Qué ocurre después de la muerte de los individuos humanos? Es una pregunta que todos los hombres nos hacemos al menos en algún momento de nuestra vida y que ha preocupado a la humanidad desde sus orígenes. Las religiones tienen la muerte muy presente en sus doctrinas y buscan soluciones. Los filósofos tampoco pueden escapar a este interrogante y los científicos tratan de buscar explicaciones... tarea difícil. Solamente se puede especular e imaginar, partiendo de los conocimientos de nuestra época. Imaginemos las posibles alternativas:
سنتخيل البدائل الممكنة بخصوص هذه القضيّة، كالتالي:
تمتلك الحياة الظاهرة، أساسها، في الدماغ وفي نشاطه العصبيّ.
العصبونات، عبارة عن خلايا متخصصة جداً، تترابط في عضو كهذا (الدماغ)، وتُقيم اتصالات فيما بينها، عبر الدارات العصبيّة، كقاعده للوظائف الدماغيّة العليا:
Alternativa materialista
De cómo la materia viva se descompone
Leer más, aquí
.
ما الذي يحصل بعد موت أفراد البشر؟
هو سؤال تقليدي، قد
تعرّض كثيرون له، بلحظة ما بحيواتهم، وقد شغل البشريّة منذ بدايات ظهورها.
يحضر الموت في العقائد الدينية بقوّة، حيث توفّر تلك العقائد للمؤمن أجوبة ما.
كذلك، لا يمكن للفلاسفة تجاهل هذا السؤال، وأيضاً، يحاول العلماء البحث عن تفسيرات
مُقنعة.
إنها مهمة شاقّة لا شكّ. حيث يمكن التكهُّن والتخيُّل بناءاً على معارفنا
المتوفرة.
سنتخيل البدائل الممكنة بخصوص هذه القضيّة، كالتالي:
البديل الماديّ
كيف تتحلّل المادة الحيّة؟
أول شيء والأكثر بداهة وبساطة، لا يوجد بعد الموت أيّ
شيء.
تتوقف الآلة الحيوية للفرد عن العمل، يتحلّل ببطء، حتى أنّ جزءاً من بقايا جسده
تصلح كطعام لكائنات حيّة أخرى (ديدان، بكتريا، ... الخ)، وبجزء منها، تتحول لمواد
ترابية أخرى، فيما لو يتم دفن الفرد، أو يتحول لرماد وغازات فيما لو يُحرق الفرد،
ما يعني تحول المادة الحيوية لنوع مادة أرضيّة أخرى.
يحصل هذا مع كل أنواع جثث
الكائنات الحيّة، وبهذا، يحدث إكمال مبدأ تدوير المادة ضمن الأنظمة البيئية.
يبقى
النوع الحيّ على قيد الحياة .. تبقى الجينات على قيد الحياة .. تبقى الحياة قيد
الإستمرار.
أي نعيش سويّاً؛ ونموت فُرادى.
الأفكار،
المنظومات الفكرية، الذكاء، أي ما ينطوي على أيّ نشاط دماغيّ يُولّدْ مع الدماغ
العامل، كلها تموت بموت الدماغ، لن تتواجد. وسيشكّل هذا رؤية "ماديّة" للموضوع.
كذلك ستموت "روح" الإنسان بموت جسده، فهي مُنتج من جسمه
الماديّ في حالة العمل.
لذلك، شكّل التكاثر الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد
الحياة، وهي التي تحقق إدامة النوع الحيّ بزمن ملموس، والذي يُصاغ بالتطور.
إنها استراتيجيّة حياة، تتبعها كائنات حيّة حقيقيّة
النوى لا بكتيريّة، تتمتع بامتلاكها للتكاثر الجنسيّ، تموت الخلايا والكائنات
الأفراد؛ فيما يبقى النوع الحيّ على قيد الحياة عبر الزمن وبالتضحية بأفراده، وبمرور
الزمن، تتغيّر الانواع الحيّة، تتطور وتستمر الحياة بصيغة أو بأخرى.
وفي الواقع ما
يدوم، هو المُورِّثات (الجينات) وجزيئاتها من الأحماض النووية.
المُورِّثات في الكائنات الحيّة هي محفظة المعلومة
الحيويّة، والتي تتراكم بطول التطور، وبهذا، تشكّل كل مرّة كائنات أكثر تعقيد
وتملك معلومة أكثر، الامر الذي يجعلها ذاتيّة الإكتفاء ومستقلّة عن البيئة أكثر، هكذا هي الثدييات بالعموم، وحال النوع البشريّ على وجه الخصوص.
استراتيجيّة
البكتيريا
تتشكّل،
بأحيان أخرى، كائنات حيّة بسيطة وتعيش بكل مكان، لا تحتاج إلى درجة عالية من المعلومة
الوراثيّة (الجينيّة)، لكنها مجهّزة خصيصاً لمقاومة أيّ تغيّر بيئيّ، وخصوصا بسبب تكاثرها
السريع، والذي يعطي الكثير من المتحدرين:
إنها البكتريا. في هذه البكتريا، والتي تتكاثر كما هو معتاد بالانقسام اللاجنسيّ، فيما لو
يمكن الحديث عن استمرار الأفراد بمرور الأجيال، فلا يحدث بصورة مضبوطة.
بحيث أن
البكتريا ليست نسخاً مضبوطةً من بعضها البعض، لوجود تنوّع جينيّ قادم من عدّة
أسباب، أهمها الطفرات، أو من خلال فيروسات ونوع من التكاثر الجنسيّ الذي
يطبقونه أحياناً وهو الإقتران البكتيريّ.
لماذا
تموت الخلايا؟
لماذا
لا تتمتع الخلايا بالخلود، وبالتالي، لا تموت ؟
توجد مجموعة من الأسباب التي تُنهي حياة الخلايا.
ففي المقام الأوّل، عندما تتكاثر الخلايا، ستقصر نهايات القُسيمات الطرفية، وهذا سيجعل الخلايا تمتلك عدد
محدود من الانقسامات الفتيليّة أو المُساوية.
وفق هذه الصيغة، نحصل على ذريّة خليويّة محددة ذات عمر يقدّر بأيّام معدودة. وهذا
لا يحدث في الخلايا السرطانيّة فقط!!!!!!
من
جانب آخر، المردود الطاقيّ العالي الذي تحصل الخلايا عليه من التنفّس بحضور
الأوكسجين له ثمن؛ ففي بداية ظهور الحياة، عاشت الخلايا ببيئات فقيرة جداً
بالأوكسجين، في غلاف جوّي منخفض التأكسد بتعبير أفضل.
وعندما ظهر التمثيل الضوئيّ
الأوكسجينيّ خلال عمليّة التطور الحيويّ، حصل إغناء للغلاف الجوي والمياه بشكل
متدرج بالأوكسجين، حتى نتج غلاف جوّي متأكسد شبيه بالغلاف الجوي الراهن. إضافة لأنّ
الاوكسجين، قد شكّل طبقة من الأوزون في طبقة الستراتوسفير، تقوم بمنع مرور الإشعاعات
الفوق بنفسجيّة ذات الموجة القصيرة والمُعادية بعنف للخلايا.
سمح هذا الحدث الخطير
بانتشار الحياة، وبوقت لاحق، غزو الوسط القاريّ الأرضيّ، خصوصا من قبل جزء من الخلايا حقيقيّة النوى أي الخلايا الغير بكتيريّة.
بالبداية،
لم تمتلك الخلايا دفاعات مضادة للأوكسجين في البيئة، وهو شديد التفاعل وقد
توجّب على كثير من تلك الخلايا الخضوع للواقع.
لكن، الحياة عنيدة ومستمرّة وتعلمت تلك الخلايا حماية نفسها بمواجهة هذا العدوّ سريعاً، حيث ظهرت على سبيل المثال،
أنزيمات تمكنت من تحييده، ولكن لم تتعلم فقط حماية نفسها منه، بل تعملت استخدامه
لمصلحتها، فابتكرت التنفّس بحضور الأوكسجين أو ما يُعرف باسم التنفّس الهوائيّ.
نُفِّذَ هذا الابتكار في عضيات مناسبة اسمها المُتقدرات أو الميتوكندريون، والتي هي بالاساس عبارة عن بكتريا تعايش ضمنيّ
قديمة (شيء شبيه بمعايش داخلي).
ولكن كما قلنا سابقاً، هذا الابتكار له ثمن، حيث تنتج جذور أوكسجين، الجذور الحرّة
والمتفاعلة بقوّة، وتنتهي بتحقيق الأذيّة لبُنى حيوية بالخلايا، كالغشاء البلازميّ.
يمكن تأخير هذا التلف باتباع حمية غذائيّة "صحيّة" كالنموذج
المتوسطيّ الغذائيّ، وكذلك، مع استهلاك فيتامينات واقية من الأكسدة مثل الفيتامين إي E.
إضافة
لأخطاء جينية متراكمة، في الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين DNA خلال عمليّة التضاعف وبفعل عوامل خارجيّة عدوانيّة
بشكل يقلّ أو يكبر (الطفرات)، يمكنها أن تساهم بموت الخليّة.
وبهذا رأينا،
أعلاه، بضع أسباب رئيسيّة في عملية الشيخوخة الخليوية وموتها.
بدائل
غير ماديّة
البديل
الثاني، أنّه بعد الموت الفرديّ للكائن الحيّ، سيكون هناك شيء غير ماديّ، لا يُعرف
إلى أين يذهب بالضبط.
وبهذا الإطار، يمكننا طرح 3 قضايا:
تتعرض الكائنات الحيّة لهذه العمليّة؟ أو فقط الحيوانات العليا؟ أو فقط الإنسان
باعتباره كائن حيّ ذو خصوصيّة، بنظر البعض؟
ما
هي طبيعة "شيء" لا ماديّ؟
ما
هو مصير ووظيفة هذا "الشيء"؟
هل
هو طاقة روحيّة؟
من
المنطقيّ التفكير بأن تعقُّد الكائن الحيّ بالتنظيم، فهذا الشيء عبارة
عن نوع من الطاقة، كذلك، هو أكثر تعقيد، لكن، ألا يستمرّ حضور الكائن الحيّ إثر موته؟
ربما تتوقف مدّة "هذا" على التعقيد، عندما يبلغ مستوى محدّد من التنظيم الحيويّ، تستقرّ "الروح" وتستمرّ.
يمكن أن تظهر، عندما تبلغ مستوى من النضج العقليّ والوعي
كالتي يبلغها الانسان، وهي حالة ذات مستوى عالي من المادة – الطاقة، مستوى أوّل،
مادة غير حيّة، مستوى ثانٍ، مادة حيّة، مستوى ثالث، طاقة روحيّة.
من الصعب الاعتقاد بأنّ هذا "الشيء" (روح،
نفس، ... الخ) من طبيعه ماديّة، بحيث أننا لا نراها ولا نتصورها ولا يمكننا
إثبات ماديتها علمياً.
يمكننا التفكير بنوع ما من الطاقة.
كذلك، لم يكن
بالامكان إثبات وجودها وطبيعتها. لكنها قائمة في الثقافة البشريّة، ولدينا
اقتباسات، منها:
العلوم البديلة مثل الباراسيكولوجيا (علم ما وراء النفس)، والتي تتحدث عن هذا الشيء أو شيء متصل: الطاقة النفسيّة، السفر الكوكبيّ، الإكتوبلازم، حزام الطاقة المحيط بالكائن الحيّ، .... الخ.
تتحدث
العقائد والروايات الشعبية عن الأشباح، الأرواح الخيِّرة والشرّيرة، الموتى
القائمين من موتهم .... الخ.
الأديان هي أكثر المصادر، التي تجعلنا نؤمن في الروح الخالدة والملائكة والشياطين وقيامة الموتى والآلهة أو الإله.
أرواح
طاقيّة؟
علمياً،
قضيّة غير ماديّة كهذه، بكل الاحوال، فيما لو تكن موجودة، فيمكن أن تشكّل نوع غير
معروف من الطاقة أو غير محددة حتى اللحظة.
أيّ نوع من الطاقة؟
طاقة
كهرومغناطيسيّة، ضوئيّة، من الفراغ، عقليّة .....
هل يمكننا إنتاج نشاطنا العقليّ المتجمِّع والمُخزَّن
بواسطة ذكاء أعلى، أو بصورة طبيعية عن طريق وحدات معلومة طاقيّة، وبهذا، تصبح محفوظة
وخالدة؟
من الممكن أن تُصنَّعْ تلك الوحدات أو الأرواح مع حياة كل شخص، ولاحقا،
تُستعمل من قبل وحدات عليا (آلهة)، لإغنائها أو ربما لتشكّل جزء من "روح" الكون.
يوجد مستويات عديدة للتنظيم في الكون، هي:
1- المادة غير الحيّة والمُرتبطة بالطاقة المعروفة مع
متغيراتها المتنوعة.
2- المادة الحيّة المُرتبطة بالطاقة الروحيّة، تخزّن
الكائنات الحيّة المعلومة في وحدات معلومة حيويّة هي المُورِّثات (الجينات).
لذلك تستخدم لغة
مُتكونة من 4 أحرف (4 قواعد نيتروجينية للدي إن إي) والتي تشكّل وحدات متنوعة من
المقاطع المتشكلة من تكرارات متنوعة لهذه الأحرف الأربعة.
طوال حياة الفرد المنتمي
لجماعة نوع حيّ، تسجّل تلك المُورِّثات معلومة خبراتها الحيوية وتأثيرات البيئة
وستحدّد تطور النوع الحيّ، تتخزّن كل المعلومة المتصلة بتأريخ النوع الحيّ وأصوله
وأسلافه في مُورّثات (جينات) أفراده.
النوع الحيّ، واعتباراً من أعضائه، سيتطور وسيتغيّر وفق
التغيرات البيئيّة.
لكن، كذلك، يوجد تأثير للنوع الحيّ بالبيئة، بحيث يتغيران سويّاً، يتفاعلان فيما بينهما.
يمكن تحصيل الكمّ المعلوماتيّ الأكبر المُخزَّن في
المُورِّثات، وبمختلف الأنواع الحيّة، من خلال نقلها لوحدات روحيّة طاقيّة قادرة على
تخزين تلك المعلومة، ستكون أنفس أو أرواح فردية لكل كائن حيّ، أو على الأقلّ
لكائنات حيّة محددة وذات تعقيد ملموس، البشر؟
أو حسناً طاقة جماعيّة، تجمع
المعلومة الحيويّة، طاقة روحيّة كونيّة، لكن هل بالإمكان تحصيل هذا؟
أرواح
معلوماتية؟
ربما الطريق عبر الرُقاقات الحيوية.
تُنشيءُ العصبونات دارات عصبيّة في الدماغ، وهذا وفق المعلومة الوراثيّة من جانب، ووفق الخبرات البيئيّة والحيوية من الجانب الآخر، وتشكّل تلك الدارات
القاعدة الحيويّة "للوظائف الروحيّة" للكائن البشريّ.
فيما لو
يتحقق نقل للمعلومة العصبيّة إلى رقاقات معلوماتيّة،
فإنّه يمكن تخزين الخبرة الحيوية لشخص بصورة مستمرّة في آلات.
يمكن وصل مكونات إلكترونية دقيقة
في شخص، أو تصنيع رقاقات عصبونيّة،
حيث تلازمه وتجمع معلوماته الحيوية منذ الولادة وحتى الموت؛ وستتخزّن تلك المعلومات
بصورة مستمرة، وبصورة مشابهة لعملية تخزين المعلومة في نوع من السي دي روم. وفي وقت لاحق، يمكن استعمال تلك المعلومات
الحيوية بأشكال مختلفة.
بهذا يمكن للكائنات الذكيّة (الآلهة ؟؟) أن تكتسب
المعلومة عن كوكبنا من خلال معالجة وتحليل خبراتنا الحيوية.
بصورة ما، ستجعلنا تلك
المعلومات المحفوظة خلال "حيواتنا" خالدين.
هل يمكن نقلها إلى أجسام
جديدة؟
هل تتراكم، جنبا إلى جنب معلومات أخرى، وتعطي المجال لظهور ذكاء متنامي القدرة والكمال؟
خاتمة:
على اعتبار أن الكون يتطوّر، تظهر الحياة ولاحقاً الروح ..
جرّاء وجود ارتباط بين المادة والطاقة، تظهر وقائع بارزة
بمستوى تنظيميّ أكبر من السابق، والتي تتوقف على العمل الجيّد للإرتباطات الأدنى،
لكنها أكثر تعقيداً، قويّة وذاتيّة الاكتفاء.
لا تختفي الوحدات الدنيا، بل تستمرّ على حالها، بشكل حرّ، أو تحاول الاشتراك بارتباطات تسلسليّة أعلى.
يمتلك الزمن، بكل هذه العمليّة، دوراً راسخاً؛ فنحن إزاء حادث تطوريّ، مقابل
تغيُّر المادة والطاقة الكونيّة.
هكذا، تُشكّل الجسيمات دون الذريّة الذرّات ذات التعقيد الأكبر؛ وتُشكّل الذرات الجزيئات؛ وتُشكل الجزيئات أجسام أعقد، واعتباراً من
هنا، يمكنها تشكيل بُنى حيّة، فبهذا، ظهر الحمض النووي الريبوزي RNA وصيغته اللاحقة الأكثر
استقراراً الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين DNA وهي أساسيّات في الكائنات الحيّة.
تنتظم
الماكروجزيئات (الجزيئات الضخمة) وفق مُورّثات (جينات)، والتي تشكّل وحدات معلومة المادة الحيّة، والتي بدورها، تسمح
بانتشار هذه المادة ونموها، وينبع هذا من قدرتها على التكاثر (التضاعف).
كذلك
تقوم بتسجيل وتخزين المعلومات البيئية بهدف تحقيق التكيُّف الأفضل مع الأماكن المتواجدة
فيها، أي "حيث تعيش".
من جانب آخر، تمتلك الماكروجزيئات، تلك، اتجاهاً
بمرور الزمن، وبحيث تخزّن معلومة أكثر:
إلى النموّ بالحجم، للإرتباط مع جزيئات
وماكروجزيئات أخرى (بروتينات، دهون، سكريات،.... الخ)، وبالتالي، إلى خلق بُنى
حيّة أكثر تعقيد على نحو متزايد، هل بسبب حماية نفسها من البيئة والاستمرار بسهولة أكبر؟
هكذا تُولّد العضيّات والخلايا،
والتي تشكّل بوقتنا الراهن وحدات الحياة الأكثر وضوحاً.
ويمكن لهذه الأخيرة (المقصود الخلايا) التمتُّع ببنية أبسط، مثل البكتريا، أو ذات بُنى أكثر تعقيد،
كالخلايا الأخرى كما في الحيوانات والنباتات والفطور.
وبمضي الزمن، والكون بحال
نموّ وتطور، تظهر وحدات حيّة جديدة أكثر تعقيداً.
يحدث هذا في حال توفّر أماكن،
تجتمع فيها الظروف الضروريّة للحياة، ما يعني كواكب من نوع أرضيّ (على الأقلّ، كما
نفهمها نحن الآن).
فيما
لو تستمرّ تلك الظروف المناسبة بمرور الزمن في الكوكب، تنمو الحياة وتنتشر، فتولّد
صيغاً معقدة بشكل متنامي، تنتظم الخلايا بأجسام عديدة الخلايا، أقوى وأعقد، وهذه
الكائنات بدورها تتعقّد كل مرّة أكثر؛ ويصل الوقت الذي به، تُطوّر كائنات
لعضو مميّز، هو الدماغ، والذي يتفوّق على المُورِثات (الجينات) بالقدرة على تخزين وعلاج المعلومة البيئيّة،
وبه، تسمى تلك الكائنات بالحيوانات، بالرغم من احتياجها لكائنات حيّة أخرى وغير حيّة
للإستمرار، فإنها تُصبح كل مرّة ذات اكتفاء ذاتيّ أكبر، وتسيطر على بيئتها بشكل
أفضل.
تظهر الثدييات، والإنسان واحدٌ منها، والذي يبلغ القدرة القصوى بالاكتفاء
الذاتيّ والتحكّم البيئيّ.
تظهر
في حياة الانسان قضايا مثل الوعي والحياة الروحيّة.
هل يحصل شيء شبيه عند حيوانات أخرى
معقدة، حتى لو بدرجة أقلّ؟
على الأرجح: نعم، وستتوقّف الدرجة على تعقيدها ونموها
الدماغيّ.
تمتلك الحياة الظاهرة، أساسها، في الدماغ وفي نشاطه العصبيّ.
العصبونات، عبارة عن خلايا متخصصة جداً، تترابط في عضو كهذا (الدماغ)، وتُقيم اتصالات فيما بينها، عبر الدارات العصبيّة، كقاعده للوظائف الدماغيّة العليا:
كالذاكرة،
المُحاكمات الذهنية، التعليم، الذكاء، العواطف،...... الخ، وتُؤسس كل تلك الأشياء
للحياة الروحيّة.
ما يعني، تُعبّر تلك "الحياة الروحية الظاهرة" عن
نفسها حصرياً عبر القاعدة الدماغيّة، فيما لو لم يتم إثبات العكس، وتتشكل،
بدورها، من وحدات حياة دنيا، كالخلايا العصبونيّة، التي تتخصص وتترابط لتوليد صيغة الحياة الجديدة هذه.
العصبونات، الخاضعة للتحفيز البيئيّ، تزيد من تفرعاتها وتُقيم نقاط تشابك عصبيّ (اقتران صبغي)
أكثر فيما بينها، ما يعني انتشار الدارات العصبية مع المحفزات البيئيّة.
وهذا، سيؤدي
لظهور نظام حيويّ لتخزين المعلومة أسرع من النظام الجينيّ، لكنه أقل استقرار،
حيث ينتقل ثقافياً، من جيل لجيل وليس عبر الجينات، بالرغم من أنها وبمرور الوقت،
ستُظهِر أدمغة قادرة وفعّالة بصورة متنامية.
ربما تخيلت، أو حلمت حلم يقظة، بأنّ
القفزة الكبرى، ستتحقق بفصل تلك الحياة الروحيّة الظاهرة عن قاعدتها الحيويّة
الدماغيّة.
المادة لا تفنى بل تتحول .. بديهية علمية اليوم .. صحيح؟
بحسب الأديان الإبراهيمية: تسكن الروح في الجسد، وتُفارقه لحظة الموت .. فإن تكن شكل من أشكال الطاقة، فهي كذلك لن تفنى وما ينطبق على المادة ينطبق عليها! أما إذا اعتُبِرَتْ شيء ما ورائي متسامي عن الوجود ومرتبط بكائنات ماورائية: فهي شيء غامض غير مفهوم ولا يمكن التعامل معها عقلياً ومنطقياً؛ بل عاطفياً ومزاجياً واستنسابياً!
لا فرق، بالعمق، بين موت أيّ كائن حيّ وآخر؛ سيحدث تدوير واقعيّ منطقي لمكونات الجسد.
مفهوم الإفناء والإبادة عن بكرة الأب، سيما الوارد منه في الكتاب المقدس والقرآن، هو أقرب للخيال منه إلى الواقع .. فالمادة لا تفنى .. بل تتحول وتتغير!
وشكراً جزيلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق