En
esos escasos momentos en que me da por pensar en mi muerte, la cuestión
principal que me atañe es la forma en que se deteriorará mi cerebro.
Las enfermedades neurológicas nos muestran que hay varias maneras de
‘abandonar la nave’ antes de que tu cerebro muera. El Alzheimer, la
amnesia y la demencia son algunas de ellas. Los pacientes en estado de
detrimento avanzado ya no son quienes fueron, la enfermedad los despoja
de su identidad y es allí, en mi opinión, donde se aloja la muerte. Si
olvidas para siempre quien fuiste te conviertes en otra persona. No
quiere decir que dejes de ser una persona, simplemente dejas de ser tú,
el cuerpo que siempre fue tuyo puede sentir y percibir el mundo pero ya
no existes y si el daño es irreparable, nunca más existirás, que es lo
mismo que morir
se puede leer todo el artículo, aquí
في هذه اللحظات النادرة، التي أفكّر بموتي خلالها، فالقضيّة الرئيسية، التي تعنيني هي:
الصيغة، التي سيُتلف دماغي وفقها.
تبيّن لنا الأمراض العصبيّة وجود طرق عديدة "لمغادرة السفينة (الحياة)"، قبل موت الدماغ.
الزهايمر وفقدان الذاكرة والعُته، بعضاً منها.
لا يبقى المرضى، لدى تدهور صحتهم، هم ذاتهم بعد حدوث هذا التدهور، حيث يسلبهم المرض هويتهم؛ واعتباراً من هذه اللحظة، برأيي المُتواضع، يُخيِّمُ الموت.
ففيما لو تنسى مَنْ كُنْتَ بشكل دائم، ستتحول إلى شخص آخر. هذا لا يعني أنك لم تعد شخصاً، لكن، وببساطة، لم تعد أنت، فالجسم الذي كان دوماً لك، يمكنه الشعور وادراك العالم، لكنك غير موجود، وفيما لو يكن الأذى غير قابل للشفاء، فلن تتواجد أبداً، أي شيء شبيه بالموت تماماً.
فقد ملايين البشر أحباءهم هكذا. يختفي الشخص ووجهه العائليّ؛ يُراقبهم، الآن، بعيون لا تعرفهم. يحاول دماغ المريض، من جهته، وضع نظام لهذا العالم الجديد والفوضويّ المطابق لفجوات لا يمكنه ملئها. يبتكر، ما تبقى من نصف دماغه الايسر، رواية جديدة صاغتها مقاطع، قد بقيت على قيد الحياة، إثر ما حلّ به، والذي ساهم بجلدِ ذاكرته وفقدان ذكرياته.
يمكن ان تتغيّر الشخصية، حتى عندما يستفحل مرض كالزهايمر أو غيره من الأمراض العصبية، تُلتهَمُ حيواتنا رويداً رويداً، تُجتثُّ ذاتنا، أولاً، ليتولى علم الأحياء أمرنا، لاحقاً، وهو الذي تركناه وراءنا.
"ما الذي يحدث مع الروح في مرض مثل الزهايمر؟، ألا يتوجب على الروح إعادة الهويّة للشخص، حتى لو تعرَّضَ دماغه لتلف شديد؟، أو يغادر المريض عندما ينسى الدماغ من يكن هو؟، هل يتولّد (أو تتولد) روح آخر (أخرى، لمن يؤنثون لفظ الروح!) لهذا الشخص الجديد الفاقد للهويّة جرّاء المرض؟".
في البداية، حاول صديقي الطبيب التهرُّب من طروحاتي، لكن، باعتباري مُتعوّدة، قمت بتكرار ما يقلقني من تلك الأسئلة.
فأجابني قائلاً:
"أنا لست رجل دين، أنا طبيب. ولا يمكنني الإجابة على تلك الاسئلة!!".
قبلت تبريراته؛ لكن، لم أشعر بالإرتياح.
فقلت له:
"لكنك مؤمن دينياً، فهل تعتقد بوجود روح ضمن كل شخص، وهو الذي يخرج منه عند موته، ويتابع سيره بطريق فوق طبيعي محتفظاً بهويته الأصلية أو الأوليّة أو البدئيّة؟".
هنا فكّر بما قلته. وعلى الأرجح، عرف إلى أين أردتُ دفع الحوار بحذر، لكن، ابتسم عند إجابتي، ما أكّد لي، قبل أي شيء، أنه تناول الامر بمزاج.
أمر لا يُقدّر بثمن، وأقدّره كثيراً، هو:
محاولتنا تقديم برهنة على تلك المواضيع.
قال:
"أعتقد بوجود الروح، لكن، باعتباري شخص متكاسل عقائدياً، فلا يمكنني تقديم تفسيرات دقيقة لآليّة عمل تلك الأرواح. وضعنا الله في هذا العالم، كي نعمل في أمور الدنيا، كعملي مع مرضاي، وانا سأعرف ما سيحدث مع روحي عندما سأموت أو بعد الموت تحديداً".
عثر الطبيب على طريقة يتهرّب عبرها، ولم يشكك في استخدامها، لكن، ما يُقلقني في الوقت ذاته، أنه قد ذهب بإتجاهات أخرى.
يضعني البحث في العقائد، دوماً، بمواجهة عالم شاسع، حيث يسود إستعمال التفسيرات المتباينة الكثيرة، وهذا ما حصل مع مفهوم الروح، هائل التنوُّع، إضافة لتبدّله مع الزمن.
نجد عند الإستماع لصديقي البوذي، مثلاً، وتفسيراته له، حيث يعتبره صوراً لكائنات تُشبه اللاسعات. تلك الكائنات متعددة الخلايا، تقوم بتشكيل مستعمرات متكافلة وظيفياً، بحيث تبدو كحيوان واحد، بذات الطريقة، الأرواح في العالم، بالنسبة للبوذي، جزء من "الكلّ" وليس لفرد على الإطلاق، بحيث تتحرك بإنسجام مع الكون، وتتجدّد في ولادة كل كائن جديد.
"بالنسبة لنا، كل شيء بحال تغيّر دائم، تتغيّر الأرواح في الكون، ولهذا، لن تتذكّر مَنْ كُنْتَ، وما سيكون بعد موتك، لن يتذكّر من تكون أنت الآن كلياً. لكن، يستمرّ جزء منك، ولو أنه لن يتذكرك، هذا هو عمل الكون".
يجب تقديم خبر ممتاز لعلماء فيزياء الفلك، ممن يتابعون أبحاثهم، هو أنّه لدى البوذيين تفسير.
ولا يقتصر الأمر عليهم، بل يؤكد الكثيرون امتلاكهم لمعرفة كاملة حول ما يجري إثر موت الشخص. يفكّر البعض بأن تلك الأرواح تتذكّر كل شيء، وتتعرّض للمحاكمة حتى في محطات مختلفة من عالمها الفوق طبيعي، التي تتمكّن من بلوغه وحدها؛ فيما يؤكد آخرون بأن الروح يموت مع الجسد، وأنه سيعود فقط لحظة القيامة، ليقف أمام الإله الذي خلقه. في عقائد أخرى، لا تتذكّر الارواح حيواتها السابقة، والهدف هو إعادة التجسّد في أشخاص آخرين كي ينمون روحياً (يعني التقمّص)؛ وفي عقائد أرواحيّة أكثر، يُحقَنُ الروح حتى في الأشياء؛ بينما تعتبر إتجاهات أرثوذكسيّة أخرى الروح شأن بشريّ حصريّ.
نأمل بأنّ أوائل الكائنات الفضائيّة، التي من المحتمل ان تزورنا، هم من الملحدين، وإلا سنجابه صراعات جديّة حول ما يمكن أن يحضر لدى تلك الكائنات من هذا العنصر اللزج!!
نأمل بأنّ أوائل الكائنات الفضائيّة، التي من المحتمل ان تزورنا، هم من الملحدين، وإلا سنجابه صراعات جديّة حول ما يمكن أن يحضر لدى تلك الكائنات من هذا العنصر اللزج!!
لقد اكتشفتُ تفسيراً آخر، نقول ما هو روحيّ "عصبي – منطقيّ"، باتجاه سؤالي حول الروح، ومن خلال علم الأحياء عبر طروحات ستيفين ج. بوست من مركز بارك ريدج الصحي، حول الإيمان والأخلاق، الذي يقول:
"غير ضروريّ وجود روح غير ماديّ، لإختبار ديني مع كائن فوق طبيعي، كي يُعتبر صحيحاً".
بالنسبة له، توجد طرق عصبيّة دقيقة، هي التي تشكّل ما يضمن علاقة مع الآلهة، أو مع إلهه على "وجه الخصوص “.
"في حالة متقدّمة من العُته (يمكن إعتماد مُصطلح الخَرَفْ)، يترافق مع وجود نوع ما من وظائف الجهاز العصبي، فهي لا تُمكِّنْ من إستخدام قدرة عصبية لإنجاز هكذا علاقة مع الله أو مع أيّ إله، على المستوى العلميّ، بل تختفي تلك القدرة كليّاً، حيث يوجد المريض بحالة بقاء على قيد الحياة يُرثى له، وعلى حافة الدخول في حالة كوما".
لا يعرف بوست ما الذي يحدث مع العلاقة الإلهية عند هؤلاء الأشخاص الداخلين بحالة الكوما، لكن، نأمل جميعاً بأن يتدخل الكائن القادر على كل شيء بالأمر في النهاية، ليحل هذه القضيّة.
من ناحيتي، يبدو لي بأن الشخص الواقع بحالة عُته متقدمة أو الزهايمر أو فقدان الذاكرة العميق، فسينسى حتى ما تعنيه كلمة "صلاة أو يصلي".
ليس ذنبه، فنحن عبارة عن كتلة من الأعصاب، قد صاغتها جيناتنا، كما يقول فرانسيس هاري كومبتون كريك ، واحد من العلماء الذين اكتشفوا الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين الشهير بالدي إن إي.
في الواقع، بالنسبة لكثير من الباحثين، مثل عالم الحشرات إدوارد أوسبورن ويلسون، فإنّ الجينات هي التي تحافظ على ترابط الثقافات.
أما أنا، فقد قالوا لي في طفولتي:
بأنه لديّ روح وأنه خالد لا يموت، لقد علموني بأنه عند الموت، سيطلع روحي إلى السماء مع كل الناس الجيّدة (أوّد أن أشير لأنني نشأت في بيئة كاثوليكية بشكل كامل، ووفق المنطق الديني، كل كاثوليكي هو جيّد . تخيّلوا!!!!!). أيضاً، علموني بأنّ روحي، سيتذكّر كل ما عشته، كما سيلاقي كل الأحبة من الأموات السابقين، هؤلاء الذين وفروا لنا جولة، وسيجيبون على كل ما يقلقنا حول الحصول على واي فاي!!!
وفيما لو أنّ كل روح لديه الحق بجهاز التحكّم الخاص به. أيضاً أخبروني بأنه من السماء، سيكون بالإمكان رؤية الأحبّة الباقين على قيد الحياة، وربما بالإمكان التوسّط لهم من هناك. بمساعدتهم مباشرة.
على ما يبدو، فهذا صعب للغاية ومخالف للتعليمات!!
واقعياً، دون مفهوم الروح، الذي يحتفظ بالهويّة، ففكرة الجحيم غير مفيدة كليّاً.
ففيما لو يعذّب الشيطان روح لا يتذكّر الحياة التي عاشها، لا يتذكّر نجاحاته ولا إخفاقاته، كيف يمكننا القول بأن هذا الشخص يُحاسَب على أخطائه؟
لا أرى هذا، فَقَدَ هذا الشخص وجوده، فهو لا يتألّم ولا يُعاني، كما أنه لا يضحك ولا يشعر بالمتعه، ليس موجوداً، ولا معنى لمعاقبة روح دون هويّة بسبب أخطاء فرد غائب. هل التقطم الفكرة؟!
لقد أمضى الفلاسفة قروناً في نقاش الروح. اعتبرها بعض الفلاسفة فعل أو واقع العيش، وأنه بموتنا، سيموت هذا الفعل أو الواقع معنا. فيما تميَّزَ آخرون بروحانيّة أكبر، فاعتبروها قوى تتجاوز الموت.
في وقتنا الراهن، يوجد ميل لدى البعض للمؤالفة بين خطواتهم الميتافيزيقية وأفكار علميّة، تتصل بمواضيع حديثة ومعقدة في الفيزياء.
يؤكد هؤلاء "النفسانيون" بأنّ الروح ذو ميزات كوانتيّة، أو أنه مُتكوِّن من ذرات، أيضاً، يُقال بأنه مثل الطاقة وانه لا يموت أبداً بل يتحوّل فقط.
أخيراً، أيّ عنصر مُكوِّن للروح، هو مادة لاماديّة، أو مادة تحت ذريّة، فالروح عبارة عن إله دينيّ بامتياز، فكرة، قد رسَّختها ثقافاتنا فينا، وتتغيّر صورها كتغيّر أسماء الآلهة.
لا أقتنع بوجود الروح، الذي لقنوني معلومات عنه، عندما كنت صغيرة.
لذلك، لا أقتنع بالأرواح الأخرى.
القول بأن المفهوم الذي قد تعلمته بصغري، يعني انه الحقيقيّ والصحيح؛ هذا يعني أن ديناً ما أو عقيدة هي فوق الأديان الأخرى؛ وأنا لا أفكر هكذا.
واقعياً، كما ذكرت كل تلك التعريفات للروح، كذلك، أكون، بذات الطريقة، قد ألغيت الآلهة. فإذا اعتبرت بأن إلههم مزيفاً وأن إلهك غير موجود، فكيف يمكنني اعتبار إلهي حقيقياً؟
ذات مرّة، وخلال تواجدي في الحقل، حاولت تشغيل لمبة الغاز، لكنني لمست التيار الكهربائي بالخطأ، وفقدت الوعي. وعندما عدت الى ذاتي، وخلال الثواني الأُوَلْ، لم أستطع التعرّف على من أيقظني من غيبوبتي، وهو زوجي وقتها. لن أنسى تلك اللحظة بعمري، بدقة، لأنني تمكّنت من العودة إلى الشخص الذي أكونه انا. ففيما لو بقيت في حال كذاك، بحال ضياع كامل ودون القدرة على تذكّر من كُنت، فلا يمكنني القول بأنني أتابع كوني أنا ذاتي، ظهر لي انني أكون أنا ذاتي، بسبب حضور وجهي وجسمي، لكن، دون تذكّر ما يجعلني واعية لهويتي، فشخصي ليس حاضراً.
ملأت هذه القضايا الوجودية الصفحات والكتب الكثيرة، في ثقافات بشرية كثيرة، والتي يمكن اختصارها كلها بعمل عضو وحيد في جسم الانسان، هو:
الدماغ.
أقدّر القراءات الهامة لعلماء، مثل: فرانسيس كريك سالف الذكر، أوليفر ساكس، فيلايانور س راماشاندران وستيفن بينكر بين كثيرين غيرهم؛ لإيقاظهم فيَّ حبّ التعمّق بفهم الدماغ.
تلك الموهبة، التي تتمثّل بنقل المعارف بطريقة مثيرة وسهلة الفهم كما اتضح لي، لا تُشكّله تلك الآلية المدهشة، باعتباره جهاز مُنتج للأفكار فقط، بل أيضاً، الأثر الحاضر في وظيفيته المناسبة في كل ما نكونه، من مسلكيتنا إلى شخصيتنا وأمزجتها.
لقد حلّت نتائج أبحاثهم مشكلة وجود الروح بالنسبة لي.
لقد رأينا عدد من الحالات العصبية المدهشة، كحالة الشخص، الذي تسمح لنا مآسيه بملاحظة أهميّة الذكريات في مسألة الهويّة، التي نضطلع بها، وكيفية تخزين ماضينا كلّه في هذا العضو النهِمْ، الذي يقطن في رأسنا، ففيما لو تتأذى تلك المواد المُؤَرْشَفَة، ستتغيّر حياتنا كلها إلى نقطة الإختفاء أو التلاشي، لنُفسح المجال لظهور فرد آخر ليس لديه ماضٍ.
وفق هذا المعنى، يعني الحديث عن الروح الإشارة إلى الوعي، لكن، ليس الوعي المسؤول عن إمكانية إيقاظنا وإدراكنا للعالم، بل الذي يسمح لنا بإدراكه من خلال وجهة نظرنا الشخصية.
يقع المكان الذي تستوطنه معلوماتي ومعرفتي حول مَنْ أكون في شبكة عامة بالدماغ، يحتاج إخراج تلك المعلومات والمعرفة إلى عمل كامل لكل مناطق الدماغ الرمادية والبيضاء. عند حصول أذيّة خطيرة تسبّب غياب الوعي عن هويتنا الشخصية ذاتها دون عودة، سيعني هذا القبول بأنّ الشخص قد غادر الوجود.
تُساهِمُ فكرة الروح بتعقيد التفسير، فلا يوجد تعريف واحد مضبوط لها.
فمن الأفضل إبعادها عن معادلتنا والتركيز على تلك الشبكات العصبيّة المدهشة.
ففيها فقط، تحضر الإستجابات السلوكيّة وجميع التفسيرات الواقعيّة لهويتنا وماهيتنا وكفيتنا:
نعم، إنها كتلة متشابكة وخارقة من الخلايا العصبيّة!!
تقدم الفلسفات والأديان المتنوعة رؤى مختلفة لمفهوم الروح (حول مريم العدرا وجنس الروح)، هي رؤى متناقضة غير مُقنعة للكثيرين. فيما يُقدِّمُ العلمُ رؤية واقعيّة دماغيّة مُقنعة جداً للكثيرين كذلك.
وشكراً جزيلاً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق