Una
ciudad volcada al mar
Gadir
seguía el viejo patrón de los asentamientos fenicios, para los que se buscaban
lugares que reunieran unas condiciones de defensa relativamente fácil: islas
cercanas a la costa (como la propia Tiro), promontorios rodeados de un entorno
acuático (como la poderosa colonia tiria de Cartago), penínsulas, lugares
elevados en el interior pero cerca de la costa (como la Asido fenicia, hoy
Medina Sidonia, en la provincia de Cádiz), o pequeños conjuntos de islas muy
próximas entre sí y estratégicamente situadas en relación con la tierra firme,
con acceso inmediato a ríos navegables por pequeñas embarcaciones. Gadir,
próxima a ríos como el Guadalete o el Iro, seguía este último modelo
Tiro
y las colonias fenicias de Occidente. María Eugenia Aubet. Eds. Bellaterra,
Barcelona, 2009
Allende
las columnas. La presencia cartaginesa en el Atlántico entre los siglos VI y
III a.C. Víctor M. Bello Jiménez. Anroart, Las Palmas, 2005
El
empeño de Heracles. La exploración del Atlántico en la Antigüedad. Fernando
López Pardo. Arco Libros, Madrid, 2000
.
http://www.nationalgeographic.com.es/historia/grandes-reportajes/la-fundacion-de-cadiz-por-los-fenicios_6853/5
مدينة مشرفة على البحر
في قادش كل مزايا النموذج
الفينيقي القديم في المستوطنات، حيث بحثوا دوماً عن مكان يتصف بمزايا دفاعية سهلة
نسبياً:
جزر قريبة إلى الساحل (كحال مدينة صور ذاتها)، صخور ممتدة في البحر (كحال
المستوطنة الفينيقية القوية في قرطاج)، شبه جزيرة، أماكن مرتفعة داخلياً ولكنها
قريبة من الساحل (كحال أسيدو الفينيقية (قرب قرطاج الإسبانيّة) وهي مدينة شذُّونة اليوم في قادش)، أو
مجموعة صغيرة من الجزر قريبة على بعضها البعض وذات موقع إستراتيجي بعلاقتها
باليابسة، لها مدخل مباشر مع أنهار صالحة للملاحة بقوارب صغيرة. فقادش قريبة
من أنهر مثل نهر لَكَة أو نهر إيرو.
لدينا القليل من المعلومات حول وضع
المدينة الداخليّ، بعيداً عن تواجد الهياكل الدينية الخاصة بعبادة الإلاهة عشتار
والإله ملقارت (ملقرت)، إله صور الرئيسيّ.
تُحدثنا نذور هيكل الإله ملقارت، وهي على شكل تماثيل برونزية،
عن تديُّن البحارة الفينيقيين وشكرهم الرب، الذي يسمح لهم بالإبحار إلى أقصى الغرب.
بمضي الزمن، انصهر الإله ملقارت،
سيِّد صور وقادش، مع الإله اليوناني هرقل (إله الرومان كذلك) وحمل إسمه، الذي
مُنِحَ لمضيق جبل طارق، بحسب الأسطورة، هو الذي خلقه بيديه عندما فصل صخرتين كبيرتين أو أعمدة
حملت إسمه: أعمدة هرقل.
خلال القرن الأوّل ميلادي، كتب الجغرافي الروماني بومبونيو ميلا، المولود بالقرب من قادش، معلومات حول هيكل ملقارت، تقول:
"رائعٌ بمؤسسيه، بجلاله، بقدمه وبغناه. تكمن قدسيته في احتفاظه برماد
هرقل"؛ جرى إعتبار الهكيل كمهبط وحي، وقد زاره هنيبعل ويوليوس قيصر، الذي سبق
وتنبأ الإله هرقل بعظمته.
أهمية هذا الهيكل أبعد بكثير من
رمزيته الدينية، فقد لعب دوراً إقتصادياً رفيعاً. لقد ضمن هذا الإله، إله البحارة
والتجار، نوعية البضائع، صحّة الأوزان والقياسات المستخدمة في الصفقات بالإضافة
إلى قيمة الإتفاقيات التجارية الموقعة في صحنه المقدّس.
إلى جانب الهياكل، الشيء الآخر المُميِّز للمدينة هو المرسى الواسع
العظيم، ميناء مزدوج طبيعي بين جزيرتي إريتيا وكوتينوسا. ولأجل تحديد ملامح
مدنيّة مميزة لقادش، يتوجب إجراء مقارنة بينها وبين مواقع فينيقية أخرى في
المنطقة، مثل موقع السيدة البيضاء أو (في الجانب
الشرقي من المضيق) كارتييا وموقعه السابق تلّ
المرج (ثيرُّو ديلبرادو).
وكما هو الحال في تلك المواقع في
خليج قادش، فلقادش أسوارها، أبراجها وبواباتها الأثرية، الأمر الذي سمح
بحمايتها عندما غيرت موقفها خلال الحرب البونيقية الثانية العام 206 قبل
الميلاد، عندما جرى طرد الحامية القرطاجية وأعلنت الوقوف إلى جانب روما. هكذا،
غيّرت قادش الصوريّة جلدها وضمنت بقائها على الحياة، فانتقلت من عالم إلى عالم
مناهض له، عندما تحولت قرطاجة من إمبراطورية قويّة إلى إمبراطورية متهاوية.
الأحياء والأموات
اعتمد إقتصاد هذه المدينة الصاخبة
على التجارة مع عوالم المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، تجارة سمك الطون وتصدير خلاصة
أحشاء نوع سمك الرمح واسمه الروماني غاروم. وقد انطبع إسم هذا
السمك على راقصات وبحارة قادش، الذين انطلقوا من هذه المدينة لإكتشاف المحيط
الأطلسي، بحر الشمال أو خليج غينيا.
يقول المؤرخ سترابو عنهم، الآتي:
"أرسل سكّان قادش الأسطول الأضخم نحو بحرنا ونحو الخارج؛ على الرغم من أنهم
لا يسكنون جزيرة كبيرة ولا يسيطرون على قسم معتبر من البرّ المقابل وليس لديهم
جزراً أخرى، بل يُمضون القسم الأكبر من حيواتهم في البحر" (من كتابه الجغرافيا،
الجزء الثالث، ص 5).
بل جرى التفكير بإقدامهم على السير بشكل دائري حول أفريقيا، وأنهم
قد تمكنوا من الوصول إلى البرازيل.
سمحت المقبرة البونيقية بالتعرُّف
على جوانب متعددة من الحياة اليومية، حيث تتضمن محتويات قبور القادشيين على
سيراميك منزلي وأشياء باهظة الثمن، وبين هذه الأخيرة قطع مصرية الأصل، مثل
أوعية خاصة بالمراهم والعطور وقطع على شكل خنفساء وهي حشرة مقدسة عند المصريين
بالإضافة إلى الجواهر، الأقراط، الخواتم وقطع قلادة من عجينة الزجاج.
لكن، المهم في عالم المدافن القادشيّ
هو النواويس (جمع ناووس وهو عبارة عن تابوت حجريّ) المحفوظة في متحف قادش، والتي لا مثيل لها في الغرب المتوسطي.
ظهر أوّل ناووس يعود لرجل في منطقة معروفة باسم بونتا دي لا باكا
خلال الأعمال المنجزة للاحتفال بالمعرض البحري الدولي العام 1887.
خلال بدايات القرن
العشرين، وصل إلى قادش الأخصائي بعلم الآثار بيلايو كينتيرو أتاوري وهو الذي قام بحفريات في المقبرة البونيقية، التي حددها بوصفها
مقبرة فينيقية، وبهذا، اكتسبت تاريخاً بالغ القدم.
ويعود فضل "إكتشاف" قادش
الفينيقيّة إليه كذلك؛ ولهذا، لم يكن من العبث تخصيصه لمقال، العام 1924، خاص
بهذا المنحى في مجلة ناشيونال جغرافيك. ومن المثير أنه جرى العام 1980 إكتشاف ناووس يعود لأنثى في
بهو منزل بيلايو، أي بعد مرور 100 عام تقريباً على إكتشاف ناووس زوجها.
إكتشاف الناووسين بالغ الأهمية،
فيما لو يتم أخذ العقبات التي واجهت التنقيب الأثري بالحسبان، سواء لناحية تآكل
شاطيء البحر ونموّ الجانب المديني في قادش العام 1947، وهو عام، حدث إنفجار
مخزن سلاح تابع لسلاح البحرية قد تسبب بأذى كبير ودمار في المقبرة البونيقية التي
نقّب فيها بيلايو خلاله. رغم هذا، تُشير مواقع مثل موقع الشارع العريض، المسافة الفاصلة
بين الكنائس والمسرح إلى حضور أدلة على قِدَمْ قادش أو قادير المعروفة تحت إسم
كاديث Cádiz اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق