Visión literaria del infierno en la Odisea y el poema de Gilgamesh رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (5) Literary vision of hell in the Odyssey and the poem of Gilgamesh - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Visión literaria del infierno en la Odisea y el poema de Gilgamesh رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (5) Literary vision of hell in the Odyssey and the poem of Gilgamesh

2022-06-10

Visión literaria del infierno en la Odisea y el poema de Gilgamesh رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (5) Literary vision of hell in the Odyssey and the poem of Gilgamesh

 5. El Inframundo en el poema de Gilgamesh.

Con claras diferencias respecto al relato anterior aparece un apéndice, independiente del resto de tablillas, que nos ofrece una visión del mundo de los muertos -Tablilla XII-. Dos poemas abordan el tema del Más Allá directamente. Uno de ellos versa sobre las circunstancias que parecen haber rodeado el fallecimiento de Enkidu, que es el correspondiente a la Tablilla XII; el otro gira en torno a la muerte del propio Gilgamesh, a quien Enlil revela que su destino es morir, no sabemos si como castigo por haber dado muerte al Toro Celeste.

El episodio independiente recogido en esa última tablilla es la traducción casi literal de la parte final del poema sumerio llamado Gilgamesh y el Árbol Huluppu [54], en el que se da otra versión muy distinta sobre la muerte de Enkidu, pues si en las tablillas anteriores se dice que muere castigado por los dioses a raíz de sus «hazañas» con Humbaba y el Toro, aquí parece «caer» por negligencia al «mundo subterráneo».

Gilgamesh accede a una súplica de la diosa Inanna, quien le pide que expulse a tres monstruos que se han alojado en un árbol de cuya madera la diosa quería hacer un trono. El monarca lo hace y en recompensa la deidad le regala un pukku, hecho con la raíz del árbol, y un mekku de las ramas, símbolos de poder de los que se serviría para tiranizar a los jóvenes de la ciudad, aunque desconocemos de qué manera. Lo cierto es que las quejas del pueblo provocan la caída de los dos objetos de madera al Inframundo, y Enkidu se ofrece a rescatarlos pero al infringir las reglas estrictas que rigen en el mundo de ultratumba queda atrapado en él. Entonces Gilgamesh ruega a los dioses principales que lo ayuden y uno de éstos intercede por él ante el dios Nergal [55], rey de los infiernos, para que deje escapar a su amigo. Esto es imposible, pero Nergal lo deja salir por un breve espacio de tiempo para que puedan despedirse. En la conversación Enkidu le describe la condición de ese mundo, lleno de polvo, oscuridad y miseria, donde vagan los espíritus entre sombras y desolación. En seguida identificamos la imagen con la del Erebo griego: el aspecto lóbrego del lugar, su situación subterránea alejado de las ciudades, y el estado lamentable de las almas que por él vagan. Así es como este apéndice, añadido de forma artificial, contradice el argumento del poema acadio.

 Leer más, aquí


5. العالم السفلي في ملحمة جلجامش

  

يوفر لنا الرقيم الثاني عشر، وبشكل حصري ومستقل عن باقي ألواح الملحمة، رؤية خاصة بعالم الموتى. يحتوي الرقيم على قصيدتين تتحدثان عن هذا العالم بشكل مباشر. تتحدث قصيدة منهما عن الظروف التي تحيط بموت أنكيدو، فيما تتحدث القصيدة الثانية عن موت جلجامش ذاته، الذي يقرر إنليل مصيره، لا نعرف إن كان بسبب قيام جلجامش بقتل الثور السماوي أو لسبب آخر. 

يحتوي الرقيم الثاني عشر على الترجمة شبه الحرفية للقسم النهائي من الملحمة السومرية المسماة جلجامش والشجرة هولوبو، وفيه إصدار آخر مختلف عن موت أنكيدو، ففي حين مات، وفق الرقيمات السابقة، كعقاب إلهي على أفعاله مع خمبابا والثور السماوي، لكن، بحسب اللوح الثاني عشر والأخير، فقد هبط إلى "العالم السفلي" كعقاب على التقصير. 

يتضرع جلجامش إلى الإلاهة إنانا، التي تطلب منه طرد ثلاثة عفاريت من شجرة قد سكنوها، لأنها تريد صنع عرش من خشبها. ينفذ جلجامش طلبها وتكافئه إنانا بتقديم طبل ومضرب مصنوعين من جذر وأغصان الشجرة له، بإعتبارهما رمزاً للقوة التي ستنفع في التحكُّم بشباب المدينة، ولو أننا نجهل بأيّة طريقة. 

ما هو مؤكد أن شكاوي الناس تسبب سقوط الأداتين الخشبيتيين إلى العالم السفلي، ويتعهد أنكيدو بإرجاعهما، لكن إنتهاكه حرمة عالم "العالم الآخر" يُبقيه هناك بصورة دائمة. ثم يطلب جلجامش عون الآلهة الرئيسيين، فيتدخل أحدهم لدى الإله نرجال، ملك الجحيم، كي يسمح لصديقه بالهروب. 

الأمر مستحيل، لكن، يسمح نرجال له بالخروج لوقت قصير، كي يودعونه. يصف أنكيدو في المحادثة ظروف العالم السفلي، المليء بالغبار، الظلمة والبؤس، حيث تهيم الأرواح بين الظِلال والكآبة. ويتوافق هذا مع توصيف الإيريبو اليوناني: 

 المظهر المظلم للمكان، الموقع تحت الأرضي البعيد عن المدن، الوضع المأساوي للأرواح الهائمة فيه. 

هكذا، يتناقض هذا الملحق، المُضاف بشكل إصطناعي، مع جوهر القصيدة الأكادية. 

بعد هذا العرض التاريخي والثقافي الرافدي، وبعد التطرق إلى قواعد إيضاح أولية لرؤيتهم للموت وللمكان الأبعد هناك، سنحاول إجراء تحليل عميق للملحق، أي للرقيم أو اللوح الثاني عشر، كما تتم الإشارة إلى العالم السفلي في الألواح التاسع والعاشر والحادي عشر. 

يجب التنويه لأنّ الملحق أو اللوح الثاني عشر ليس له صلة مع باقي الألواح، فيما لو أنّ الألواح الحادية عشرة الأخرى عبارة عن قسم واحد من قصة ملحمية بالأكادية: 

 فإن اللوح الثاني عشر هو القسم الأخير من قصيدة سومرية، عبرت إلى الأكادية كذلك، ويبدأ القسم بذكر الطبل والمضرب الخشبيين دون ذكر قصة إنانا والشجرة هولوبو التي وردت أعلاه.

أول ما نتساءل حوله هو طريقة الوصول إلى الجحيم، السفر إليه وطريقة العثور عليه، ثمّ نتساءل عن الهدف من وجود هذا المكان الخطر. لا يوفر نص الملحمة أي توصيف للأماكن التي إجتازها أنكيدو في طريق هبوطه إلى الجحيم. 

يظهر في النص حوار بينه وبين صديقه جلجامش، يتم التطرق خلاله للموقع الجغرافي لعالم الموتى وبشكل مقتضب جداً، وتنتقل عبر الحوار فكرة شاقولية هذا العالم. 

"الآن، سقط طبلي إلى العالم السفلي (الجحيم، عالم الموتى)، سقط مضربي الخشبي إلى العالم السفلي". 

"إذا (كنت نازلاً) إلى العالم السفلي اليوم، سأقول لك كلمة، فاسمع كلمتي". 

"أيها البطل الفتي الإله نرجال (إسمعني)، إفتح ثقباً الآن ...". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

يُشير الفعل "يسقط" كما الفعل "يهبط" إلى النزول إلى تحت الأرض "إلى تحت الأرض بلا عوده"، إلى المستوى الثالث من الكون17، حيث تخضع الأرواح للعقاب. كذلك، تذكرنا فكرة فتح الثقب (هوّة) في الأرض المخصصة للسماح بخروج الميت بهوّة عوليس في الهاديس في ملحمة الاوديسة.

بالإضافة إلى تلك المعطيات المقتضبة، نتخيل هذا المكان من خلال مشاهد وحوارات أخرى، بوصفه مكان: 

 قذر، بيئة نتنة، موبوء بالديدان ومليء بالغبار. 

من بين النصائح التي يقدمها جلجامش لصديقه حول العالم السفلي، نصيحة تقول بألا يدهن جسده بزيوت عطرية نظراً لجاذبيتها القوية، التي لا تُقاوَمْ، للأرواح، ما يجعلنا نستنتج أن المكان خبيث الرائحة. 

 بعض التفاصيل الأخرى أوضح، وإن يكن بشكل مقتضب: 

"قال، يا ويلتاه، وألقى بنفسه في معمعة الغبار". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

ربما يوحي مفهوم الهبوط أو السقوط ذاته، "الهبوط أو السقوط، إلى الجحيم، بعدم وجود أيّة رحلة نحوه، فإن يسقط، بصورة حادثية أو مباشرة، فلا يوجد أيّ إنتقال وسيكون هذا التحرُّك غير مهم. لكن، يحضر هذا الأمر في الألواح التاسع، العاشر والحادي عشر، عندما يمشي جلجامش لمسافة طويلة بحثاً عن الخلود، حيث يصل لأماكن متنوعة ويُجري لقاءات مهمة.

ما نعرفه، بشكل مؤكد، هو أن سبب هبوط أنكيدو إلى العالم السفلي إستعادة أغراض صديقه. نعرف من خلال اللوح الثاني عشر، كذلك، أين تظهر أغراض جلجامش. يُعتقد أنهما الطبل والمضرب الخشبي، كما ورد سابقاً. 

جرى نقاش معنى هذه الأغراض؛ فمن المرجح أنها رموز للسلطة، وربما كونها هدية من إلاهة الحب عشتار (= إنانا)، فهي تحمل معنى جنسي، حيث جرى تنصيبه ملكاً كي يُحدِّث المجتمع البشري بالأمر عام إثر عام. 

فبعد سقوط الطبل والمضرب إلى الجحيم (العالم السفلي)، يفقد جلجامش رمزية الملك المُحدِّث، وبالتالي، يتهدد حكمه السياسي - الديني. في تلك اللحظة، يعرض أنكيدو عليه فكرة البحث عنهما ولو اضطر للهبوط إلى عالم مجهول وخطير لم يعد أحد منه أبداً. 

بالنسبة للقواعد التي تحكم عالم الموتى، يتحدث النص عنها أكثر من حديثه حول بنيته الداخلية.  يجري الحديث حول هذا الموضوع في مناسبتين. 

المناسبة الأولى، حين يشرح جلجامش لصديقه القواعد الواجب إتباعها إن يرغب بالهبوط إلى الجحيم بقصد إستعادة الأغراض المشار لها سابقاً وليس "لفت إنتباه" الموتى، لوجود خطر يتمثل بالبقاء هناك. تتعدد تلك النصائح وتوفر تفاصيل متنوعة حول السلوك المناسب في هذا المكان المظلم: 

"إذا هبطت إلى العالم السفلي، سأقول لك كلمة، فإسمعها، فلا تلبس ثوباً نظيفاً، كي تبدو غريباً، لا تستعمل زيوت عطرية وتدهن جسدك بها، فسيجذبهم شذاها إليك، لا تُسدِّد سهام قوسك نحو سكان العالم السفلي، فسيحدق المصابون بك، لا تُقبِّلْ زوجتك حبيبتك، لا تضرب زوجتك التي تُبغِض ...". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

كذلك، يُعلمه بالعقوبات التي يمكن أن يتعرض لها في حال عدم تطبيقه لتلك القواعد:

"وإلا سينالك غضب النائمة، غضب الأمّ ننازو، النائمة دون وضع غطاء على ظهرها ودون تزيين نهدها، تبدو عارية ككأس". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

يجب فهم القواعد الواجب تبنيها والمتصلة بالمشهد المادي الأصلي، فربما من الأفضل عدم الظهور أمام "أرواح الموتى" الخيالية، التي يصعب الوصول إليها، ولهذا، يجري لفت إنتباهها فقط وإيقاظ إرتيابها. 

تشير قواعد أخرى إلى الأسلحة التي لا يجب حملها لأن الموتى سيغضبون منها:

"لا تُسدِّد سهام قوسك على (سكان) العالم السفلي، فسيُحدق المصابون بك". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

 

تتفق الوصايا أو القوانين التي يذكرها جلجامش - من 11 إلى 30 باللوح الثاني عشر - مع ما قد أهملت إنانا - عشتار القيام به في قصيدة أكادية أخرى مترجمة من السومرية، وحملت عنوان: 

هبوط عشتار إلى العالم السفلي. 

حيث يظهر مشهد يوازي، في قسم كبير منه، في هذه القصيدة ما يرد في اللوح الثاني عشر من ملحمة جلجامش، حيث تهبط الإلاهة إلى "أرض لا عودة منها" وهناك، حيث خرقت قواعد المكان ولبست أحلى الثياب، فيخلعها البوّاب عنها. بالنهاية، تتمكن من الخروج من العالم السفلي: 

"عندما إجتازت البوابة الأولى، أوقفها وجردها من تاجها الكبير، أيها البواب، لماذا خلعت التاج الكبير عن رأسي؟ اعبري، سيدتي، فأنا أطبق قوانين سيدة العالم السفلي". 

عشتار، الهبوط إلى العالم السفلي

  

يوفر لنا هذا اللوح، كذلك، توصيفات مقتضبة لهذا العالم التحت أرضي الجحيمي وقاطنيه ومن أول القصيدة: 

"إلى الأرض التي لا عودة منها، إلى مملكة الإلاهة إركيجال (زوجة الإله نرجال)، توجهت روح عشتار إبنة الإله سين. إلى الدار المُظلمة، أرض إركال، إلى الدار التي لا يخرج منها من يدخلها، طريق اللاعودة، إلى الدار التي يدخلها سيجد أنها بلا أضواء، طعامه غبار وطين. حيث لا يوجد نور، وينتشر الضباب، يلبسون كالطيور، وينتشر الغبار على البوابة والمزلاج". 

عشتار، الهبوط إلى العالم السفلي

  

في المناسبة التالية من القصيدة الأكادية، التي يُشار فيها إلى التنظيم الداخلي لمنطقة الموتى، حيث يتمكن جلجامش من رؤية صديقة في النهاية، والذي يقصّ عليه ما يحدث هناك بالطبع. لدى رؤيته لصديقه أنكيدو في العالم السفلي، يطلب جلجامش العون من عدة آلهة: إنليل، سين18 وأيا، حيث يشرح لهم وضع صديقه الشائك: 

"أيها الأب الإله إنليل، اليوم، غاص طبلي في العالم السفلي؛ غاص مضربي الخشبي في العالم السفلي؛ أنكيدو، الذي نزل لرفعهما، أمسك العالم السفلي به، لم يمسكه رابيص عديم الرحمة، أمسكه العالم السفلي، لم يسقط في موضع قتال الرجال، بل أمسكه العالم السفلي!".

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

لكن الإله الوحيد الذي يتعاطف معه هو الإله أيا، الذي يبدو دوماً كإله محب وعطوف، فيطلب من نرجال السماح بخروج أنكيدو لبعض الوقت: 

"سمع الإله أيا هذا، فخاطب الإله نرجال، أيها البطل الفتي نرجال إسمعني، فافتح الآن هوّة: وليخرج شبح أنكيدو من الجحيم، كي يخبر صديقه ما عرفه عن قوانين الجحيم". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

يفتح نرجال الهوّة، ويلتقي الصديقان فيتعانقان والدموع تنساب على وجنتيهما. من جديد، نرى فكرة حفر الهوّة في الأرض، يبدو أن الموتى يقطنون في منطقة غير عميقة، كما يحدث في الأوديسة تماماً. رغم وجود بُعد مجازي ورمزي، يبطّن قسم هام من الملحمة. 

كذلك، في الملحمتين، "يصعد" الميّت، وليس العكس. 

يقصّ أنكيدو ما رآه لجلجامش، مثل "وجود" الموتى في ذاك المكان القذر. 

فيشرح له، بداية، مسألة التعفن والتحلل الجسدي في الأرض: 

"جسدي الذي لمسته فأبهج قلبك، صار كثوب عتيق تأكله الديدان، جسدي الذي لمسته فأبهج قلبك، صار مثل صدع في الأرض ممتليء بالتراب". 

ملحمة جلجامش، اللوح الثاني عشر

  

تظهر بعض التناقضات، حيث يخبرنا بأن شبح أنكيدو هو من سيخرج من الهوّة، فنجد أنها يتعانقان ويقبّلان بعضهما. وفي المقطع الأخير المنقول، نجد أن الجسد وما فيه بحالة تحلل. وهو ما يجعلنا نستنتج بأنه بعد الموت، قد يكتسبوا "جسداً" آخراً حقيقياً، يمكن لمسه، يهيمون به إلى الأبد. أو ربما يتمتعون بحضور مادي ومرئي في لحظة معطاة، عندما يجتمع مع صديقه خارج العالم السفلي. 

ما هو مؤكد أن جميع النصوص التي اطلعنا عليها - وهو ما أشرنا إليه في ملحق خاص - وتتعلق بالهبوط إلى العالم السفلي أو الجحيم، تبين إمتلاك الموتى لنوع من "الجسد الثاني" يمكن لمسه وقادر على الرؤية، رغم أنها أرواح فقط، خيالات أو أشباح، وهو ما يسمح لهم بالإنتقال وبالحديث، بالضحك أو البكاء، العناق، التقبيل وتناول الطعام والشراب حتى. 

يُقارَنْ الإيتيمو، أي الموتى، مع الظلمات والرياح، لكن، كما قلنا سابقاً، توجد إشارة واضحة للبُعد الجسديّ الممكن لمسه. 


 يتحدث خورخي سيلبا كاستيو عن موتى في حالة نصف – روحية، لكن، دون إيراد المزيد حول هذا الأمر. 

بما يتعلق بحالتهم الذهنية، فلا توجد إشارة محددة في ملحمة جلجامش تُشبه ما ورد في الأوديسة.

نعرف بأنهم يحتفظوا بالأحاسيس البشرية، حيث يبكي بعضهم ويفرح ويرضى البعض الآخر. لهذا، نميل للتفكير بأنهم يحتفظون بالذكريات:

يعون سبب بكائهم أو ضحكهم؛ يتذكروا كيف ماتوا بالضبط؛ ويعرفوا إن يهتم أحد بهم في "سطح الأرض" أو لا يقوم بهذا. 

يتحدث أنكيدو ذاته مع جلجامش بشكل طبيعي، بخطاب متماسك وصادق. 

تدفعنا كل تلك الإستنتاجات أو التأملات، الواضحة في النص بصورة ما، لإعتبار أنه لدى الموتى قدرة على التذكُّر والاحتفاظ بمَلَكَاتْ ذهنية، على الأقل من خلال لقاءاتهم "بزوار غير متوقعين" وفي سياق يتميز بكل تلك الكآبة. 

بالإضافة إلى الأشباح والآلهة الجحيمية المُشار لها: 

نمتار، رابيص نرجال، أسَكُّ، مع الأم ننازو في القيادة، أي إلاهة الجحيم إيرشكيغال، فلا تظهر كائنات أو عفاريت أخرى. 

وكما ذكرنا سابقاً، يهبط الموتى، والآلهة السماوية على قدم المساواة، إلى الجحيم. 

 لكن، هنا، لا يظهر أيّ إله، أو لا تتم الإشارة إلى حضوره. 

في قصيدة "الهبوط إلى العالم السفلي لعشتار" السومرية المُشار لها آنفاً، نجد شخصيات أخرى، مثل بوّاب الجحيم، المسؤول عن تنفيذ الداخلين إليه للقوانين الخاصة بالمكان، كذلك، يوجد مخصيّ، يهبط لأجل إثارة إلاهة - ملكة الجحيم، ولو أنه ليس شخصاً ذو حضور وعمل دائم في الجحيم، كما هو حال البوّاب.

  

هوامش

  

17. لنتذكر تقسيمه الثلاثي والشاقولي للعالم: الآلهة، البشر والعالم السفلي. 

18. سين هو إله القمر، من أصل بدوي في الغالب الأعمّ من المراجع.



قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (1)

رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (2)

رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (3)

رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (4)

رؤية أدبية "للجحيم" في ملحمتي الأوديسة وجلجامش (6 والأخير)

ليست هناك تعليقات: