Nueva etimología de la palabra Hispania تأثيلٌ جديدٌ لكلمة "هسبانيا" (2 والأخير) New etymology of the word Hispania - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Nueva etimología de la palabra Hispania تأثيلٌ جديدٌ لكلمة "هسبانيا" (2 والأخير) New etymology of the word Hispania

2022-12-16

Nueva etimología de la palabra Hispania تأثيلٌ جديدٌ لكلمة "هسبانيا" (2 والأخير) New etymology of the word Hispania

 Nueva etimología de la palabra Hispania

Jesus Luis Cunchillos Harri

Io Breve historia de la interpretacion etimologica de la palabra Spania, Hispania, Espana. Los argumentos de quienes defienden la etimologia “tierra de conejos” y los puntos debiles de esa explicacion. Dos etimologias posibles: A) Hispania > ’ispanya “isla/costas del norte”.

B) Hispania > ’ispanya “isla/costas de los metales”.

Introduccion 

En griego ‘Ionotviot (Estrabon (3,166); E7C<XVI(X /(Artem. ap. Steph. Byz.) por aferesis como Spalis por Hispalis; Ispania sin aspiracion como Ispalis por Hispalis. Los testimonios mas antiguos entre los autores latinos acerca de la palabra Hispania son Mela (1,3,4; 1, 5, 1; 3; 2, 6, ls), Plinio (3, 1, 2s; 4,20, 34), Ciceron (de imp. Pomp. 4, 9), Tusculo (1, 37, 89), Cesar (de bello gallico 1,1; 5,1; 7, 55, etc) y como aposicion en Tito Livio (38, 58, 5)<2) refirendose a la Segunda Guerra Punica y basándose en los anales de la epoca y en Caton que lucho en Espana en el ano 195 a. C.1 2 (3) 4

Encuentro un magnifico resumen de las etimologias propuestas desde la antiguedad hasta 1913 en una obra

redactada en latin a principios de siglo por J. Perin:

“Etymon varie proponitur; alii enim ducunt ab Hispano vel

Hispalo, heroe quodam (Isid. 14; Orig. 4, 28); alii ab Hispali, metropoli, una mutata littera; alii a Pane, praefecto

regionis a Baccho devictae, quod fabulam sapit (Cf. Plin. 3. Hist. nat. 1.3.[8]); alii ex recentioribus, interpretantur,

ut quasi occulta, i. e. parum nota apud antiquos (Maltebrun, Precis de la Geographie VIII, p. 21); alii a Cantabr.

ezpana margo, seu ripa vel ora, quia regio sita est ad oras Oceani (Smith); alii denique rectius a Phoen. span cuniculus

ACTAS DEL IV CONGRESO INTERNACIONAL DE ESTUDIOS FENICIOS Y PÚNICOS Cádiz, 2 al 6 de Octubre de 1995

 

أدلة المدافعين عن الأصل التأثيليّ "أرض الأرانب" ونقاط ضعف هذا التفسير

 

يستند إقتراح بوخارت على الإسم العبريّ سافان safan وهو لا يعني أرنب، بل يعني حيوان آخر معروف جيداً بمنطقة شرق المتوسط. بحسب كوهلر – بومغارتنر، تظهر كلمة إسبن spn 4 مرّات في الكتاب المقدس العبريّ وتعني حيوان الوبر الصخريّ ولا علاقة له بالمجترات. يعود زليج هاريس بالأصل العبريّ إلى مسرده الخاص بالمصطلحات الفينيقيّة، فيعتبره إسماً بشرياً ويترجمه بحذر شديد إلى "الغرير".

 

هذا هو الدليل الأقوى لدى المُدافعين عن "أرض الأرانب". يتابع مُترجمون حديثون للكتاب المقدس ذات السبيل ويترجموا الكلمة إلى "أرنب"، على سبيل المثال، فرانثيسكو كانتيررا بورغوس ومانويل إغليسياس غونثاليث، يترجمان إلى "أرنب" في سفر اللاويين 11، 5 وفي نص موازي في سفر التثنية 14، 7، علماً أنّ هناك ملاحظة على آية سفر اللاويين، تقول: "يفهم آخرون من الكلمة معنى "حيوان وبر الصخر" أو "القنفذ". فيما يُترجمان إلى "وبر الصخر" في المزامير 104، 18 مع الملاحظة التالية: "وبر الصخر: سيما نوع خاص منتشر في سورية"، وفي سفر الأمثال 30، 26 مع الملاحظة التالية: "وبر الصخر هو حيوان محلي بفلسطين، يُفسره كثيرون على أنه أرنب".

في الواقع، يصعب ترجمة الكلمة إلى "أرنب" في نص سفر الأمثال 30، 26.

 

أورِدُ ترجمته فيما سيلي:

 

"الوبر (الوبار)، جماعة ضعيفة وتضع بيوتها في الصخور".

 

لا يمكن القول بأنّ الأرانب تجعل بيوتها في الصخر. فما يمكن إستنتاجه من الآيات العبرية، وكما يقول الأستاذ كانتيرا، لا يمكن أن ينطبق على "الأرنب"، بل قد ينطبق على المرموط السوريّ. وبالنهاية، قد تُشير الآيات إلى ذات الحيوان وهو المرموط الفلسطيني – السوريّ.

 

لا جدوى من البحث عن إسم إسبن spn بمعنى "أرنب". فلا يظهر في القواميس الفينيقيّة ولا العبرية ولا الأوغاريتية أو المشرقية الشمالية الغربية ببساطة، بل ولا حتى في اللغة العربيّة، حيث تُشتقُّ الكلمة من اللاتينية.

 

أتباع بوخارت، مثل شولتن وبمساعدة ليتمان، يحاولون تحسين الأصل التأثيليّ إعتباراً من الجمع شبانيم sphan-im. حسناً:

 

1. في المكانين الوحيدين، حيث تظهر كلمة سابان sapan بالجمع (المزامير 104، 18 وسفر الأمثال 30، 26)، يلفظه المعلمون العبريُّون شباننيم spannim أي مع حرف نون مُكرّر، فما الذي يفعلوه مع النون المزدوجة؟

 

2. ما الذي يفعلاه شولتن وليتمان مع النهاية يم –im في الجمع العبريّ لكي يصبح يبقى معنى إسبان i-sphan "جزيرة أو شاطيء الأرانب"؟ في جميع الأحوال، ستكون إسبان i-sphan "جزيرة الأرانب"، لكن، وقتها، هل ستحتفظ الكلمة سابان saphan بحرف s (ṡ)؟ يُجيبُ خوسيه ماريا ميّاس باييكروسا على هذه الصعوبة: 

"يجب تفسير التغيُّر في الإشتقاق من يم im إلى يا ia، بسبب تغيُّر بالصيغة اللاتينية، شيء شبيه بما حدث مع كلمة إيبيثا Ibiza من إي I  أو (E) Ibrosim. لا يبدو شرحه مُقنعاً فإيبيثا لا يمكن أن ترد من Ibrosim، بل من ibsm أو من اللاتينية Ebusus وغيَّرَ العرب الكلمة اللاتينية إلى اليابسة "الجزيرة الجافة" حيث أتى إسم جزيرة إيبيثا فعلياً. كذلك، نهاية الجمع يم –im ليس له علاقة بالإضافة يا –ya.

 

3. يُلفَظُ المقطع الصوتي با pa: فا fa، ثُمَّ بالوصول إلى إسبانيا يعود ليُلفَظ با؟ في الواقع، الحرفان ب / ف p/f قابلان للتبادل في اللغات المشرقية، لكن، لدى الحدث عن مقطع لا حرف أي با / فا / با /pa/ > /fa/ > /pa، فلا يبدو الأمر موثوقاً. برأيي، منذ البداية، نهايات الألفية الثانية قبل الميلاد، وصولاً إلى أيامنا هذه، إستمر المقطع الصوتي با pa أو الوحدة الخطية ب p على حاله.

 

أخيراً، يمكننا الإطلاع على الحجج من السكوت التي يستخدمها تريغيروس، والتي تُعتبر ممتازة بقسمها الأكبر لأنها مؤسسة على الحسّ السليم والإطلاع الواسع على المؤلفين الكلاسيكيين. 

 

تأثيلان مُمكنان لكلمة إسبانيا Hispania

 

التأثيل الأوّل: إسبانيا Hispania، ispanya "جزيرة / سواحل الشمال".

 

بشكل مستقلّ، لكن، في ذات خطّ تريغيروس وسولا سولي، نصل إلى ذات الخُلاصة، فكلمة Hispania التي تُشتقُّ كلمة إسبانيا España منها، لها أصل فينيقيّ يعود إلى نهايات الألفية الثانية قبل الميلاد.

 

1. تتكوَّن الحُجّة الفقهية اللغوية من ثلاث أقسام، هي: إي + سبان + يا i+span+ya. تُفسَّرُ الأقسام الثلاثة في اللغة المشرقية الشمالية الغربية العائدة لنهايات الألفية الثانية قبل الميلاد بشكل ممتاز، وضمن هذا السياق فقط. حيث يمكن إستنتاج الأصول التأثيلية التاريخية لكلمة إسبانيا Hispania العائدة لنهاية الألفية الثانية قبل الميلاد من خلال وصول واضعيها إلى الشواطيء التي نسميها اليوم إسبانيا España وهو ما يتفق مع وصول الفينيقيين بتلك التواريخ وبحسب المصادر الكلاسيكية.

 

أ. إي i ويعني هذا القسم من الكلمة "جزيرة" أو "شاطيء، ساحل" سواء في العبرية أو الفينيقيّة (أخذت العبرية من الفينيقيّة وليس العكس .. فينيق ترجمة).

 

ب. سابان sapan، ويعني هذا القسم جبل الأقرع، الذي يرتفع بمقدار 1770 متر عن سطح البحر إلى شمال أوغاريت ومطل على البحر الأبيض المتوسط ويُعتبر مقرّاً للإله بعل بحسب أساطير أوغاريت. وهو ذاته جبل الحصيد لدى الحثيين والحوريين وجبل كاسيون لدى اليونانيين ومقرّ للإله زيوس وجبل كاسيوس لدى اللاتينيين. 

العام 1932، وضع أوتو إيسفلدت تأثيل الكلمة سابانو sapanu الذي إشتقها من إسم ذو جذر سابا sapah "ينظر" حيث معنى سابانو sapanu هو "المرصد" أو "مركز المراقبة". بمرور الكثير من الأعوام، جرى تأكيد تأثيل أوتو إثر ظهور نصوص فيها إسم اكادي – حوريّ لذات الجبل المذكور أعلاه، والذي يعود جذر إسمه إلى حاصاه ويعني "يرى أو ينظر". من إسم جبل، يمضي بمرور الزمن ليصبح في اللغة المشرقية الشمالية الغربية بمعنى الإتجاه "الشمالي أو الشمال" كما هو واضح في الكتاب المقدس العبريّ بكلمة باسيم passim وفي الفينيقية والآرامية، لكن، فقط في الأوغاريتية، نجد الكلمة سابانو sapanu في اللغة المشرقية الشمالية الغربية خلال نهايات الألفية الثانية قبل الميلاد.

 

في الأوغاريتية، وفي شمال المنطقة الفلسطينية السوريّة اللفظ هو a، سابانو Sapanu. لكن، في العبرية، هو سابون sapon سواء أُشار إلى العنوان أو الإتجاه، وحدث ذات التطوُّر من أ a إلى أو o. خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، يتكرَّر النطق الفينيقيّ للحرف a > o، وكذلك، للحرف a > u. يعود إستمرار حرف a على حاله ببعض الحالات وتغيُّره إلى الحرف o وإلى الحرف u إلى حضور لهجات مختلفة تبعاً للمناطق المختلفة ضمن منطقة شرق المتوسط ذاتها. وهو ما يؤكده س. سيغيرت وغاربيني، بين غيرهم، هكذا، نجد مثالاً حول دراسة إسمية لكلمة إسبانو أو سابانو في اللغة الآشورية – البابلية. اللاحقة يا –ya مُستخدمة في اليونانية واللاتينية لأجل تسميات خاصة بالمناطق.

 

 2. السياق التاريخي – الثقافي:

 

أ. بحسب شهادات القدماء:

 

بحسب بيلينيوس، يجعل كلمة إسبانيا أو هسبانيا Hispania ذات إستخدام مألوف وسابق على الفترة التي عاش خلالها بكثير، وتُحدِّد المنطقة الممتدة من سواحل أندلسيا إلى الداخل. ينقل بيلنيوس شهادات لبحّارة فينيقيين من صور قد سافروا إلى أريترية أو عبر البحر الأريتيري.

 

ربما هي إشارة، بين غيرها، ما يقوله هيرودوت: "ما هو معروف عن ليبيا (شمال أفريقيا) يُثبِتُ بأنها مُحاطة بالبحر، ما عدا الجزء المتاخم لآسيا؛ وأول من أثبت هذا الأمر هو الفرعون المصري نخاو. بعد حفر قناة موحدة لنهر النيل مع الخليج العربي، توجَّه بحارة فينيقيُّون عبرها مع توجيهات بعودتهم عن طريق البحر الشمالي (البحر الأبيض المتوسط) وقطع منطقة أعمدة ملقارت أو هرقل (مضيق جبل طارق) والرجوع إلى مصر عن هذا الطريق. عملياً، غادر البحارة الفينيقيُّون من بحر إريترية، وأبحروا عبر البحر الجنوبي وعندما حلّ فصل الخريف، هبطوا في ليبيا وزرعوا الأرض وبعد حصاد القمح، مرّ عامان، وفي العام الثالث،  أبحروا وعادوا إلى مصر. وبحسب الروايات، التي لا أصدقها أنا فيما يصدقها آخرون، أنهم عندما أبحروا من ليبيا كانت الشمس على يمينهم".

 

للقصّة ميزة رواية العارف نوعاً ما، ففعلياً، ربما حدث هذا الإبحار. وما لم يصدقه هيرودوت هو وجود الشمس إلى يمين البحارة لدى توجههم من ليبيا بإتجاه مصر عن طريق جبل طارق وهو ما يعطي روايته المصداقية، بحسب دبل يو دبل يو هو وج. ويلز فكل شيء مذكور بنوع من الدقّة. اللافت هو وجود رحلة بحرية لثلاث أعوام بسفن ترشيش بحسب الكتاب المقدس بسفر الملوك الأول 10، 21-22. لكن، عليّ التأكيد بأنهّ لم يكن عبثاً إطلاق تسمية "بحر الشمال" على البحر الأبيض المتوسط، والتي يمكن تفسيرها كتسمية مصرية، لكن، يستخدمها هيرودوت وكما رأينا في شهادة بيلينيوس، كذلك، لم يكن عبثاً إن تسمى السواحل الشمالية لقادش إسبانيا أو هسبانيا. فقبل هيرودوت، وخلال القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد، يضع هوميروس في الأوديسة الكلمات التالية في فم مينلاوس حول رحلته: 

"جلبتُ (الرزقَ) في المركب ووصلتُ خلال السنة الثامنة، بعد أن مررتُ بقبرص وفينيقيا والمصريين؛ ووصلنا إلى الإثيوبيين والصيدونيين والإيريمبوس وليبيا".

 

"بالإضافة إلى الإثيوبيين، من كانوا الصيدونيين، هل إختلفوا عن أهل فينيقيا ومن هم الإيريمبوس، الذين لم يجرِ الكلام حولهم فيما بعد في الأدبيات القديمة، بإستثناء مقطع هوميروس سالف الذكر".

"إن يتطابق القسم الأول من الرحلة، المرور على قبرص وفينيقيا ومصر، فهو يؤسس لمنطقة متناسقة معروفة على نطاق الإبحار؛ القسم الثاني والمرور على إثيوبية والصيوديين والإربيموس وليبيا، ومنذ أقدم الأزمنة، فهو غير متناسق على مستوى مواقع تلك البلدان والأماكن مما يحفِّز على تعديل هذا النصّ". 

 

بخصوص إيريمبوس، يرى دبل يو. فون سودين بأنّ معناها "الغربيين"، فكلمة إيريمبوي Eremboi مُشتقة من العبرية والفينيقيّة "غرب أو غيريب أو غروب" (غروب الشمس، فترة بعد الظهر، الغرب). يُحدِّد دبليو فون سودين صفة "الصيدونيين" بربطها بالساحل الفينيقيّ وأنه قبل العام 1000 قبل الميلاد، بدا الصيدونيُّون القوّة الإستعمارية الأهمّ، بينما إعتباراً من العام 1000 قبل الميلاد، تبدأ مدينة صور بوراثة هذا الدور الذي لعبته صيدا. ويُذكِّر فون سودين، على خُطى إيسفيلدت، بأنّ صفة "صيدونيين" سابقة لصفة"فينيقيين قرطاجيين" حتّى، فتاريخ صيدا أقدم بكثير من الحقبة القرطاجية.

"كيف وصل مينلاوس إلى تلك الأماكن؟ حضرت فرضيّات عدّة قديماً، فبالنسبة للبعض بدا إجبارياً العبور من سواحل جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية.

 إقترح أقراطوس المالوسي رحلة مغادرة لمدينة غادير الفينيقيّة (كاديث بالتسمية الإسبانية الراهنة)".

"هل بالإمكان التفكير بأنّ الشعوب المُشار إليها في الغرب، في أفريقيا الغربية، وقد هاجروا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية قبل حدوث سفر مينلاوس عبر مضيق جبل طارق؟".

 

"المحطة الأخيرة لمينلاوس هي ليبيا. جدير بالتنويه ما قام به إوستاثيو الحموي للإضاءة على الخصوبة الممتازة للأرض الليبية (التأثيلات المُقترحة هي ليبس lips وتعني "غروب الشمس" و"الغرب") حيث يُورِدُ نصّاً من تأليف أثينايوس، وهو في الواقع مقطع من الكتاب 34 لبوليبيوس ولا يُشير إليه. في هذا المقطع، تبرز الخصوبة الممتازة لأرض لوسيتانيا".

 

ب. المؤرِّخون الحديثون:

 

من يعرف تاريخ شرق المتوسط منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد ويعرف عالم آسيا الشمالي الغربي خلال الألفية الثانية قبل الميلاد: موقع مثل تل العمارنة، أوغاريت، ...إلخ، يصعب عليه تخيُّل بأنّ سكان تلك المناطق الذين عاشوا على السواحل وعرفوا الملاحة البحرية قد تأخروا بالوصول لقرون كثيرة إلى الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط كما توحي البقايا الأثرية للمواقع الفينيقيّة في شبه الجزيرة الإيبيرية التي تُشير إلى الفترة الممتدة بين القرن الثامن والقرن السابع قبل الميلاد.

 

ربما يعمل بعض المؤرخين مع تصنيفات يونانية ويطبقونها على الفينيقيين بالتساوي. فيجري الحديث حول "إستعمار" و"ما قبل إستعمار"، وهو دون شكّ صحيح في الحالة اليونانية، لكن، أقلّ صحّة في الحالة الفينيقيّة. يتفق التقليد الكلاسيكي كاملاً مع ما يكتشفه الباحثون حول شرق المتوسط القديم: الآسيويون الشماليون الغربيُّون، الفينيقيّون، بحّارة رائعون ذائعو صيت منذ الألفية الثانية قبل الميلاد. رغم أنّ هيرودوت قد إعتبرهم "بحّارة جشعين"، فهو لم يُشكِّك أبداً، بل أكَّدَ، بتفوقهم الملاحي البحريّ. في الرسالة 38 من أوغاريت، يُرسِلُ ملك أوغاريت أسطولاً تجارياً إلى مصر. البعثة البحرية للملك سليمان ولبحارة صور بإتجاه بلاد عوفير (سفر الملوك الأول، 9، 26-28)، بحدود القرن العاشر قبل الميلاد، توحي بأهمية وسمعة البحّارة الفينيقيين. 

 

بيَّنَ علم الآثار بأنّ ما جهله ثوقيديدس، أي ما يطال وجود إنتشار يوناني (موكياني) قبل حرب طرواده بزمن طويل وأن التاريخ اليوناني أقدم مما تخيله مُعاصرو بريكليس. بدت منطقة البحر الأبيض المتوسط نابضة بالحياة منذ زمن طويل؛ فلا تبدو تأريخات "قديمة" لموقعي ليكسوس وأوتيك غريبة أو مستحيلة. تعتبر وثيقة لاخا ألتا وثيقة هامة. فقد ترك سكّان كهف لاخا ألتا شهادة هامة وتوثيق فنّي بالرسوم لمرور سبعة أنواع من المراكب البحرية المارّة بالقرب من منطقة الجزيرة الإسبانية. تعود تلك الرسوم إلى الفترة الممتدة بين 1000 إلى 700 قبل الميلاد. تُثبِتُ هذه الرسوم حدوث عمليات دخول وخروج السفن إلى ومن خليج الجزيرة بحقبة قديمة جداً. أجرى الباحثون دراسة مقارنة لهذه الرسوم مع رسوم معروفة، فوصلوا إلى النتيجة التالية:

 

"هناك توازي بالمزايا مع نقوش المراكب المتوفرة بمنطقة خيمينيا، تُحدِّدُ الأفق الثقافي والزمني المتوافق مع المعطيات الموثقة حول الإستعمار الشرقيّ (الفينيقيّ) جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، وهو ما يقودنا إلى إقتراح فترة ممتدة بين 1000 و700 قبل الميلاد لزمن تحضير تلك الرسوم ضمن نطاق بيئة "التارتيسوس".

يتبقى للعمل، برأينا، تحليل الصباغ المستخدم بالرسم وهو ما يسمح بتحقيق تأريخ أدقّ لتلك الرسوم. يتعامل الباحثون بحذر مع المعلومة، لكن، توحي معلومات أخرى بتواريخ أقدم. فيكتبون بفقرة لاحقة الآتي:

 

"يدفعنا هذا التجانس القائم لإقتراح تاريخ موحد للجميع والذي يجب أن يبدأ خلال بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. يتفق هذا مع التسلسل الزمني للأشكال البشرية والمراكب، ويتناقض مع تسلسل أشكال الألوهة أو الأصنام المقدسة والتي تُعتبر أقدم بحوالي ألف عام تقريباً".

 

بخصوص الإتصالات مع الغرب، يكتب كلٌّ من سل. بورين وس. بونيت التالي:

 

"أمكن طريق الدخول إلى مياه أقصى الغرب إكتساب صفة المزدوج أو الثنائي في حقب وظروف تاريخية. يسمح الإنعزال النسبيّ لقبرص ومنطقة شرق المتوسط، الذي تُقدِّمُ يونان المعدن شهادة حوله من القرن الحادي عشر إلى منتصف القرن العاشر قبل الميلاد، بتصوُّر وجود طريق غربي من الجنوب، بعبور الساحل المصري ومتابعة الإبحار على طول الساحل الشمالي الأفريقي.

يُحدِّدُ العارفون اليونانيُّون، كذلك، مواقع قديمة قد أسسها الفينيقيُّون على طول هذا الطريق، مثل موقع أوتيك أو عتيقة في تونس ذائع الصيت. سمح التقدُّم بهذا الطريق بالوصول إلى صقلية بسهولة، كما ذكر المؤرّخ ثوقيديدس. أمكن لهذا الطريق، بشكل طبيعيّ، أن يقود الفينيقيين نحو ليكسوس المغربية الشمالية وإلى غادير أو كاديث الإسبانية بتسميتها الراهنة وإلى كامل الساحل الإسباني الواقع جنوب مدينة غرناطة أو غرانادا بتسميتها الراهنة، حيث تحضر البقايا الأثرية للمنشآت الفينيقيّة.

أسباب تفضيل هذا الطريق الجنوبي عديدة. فإثر الكوارث التي حلت بمنطقة بحر إيجه، لم تعد المنطقة جذّابة للفينيقيين وللقرصنة وينطوي الإبحار فيها على مخاطر. بتذكر الشهادات الواردة في ملاحم تلك الفترة، فلا نجد أن تلك الحوادث قد شكَّلت عقبة أمام غياب الفينيقيين عن منطقة بحر إيجه إثر نهاية عصر البرونز الباكر مباشرة. فكل المقاطع الهوميروسيّة، ككل الروايات التقليدية المرتبطة بشخصية قدموس، تُشيرُ جيداً، إن لم يكن بشكل أفضل، إلى الحقب السابقة التي تؤكِّد حدوث تبادلات وهو ما تثبته البقايا الأثرية، سيما حطام السفن الفينيقية في مياه ساحل مدينة كاش (بتركيا اليوم) وفي مياه ساحل خلقيدونيا والتي إحتوت على جرار كنعانية فينيقيّة".

 

في السياق التاريخي الثقافي الموصوف من قبل المؤرخين الراهنين المختصين بالحضارة الفينيقيّة، بالإضافة إلى ما وصفه المؤرِّخون القديمون، لا يبدو غريباً وصول الفينيقيين إلى شبه الجزيرة الإيبيرية بنهايات الألف الثانية قبل الميلاد وأمكنهم تحديد جزء من شبه الجزيرة الإيبيرية قد عرفوه "كساحل شمالي" بمواجهة الساحل الأفريقي. يُقدِّمُ فقهُ اللغة، إعتباراً من وجهة نظر تاريخيّة لغوية، معطيات جديدة أمكن تحصيلها بنهايات الألفية الثانية قبل الميلاد فقط، ويمكنها بصورة هي الأفضل من أيّ إقتراح سابق حول أصل كلمة إسبانيا أو هسبانيا Hispania في السياق الموصوف.

 

التأثيل الثاني: إسبانيا i+span+ya أي ساحل المعادن

 

تُفسَّرُ i كالتفسير في التأثيل الأوّل الوارد أعلاه. يرد المقطع سبان span من الجذر سبي spy، والحاضر في الفينيقيّة الأوغاريتية بمعنى "تلبيس لوحات معدنية"، "تشكيل بلوحات معدنية، خلط المعادن"، بالعبرية سبه sph لها ذات المعنى بإستعمال الجلود، وفي الفينيقيّة.

 

بالنسبة لتشكيل سبي + ان spy + an. تُفسَّرُ النهاية an بذات طريقة أصل سابانو Sapanu وفق تفسير إيسفيلدت، رغم أنه لا يُشير صراحة لأنه يفترضها فقط. فعلياً، يقوم أحد تشكيلات الأسماء في اللغة المشرقية الشمالية الغربية على إضافة an، الذي أمكن وضعه كنهاية لإسم مكان. تُفسَّرُ النهاية –ya بكلمة ispanya كنهاية أو بداية إسم مهنة وهي موثقة في اللغة المشرقية الشمالية الغربية خلال نهايات الألفية الثانية قبل الميلاد، سيما في أوغاريت. في هذه الحالة، سيصبح معنى كلمة إسبانيا ispanya أو هسبانيا Hispania "جزيرة، ساحل تشكيل أو خلط المعادن"، "ساحل المعادن".

 

تلفت الإنتباه كثيراً مُلاحظة أن الكلمة العبرية ترشيش tarsis ذات الجذر رشش rss، تعني "صهر المعادن" أو "منجم". كما يشرح خوسيه ماريا سولا سولي، فإنّ كلمة ترشيش هي صيغة تشديد مشرقية مشابهة لأسماء الفعل. ليس لصيغة التشديد قيمة تجريدية فقط، بل لها نتيجة ملموسة وتُعبِّر عن نتيجة العمل المعطي عبر الفعل. من هنا، فلا تعني "يصهر المعادن" فقط، بل "صهر المعادن" أو "ما قد صُهِرَ" كذلك. على مستوى التحديد بين ترشيش أو ترسيس Tarsis وبين التارتيسوس Tartessos فهو محلول من خلال التغيُّر من ترت trt إلى ترس trs: "ستُشكِّل كلمة ترشيش أو ترسيس تحولاً مشرقياً من إسم محليّ مُتوطِّن، trt >trs، بمنطقة جنوبية بشبه الجزيرة الإيبيرية؛ ستصبح ترشيش أو ترسيس كلمة يونانية  موافقة لكلمة مُتوطِّنة؛ ستعطي ذات الكلمة المُتوطنة كلمة تورتا Turta، تورديتانيا Turdetania، وهو إسم منطقة أندلثيّا (الأندلس باللغة العربيّة) خلال الحقبة الرومانية. هكذا، تُحلُّ قضيّة هوية ترشيش أو ترسيس – تارتيسوس أو الترشيشيين".


 قبل تحديد منطقة جغرافية معينة، سواء كانت ترشيش Tarsis أو شبان أو سبان span، فقد حمل الإسمان معنى مكان تجري فيه أعمال مختلفة خاصة بالمعادن: منجم، صهر، تشكيل وطرق وهي قاعدة بتسمية أماكن جغرافية. وحتى يمكن إقتراح أنّ المتوطنين قد عملوا بإستخراج المعادن (وربما الصهر)، فيما علَّمَهَم الفينيقيُّون (صهر وإذابة المعادن) وعلموا بتطريق وتزيين أو زخرفة الأغراض المصنوعة من صفائح معدنية. كذلك، تُفسَّرُ الأمور بشكل أفضل، سواء كانت القديمة منها أو الحديثة، والمرتبطة بموقع ترشيش Tarsis الدقيق وبموقع سبانيا Spanya، فما لو يكن أصل الإسمين من الأسماء الشائعة. ربما إحتفظت مُصطلحات يونانية ولاتينية بشهادة حول أصل إسم إسبانيا، بإتجاه تحديد كامل الساحل إسبانيا Ispania / هسبانيا Hispania.

 

الخُلاصة

 

نقول بأنّ تفسيرنا لأصل إسم إسبانيا ليس بعيداً عن تفسيرات الأقدمين وعن الشروحات التأثيليّة، التي تتأسس على جذور وكلمات قائمة في اللغات الشمالية الغربية الآسيوية، وهي مجموعة لغوية تنتمي اللغة الفينيقيّة لها. لكن، يمكن إقرار الدليل الحاسم يوم يُعثَر على نقش يُحدِّد ما نسميه اليوم إسبانيا España بإسم شبني أو سبني spny، وهو ما سيوافق كلمة فينيقيّة:

 شاهد الصورة بأوّل الموضوع

وتُقرَأُ من اليمين إلى اليسار.

 

مدريد 24 آب أغسطس 1995


إنتهى


إنتهى الموضوع، لكن، إذا شاءت الطبيعة، مواضيع الفينيقيين مستمرة إلى أجل غير مسمى! لدينا في فينيق ترجمة، فرضيّة، تقول:

بأنّ الفينيقيين مواطنين متوسطيين أو عالميين ولا صبغة قومية مناطقية لهم على الإطلاق .. وهو ما قُدِّمَ إثبات جزئي له حتى الآن، والعمل جاري على تعزيز هذا الإثبات.


نقطة هامة: حين يستشهد باحث بآيات من الكتاب المقدس حول الفينيقيين، فهو من باب الإشارة الأدبية القصصية، التي لا ترقى لتصبح دليل أثريّ موثق. ومن المُضحك أن يستخدم الإبراهيميون النصوص والآثار الفينيقيّة لتعزيز طروحاتهم الدينية وهو، برأيي المتواضع، أمر مجافي لواقعية الفينيقيين وضرب من المُبالغة المُفرطة

 


ليست هناك تعليقات: