء التاسع - القسم الثالث .. ننقل بعض المعلومات عن مايكل بيهي:
يشكّل "التعقيد الغير قابل للاختزال" "دليل" على "التصميم الذكي" بحسب مايكل بيهي.
بيهي مختص بالكيمياء الحيوية، ولهذا، يمكنه الحديث عن ترتيب وتفاعل الجزيئات لتحقيق وظائف معقّدة كالتخثُّر، لكن لا يعرف الكثير عن التطوُّر.
يعرف
جيداً الأجزاء والعمليات الكيميائية الحيوية، لكنه لا يفهم الآليات التي يمكن
للتطور، بواسطتها، تشكيل أجزاء جديدة وعمليات اعتباراً من التغيُّر الوراثي
الموجود. بل يقوم بمداراة أخطاء ملموسة تطال أساسيّات نظرية التطور.
كمثال، يقول بأن التطور واقع "صدفوي"، في الوقت الذي تشرح فيه كتب المرحلة الثانوية لعلم الأحياء بأن التغيُّر التطوري: يحدث بواسطة أفعال احتمالية (صدفوية) والتي تحرف التغيير الوراثي الحاضر في جماعة ما (كالطفرات، اعادة تآلف وراثي، إنحراف وراثي، ..الخ) وآليات إنتقائية ليست احتمالية (كالإنتقاء الطبيعي) والتي بمضي الأجيال تحقق إنتقاء تعديلات تطورية مؤكدة وتنشرها بشكل متفاوت وتقدّم للأعضاء فوائد مولدة ببيئة محددة (فهذا الجزء من الواقع ليس إحتمالياً). لا ينتبه بيهي، وديمبسكي وغيرهما من الخلقيين، لأن الإنتقاء الطبيعي ليس شيئاً صدفوياً.
من المهم فهم أنه ولا عالم أحياء سيقول بأن الأنظمة الجزيئية تحت الخليوية،
التي يشير لها بيهي، ليست معقدة بشكل كامل، لكن، سيقول أي عالم أحياء
مختص في التطور بأن الآليات التطورية الطبيعية يمكنها توليد تعقيد هائل
بكل مستويات التنظيم، وأنه لا توجد اسباب تدعو للتفكير بأن ذاك التعقيد، بالأنظمة
الجزيئية التي تعمل ضمن الخلايا، ناتج عن شيء أبعد من تلك الوقائع
التطورية الطبيعية وليس جرّاء تدخُّل أيّ "مصمم".
لنتعمق أكثر في براهين مايكل بيهي
يبدأ
بيهي كتاب صندوق داروين الاسود بالتقرير أنّه:
"لكي تصح نظرية التطور، يتوجب عليها تفسير البنية الجزيئية للأحياء".
هذا مؤكد ويقبله كل أخصائي أحيائي تطوري. لكن، يقول بعدئذ بأن مقصد الكتاب هو "إثبات أن نظرية
التطور لا تفسرّه". يرتكز البرهان الأساسي لبيهي على مسؤولية التطور عن مزايا الأحياء بكل مستويات التنظيم بإستثناء المستوى
الجزيئي التحت خليوي. يعترف بيهي بخلاف خلقيين، كخلقيي الأرض الشابّة، بأن
الكون عمره آلاف ملايين الاعوام وبأن الأنواع الحيّة متصاهرة، لأنها تنحدر
من أسلاف مشتركين. حيث يقول بيهي: يظهر لي أن "فكرة التحدّر المشترك (أن
كل الانواع تتقاسم سلف مشترك)" مقنعة ولا أمتلك أسباب تدعو للتشكيك بها.
يعلّق
الكيميائي الحيويّ عالم التطور كينيث ميلر، الذي قد تناقش شخصياً مع مايكل بيهي في
مناسبات عديدة، قائلاً:
لا تُزعِج مايكل بيهي، بالمطلق، الفكرة التي تقول
بأن الكائنات البشرية والقرود تنحدر من سلف مشترك. حسناً، فيما هو يقبل
الدليل الملموس على التطور وعلى التحدّر المشترك، فمع أيّة مشاهد من نظرية
التطور يختلف أو لا يتفق؟
يرى بيهي دليل على التصميم الإلهي في الأنظمة البيولوجية المعقدة داخل الخليّة، إذاً، لا يعتقد بأنه قد أمكن توليد تلك الأنظمة بواسطة الآليات المعروفة للتطور البيولوجي.
ككيميائي حيويّ، يعرف بيهي تلك الأنظمة جيداً.
يرى بيهي دليل على التصميم الإلهي في الأنظمة البيولوجية المعقدة داخل الخليّة، إذاً، لا يعتقد بأنه قد أمكن توليد تلك الأنظمة بواسطة الآليات المعروفة للتطور البيولوجي.
ككيميائي حيويّ، يعرف بيهي تلك الأنظمة جيداً.
"لا يمكنه تصور" أن التطور قد أنتج تلك الانظمة، لكن، هذا لا يريد القول بأنه قد عثر على دليل على التصميم.
يقول
بأن المصمم، ببساطة، قد تناول أوائل الخلايا الحيّة منذ حوالي 4 بليون عام
وزودها بكل المعلومة الجزيئية الضرورية لإنتاج كل الانظمة الكيميائية
الحيوية المعقدة التي نراها بكائنات مختلفة اليوم. لكن، هذا مُحال ولا معنى له إنطلاقاً من وجهة نظر علميّة.
فعلياً، توجد جينات منظِّمة في الخلايا، والتي تعطّل وظائف فعلية جزيئية لزمن محدد. لكن، ما يُثير السخرية هو القول بأن الجينات، التي تقونن (أي تحتوي الشيفرة الوراثيّة المسؤولة عن الوظائف) كل الوظائف التحت خليوية والتي قد ظهرت "لاحقاً"، فقد تواجدت بوضع كامن ("معطّلة") في أوائل الخلايا وأنها إنتقلت من جيل لجيل غير ممسوسة كلياً لآلاف ملايين الاعوام.
فعلياً، توجد جينات منظِّمة في الخلايا، والتي تعطّل وظائف فعلية جزيئية لزمن محدد. لكن، ما يُثير السخرية هو القول بأن الجينات، التي تقونن (أي تحتوي الشيفرة الوراثيّة المسؤولة عن الوظائف) كل الوظائف التحت خليوية والتي قد ظهرت "لاحقاً"، فقد تواجدت بوضع كامن ("معطّلة") في أوائل الخلايا وأنها إنتقلت من جيل لجيل غير ممسوسة كلياً لآلاف ملايين الاعوام.
كما يقول كين ميلر، رؤية مايكل بيهي "فانتازيا وراثية مستحيلة لجينات (متشكلة سابقاً) على أمل أن تظهر بشكل
متتالي الكائنات التي تحتاجها".
سيقول
أيّ إختصاصي وراثة بأن الجينات "المعطّلة" لا يمكنها الإستمرار غير
ممسوسة ودون تغيُّر خلال مئات ملايين الاعوام.
تتراكم، عند إنتقال الجينات
من جيل إلى جيل ومع الزمن، الطفرات الصدفويّة ("أخطاء في النسخ") والتي بطول الزمن، ستغيّر التعليمات الوراثية الأساسية.
ينطبق هذا على أية
مجموعة جينيّة.
كذلك، أثبتوا مخبرياً انتشار الجينات غير الفعّالة ("المعطّلة") لتراكم طفرات بسرعة أكبر من الجينات الفعّالة. هذا ذو معنى على ضوء نظرية التطور لأن الإنتقاء الطبيعي لا يمكنه إلغاء التغيرات الوراثية التي تحدث في أنظمة كامنة، والتي للآن، ليس لها أي أثر في كائن، حيث لا تقدّم تلك التغيرات فوائد أو مضار مولِّدة للأفراد، بالتالي، ليس هناك ما يمنع أو يحدّ من تراكم الطفرات الوراثية. يفسّر هذا لماذا الجينات المعطلة تغيّر بسرعة أكبر من الجينات الفعّالة.
فلو أنّ ما يقترحه بيهي صحيحاً، حين يعتبر أنّ "مصمم ذكي" منذ 4 بليون عام قد عبّأ في أوائل الخلايا كل التفاعلات الكيميائية التي إحتاجتها، ولاحقاً، قد ترك التطور الطبيعي يفعل فعله، فيستحيل حفظ المعلومة الوراثية الضرورية للانظمة الجزيئية المستقبلية (مثل آلية التخثُّر الدموي في الثدييات) على وضعها الأصلي. لكن، بالنسبة لمايكل بيهي، البنية المعقدة للأنظمة الجزيئية اليوم "دليل" على "التصميم الذكي" الأوليّ الذي قد حدث منذ آلاف ملايين الأعوام. هذا نقص فاضح في التماسك المنطقي للبرهان المركزي لمايكل بيهي، لعدم إمتلاكه الجواب.
كذلك، أثبتوا مخبرياً انتشار الجينات غير الفعّالة ("المعطّلة") لتراكم طفرات بسرعة أكبر من الجينات الفعّالة. هذا ذو معنى على ضوء نظرية التطور لأن الإنتقاء الطبيعي لا يمكنه إلغاء التغيرات الوراثية التي تحدث في أنظمة كامنة، والتي للآن، ليس لها أي أثر في كائن، حيث لا تقدّم تلك التغيرات فوائد أو مضار مولِّدة للأفراد، بالتالي، ليس هناك ما يمنع أو يحدّ من تراكم الطفرات الوراثية. يفسّر هذا لماذا الجينات المعطلة تغيّر بسرعة أكبر من الجينات الفعّالة.
فلو أنّ ما يقترحه بيهي صحيحاً، حين يعتبر أنّ "مصمم ذكي" منذ 4 بليون عام قد عبّأ في أوائل الخلايا كل التفاعلات الكيميائية التي إحتاجتها، ولاحقاً، قد ترك التطور الطبيعي يفعل فعله، فيستحيل حفظ المعلومة الوراثية الضرورية للانظمة الجزيئية المستقبلية (مثل آلية التخثُّر الدموي في الثدييات) على وضعها الأصلي. لكن، بالنسبة لمايكل بيهي، البنية المعقدة للأنظمة الجزيئية اليوم "دليل" على "التصميم الذكي" الأوليّ الذي قد حدث منذ آلاف ملايين الأعوام. هذا نقص فاضح في التماسك المنطقي للبرهان المركزي لمايكل بيهي، لعدم إمتلاكه الجواب.
"التعقيد" هو إشتراك أجزاء كثيرة أو عناصر متشابكة ومترابطة في
واقع معطي (ويرى كثير من علماء الأحياء، والناس بالعموم، بتأسُّس الجمال
والروعة في الحياة على التنوع الهائل، وهو بحد ذاته شكل من
التعقيد). أي الخلايا هي "أنظمة بيئية" معقدة في
جزيئات كيميائية حيوية مترابطة بعلاقات متشابكة. حيث تعمل الخلايا
خطوات كثيرة لأجل ملاحقة مصادر الطاقة، توليد آليتها الوراثية، إنتاج آليات
دفاعيّة، الترميم والتفاعل مع خلايا أخرى لتحقيق وظائف معقدة مثل
تخثُّر الدم، ...الخ.
فكل
نظام بيولوجي هو معقّد، سواء على المستوى الجزيئي أو على مستوى النظام
البيئي، وفيه شبكة من الحلقات المتشابكة والمختلطة لأنواع مختلفة.
يعطي الكمّ الأكبر والمتنوع للحلقات، عادة، أنظمة معقدة مستقرة أكثر مما
تمتلكه الأنظمة البسيطة. لكن، فيما لو يختلّ كثير من الحلقات أو فيما
لو تختلّ حلقة مركزية خصوصاً (مثل إلغاء مُفترس مهمّ)، فقد ينهار نظام معقّد حتى، وتُوصف هذه الحالة عادة "بالسقوط القاسي". (بحزن، هذا ما قد حدث في القسم الاكبر من الأحراش المدارية في كوكبنا، حيث
تسبّب التدخُّل البشري باختلال وتخريب الأنظمة البيئية المعقدة الأساسية).
لماذا نتحدث عن الأنظمة البيئية المعقدة في نقاش حول مقترحات مايكل بيهي عن التصميم الذكي بمستوى تحت خليوي؟
بسبب عدم اقتصار التعقيد البيولوجي على المستوى تحت الخليوي. مع ذلك، لا يعتبر مايكل بيهي بأن تلك المستويات الأخرى من التعقيد البيولوجي "دليلاً" على مصمم إلهي. فهذا، يعني عدم ترابط منطقي إضافيّ في طرحه.
بسبب عدم اقتصار التعقيد البيولوجي على المستوى تحت الخليوي. مع ذلك، لا يعتبر مايكل بيهي بأن تلك المستويات الأخرى من التعقيد البيولوجي "دليلاً" على مصمم إلهي. فهذا، يعني عدم ترابط منطقي إضافيّ في طرحه.
فيما لو أن
مايكل بيهي يفهم كيف أن التطور قد أنتج أعلى مستوى تعقيد بمستوى النظام
البيئي، لماذا لا يفهم بأن التطور قد أمكنه إنتاج أعلى مستوى تعقيد بأعلى
مستوى الجزيئات البيولوجيّة؟
"الاعتراض الاكبر" لمايكل بيهي على التطور لاعتباره بضعة أنظمة بيولوجية ذات تعقيد أو "معقدة وغير قابلة للاختزال"، أو أنها تحتاج إلى أقلّ عدد من الأجزاء لكي تعمل، وأن غياب جزء واحد فقط من تلك الاجزاء، سيجعلها لا تعمل. بالنسبة لمايكل بيهي، هذا "التعقيد الغير قابل للاختزال" هو الدليل الحقيقي على التصميم الذكي؛ لأنه يقول بعدم قدرة التطور على إنتاج كل تلك الأجزاء دفعة واحدة. يضيف مايكل بيهي بأن التطور لا يمكنه إنتاج انظمة "معقدة غير قابلة للاختزال" على مراحل بمرور الزمن، لأن الانتقاء الطبيعي ينتقي أنظمة وظيفية "كليّاً" فقط. فلن يعمل نظام لا يمتلك كل الأجزاء الضرورية، وسيلغيه الانتقاء الطبيعي. هذا هو لبّ برهانه ضد التطور.
"الاعتراض الاكبر" لمايكل بيهي على التطور لاعتباره بضعة أنظمة بيولوجية ذات تعقيد أو "معقدة وغير قابلة للاختزال"، أو أنها تحتاج إلى أقلّ عدد من الأجزاء لكي تعمل، وأن غياب جزء واحد فقط من تلك الاجزاء، سيجعلها لا تعمل. بالنسبة لمايكل بيهي، هذا "التعقيد الغير قابل للاختزال" هو الدليل الحقيقي على التصميم الذكي؛ لأنه يقول بعدم قدرة التطور على إنتاج كل تلك الأجزاء دفعة واحدة. يضيف مايكل بيهي بأن التطور لا يمكنه إنتاج انظمة "معقدة غير قابلة للاختزال" على مراحل بمرور الزمن، لأن الانتقاء الطبيعي ينتقي أنظمة وظيفية "كليّاً" فقط. فلن يعمل نظام لا يمتلك كل الأجزاء الضرورية، وسيلغيه الانتقاء الطبيعي. هذا هو لبّ برهانه ضد التطور.
هل فيه شيء من الواقعيّة: اعتبار برهان "التعقيد الغير قابل للاختزال" لوقائع مؤكدة كيميائية حيوية كدليل على التصميم الذكي؟
كلااااااااا.
سنرى لماذا.
تُثبت
المعارف الحاليّة عن التطور بأن الأنظمة المعقدة (مع وظائف جديدة) يمكن
أن تتطور من أنظمة أقلّ تعقيد، وعلى الأرجح، بوظائف مختلفة، كما سنرى في
الأمثلة القادمة.
فبرهان مايكل بيهي (وسابقيه في القرن التاسع عشر) غير صحيح لأن الإنتقاء الطبيعي أمكنه ربح وحفظ المكونات "الأوليّة" لأيّ نظام بيولوجي (الأجزاء التي قد تطورت سابقاً)، عندما امتلكت وظائف مختلفة قياسا بالأجزاء التي ستحل محلها لاحقاً كجزء من نظام متطور جداً.
يُنتج التطور ميزات جديدة إنطلاقاً من التنوع الوراثي، الذي تواجد لدى الأجيال السابقة لجماعة (عبر طفرات وإعادة تآلفات وراثية أخرى صدفويّة كما رأينا). لكن، هذا لا يريد القول بأن التنوع الوراثي لجماعة، سيولّد بالضرورة أجزاءاً ومزايا "ذات وظائف أقلّ" بصيغة مؤذية، فقد تمكّن التنوع الوراثي بزمن سابق من لعب دور مولّد لوظائف محدودة لكنها مفيدة للأنواع (كإصدار بسيط أو "أوليّ") سيشكّل، لاحقاً، ميزة معقدة (خاصيّة معقدة)، أو أمكنه أن يولّد مزايا، قد أكملت وظائف مختلفة كليّاً.
فبرهان مايكل بيهي (وسابقيه في القرن التاسع عشر) غير صحيح لأن الإنتقاء الطبيعي أمكنه ربح وحفظ المكونات "الأوليّة" لأيّ نظام بيولوجي (الأجزاء التي قد تطورت سابقاً)، عندما امتلكت وظائف مختلفة قياسا بالأجزاء التي ستحل محلها لاحقاً كجزء من نظام متطور جداً.
يُنتج التطور ميزات جديدة إنطلاقاً من التنوع الوراثي، الذي تواجد لدى الأجيال السابقة لجماعة (عبر طفرات وإعادة تآلفات وراثية أخرى صدفويّة كما رأينا). لكن، هذا لا يريد القول بأن التنوع الوراثي لجماعة، سيولّد بالضرورة أجزاءاً ومزايا "ذات وظائف أقلّ" بصيغة مؤذية، فقد تمكّن التنوع الوراثي بزمن سابق من لعب دور مولّد لوظائف محدودة لكنها مفيدة للأنواع (كإصدار بسيط أو "أوليّ") سيشكّل، لاحقاً، ميزة معقدة (خاصيّة معقدة)، أو أمكنه أن يولّد مزايا، قد أكملت وظائف مختلفة كليّاً.
لا يُدرك مايكل بيهي كيفية تطوُّر نظام معقد بأجزاء عديدة، من خلال تعديلات تطورية، حدثت على أجزاء وأنظمة سابقة، والتي قد وضعت وظائف مختلفة (لكن ، ليست مؤذية).
يوضح
مايكل بيهي "التعقيد الغير قابل للإختزال" عبر مثال "فخ الجرذان" ذو
الخمس قطع (منصّة، نابض، خطّاف وغيرها)، يقول بأنه "غير قابل
للاختزال معقد" لأنه يحتاج إلى القطع الخمسة، التي تعمل جيداً بذات الوقت لصيد
الجرذان. فإذا غاب عن الفخّ واحدة من تلك القطع، فلن يعمل وهو غير مجدي.
يريد بيهي عبر هذا القياس القول بأن نظام بيولوجي، يحتاج إلى عمل كل أجزائه للعمل؛
لا يمكن أن يتطوّر من نظام لم يملك كل تلك الأجزاء، لأن نظام غير
كامل هو غير وظيفيّ، وبالتالي، هو مؤذي وسيلغيه الإنتقاء الطبيعي.
لكن، ينقضُ عالم التطور كينيث ميلر هذا القياس؛ فالفخّ يمكن أن يعمل دون كل تلك القطع (الأجزاء) ... كأي شيء آخر.
لكن، ينقضُ عالم التطور كينيث ميلر هذا القياس؛ فالفخّ يمكن أن يعمل دون كل تلك القطع (الأجزاء) ... كأي شيء آخر.
حيث
يمسك ميلر الفخّ وينزع منه زوج من القطع ويصنع منه كليب (الكليب بالعربي
نظيره ماسك معدني أو بلاستيكي للأوراق) يعمل بشكل جيد!! مع هذه النكتة
يريد الإضاءة على أن واقع السابق التطوري لنظام "معقد غير قابل للإختزال" (بمستوى كيميائي حيويّ أو أيّ مستوى آخر للتنظيم) أمكنه أن التمتُّع بميزة "وظيفية"
في خطّ سابق مع أجزاء أقلّ (أو قامت بالدور بصيغ أخرى)، لكن، بوظيفة
مختلفة.
يسوق بيهي مثال آخر عن "التعقيد غير القابل للإختزال" عبر سلسلة التفاعلات الكيميائية، التي تسمح بحركة الأهداب أو الأسواط الخليوية (شعيرات تمتلك خلايا مثل الخلايا المنويّة). تتحقق تلك التفاعلات الكيميائية الحيوية ضمن أنابيب ميكروية في الأهداب أو الأسواط. فيما لو يتم تحطيم خطوة من تلك الخطوات (القصد تحطيم تفاعل من التفاعلات) فلن تتحرك.
يسوق بيهي مثال آخر عن "التعقيد غير القابل للإختزال" عبر سلسلة التفاعلات الكيميائية، التي تسمح بحركة الأهداب أو الأسواط الخليوية (شعيرات تمتلك خلايا مثل الخلايا المنويّة). تتحقق تلك التفاعلات الكيميائية الحيوية ضمن أنابيب ميكروية في الأهداب أو الأسواط. فيما لو يتم تحطيم خطوة من تلك الخطوات (القصد تحطيم تفاعل من التفاعلات) فلن تتحرك.
أليس هذا نظاماً كيميائياً حيويّاً معقّداً؟
طبعا، هو هكذا.
لكن، يتساءل أخصائيُّو علم الأحياء:
لكن، يتساءل أخصائيُّو علم الأحياء:
هل تطورت الأنظمة الاكثر تعقيداً في تلك البنى (التي
يعتبرها مايكل بيهي "غير قابلة للإختزال معقدة") بشكل طبيعي ودون تدخل
إلهي إنطلاقا من بنى سابقة أبسط حاضرة بأنواع سابقة؟
نعم.
نعم.
حيث يقدّم كينيث ميلر (أيضاً هو كيميائي حيويّ مثل بيهي) أمثلة من الحياة الواقعية على كثير من البنى المتشابهة والمحتوية على عدد أقل من الأنابيب (وبالتالي، "أكثر بساطة") والتي لا تمتلك كل سلسلة وظائف البنى الأكثر تعقيداً،
لكنها تمتلك بعض البنى وبعض الأجزاء وتعمل (بصيغة محدودة أكثر). تحضر
تلك الأنظمة الأبسط، للآن، لدى أنواع حالية، ولم يُلغيها الإنتقاء
الطبيعي كشيء "ناقص أو مختلّ". فيما لو يظهر بواحد من تلك
الأنظمة السابقة طفرات وراثية، وفّرت قدرات جديدة وظيفية، بحيث تعطي للأنواع
"فائدة" مولّدة ببيئة محددة (كمثال، حيوانات منوية سابحة بشكل
أفضل)، فسيتوجب على الإنتقاء الطبيعي نشر تلك التعديلات في الأجيال
التالية. يحدث هذا بشكل أوتوماتيكي (دون الحاجة لوساطة إلهية)، يتمكن
التطور بهذه الصيغة من "إنشاء" بُنى جديدة وإنتاج وظائف جديدة أو وظائف
أفضل انطلاقا من الأجزاء، التي حضرت (مكملاً وظائف مختلفة أو محدودة) لدى أجيال سابقة وأنواع سالفة.
لماذا لا يُعتبر التعقيد الهائل في العين البشرية وأعين ثدييات أخرى "دليلاً" على التصميم الذكي، كما يدافع أنصار "التصميم الذكي" منذ القرن التاسع عشر؟
لأنه لا توجد أسباب تدعو للتفكير بأن الآليات التطورية المعتادة لا تكفي لإنتاج بُنى بكل هذا التعقيد مع الزمن (زمن طويل)، عبر سلسلة من التعديلات مع مزيج معتاد من الطفرات وإعادة التأليف الوراثي الصدفوي (التي تحدث بشكل ثابت بكل الجماعة الحيّة) مجتمعة مع الإنتقاء الطبيعي غير الإحتمالي.
لماذا لا يُعتبر التعقيد الهائل في العين البشرية وأعين ثدييات أخرى "دليلاً" على التصميم الذكي، كما يدافع أنصار "التصميم الذكي" منذ القرن التاسع عشر؟
لأنه لا توجد أسباب تدعو للتفكير بأن الآليات التطورية المعتادة لا تكفي لإنتاج بُنى بكل هذا التعقيد مع الزمن (زمن طويل)، عبر سلسلة من التعديلات مع مزيج معتاد من الطفرات وإعادة التأليف الوراثي الصدفوي (التي تحدث بشكل ثابت بكل الجماعة الحيّة) مجتمعة مع الإنتقاء الطبيعي غير الإحتمالي.
فعندما ظهرت قدرة أوليّة مُحدّدة وواضحة لإكتشاف الضوء، تمكّن الإنتقاء الطبيعي من نشرها ببساطة. قدّم تطور أوائل "العيون" البدائية (مجموعات لخلايا قليلة تكتشف الضوء بصيغة محدودة جداً وتتواجد لدى بعض الأنواع حتى يومنا هذا) للحيوانات التي امتلكتها فائدة عظيمة بكل بيئة فيها ضوء. يكفي التفكير في الفائدة الكبرى المولدة للحيوانات التي يمكنها إكتشاف الحركة والهرب من المفترسين.
يتساءل الخلقيون منذ القرن التاسع عشر "بماذا تنفع نصف عين؟".
الجواب: "تنفع في القيام بالكثير!!".
ساهم
الإنتقاء الطبيعي بتفضيل التعديلات الوراثية للمتحدرين من هؤلاء الأفراد،
الذين تحسنت عندهم قدرة الرؤية وأنتجت عيون أفضل مع حقل رؤية أكبر.
تشير هذه الأمثلة لأن البنى والأنظمة البيولوجية يمكن أن تتطور من البسيط إلى المعقد (وأحيانا بإتجاه معاكس) بفعل مجدول بمدى زمني طويل. لا يحدث التطور ذو التعقيد الكبير "دفعة واحدة"، فالانظمة ذات الميزات الأقل تعقيد و"الجزئية" للخطوط التطورية السابقة، هي وظيفية بشكل كامل، للآن، وإن يكن بدرجة مختلفة أو بصيغة أخرى.
نتابع حديثنا عن أهم مصادر ناقدي التطور من المسلمين (بالأحرى ناقلي النقد) فنصل إلى وليم ديمبسكي، فنجد بويكبيديا العربي:
ألبرت وليام "بيل" ديمبسكي (William Albert "Bill" Dembski) (من مواليد 18 يوليو 1960) هو اميركي رياضياتي و فيلسوف من دعاة التصميم الذكي معارض لنظرية التطور من خلال الانتقاء الطبيعي. عضو مرموق في مركز العلم والثقافة التابع لمعهد ديسكفري. مؤلف لعدة كتب عن التصميم الذكي ، اللاهوت ، والرياضيات. في الفترة من 1999 إلى 2005 ، كان في هيئة التدريس في جامعة بايلور ، حيث كان محور اهتمام وجدل. يحمل سبعة درجات جامعية بما فيها دكتوراه في الفلسفة من جامعة إلينويز في شيكاغو ودكتوراه في الرياضيات من جامعة شيكاغو وحالياً يحاضر حول العالم عن موضوع التصميم المبدع.
ألبرت وليام "بيل" ديمبسكي (William Albert "Bill" Dembski) (من مواليد 18 يوليو 1960) هو اميركي رياضياتي و فيلسوف من دعاة التصميم الذكي معارض لنظرية التطور من خلال الانتقاء الطبيعي. عضو مرموق في مركز العلم والثقافة التابع لمعهد ديسكفري. مؤلف لعدة كتب عن التصميم الذكي ، اللاهوت ، والرياضيات. في الفترة من 1999 إلى 2005 ، كان في هيئة التدريس في جامعة بايلور ، حيث كان محور اهتمام وجدل. يحمل سبعة درجات جامعية بما فيها دكتوراه في الفلسفة من جامعة إلينويز في شيكاغو ودكتوراه في الرياضيات من جامعة شيكاغو وحالياً يحاضر حول العالم عن موضوع التصميم المبدع.
للإستزادة عنه، هنا.
من الواضح أن المعلومات عن الجهبذ ديمبسكي توضح إختصاصه ومدى أهمية طروحاته في علم التطور!!
ونجد في سلسلة علم التطور وأسطورة الخلق، الآتي حوله:
"فلتر التصميم" لدمبسكي
يتركّز الاعتراض العلميّ التصميمي على
التطور في فكرة "فلتر التصميم" (أو "قصة التصميم") لويليام دمبسكي،
وخصوصاً فكرة "التعقيد الغير قابل للاختزال" للانظمة الطبيعية لمايكل
بيهي.
"فلتر التصميم" لدمبسكي
ويليام دمبسكي، أخصائي رياضيات
وفيلسوف بمعهد ديسكفري التابع لمدرسة التصميم الذكي، يطرح فكرة أنه يتوجب
علينا تطبيق "فلتر" على كل خاصيّة أو ظاهرة في الطبيعة وأن نطرح سلسلة
من الأسئلة:
هل بإمكاننا تفسير القوانين والوقائع الطبيعية وفق منظومتنا المعرفية الحالية؟
لو يكن الجواب: كلا، فهل يمكن تفسير حادث يجري بالصدفة، كإنحراف فجائي في قوانين الطبيعه؟
فيما لو يكن الجواب: كلا، سيتوجب علينا القبول بوجود كائن مصمم بصيغة ذكاء واعي ما.
لو يكن الجواب: كلا، فهل يمكن تفسير حادث يجري بالصدفة، كإنحراف فجائي في قوانين الطبيعه؟
فيما لو يكن الجواب: كلا، سيتوجب علينا القبول بوجود كائن مصمم بصيغة ذكاء واعي ما.
لكن، لا يتسم هذا المنطق بالمنطقية والعقلانية، للأسباب:
أولاً: فعدم فهم واقع طبيعي، الآن، لا يعني بأننا لن نفهمه مستقبلاً. حيث تزداد معرفتنا
للوقائع الطبيعية (كمثال الوقائع التطورية) بصورة نامية مستمرة.
ثانياً: كما ذكرنا سابقا في هذه
السلسلة وبكثير من المرات، فالتطور "بالكاد فعل صدفوي". فقد ولّدت آليات كثيرة لتغيرات تطورية (بالخصوص آلية الإنتقاء الطبيعي) وهي غير
صدفوية (ولا احتماليّة).
تدخل في إنتاج التغيّر الوراثي الحاضر لدى
جماعات من النباتات والحيوانات (هو المادة الأولية للتطور) الأفعال الصدفوية (كالطفرات الوراثية)، لكن، "يختار" الإنتقاء الطبيعي
ذلك التغيّر الوراثي بطول كثير من الأجيال بعلاقة وثيقة جداً ببيئة معطاة،
وهذا الجزء من الواقع التطوري ليس صدفوياً.
قد تظهر في جماعة ما خاصيّة أو ملمح
بالصدفة المحضة (كطفرة بكثير من أفراد الأجيال التالية، لو تقدم "فائدة مولّدة" وتؤدي لإنتاج متحدرين أكثر، والذين بدورهم ينتجون متحدرين
أكثر). مع ذلك، لا تشكّل خاصيّة جديدة، توفر فائدة مولدة كتلك، حدثاً صدفوياً،
فهذا يتوقف على الخصائص النوعية للبيئة التي يعيش فيها الكائن، وعلى تفاعل
الأعضاء مع البيئة ومع أفراد آخرين من ذات النوع ومن أنواع أخرى.
لا يفهم دمبسكي (والخلقيون بالعموم ) أن علماء التطور لا يقولون بأن التطور الطبيعي "فعل حادث بالصدفة".
يؤكد علماء التطور ببساطة بأن التطور خاصيّة أساسية بكل الكائنات،
والذي يحدث بطول أجيال بكل جماعة من الأفراد ذوي التنوع الوراثي بواسطة
تآلف تغيرات صدفوية بالمادة الوراثية وبوقائع منتقاة كلياً (وليست إحتمالية) عن طريق الإنتقاء الطبيعي: حيث أن التغيرات التي يمكن حدوثها بأيّة
لحظة معطاة، تحددها وتقوننها التغيرات التطورية السابقة، لكن، لا
يصدرالتغيّر المستقبلي وفق إتجاه محدد سلفاً، بل يصدر التغير التطوري
بشكل آلي من حسابه الخاص ودون الإحتياج لتدخل "ذكاء" خارجي.
"فلتر التصميم" لدمبسكي غير مفيد كلياً، لأنّه من الممكن أن يتميز ملمح أو واقع بالعالم الطبيعي بما يلي:
أ- لا يمكن تفسيره للآن بمعارفنا الحالية عن الوقائع الطبيعية.
ب- لا يمكن تفسيره كواقع يحدث بالصدفة
دون أن يشكل هذا دليل على أنه لن يمكننا فهم الوقائع التطورية وكيفية
صياغتها لأعضاء غير إحتماليّة.
لا يقدّم "فلتر التصميم" لدمبسكي أيّ دليل على تدخل ذكاء واعي ولا سبب منطقي للوصول لتلك النتيجة.
نتابع حديثنا حول أفَّاقي علم التطور .. الذين يشكلُّون المَعينْ الرئيس لناقلي النقد التضليلي من المسلمين لنظرية التطور، النظرية الأكثر توثيقاً في العالم، والتي تتضافر في إثبات صحّة طروحاتها الأساسية علوم عدّة: علم الأحياء باختصاصات هائلة، علم الإحاثة، علم الإنسان وعلم الوراثة بين غيرها.
الأفّاق الجديد لدينا هو جوناثان ويلز، والذي نجد الآتي حوله في ويكيبيديا الانكليزية:
John Corrigan "Jonathan" Wells (born c. 1946) is an American author and a prominent advocate of intelligent design.[1] A member of the Unification Church, Wells wrote that the teachings of church founder Sun Myung Moon, his own studies at the Unification Theological Seminary and his prayers convinced him to devote his life to "destroying Darwinism",[2][3] a term which intelligent design proponents often use to refer to the scientific consensus on evolution[4] and which he describes as the theory that various species developed as a wholly natural process "without God's purposeful, creative activity."[3]
للإستزادة عنه، هنا.
ما ظلمناهم .. ولكن قد ظلموا أنفسهم ويريدون ظلم المؤمنين بأديانهم، أولاً، وسحق كل همّ معرفي حقيقي لديهم؛ من خلال تزييف الوقائع لدعم مُستنفذ لآلهة مُنتهية الصلاحية، وهم بالاصل، يقومون، بهذا، ليس حباً بالإيمان بالآلهة أو بالآلهة ذاتها، بل لأنهم مرتزقة يعيشون على أموال البسطاء المؤمنين بتلك الآلهة؛ وإستمرار الإيمان يعني إستمرار رزقهم .. وإذا عُرف السبب بطُل العجب .. ولا إيه يا رجبْ!!
وشكراً جزيلاً
إشارات
1- كما رأينا في هذه السلسلة، يمرّ
الحوض الوراثي لجماعة بتغيرات كثيرة و "إعادة صياغة" بمضي أجيال بسبب
طفرات، إعادة تركيب وراثي وإنحراف وراثي. حيث تؤثر كل تلك الوقائع
بالتنوع الوراثي الحاضر في جماعة، والتي تشكل القاعدة، التي سيُنتِجُ التطوُّر ميزات جديدة من خلالها.
2- يحتوي الجزء الاول من كتاب "إيجاد
إله داروين" للكيميائي الحيوي كينيث ميلر، من جامعة براون، على دحض براهين مايكل بيهي نقطة بنقطة. يهاجم ميلر الخلقيين في كتب وفي نقاشات مسليّة
ويُكسِبْ آليات التطور الشعبية. يختبر ميلر ذات الوقائع والأنظمة تحت
الخليوية، التي يقول مايكل بيهي أنها تعطي أدلة على "التصميم". يشرح
ميلر، بمصطلحات بسيطة، الأخطاء المنهجية لمايكل بيهي ويقول بانه لا يوجد سبب
يدعو للإعتقاد بأن بنية تلك الانظمة لم تصدر عن آليات تطورية معتادة.
مثير للرثاء أن ميلر (المُناصر الثابت للتطور، هو مؤمن بالله) فيخصص الجزء الثاني من كتابه لإنقاذ مفهوم الله، حيث يعتقد بأن معادي التطور
قد لوثوه. بنهاية محاولته التوفيق بين العلم والدين، يشنّ هجومات متدنية
وغير مبررة على علماء تطور جيدين لا يشاركونه الاعتقاد بالله. هذا ما
أحزنني من الكتاب، لكن بكل الاحوال، يحتوي الكتاب على نقد هام لمدرسة
التصميم الذكي من وجهة نظر كيميائي حيوي يفهم التطور البيولوجي.
3-
ولو انه قد حاول عمل "إسترجاعات
بيئية" محدودة (مع نتائج مختلطة)، خصوصاً بأنظمة بيئية "بسيطة"، فالحقيقة
المرّة أنه حتى تاريخه، لا نمتلك الوسائط لأجل استرجاع
الاتصالات التي لا تعد ولا تحصى بين الأنواع والتي شكلت نظام بيئي معقد.
يعود سبب جزء كبير من هذا لانعدام صيغة إعادة بناء للوقائع البيولوجية،
التي
بواسطتها، قد تطورت تلك الاتصالات بعضها ببعضها الآخر بطول ملايين
الأعوام. هو مشهد من تطور الأحياء في الكوكب، يجب أخذه بعين
الإعتبار قبل الحديث عن إمكانيّة إصلاح ما تأذَّى.
4-
هذا يظهر "كبرهان التصميم"
لويليام بالي، الذي قال بأن التعقيد والظهور "الكامل" للبنى، مثل العين
البشرية أو جناح الطائر، هو دليل على التصميم. تفهم علماء الأحياء، اليوم ،
بأن تلك البنى ليست متكيّفة "بشكل كامل" مع وظائفها (كمثال، عين الثدييات
فيها نقاط عمياء، وأجنحة الطيور والخفافيش ليست هوائية
حركية كالأجنحة التي يصممها المهندسون البشر)، إضافة لفهمهم لأن البنى
يمكن أن تتطور بمراحل عبر وقائع تطورية معروفة على مدى زمني طويل.
5-
وإعادة التركيب الوراثي التي تحدث
عندما يتكاثر كل جيل، فيمكن توليد ميزات حيادية وفضلات لهذا الواقع وللتطور
السابق، والتي لا تعطي فائدة كبرى ولا ضرر للأنواع الحية، وبالتالي، لن
ينشرها ولن
يلغيها الإنتقاء الطبيعي. تنتهي هذه الميزات "الحيادية" نسبياً (التي
يدعوها ستيفن غي غولد وريتشارد لونتين "مساحات موجودة بين قوسين")،
أحياناً، لتعمل كمكونات لبنية جديدة تطورية في وقت متأخر، وهكذا، يمكنها
تشكيل الميزات الأكثر تعقيداً مع وظائف جديدة كلياً، وبالتالي،
ستخضع للإنتقاء الطبيعي.
6- باتجاه معكوس، ألغى الواقع التطوري
القدرة على الرؤية عند الكثير من أنواع الأسماك التي تعيش في مغاور، حيث
يُعتبر إنتاج العيون خسارة في الطاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق