«He pasado el día de ayer entre los Grandes y amanecí a la aurora, teniendo la mirada abierta sobre el Ojo único. Abrid(me) el velo de las tinieblas, porque soy uno de vosotros».
Libro de los muertos. [1]
1. Introducción.
El Más Allá, o mundo de los muertos, es un tema literario fecundo que surge, en primera instancia, de una preocupación por la muerte común a todos los pueblos. Esta constante universal ha aglutinado en torno a ella distintas configuraciones míticas, en ocasiones los primeros mitos etno-religiosos de carácter oral fueron convirtiéndose con la escritura en opciones temáticas exitosas cuyo desarrollo argumental se debió, sobre todo, a la creación poética; perdurando en el tiempo e influenciando tradiciones muy posteriores. Al fin y al cabo así se escribe la historia humana, lo que somos corresponde en buena medida a lo que fueron quienes nos antecedieron y olvidar el pasado supone casi tantos peligros como vivir sometido a un dogma de autoridad sin posibilidad de crítica.
Nuestro trabajo propone un ejercicio comparativo entre dos textos fundacionales dentro de sus respectivos ámbitos culturales e históricos, deteniéndose en el «infierno» como elemento fundamental de ambas epopeyas, no sólo por la mayor o menor extensión que en ellas se le dedica, sino como componente estructural que contribuye de forma sustancial a lo que la obra es y significa. Como tendremos la oportunidad de comprobar no se trata del infierno cristiano aunque alguno de los elementos que lo integran y que fueron desarrollados con posterioridad, de manera evidente y más cercana para nosotros en el caso de la literatura griega, tuvieron una recepción artística continuada en sucesivas culturas hasta llegar nuestros días. Baste recordar, por ejemplo, las conexiones del Arallu babilónico con la cultura semítica donde el Seol recogerá el testigo para el mundo de ultratumba en el Antiguo Testamento.
Descents to the Underworld from Gilgamesh to Christian Late Antiquity
Literature Commentary: The Epic of Gilgamesh
"قضيت الأمس بين الكبار
وسهرت حتى الفجر وأنا أرقب العدالة. إفتحوا لي حجب الظلام، لأنني أحدكم".
من كتاب الموتى
1. مدخل
الأبعد،
أو عالم الموتى، موضوع أدبيّ خصب، قد ظهر، في المقام الأول، كنتيجة للقلق من الموت
لدى جميع الشعوب.
وساهم
هذا الثابت الكوني بتجمع تكوينات متنوعة مختلفة أسطورية حوله، وتحولت أوائل الأساطير
الإتنو- دينية، في بعض المناسبات، ذات الطابع الشفهي مع ظهور الكتابة إلى مواضيع ناجحة،
ظهر تطورها، على وجه الخصوص، من خلال الكتابة الشعرية؛ فخلدت بمرور الزمن وأثرت بتقاليد
لاحقة.
بالنهاية، هكذا، كُتب التاريخ البشري، فما نكونه يعود، بدرجة كبيرة، إلى
ما كانه أسلافنا، ويساهم نسيان الماضي بمواجهة مخاطر، مثل:
الخضوع لعقيدة سلطوية لا مجال لإنتقادها.
يقترح
عملنا هذا إجراء مقارنة بين نصين مؤسسين ضمن نطاقيهما الثقافي والتاريخي، والتوقف عند
"الجحيم" كعنصر رئيسي في الملحمتين، ليس بسبب التركيز الكبير أو القليل عليه
في كليهما، بل كعنصر بنيوي يعكس، بشكل جوهري، ماهية ومعنى الملحمة.
كذلك،
نغتنم الفرصة لنثبت بأنه ليس الجحيم المسيحي، رغم وجود عناصر فيه قد تطورت بوقت لاحق،
ويتجلى هذا بشكل واضح من خلال الأدب اليوناني، حيث إستمر في ثقافات متلاحقة وصولا ليومنا
هذا.
يكفي
التذكير، على سبيل المثال، بالتقاربات بين إركالا البابلية وبين الثقافة المشرقية، حيث
سيصير الشيول الشاهد على عالم ما بعد الموت في العهد القديم.
نظراً للتبعات العديدة المتفرعة عن هدف الدراسة، سنتطرق إلى الجحيم إعتباراً من مقاربة مكانية.
ما يعني، كمكان فني – باعث على التأمُّل1 في الأوديسة وفي جلجامش، بل من الأفضل حتى، كوحدة مكانية زمانية أساسية في الملحمتين، فنحن أمام إنتقال مكاني زماني، يكتسب وزناً نوعياً خاصاً ضمن الرواية، فيتحول إلى عنصر مركزي، لا يمكن الإستغناء عنه، في بنيتها وكينونتها.
الهاديس (هيدز، في بعض الترجمات، ويعني العالم السفلي) اليوناني كما العالم السفلي الأكادي
أكثر من مجرد عنصر جمالي، فيما لو يقدما لنا كنصّ مصنوع من كلمات.
تفترض
هذه التحديدات وجود نطاقات معينة بجغرافية خاصة، شخصيات مرافقة، قوانين خاصة، تنظيم
داخلي، ....الخ، تشكل المقصد النهائي في السفرة الحياتية وتقيم إتصالات معها مثل فكرة
الإنتقال، على سبيل المثال، والطقوس الجنائزية، ....الخ.
نبدأ
بعد هذه المقدمات التمهيدية المشوار، على شكل مُكمِّلْ، بحيث يتوجب عرض النصوص التي
تعكس الأكوان التي تسكن تلك المنظومات الشعرية بإيجاز، بما هو أبعد من خلق مبسط للخيال،
دون شكّ.
هوامش
1. يُشير الاستاذ أنطونيو غارِّيدو دومينغيث Antonio Garrido Domínguez إلى أهمية المكان في السرد القصصي، في كتابه النص القصصي، فيقول:
"يكتسب العنصر المكاني أهمية كبرى بين عناصر أساسية أخرى، في البناء القصصي، مثل
الشخصيات، الأحداث والزمن".
هذا الجزء الأوّل من موضوع طويل نسبياً، من كتاب:
La estética del tránsito. Visión literaria del infierno en la Odisea y el poema de Gilgamesh - 2006
جماليّة الإنتقال. رؤية أدبيّة للجحيم في الأوديسة وفي ملحمة جلجامش - 2006
للمؤلِّف: ألبرتو فرنانديث أويا
Universidad Complutense de Madrid
صادر عن منشورات جامعة كومبوليتنسي - مدريد
تعليق فينيق ترجمة
هو موضوع شيِّق يطال فكرة مركزية في الأساطير الدينية، سيما أنه يعتمد على المُقارنة بين ملحمتين من ثقافتين مختلفتين نسبياً.
وسيساعدنا أكثر حين نقارن صور الجحيم القديمة مع صور الجحيم المتوفرة في كتب الأديان الإبراهيمية، بحيث تتعقلن الرؤية أكثر للجحيم، وبالتالي، للموت.
وشكراً جزيلاً على أيّ تصويب أو إضافة دوماً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (2)
رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (3)
رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق