Los seres humanos somos, desde el punto de vista de la clasificación biológica, Primates, un Orden de mamíferos que conocemos más familiarmente con el nombre de monos. Desde esta perspectiva, la discusión sobre si venimos o no del mono es estéril; porque eso es precisamente lo que somos nosotros: monos. Sin duda somos unos primates especiales, que nos distinguimos de los demás por una serie de rasgos únicos. Pero ¿cuáles son dichos rasgos? y ¿cuáles de nuestras características son comunes al resto de nuestros parientes, los demás monos?. Para saberlo, es conveniente conocer que tipo de primate somos, cuáles de entre los demás primates se parecen más a nosotros y en qué estriba dicho parecido
Leer el resto, aquí
نشكّل نحن البشر، انطلاقاً من وجهة نظر تصنيف علم الأحياء، جزء من الرئيسيّات، وهي رُتبة من الثدييات التي تضمّ الإسم الأشهر ألا وهو القرود.
اعتباراً من هنا، النقاش حول إمكانية مجيئنا من القرود، أو لا، هو نقاش عقيم، لأننا، فعلياً وبدقّة، قرود. لكن دون شكّ، نشكّل نوع رئيسيات خاص، فنتميّز عن باقي الرئيسيات بسلسلة من الملامح الحصريّة.
لكن، ما هي هذه الملامح بالتحديد؟
وأيّ خصائص مُشتركة، تجمعنا مع باقي أقربائنا من القرود؟
لاجل معرفة هذا، من المناسب معرفة أيّ نوع من الرئيسيات نحن؛ وأيّة رئيسيات أخرى تشبهنا أكثر؛ وأين يكمن هذا الشبه.
الرئيسيات نوع من الثدييات المتكيفة مع حياة الأحراش المدارية. في وقتنا الراهن. يُعرَف حوالي 175 نوع منها متوزعين في مناطق مدارية بأميركا، آسيا وأفريقيا. البشر الوحيدون من الرئيسيات، الذين استوطنوا بنجاح في كل الانظمة البيئية الموسمية ضمن المناطق المعتدلة من العالم. بالعموم، الرئيسيات نباتيّة آكلة للثمار، وبالرغم من احتواء أنظمتها الغذائية على التنوع، بما فيها تناول اللافقاريات وأحياناً الثدييات. تحتوي أجسام الرئيسيات على هيكل عظمي أوليّ بشكل أساسي، لديها بنية سنيّة بالإضافة لميزات خاصة اخرى متطورة جداً. ترتبط تلك المزايا بمشهدين، قد ميّزا التاريخ التطوريّ للمجموعة، هما:
العيش على الاشجار + الألفة الاجتماعيّة.
في وقتنا الراهن، يُميِّزْ بين رُتبتين فرعيتين ضمن رُتبة الرئيسيات، هما: الهباريّات وبسيطات الأنف. الأولى، هي مجموعة قليلة التنوع وتتوزع جغرافيا بمناطق محدودة. فيما تُشكّل الثانية النوع الأكثر بدائيّة بين الرئيسيات، ولهذا يُطلق عليها اسم {القرود البدائيّة}. ينتمي لبسيطات الأنف رئيسيات أميركا الجنوبية، مجموعة سعادين العالم القديم والتي ينتمي لها (البابون، الماندريل والمكاك وأشباهها) وجماعة القرود بشرانيات وأشباهها (الغيبون، أورانغتون، شمبانزي، غوريللا والبشر). يتم تمييز مجموعة البشرانيات بسبب فقدان الذيل، عبر سلسلة من التكيفات لتأخذ شكلها الخاص في التنقُّل بين الاشجار، التنقل بالذراعين فقط. أي التعلُّق بالذراعين.
تشكّل القرود البدائية أو السعالي البدائية الحالية الممثل للجماعة السلف للقرود أو السعالي.
من بين اولئك، شكّلت سعادين العالم الجديد أوائل من ابتعدوا عن الجذع المُشترك، حيث انفصلت بوقت لاحق لسلالات تطورية من سعادين العالم القديم والبشرانيات ، والتي تنوّعت بشكل مستقلّ. من بين مجموعة البشرانيات، حصل مباشرة انفصال الخطوط التي ستعطي المجال لظهور البشرانيات الراهنة الآسيوية. هكذا نجد أنّ جماعة الغيبون هي أول من تباعد واتبعت خطّ، أدّى إلى ظهور الأورانغتون.
ضمن مجموعة الأنواع الأفريقية، ظهرت سلالة الغوريللا بالمقام الاول، بينما الخطوط التطورية للشمبانزي وللبشرانيات (المجموعة التي نندرج باطارها ككائنات بشرية) هي آخر من انفصل، أي منذ ما يقرب من 5 ملايين عام.
وفق هذه الصيغة، نمتلك كبشر مزايا خاصة بالرئيسيات، جنبا لجنب وحصريا مع الهباريّات والبشرانيات على التوالي.
التوزُّع الجغرافيّ للرئيسيات
الأنواع الــ 175 لرُتبة الرئيسيات، ونسبة لاحتياجاتها البيئية، هي مجموعة شديدة
التجانس. يمكن تعميم القول بأنّ الرئيسيات عبارة عن ثدييات تعيش في
أحراش استوائية رطبة (أحراش مطيرة) أو في في مناطق شبه
استوائية ذات أمطار موسمية غزيرة وفترات جفاف تساهم بإفقاد بعض الأشجار
لأوراقها. في هذا الوسط البيئي الغابيّ الحارّ والماطر، تابعت تطورها،
وبالتالي، لدى كل الرئيسيات عدد من التكيفات مع الحياة على الاشجار.
يوجد، مع هذا، بضع استثناءات قليلة على هذا التعريف البيئيّ للرئيسيات الساكنة للحرش الاستوائيّ. فنحن البشر، من تلك الاستثناءات القليلة،
بالرغم من أنه فقط منذ 2.5 مليون عام قد تركنا الاحراش الاستوائية؛ وبدأنا
بالسكن في بيئات ذات أشجار أقلّ. كذلك طورت جماعة البابون وجودها في مناطق
السهوب الأفريقية، بالرغم من لجوئها للاشجار ليلاً للحماية من المفترسين
المُحتملين. كذلك تكيف بعض المكاك مع مناطق أبرد كبعض
مناطق شمال افريقيا وجنوب اوروبا وسفوح الهمالايا واليابان.
بناء على الجغرافيا الحيوية النباتيّة، يمكن التمييز
بين 6 ممالك زهريّة في العالم.
يتوافق توزع الرئيسيات عملياً مع مملكتي الاستوائية القديمة والاستوائية الجديدة. تغطي المملكة الاستوائية القديمة منطقة مدغشقر وكامل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقريباً باستثناء طرف القارة الجنوبيّ،
الذي ينتمي لمملكة زهرية أخرى تسمى كابينس Capense والتي تعيش بها الرئيسيات
ايضاً. تمتد المملكة الاستوائية القديمة في آسيا عبر شبه الجزيرة الهندوستانية (باكستان، الهند وبنغلاديش)، بورما، الجنوب الشرقي للقارة الآسيوية (تايلند، لاوس، كمبوديا وفيتنام) وفي جزيرة (اندونيسيا)، وكذلك في
الفيليبين.
بينما تغطي المملكة الأستوائية الجديدة كامل أميركا الوسطى والجنوبية، ما عدا
المخروط الجنوبيّ (الذي ينتمي للمملكة القطبية الجنوبية). أراضي هاتين المملكتين حارّة (دافئة)، وتقع بغالبيتها بين منطقتين
استوائيتين (مداريتين)، بين السرطان في الشمال والجدي بالجنوب. يكمن
السبب الاساسي لغياب القرود عن المناطق الاستوائية وضوح تبدُّل الفصول،
والتي تبرز أكثر، كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.
تتنوع الرئيسيات، جيداً، وفق أنظمتها الغذائية، حيث نجد أنواع
نباتيّة بشكل كامل، بينما بعضها الآخر لاحم ويعتمد بغذائه على
فقاريات صغيرة ولافقاريات كالحشرات، حيث تخصصت بعض الرئيسيات بتناولها.
حتى البابون والشمبانزي، يصيدون ويستهلكون ثدييات أخرى أحياناً، بالرغم من
أنّ نظامها الغذائيّ نباتيّ.
بالرغم من التنوّع بنظامها الغذائيّ، للرئيسيات حدود بيئية، من
قبيل، لا يمكنها تحمل حقبات زمنية طويلة، والتي تتوافق مع مُناخات فصليّة،
حيث لا يوجد بها فواكه ولا وريقات خضراء ولا سوق وبراعم طرية ولا حتى حشرات تتغذى
عليها. يتوقف تعاقب الفصول على انحراف محور الارض، والذي قد يتغير بناء على تقلبات
خفيفة قد وُجِدَتْ بشكل دائم. لكن كذلك، تُشكِّلُ برودة كوكبنا، بآخر بضع ملايين من
الأعوام، سبباً آخراً هاماً عند محاولة تفسير التوزع الجغرافي الراهن
للرئيسيات، لاننا سنرى أن المرحلة الفصليّة مُضخّمة عبر التغيُّر
المُناخي. فالأراضي الأبعد عن خط الإستواء، الآن بوقتنا الراهن، هي أكثر
برودة في فصل الشتاء منها في الماضي.
يوجد إلى شمال المملكتين الزهريتين الاستوائية القديمة والجديدة: مملكة مواطن القارة الشمالية والتي تشتمل على شمال أميركا، شمال افريقيا، كامل اوروبا وكذلك
كامل آسيا (من المناطق التي لا تنتمي إلى مملكة الإستوائية القديمة). في
مملكة مواطن القارة الشمالية، تعيش الرئيسيات فقط في المنطقة الشرقية من آسيا، والتي
تضم الصين، كوريا واليابان. كذلك يعيش نوع المكاك البربريّ في شمال
افريقيا. لا توجد قرود في باقي مناطق مملكة مواطن القارة الشمالية، سواء في التوندرا، أو التايغا الشمالية، الاحراش المعتدلة،
الاحراش المتوسطية، البادية أو الصحراء.
أخيراً، لدينا مملكة الاستراليانية المتكونة من استراليا وتاسمانيا، ولم تصل الرئيسيات إليها.
كذلك،
يقسم التنوع الحيوي الجغرافي العالم الظاهر لممالك ومناطق وفقاً للتوزع
الجغرافي للانواع الحيّة من الفقاريات الارضيّة. بمصطلحات عامة، تتوافق
التقسيمات الحيوية الجغرافية لعلماء الحيوان وعلماء النبات، حيث انها في
الواقع، تعكس تاريخ الحيوانات والنباتات، والتي لا تختلف فيما بينها كثيراً.
تنقسم الممالك الحيوية الجغرافية نسبة للحيوانات إلى ثلاثة. مملكة نيوجيا، التي توافق مناطق أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى. مملكة أركتوجيا، والتي
تضم كل أوراسيا، أفريقيا وشمال أميركا. بدورها، تنقسم هذه المملكة لمناطق، منطقة نيارتيكا (أميركا الشمالية)، منطقة باليارتيكا (أوروبا،
شمال أفريقيا وتقريبا كامل آسيا)، منطقة إتيوبيكا (كامل افريقيا ما عدا
ساحل المتوسط، اضافة لشبه الجزيرة العربية ومدغشقر)، والمنطقة أورينتال (الجزء الإستوائي بجنوب وشرق آسيا، اندونيسيا والفيلبين). تسكن الرئيسيات
مناطق إتيوبيكا وأورينتال، وتختفي في مناطق نيارتيكا وباليارتيكا، مع
استثناءات لنوع المكاك البربري والمكاك الياباني.
أما المملكة الثالثة فهي نوتوجيا، التي تشمل استراليا، غينيا الجديدة،
تاسمانيا وجزر صغيرة باندونيسيا، مع مجموعة أصيلة من الحيوانات التي
تقدّم تاريخا طويلا من الانعزال في الماضي. فقط، يعيش قليل من الأنواع الحية من
الرئيسيات (الى جانب الانسان) حاليا في مملكة نوتوجيا.
بضع ثدييات قليلة الأصالة
لنتحدث
تشريحياً، لا تبرز الرئيسيات، كمجموعة، جرّاء حضورها بين الثدييات
المشيميّة، بل على العكس من هذا تماماً. ففي العموم، تغيّر هيكلنا العظمي،
قليلاً، اعتباراً من أسلافنا المُشتركين مع باقي المشيميات. فعلى سبيل
المثال، ما زلنا نمتلك 5 أصابع في اليدين والأقدام، ولدينا ترقوة في
حزام الكتف، وهي ملامح قد تعدلت لدى أغلبية الثدييات بشكل هائل، أو قد فقدتها
حتى. كذلك لم تتعدل بُنيتنا السنيّة كثيراً، لا في العدد ولا في البنية الشكلية، خصوصاً الأضراس (الطواحن).
نمتلك كثدييات 4 أنواع من الأسنان في
الفم. يقع في الجزء الأمامي القواطع وهي مخروطيّة
الشكل (كحالها عند اللواحم) أو مُنبسطة (كالحالة عند القوارض أو
الرئيسيات)، ويقع في الجزء الخلفي الأنياب ذات شكل مخروطيّ والأكثر
تطوراً من باقي الأسنان، ثمّ نجد الضواحك، لنصل بالنهاية للطواحن. لقد طرأ ت
تغيرات سواء بما يخصّ عددها كما شكلها عند جماعات الثدييات، اعتباراً من
السلف المُشترك لها جميعها. لأجل توصيف البنية السنيّة لدى أحد الثدييات،
يستخدم علماء الحيوان تعبير "الصيغة السنيّة". حيث تُبدي أسنان الفكّ العلويّ كما أسنان الفكّ السفليّ تناظراً ثنائياً، فيكفي
توصيف البنية السنيّة لجهة الفكّ العلويّ ولجهة من الفكّ السفلي فنرى
الترتيب، قواطع، ناب، ضواحك وطواحن.
كمثال، نحن نمتلك الصيغة السنيّة
التالية:
2123/2123، أو 2 قواطع، 1 ناب، 2 ضواحك و3 طواحن، في كل جانب من الفم، في الاعلى كما في الاسفل.
حسناً، فالصيغة السنيّة لسلف كل الرئيسيات، هي: 2133/2133، والتي لا تختلف
كثيراً عمّا لدى الثديّي السلف: 3143/3143. لقد فقدنا كرئيسيات قاطع بكل
جانب من الفم (أعلى وأسفل) وواحد (أو إثنين) من الضواحك. يشكّل هذا
الفارق أمراً ضئيلاً جداً، فيما لو نفكّر بأنّ غالبية رُتب الثدييات الاخرى، قد
تعرضت لتعديلات جذريّة أكبر بعدد القطع السنيّة.
إضافة لأنّ طواحن كثير من جماعات الثدييات،
وبناء على نظامها الغذائيّ، قد تعرضت لتطور كثيف، قد ساهم بتغيير الشكل
الاصليّ للطبقة السطحية الماضغة في تاج السنّ، ابتداءاً من تكوين قمة
دائريّة ومنعزلة، وصولاً لقمم متطاولة مسطحة ومستقيمة (كالتي تمتلكها
اللواحم). وعلى اعتبار أنّ غالبية الـ 175 نوع من الرئيسيات الأحياء، تمتلك نمط تغذية متخصص قليلاً، بالرغم من سيطرة البُعد النباتيّ،
فمورفولوجيّة طواحنها، لم تتغيّر، بالكاد، من السلف المُشترك مع باقي
الثدييات.
ما تغيّر فينا كرئيسيات: سلسلة من الميزات
الهيكليّة العظميّة، الفيزيولوجية والسلوكيّة والتي تتحدثّ عن الاساس
البيئيّ الاصليّ لمجموعتنا، نحن الرئيسيات، بشكل رئيسيّ، حيوانات
شجريّة واجتماعية وذكيّة. لقد تخطينا نقص التكيفات الهيكلية العظمية بفضل
مرونتنا السلوكية الكبرى، فقد تمكنا من التكيف مع بيئات وصيغ حياة متنوعة،
لكن، نستمرُّ كورثة للعيش على الأشجار.
من غصن إلى غصن
نتقاسم،
كرئيسيات، سلسلة من الملامح الحصرية، وهي تكيفات لنوع خاص من الحياة على الأشجار. فهكذا، يتعارض إبهامنا (على
الأقل في الأيدي) مع باقي الاصابع، ما يسمح بإغلاق قبضة اليد ،
وبالتالي، تحقيق القدرة على التقاط الأغصان، سواء لتعلُّقنا كما لتسلقنا،
أو ببساطة لنبقى عليها. تُشكِّلُ هذه الامكانية، التي يتمتع الإبهام بها،
القاعدة التي ترتكز عليها وحدة الاصابع الخمسة، والتي تُمكِّن من الإمساك بالاشياء بدقّة والتحكُّم بالأشياء.
من جانب آخر، نمتلك كقرود عيوناً
جبهيّة، ما يعني وقوعهما بالجزء الأماميّ من الوجه.
وكنتيجة لهذا، تصل صورتان متشابهتان جداً من كل عين إلى الدماغ. قد يبدو أمر لا يُفيد، لكنه يحدّد حقل الرؤية الاجماليّ، وهو أكبر عند
حيوانات تمتلك عيوناً على طرفي الوجه، وفي الواقع هذه الميزة: هي التي تشكّل قاعدة
رؤيتنا المُجسّمة في ثلاث أبعاد، والتي تسمح لنا بتقدير المسافات بدقّة
كبيرة. بناء على التصالبة البصرية، حيث يصل كل جزء من الألياف، لكل عصب بصريّ، إلى نصف الكرة الدماغيّة المعاكس، حيث تصل الصور لكل نصف كرة دماغيّة
دفعة واحدة من كل عين. وباعتبار أن الصور الواردة من كل عين، تختلف
بشكل يقلّ أو يزيد وبحسب بُعد الهدف المرئيّ (على مسافة أبعد: اختلاف
أكبر)، يُقارِنُ الدماغ بين كلا الصورتين ويستنتج مسافة الهدف.
تُعتبر هذه الكفاءة نتيجة أساسية للتمكُّن من القفز من غصن لغصن آخر.
لم يُشكِّل القفز بنجاح، الكفاءة الوحيدة
المرتبطة بالرؤية المُجسّمة، بل شكَّلَ التحكُّم بالأشياء أمراً مفضلاً لرؤيتنا ثلاثية الأبعاد، الأمر، وهو ما يسمح للدماغ بتوجيه الأيدي بصورة
فعّالة.
بالعودة إلى موضوع الأصابع، وبالرغم من عدم
ارتباطها الجليّ بالحياة الشجريّة، نمتلك نحن الرئيسيات أظافر مسطحة (على الاقل في إبهامات الأقدام)، صفائح عوضاً عن المخالب. أخيراً، عندما تأتي الأبناء الى الحياة،
يتوجب عليهم التنقل مع أمهاتهم في بيئتها الشجرية. كنتيجة لهذا، تُولَد
الرئيسيات مع أهليّة حركيّة متطورة كفاية، وهي التي تسمح لها بالإمساك
جيداً بجسم الأم وعدم الوقوع عندما تتنقل الام. هكذا تُبدي الرئيسيات عند
ولادتها حضور مُبكّر للبلوغ العصبيّ.
إجتماعيّة وذكيّة
مع
وجود قليل من الاستثناءات، تعيش غالبيّة الرئيسيات في جماعات اجتماعية
ذات تعقيد بالغ. ويُعتبر هذا الأمر أحد أهم أسباب بقائها على قيد الحياة،
حيث تزيد الحياة، كجماعة، من فعالية تحديد مكان الغذاء والدفاع بمواجهة
المُفترسين. يترافق تعقيد الحياة الإجتماعية للرئيسيات مع نموّ ملحوظ
بذكائها، ويُفهم هذا من خلال مرونة سلوكها لحظة اتخاذ القرارات.
وربطاً بما تقدّم، تشكّل الرئيسيات، جنبا
لجنب مع الحيتانيات، جماعة الثدييات الأكثر دماغيّة، ما يعني، أن
الرئيسيات ذات أدمغة أكبر حجماً مما هو متوقع لثديّ "تقليدي" بحجمه
الجسديّ المعروف. ضمن الرُتبة، تُعتبر قرود بسيطات الأنف، بالعموم، ذات
دماغ أكبر مما لدى قرود الهباريّات. ويبرز بين قرود بسيطات الأنف قرود البشرانيات بفضل حجم دماغها، البشر والشمبانزي، بهذه الرُتبة، أبطال امتلاك الدماغ الأكبر بين الرئيسيات.
من
جانب آخر، يُشير ظهور الحياة الاجتماعية والسلوك المرن (الغير غريزيّ أو
فطري) لاحتياج الرئيسيات لفترات تعليم أطول زمنياً من باقي
الثدييات. بهذا الشكل، مرحلة الطفولة أطول، حيث يتعلم الأبناء كل ما
هو ضروريّ للبقاء على قيد الحياة والسلوك الصحيح ضمن الجماعة. في مرحلة
الطفولة المديدة قيمة اضافيّة، حيث تنمو الصغار ببطء، ولا ضرورة لحليب الأم ذو نوعيّة عالية الجودة (في الواقع لا يتميز حليب الرئيسيات
بغناه الغذائيّ)، الامر الذي يحمي الأم من حالات الكرب الغذائيّ، والذي
يحصل عادة عند جماعات النموّ السريع (كالسنُّوريات، على سبيل المثال). وكعاقبة لهذا، تقلّ نسبة وفيات الصغار بسبب التغذية الأقلّ.
علاقات الرئيسيّات التطورية
سواء
بحسب المعطيات القادمة من علم الإحاثة، كما دراسات علم الأحياء الجزيئي،
تتفق كلها على الإشارة إلى تقاسم البشرانيّات لسلف مُشترك
حصريّ، قد عاش منذ ما يقرب من 24 مليون عام. شكّل خطّ الغيبون أول حالة ابتعاد
عن الجذع المُشترك، وحصل هذا قبل ما يقرب من 20 مليون عام. بوقت لاحق،
انفصل الأورانغتون، منذ ما يقرب من 14 مليون عام.
عاش السلف المُشترك
الأخير الحصريّ للقرود الأفريقية البشرانية (غوريللا، شمبانزي والبشر)
منذ ما يقرب من 7 ملايين عام، وهي اللحظة التي أعطت الاصل لسلالة
الغوريللا. بالنهاية، انفصل خطّا الشمبانزي والبشر التطوريان منذ أكثر من 5
ملايين عام بقليل.
ما
يعني، بأنّ الشمبانزي هو قريبنا الأكثر قرباً، شقيقنا، لكن ليس سلفنا.
كذلك تجدر الاشارة لامتلاك الشمبانزي والبشر لصلة قرابة أكبر مما يربط
الشمبانزي بالغوريللا.
بذات الصيغة، تُعتبر الشمبانزي والغوريللا والبشر
الأكثر قرباً تطورياً بين بعضها البعض، وأكثر من قرب أيٍّ منها مع الاورانغتون.
الغيبون، هم الاقرباء الأكثر بُعداً عن باقي القرود الافريقية أو البشرانيّات. للتعبير عن هذا، وفق مصطلحات عائليّة، نحن البشر
والشمبانزي "أخوة"، والغوريللا "أبناء عم البشر"؛ الأورانغتون "أبناء
عم ثانويين – قرابة درجة ثانية" والغيبون "أبناء عم ثالثين – قرابة درجة
ثالثة".
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة