Es mucho lo escrito sobre esta cultura; un pueblo de exploradores y excelentes navegantes y sobre todo pioneros en el impulso de un comercio global
El nombre de fenicios; procede del griego «phoinikes», nombre con el que se designó a los antiguos habitantes de las actuales costas sirio-libanesas. Este nombre creado por los griegos, posiblemente tenga su origen etimológico en el color rojo púrpura que designaba al país en su propia lengua «Camán», principal productor y exportador de este mencionado producto
Los fenicios fueron innovadores en muchos aspectos; en la construcción de naves, como exploradores abriendo nuevas rutas de navegación, pero también como vehículo de transmisión de conocimiento, (no solo aportaban lo que conocían, aquello que era de valor lo recogían haciéndolo suyo y transmitiéndolo a otras culturas)
Translated to English by Deepl
Much has been written about this culture; a people of explorers and excellent navigators and, above all, pioneers in the promotion of global trade
The name Phoenicians comes from the Greek ‘phoinikes’, the name given to the ancient inhabitants of what are now the Syrian-Lebanese coasts. This name, created by the Greeks, may have its etymological origin in the purple-red colour that designated the country in its own language, ‘Camán’, the main producer and exporter of this product
The Phoenicians were innovators in many ways: in shipbuilding, as explorers opening up new shipping routes, but also as a vehicle for the transmission of knowledge (they not only contributed what they knew, but also collected what was valuable, making it their own and passing it on to other cultures)
إعداد وترجمة: أحمد قاسم الحاج إبراهيم الحاج إبراهيم
1. مدخل
"تهبُ الذاكرة الجمعية إحساساً
بالإنتماء للأشخاص. يساعدُ التاريخُ على تفسير العالم. يمكن لرؤية مُشتركة للتاريخ
العمل على تغيير المستقبل. التاريخ شخصانيّ بإمتياز وهو مفتوح على تفسيرات متنوعة
ومختلفة. لقد استخدمَ سياسيّون التاريخ، بالعموم، وحوادث تاريخية معينة، على نحو
خاص، لخدمة مقاصدهم وأهدافهم الحزبية السياسيّة. على كل بلد وكل جيل مواجهة ماضيه
بكل ما فيه، لكن، لا يجب القيام بهذا الأمر من خلال الترويج للأساطير والخرافات
والمبالغات والأكاذيب إضافة إلى الإستعمال المُسيَّس للتاريخ بهدف الهجوم على
الخصوم. نرثُ الذاكرة الجمعية والتاريخ الذي تركه أسلافنا ويتوجب علينا إستخدامه
بشكل مناسب ونزيه".
مارتين شولتس، رئيس المجموعة الإشتراكية في البرلمان الأوروبي
"هذا هو نموذج المؤرِّخ بالنسبة لي: هو
شخص مقدام لا يعرف شيئاً إسمه خوف، لا يعرف شيئاً إسمه فساد، مستقلّ، صريح وواضح،
صارم، بالغ التدقيق، نزيه؛ يسمي الأشياء بأسمائها، هو حيادي لا يُخضِع البحث
لأهوائه الشخصية (مُتحرِّر من الإنفعالات الحسية الخاطفة)، لا يتفادى نقد أحد تحت
ذرائع مثل الإزعاج والإحترام أو اللياقة؛ هو قاضي عادل بأحكامه؛ يميل إلى فهم
مشاكل كل فرد بمودّة، مستعدّ لإعطاء كل ذي حقّ حقّه، مُتحرِّر من جميع القيود
المرتبطة ببلده وقوانينه وحكامه، لهذا، فهو سيقول ما يُمليه عليه ضميره فقط،
وسيعمل على إقرار الوقائع كما حدثت بلا تحريف ولا تزييف".
لوقيان السميساطي (125-181)، كاتب مشرقي باللغة اليونانية، يُعتبر من أوائل النُقّاد الهزليين
"اللغة الفينيقيّة هي اللغة الأُمّ
لكامل البحر الأبيض المتوسط، وأبجديتها هي أبجديتنا الأولى".
ماريّا جوزيب إستانيول، أستاذة لغة وثقافة فينيقيّة بجامعة برشلونة
يعود الإهتمام بدراسة الفينيقيين إلى
إعتبارهم كشعب غير معروف كثيراً نظراً لعدم تمكنهم من إمتلاك أرض محددة وعاصمة
سياسيّة معيّنة. بالطبع، لم يمنعهم هذا الأمر من الوصول لإمتلاك أهميّة إقتصادية
هائلة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى تأثير ثقافيّ، وكل هذا نتيجة
لقدرة تجارية كبرى مؤسسة على تقنيات فعّالة للغاية ومدعومة بتحكُّم ممتاز بطرق
الملاحة.
في حالة الجنوب الإسباني (الأندلس)،
هناك إهتمام وإعتراف كبيرين بدراسة الفينيقيين على مستوى اكاديميّ.
رغم ذلك، وبحسب أنطونيو دوبلا أنسواتيغي:
"في الواقع، تاريخ الفينيقيين في
علم التأريخ الغربيّ أحد أفضل الأمثلة على تاريخ مُقولَب ومليء بالاحكام المُسبقة
والتحزُّب والتشويه، يعود هذا التقليد التأريخيّ إلى هوميروس، وبوقت لاحق، إلى
الرومان. ربما إختلف هذا التأريخ كثيراً:
فيما لو ربح الفينيقيُّون القرطاجيُّون الحرب البونية الثانية، التي حدثت خلال القرن الثالث قبل الميلاد، أي كما فعل
مؤلِّف روايات الخيال العلمي المعروف بول أندرسون، عندما دعانا إلى التخيُّل في
قصّة قصيرة عنوانها ديليندا إست ضمن روايته "حرّاس الزمن". ففي القصّة،
يتوجب على حرّاس "الزمن" القيام بإعادة تشكيل للماضي ولأزمان ماضية
موازية، كتلك التي خلالها من المفترض أنّ هنيبعل قد غزا روما وأحرقها، حيث تظهر
تبعات هامّة على التاريخ الأوروبيّ اللاحق.
مع ذلك، فيما لو نترك القصص الخيالية جانباً،
لنعود إلى الواقع الفاقع، يمكننا قراءة شيء من الأوديسه، حيث يُوصَفُ الفينيقيين
"بالمخادعين والجشعين"، رغم الإعتراف بأنهم بحّارة عِظام وتجّار بارعين.
رغم أنهم مُخترعو التجارة بالنسبة لبيلينيو القديم، ففي التراث الروماني، أطلق شيشرون على الفينيقيين صفة "الخونة أكثر
من كل الشعوب!"؛ تعبير "فيدس
قرطاجي" مترادف مع السلوك الخيانيّ، ولدى حديثهم عن هنيبعل، يُوصًف كشخص
"قاسي وغدّار ولا يخشى الآلهة ولا أيّ شيء دينيّ".
إعتباراً من وجهة النظر هذه وإلى الأمام، إكتسب
الفينيقيُّون (والقرطاجيون كأحفاد لهم، غالباً) سمعة "بالغة السوء"
تاريخياً، وهو ما نجده في الادبيات الخيالية وفي الثقافة الشعبية والسينما
راهناً".
فيما كان هيرودوت، قد تحدَّثَ عن
فينيقيين (وقرطاجيين) عادلين:
"كذلك، يحكي القرطاجيُّون القصّة
التالية: في ليبيا، على الجانب الآخر من أعمدة هرقل (مضيق جبل طارق اليوم)، هناك
مكان محدد مسكون؛ لدى صعودهم إليه، يفرِّغون حمولتهم، يدعونها على طول الشاطيء،
ثمّ يرسون مراكبهم ويشعلون ناراً، تنطلق أعمدة الدخان منها. وقتها، يأتي السكان
المحليُّون إلى الشاطيء دونما إبطاء، حيث يتركون الذهب كثمن للبضائع ويبتعدون
كفاية عنها. من جانبهم، يقترب القرطاجيُّون من الذهب للتأكُّد من قيمته المكافئة
لقيمة البضائع على نحو عادل، فيأخذوه ويبتعدوا؛ إن لم يقتنعوا بالثمن، يعودوا
للمراكب وينتظروا حدوث تغيير بموقف الشُراة. عندها، يزيد الشُراة الثمن حتى يرضى
الفينيقيُّون القرطاجيُّون. ساد العدل تلك العملية التجارية، فلا الفينيقيين
يأخذون الذهب ولا السكان الأصليين يأخذون البضائع حتى تتساوى قيمة الذهب مع قيمة
البضائع".
تحدَّثَ ديودورو الصقلي عن
"فينيقيين، ومنذ زمن بعيد، قد أبحروا دون توقُّف ليمارسوا التجارة، وقد
أسَّسوا الكثير من المواقع على سواحل ليبيا ومناطق أخرى من السواحل الأوروبية
الغربية".
تترافق هذه الصورة التقليدية مع مواد مختلفة
ومواقع فينيقيّة متناثرة على السواحل المتوسطية منذ القرن التاسع قبل الميلاد
وصولاً للقرنين السابع والسادس قبل الميلاد.
2.
أصلُ الفينيقيين
يُحكى عن أصل مشرقيّ متوسطي
للفينيقيين، حيث يُركَّز على الساحل اللبناني غالباً؛ مع هذا، الفينيقيُّون هم
كنعانيُّو الساحل الشرقي للمتوسط، وفق مصادر عديدة*، حيث يمتد هذا الساحل من تركيا شمالاً إلى سيناء جنوباً، وقد
تركوا بصمات عصيّة على الإمحاء على كامل هذا الساحل، حيث نجد بقاياهم الأثرية في
مواقع ومتاحف كثيرة بتلك المنطقة وفي متاحف دولية شهيرة، سيما في برلين وباريس
ولندن.
إن أتى الفينيقيُّون من ساحل المتوسط
المشرقي إلى سواحل إسبانيا، فمن أين أتوا إلى ساحل المتوسط الشرقي؟
هناك عدم توافق حول أصل الفينيقيين أو
حول المنطقة التي أتوا منها، إضافة إلى عدم التوافق حول أصل الإسم الفينيقيّ ذاته.
لكن، ما هي أهميّة معرفة أصل
الفينيقيين، كجماعة بشرية، أو معرفة أصل إسم الفينيقيين، بذاته؟
برأيي المتواضع، ليس لهذا الأمر أيّة
أهميّة؛ المهمّ هو ما تركه الفينيقيُّون لنا على المستويين التقنيّ والثقافيّ.
يجب علينا عدم نسيان أنّ مهمة
الفينيقيين الحياتيّة قد تركَّزت على:
كونهم مخترعين ومكتشفين (هذا مُثبت:
فهم أوائل البحّارة في البحر الأبيض المتوسط وربما في غيره).
فهم وتنظيم العالم (هذا مُثبت:
بتأسيسهم لمواقع أو مدن في جميع مناطق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي على
الأقلّ).
نقل ونشر المعرفة (هذا مُثبت: فقد
نشروا الأبجدية والكثير من المعلومات والتقنيات الحيوية بكامل أرجاء البحر الأبيض
المتوسط وسواه).
تتفق هذه المعلومات مع ما ورد بتعاليم
المؤرِّخ والكاهن الفينيقيّ سانخينياتون البيروتيّ (1300 قبل الميلاد).
إشارات
* الفينيقيون هم
من نسل الكنعانيين، الذين انقطعوا عن المناطق الداخلية في سوريا وفلسطين حوالي عام
1200 قبل الميلاد بسبب غزو "شعوب البحر". اقتصر وجودهم على منطقة الساحل،
فأسسوا عدة مدن - دول (مثل جبيل وصور وصيدا وغيرها)، وعلى إعتبار أن المنطقة لم تكن
غنية بالموارد، فقد أبحروا في البحر الأبيض المتوسط بقصد الإستكشاف والإقامة، فأصبحوا
بحارة وتجاراً.
يتبع
نظراً لأهمية هذا المقال المنشور بمدونة صديقة وشقيقة هي "علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح ومواضيع أخرى" ننقله حرفياً وبصوره لما يحمله من مضامين هامّة حول الفينيقيين ووجودهم في إسبانيا، على سبيل المثال لا الحصر، إهتمامهم بمناطق داخلية، لا ساحلية حصراً، لأسباب زراعية، ويحطم هذا الأمر إحدى الصور النمطية الخاصة بهذه المجموعة البشرية المميزة
وشكراً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
تأسيس الفينيقيين لمدينة قادش الإسبانية - القسم الأوّل
تأسيس الفينيقيين لمدينة قادش الإسبانية - القسم الثاني
تأسيس الفينيقيين لمدينة قادش الإسبانية - القسم الثالث والأخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق