El mundo de las pseudomedicinas está lleno a rebosar de chamanes que afirman que el «poder» de la mente todo lo puede y que las enfermedades son un invento de esos siempre perversos científicos que únicamente quieren engrosar la cuenta de resultados de las multinacionales farmacéuticas.
Y por supuesto
con la ayuda de esas maravillosas «medicinas» alternativas todo se puede curar,
desde un simple resfriado hasta el cáncer más agresivo. Y como todo es posible
para nuestra «poderosamente» mente, no sólo una sanación completa está al
alcance de nuestro deseo, sino que también podemos engañar a nuestros cuerpos y
parar el envejecimiento, tal y como viene afirmando desde hace décadas el
antiguo médico y exprofesor universitario Deepak Chopra, un gran gurú que ha
sabido conjugar con éxito (aunque solo para su bolsillo) los conocimientos
ancestrales de la «medicina» tradicional india con la más avanzada física
cuántica.
Así nuestro
célebre (porque no pasa casi ni un día sin que aparezca en algún medio de
comunicación anglosajón) y más que millonario (por los abultados ingresos de
sus centros «médicos», sus multitudinarias conferencias, sus exitosos libros y
su asesoramiento «médico» a estrellas del mundo del espectáculo) «experto»
lleva años difundiendo la buena nueva de que la fusión de la pseudomedicina
ayurvédica con la física cuántica acabaría con todos los males y dolencias de
esos sufridos cuerpos humanos que no han sido tan inteligentemente diseñados
como algunos piensan.
يمتليءُ عالم الأدوية المٌزيّفة بالشامانات (جمع شامان، قريب إلى "ضرِّيب المندل" بالمشرقيّ! فينيق ترجمة)، الذين يؤكدون بأنّ "قدرة" العقل:
تفعل كل شيء
وأنّ الأمراض ما هي إلا إختراع أولئك العلماء الفاسدين الراغبين، فقط، بتضخيم
حسابات الشركات الصيدلانية متعددة الجنسيات.
بالطبع، لهذه "الأدوية" البديلة الرائعة قدرات علاجية هائلة من الرشح البسيط إلى أخطر أنواع السرطانات وأكثرها عدوانيّة.
وعلى إعتبار أنّ كل شيء ممكن بالنسبة لعقلنا "كُليّ القدرة"،
فلا يُتاح الشفاء الكامل فقط وهي رغبتنا، بل يمكننا خداع أجسادنا ذاتها وإيقاف زحف
الشيخوخة حتّى، كما يزعم الطبيب القديم والأستاذ الجامعي السابق ديباك شوبرا، هو
شامان كبير قد عرف أن يجمع بنجاح (رغم أنه لنفعه الماديّ!) بين معارف الأسلاف
الخاصة "بالطب" التقليدي الهندي وبين الفيزياء الكوانتيّة (فيزياء
الكمّ).
هو أحد نجوم شاشات عالم
الأنغلوساكسون بمحاضراته وإستشاراته، لديه مراكز "طبيّة" ذات دخل مرتفع
ويعتبروه "خبيراً"، يقوم منذ سنوات بنشر فكرته الجديدة المتعلقة بدمج
الطبّ المزيّف الأيورفيديّ بفيزياء الكمّ لأجل القضاء على جميع الآلام في الأجسام البشرية، التي لم
تُصمَّم على نحو ذكيّ، كما قد يرى البعض.
يتمثل "الإكتشاف" الأكبر لشوبرا بتأكيده على عدم وجوب إعتبار الجسم البشري ككتلة متماسكة خاضعة للإستبداد النيوتينيّ (جاذبية ومتفرعاتها)، بإعتبارنا مصنوعين من ذرّات محكومة بقوانين ميكانيكا الكمّ، بالتالي، يمكن تطبيق جميع المزاايا الغريبة العجيبة الخاصة بالعالم تحت الذرّي على ضغط الطبيعة البشرية وعللها.
حيث
تختفي جميع الآثار الكوانتية بمجرد تجاوز حدّ الذرّة، كما يعلم الفيزيائيُّون منذ
الكثير من الأعوام، فلا يُحبطنا ما يطرحه فقط، بل يعيد تأكيد طرحه الخاص بخطأ
العلم وأنه هو وحده (كشامان عظيم!) لديه الحقيقة.
أثبتت إختبارات عديدة وجود علاقة (بل والتداخل حتّى) بين المُلاحِظ والمُلاحَظ، وهنا نتذكر قطّ شرودينغر الشهير، الذي طالما بقي في الصندوق المغلق فهو ليس حياً ولا ميِّتاً، فليس للإلكترونات وجوداً موضوعياً حتى نتدخل نحن بإستخدام أجهزتنا لتحليل الوضع القائم.
هنا، يدخل شوبرا في شأن آخر حين ينقل تفسير كوبنهاغن إلى فيزيولوجيّة دماغنا:
بإعتبارنا مصنوعين من
ذرّات واقعة تحت عين المُراقِب، فلدينا القدرة على تغيير جسدنا من خلال أعمال
ذهنية إراديّة (حسب الرغبة!).
أي، فيما لو نلاحظ
إرادتنا أو رغبتنا "بشكل مناسب" فبإمكاننا تغيير (أو خلق) الواقع،
فتختفي تلك البواسير المؤرِّقة أو ذاك السرطان الذي يلتهمنا من الداخل على نمط
أفلام الخيال العلمي الخاصة بالسفر عبر الزمن، حيث تظهر وقائع بديلة كلما غيّر
الأبطال مسار الزمن ذاته.
كذلك، وكما أثبت أينشتاين، يؤثر الزمن بسرعات مختلفة من خلال المكان – الزمان، بالتالي، يؤكد شوبرا بأنه بإمكاننا تبطيئه أو حتى توقيفه وفق ما يناسبنا.
لكن، لماذا لا نتمكن من قلب الإتجاه وسير الزمن ونصير شباب أكثر؟
هنا، قدَّمَ شوبرا "كامل معرفته" مع قدر كبير من الغطرسة والجهل،
فهو يؤكد:
بانّ
الشيخوخة هي سلوك مُتعلَّم.
بحيث
أنه:
بإستعمال وعينا بحكمة، يمكننا التأثير بالصيغة التي نشيخ بيولوجياً من خلالها.
يمكن أن تقول لجسدك بألّا يشيخ!
وهكذا، في العام 1993،
نشر الكتاب التالي:
الذي تُشيرُ مراجعته الأساسيّة، إلى:
في هذا العمل المُميّز، يُبيِّنُ المُعلِّمُ ديباك شوبرا بأنّ الماضي والمستقبل عبارة عن إسقاطات عقلية أو ذهنية، ففيما لو نصل لنتحرر منها، سنتمكن من عيش خبرة بجسد لا عمر له وعقل دون زمن.
نُحوِّلُ، هكذا،
جسدنا فنخلق شروط طول العمر والحفاظ على توازن الحياة.
رغم أنه يكفي إلقاء
نظرة على صورة حديثة لشوبرا (أنظر الصورة أعلاه .. أي أوّل صورة في الموضوع!)، لنكتشف دجله ونرى الإخفاق ماثل أمام أعيننا
"لعلاجه السحري"، بمعنى لا يعمل العلاج معه حتى!
رغم كل هذا، ما يزال
يُراكِم الثروات التي فاقت 150 مليون دولار من رقبة مساكين أو أغبياء، يعتقدون
بهذه الطروحات الشامانية الخُرافية المُنفصلة عن الواقع.
كل من يقرأ بشكل يوميّ، ومهما قلّ حجم وتنوُّع المواد المقروءة، سيصطدم دوماً بمقولة
"تميُّز الإنسان بالعقل" ويكتشف زيفها بإضطراد!
نحن متميزون بإمتلاك دماغ فعلاً، ككثير من الكائنات الحيّة الأخرى؛ أما العقل فهو شيء
آخر تماماً وليس ميزة بشرية إن لم يتأسس على الأخلاق!
قد يبدو الأمر متناقضاً .. فلا أخلاق دون عقل.
لكن، العقل المُنتِج لأشياء مُضحكة مُبكية كالتي يطرحها شوبرا:
لو أنتج حدّ أدنى من الأخلاق لما توصَّلَ ليتحدث عمّا تحدَّثَ به!
هذا في حالة شوبرا، لكن، تخيلوا حالة سياسيين وأطباء وحُكّام ومؤثرين في صنع
القرارات!!
أما من يُصدِّق شوبرا .. فهو يُثبت وجود حالة عجز عقليّ مؤسفة! كحال مُصدقي
مرجعيات سياسية ودينية وسواها على إمتداد العالم دون إجراء أدنى مُحاكمة ذهنية لما
يسمعوه أو يروه منها!
وشكراً جزيلاً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
أسوأ 14 طبيب خلال المئتي عام الأخيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق