Capítulo
VII: orígenes confusos / caos doméstico
Los
dos capítulos anteriores pueden darnos una ligera idea de cómo pudo iniciarse
esa convivencia entre los humanos y el arroz. Inicialmente una planta más de
una amplia y diversa dieta, la agricultura lo convirtió en especie elegida. La
mejora de la colecta del arroz silvestre y su almacenamiento serían necesarias
para la agricultura, cuyos inicios pudieron surgir como un medio de repoblar
zonas cosechadas con la idea de disponer de cosecha para el siguiente año. Esta
costumbre pudo ser el modelo que se convertiría en la agricultura.
Sin
embargo, aunque tengamos una ligera noción de cómo pudo iniciarse tal invento
hace más de 6.500 años gracias a los yacimientos arqueológicos (hace entre
8.000 y 9.000 años o incluso más según varios científicos), una duda siempre ha
persistido entre los académicos: existen dos tipos de arroz asiático cultivado
muy diferentes, ‘japonica’ e ‘indica’. Son tan diferentes entre sí que…
¿Realmente tienen un origen común? ¿O ambos tienen orígenes independientes? A
esas preguntas pretende enfrentarse este capítulo, donde se intentará mostrar
el intenso debate que existe en el entorno académico.
Existen
dos linajes principales en el arroz cultivado, a menudo considerados
subespecies: Oryza sativa indica y Oryza sativa japonica. Para muchos
académicos ambos linajes tienen origen distinto e independiente, es decir,
partiendo de distintas poblaciones de Oryza rufipogon y/o Oryza nivara los
seres humanos domesticaron dos veces al arroz engendrando dos arroces
domésticos distintos. Otros estudiosos opinan diferente, para ellos la
domesticación del arroz ocurrió una única vez, siendo este arroz doméstico
original el ancestro de ambos linajes (ref. 21)
القسم السابع: أصول مختلطة - فوضى
تدجين
قَدَّمَ الفصلان السابقان فكرة عن
كيفية بدء التعايش بين البشر والأرّز. لقد حولته الزراعة لنوع مختار، حين أمسى
تحسُّن جمع الأرز البري وتخزينه ضرورة لزراعته، فظهرت بداياته كطريقة لإعادة شغل
مناطق محصودة لأجل العام التالي، وهو النموذج الذي ساد في الزراعة، بالعموم، مواسماً
وحصاداً.
مع ذلك، ورغم امتلاكنا لتصوُّر خفيف
لكيفية إنطلاقة إبتكار كهذا، منذ أكثر من 6500 عام، ومن خلال المواقع الأثرية
(التي تعود لما قبل 8000 - 9000 عام وربما أكثر بحسب بعض الأخصائيين علمياً)،
تتبقى بعض الشكوك لدى الأكاديميين، حيث يوجد نوعا أرّز مزروع مختلفان فيما بينهما إختلافاً شديداً، نوع ياباني ونوع هندي. هما مختلفان جداً، فهل لديهما أصل مُشترك
حقاً؟ أو لهما أصلين مستقلين؟ سنحاول الإجابة على هذين السؤالين خلال هذا
الفصل، حيث سنبيّن شدّة النقاش الجاري حول هذا الأمر في النطاق الأكاديمي.
توجد طرق مختلفة لزراعة الأرّز - (المرجع 12)
يعتبر كثير من الاكاديميين بأنّ نوعي
الأرّز المزروع، سالفي الذكر، لهما أصل مختلف ومستقلّ، ما يعني أن البشر قد
دجّنوا جماعات أرّز Oryza rufipogon أو / و Oryza
nivara
مرتين، فتولد نوعان مختلفان. فيما تقدم دراسات أخرى إجابة مختلفة، حيث حدث
تدجين الأرّز لمرّة واحدة فقط، ويشكّل هذا الأرّز المُدجّن الحاصل السلف الأصل
لسلالتي الأرّز المزروع الياباني والهندي (مرجع 21).
يوجد دعم للفرضيتين. يرى
المدافعون عن "الأصل المزدوج" للنوعين الياباني والهندي بأنّ ما يبرر فرضيتهما
هو الفروقات القائمة بينهما على مستوى جيني، فلكل نوع منهما طفراته الخاصة،
وهذا ما يمكن تواجده بأرّز من أصول مختلفة أو مستقلة (مراجع 15 و46). من جانب آخر،
يرى المدافعون عن "الأصل الوحيد" بأنّ الجينات «sh4» و«prog1», متطابقة،
عملياً، في النوعين الياباني والهندي وأنّ أنصار "الأصل المزدوج"، قد
استعملوا مناهج تحليل غير مناسبة، ولهذا، وصلوا إلى نتائج خاطئة لا يمكن الوصول
إليها بإستخدام تقنيات صحيحة (مرجع 39).
ومن المثير إحتواء ذات الدراسة على بعض التناقضات بهذا الإطار. ففي هذا البحث،
"الهندي"، "الياباني" والنوع " rufipogon" متكافئة الإختلافات فيما بينها، وكما هو مُنتظَرْ في مسألة
"الأصل المزدوج". مع ذلك، "الجينات الهجينة" من
"الهندي" و"الياباني" متشابهة للغاية، وكما هو مُنتظَرْ في
مسألة "الأصل الوحيد". يقترح العلماء، الذين يحققون هذه الدراسة، بأنّ هذا
الشبه بين النوعين فيعود إلى "التداخل الجيني"، وهي عملية شائعة جداً،
حينما يحدث تهجين عبر امتزاج سلالتين. تنتقل جينات مفيدة ظاهرة في
"الهندي" إلى "الياباني" وجرى حفظها من قبل زارعي
"الياباني"، بذات الوقت، الذي انتقلت جينات جيدة من
"الياباني" إلى "الهندي" فيه، وجرى حفظها من قبل زارعي
"الهندي" (مرجع 21).
رسم تخطيطي للأصل الأحاديّ والمزدوج للأرّز
اتناقض الأكبر، هنا، هو إستخدام
بعض الدراسات للساعات البيولوجية. حسبوا سلالات "هندية"
و"يابانية"، قد توجب إنفصالها منذ ما بين 440000 و86000 عام إلى الوراء!
أي قبل ولادة الزراعة بزمن هائل. شكّك بعض العلماء بهذه المعطيات. أثبت هذا
للمدافعين عن "الأصل المزدوج" بأنّ السلالات "الهندية"
و"اليابانية" تنحدر من جماعات الأرز Oryza
rufipogon،
وبالتالي، فهي ظهرت جرّاء حوادث تدجين مختلفة. هذه المعطيات غير واقعية
بالنسبة للمدافعين عن "الأصل الوحيد"، بحيث أدّى إستخدام الساعات
البيولوجية إلى تحديد زمن الانفصال بين 13500 و8000 عام إلى الوراء، وهو ما ينسجم
مع معطيات مواقع أثرية صينية (مرجع 39).
مع هذا، توجد توافقات بين العلماء
حول هذا الموضوع. أحد هذه التوافقات، يتمثل بالإتفاق على أنّ الأرّز المدجّن، قد
فقد القسم الأكبر من تنوعه الوراثيّ الجينيّ. وهذه ظاهرة عامة لدى جميع
الأنواع المدجنة، حيث ينتقي المزارعون بعض الأفراد فقط كمنتجين، ويشكل هذا تمثيل
أدنى للتنوع الجيني للنوع الحيّ. لهذا، بمرور القرون، وصلت الأنواع المدجنة، لتمتلك
تنوعاً جينياً أقلّ، مقارنة بأسلافها البرية. في حال الأرز المزروع، يشكّل هذا نسبة 22
- 28% من كامل التنوع الجيني الحاضر في الأرز Oryza
sativa
والأرز Oryza rufipogon، فيما يحتفظ هذان النوعان بحوالي 80% (مراجع 36 و69). في حال
"الياباني"، فتنوعه الجيني أقلّ، لدرجة إعتباره، من قبل بعض الأخصائيين،
متحدر من مجموعة صغيرة جداً من الأرز البري (مرجع 46).
من جديد، رسم يعبر عن الأصل الأحادي والأصل المزدوج للأرّز
كذلك، بين تلك التوافقات، عدم
وجود شكّ بأنّ النوع Oryza rufipogon هو السلف للأرّز.
تدعم جميع الأبحاث هذا الطرح:
تعاقب الجينات المختلفة (الميتاكوندريا، الكلوروبلاست أو النواة الخلوية)،
التنوع الجيني بكل نوع أرّز، تحليل كامل الجينوم أو البروتينات.
تتفق جميع دراسات
علم الأحياء الجزيئي، عملياً، حول ذات الأمر:
ينحدر نوع الأرز Oryza
sativa
من النوع Oryza rufipogon.
فيما لو نتحدث عن النوعين Oryza
rufipogon
+ Oryza nivara، فهذا الأخير نوع مختلف عن النوع الفرعي Oryza
rufipogon. الإثنان عبارة عن أرز بري، الأول (دائم الخضرة) والثاني (سنويّ)، وساهما
في إعطاء الأصل للأرز الحديث (مراجع 36، 39، 40، 46 و69).
لكن، الأرز المزروع، ينحدر من النوع Oryza
rufipogon
دائم الخضرة أم من Oryza nivara السنويّ؟
يوجد عدّة
طروحات هنا. يقول أحدها بأنّ الأرز المزروع أو المدجن، فينحدر من هجين نوعي الأرز
البري سالفي الذكر. الأمر الذي يجعل إنتشار هذا النبات، قد تحقق بالإلقاح الذاتي
كما بالتهجين، وهو، بذات الوقت، الأكثر تكيفاً مع البيئات الجافة كما الرطبة (مرجع 40).
يرى آخرون بأنّه وُجِدَت سلائل من النوع Oryza
rufipogon
ذات تنوع جيني مميّز للنوع "الهندي" في الصين؛ بينما وُجِدَت سلائل أخرى ذات تنوع
جيني مميّز للنوع "الياباني" (مرجع 58). كذلك، يرى آخرون بأنّ أوائل
الأرزّ المدجّن، قد ظهرت جرّاء تهجين متعاقب مع أسلافها البرية (مرجع 45)، فيما
يرى آخرون بأنّ ظاهرة التهجين للأرز المدجّن "ماقبل الهندي" و"ما
قبل الياباني" سواء مع النوع Oryza nivara أو مع النوع Oryza
rufipogon،
قد حدثت على يد مزارعين حصلوا على جينات من هنا ومن هناك (مرجع 58).
شجرة نسب الأرزّ "الهندي" و"الياباني" وارتباطهما بالسلف
Oryza rufipogon وتأثير التدجين عليه
Oryza rufipogon وتأثير التدجين عليه
بهذا الإتجاه، يتفق المدافعون عن
"الأصل الوحيد" والمدافعون عن "الأصل المزدوج" على أنّه
حتى إثر إقرار السلائل المدجنة "الهندية" و"اليابانية"، فقد
توجب تحقيق تهجين فيما بينها ذاتها غالباً. على الرغم من كونها نباتات مميزة
بالإلقاح الذاتي، فربما، قد اختلفت في الماضي. على الرغم من حضور تقديرات مختلفة.
فبحسب "الأصل المزدوج"، حدث التهجين بمجرد ظهور السلائل. بحسب
"الأصل الوحيد"، عندما وصلت أوائل السلائل "ما قبل اليابانية"
إلى جنوب آسيا، جرى تهجينها مع السلائل المتوطنة والبرية نوع Oryza
rufipogon،
وهكذا، ظهر التنوع المسمى "ما قبل الهندي"، الذي سيطور، بوقت لاحق، إنتقاءاً
نحو "الهندي". ما يبدو جليّاً، بأنّ هذا قد حدث منذ زمن طويل جداً، وظهر
مركزا تدجين رئيسيين سريعاً:
بكل الأحوال، ينحدر
"الهندي" كما "الياباني" من سلائل مختلفة معترف بقرابتها بفضل
علم الأحياء الجزيئي. تأسيساً على تلك المعطيات العلمية، يرى أخصائيُّو علم
الوراثة بأنّ المجموعة Aus من الهند قد ظهرت
كفرع من النوع "الهندي"، واقتضت ولادتها حدوث تكيُّف نباتات
"هندية" مع زراعة موسمية صيفية في حقبة رياح موسمية غزيرة الامطار،
وغيرت، بهذا، المستلزمات التي يحتاجها النبات للإزهرار (مدّة اليوم). من جانبه،
سريعاً سيعطي النوع "الياباني" سلالتي "الياباني الاستوائي"
و"الياباني المعتدل"؛ وبمجرد ظهورهما من السلائل "اليابانية"،
ستتفرّع سلالة "فوّاحة" منهما (مرجع 15).
فروقات جينية / وراثيّة بين سلائل متنوعة من الأرز، حيث يمكن ملاحظة إنفصال الأرز الهندي عن الياباني وعن أنواع أخرى
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق