كما حدث معهم في كل تنقلاتهم البحرية التاريخيّة، أسَّسَ الفينيقيُّون،
كتسمية أمّ لتسميات أخرى مثل الإتروسكيين وربما غيرها، المواقع الهامة في إيطاليا
ساحلاً وداخلاً وجزراً ومنذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
عاشوا في سردينيا وفي صقلية وفي غيرها على مدار قرون وتركوا آثاراً كثيرةً هامّةً.
بحسب هذا المصدر:
"كانت إيطاليا قبل تأسيس الأمبراطورية
الرومانية مسكونة من مجموعة من الأجناس، من شعوب تعود إلى أصل واحد، لكنها تحمل أسماء
مختلفة، يتكلمون عدة لغات تعود إلى جذر لغوي واحد متفرعة إلى عدة لهجات تختلف عن بعضها
اختلاف المناطق والنواحي، تشير إلى بنية لغوية أصلية غنية وتعدد المعاني للكلمات. كتابة
هذه اللغات كانت من اليمين إلى اليسار مستعملة الحروف الهجائية الكنعانية الفينيقية
أي الخط العروبي الذي تتفرع منه سائر الخطوط الإيطالية والأتروسكية، يقول أرسطو:
'كوَّنَ القرطاجيون (الفينيقيُّون)
والأتروسك أمة واحدة في الماضي'.
مثلما أورد هورجون في كتابه (روما والبحر المتوسط الغربي):
'أن المنطقة التي
تقع فيها هذه الأمة تمتد من مارسيليا وحتى مدينة جنوة والتي تسمى بليغوريا والتي تشمل
معظم مساحة إيطاليا بما فيها منطقة روما، فالأتروسكيون جاءوا من آسيا هم ليسوا هندو
أوروبيين بل هم شرقيون انتشروا ابتداء من القرن التاسع قبل الميلاد في إيطاليا، بل
وفي شمالها وصولاً حتى مرسيليا'.
إن الأتروسكيين يمثلون جماعات فينيقية آتية من فينيقيا الكبرى الممتدة من شواطئ
أنطوليا في شرقي البحر المتوسط وحتى شمال الرافدين إلى جنوب البحر الأسود. تنقلوا على
عدة هجرات ابتداء من القرن الثالث عشر قبل المبلاد. اختلطوا بعدة جماعات لكنهم حافظوا
على أساس اللغة الفينيقية والعروبية بصورة عامة. أما العمارة الأتروسكية فهي مستمدة
من العمارة المصرية والبابلية في بنائهم للقصور والمعابد والمدن والجسور والطرق وفي
الفن والنحت بالحجارة والبرونز، والبناء بالآجر والطين المشوي؛ والنسيج كلها مستمدة
من التراث العروبي".
إنتهى النص المنقول بتصرُّف بسيط
ستُعرَضُ، في هذه السلسلة، صور لآثار فينيقيّة إيطاليّة مأخوذة من مواقع
متنوعة، سيما من جزيرتي سردينيا وصقلية.
نبدأ في هذا الجزء بعرض صور لمواقع وآثار فينيقيّة بجزيرة سردينيا الإيطاليّة، وفق الآتي:
مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3 مصدر 4 مصدر 5 مصدر 6
السبب الرئيسيّ لوضع مصادر هو توفير مراجع للراغبين بالمزيد من المعلومات من المصادر المختلفة؛ لأنّ أصل الصور مكتوب عليها في الغالب الأعمّ من الحالات
تُضغَطُ الصور لرؤيتها بحجمها الحقيقي
تعليق فينيق ترجمة
من المثير للدهشة أن يطلب سُكّان موقع فينيقيّ إيطالي مجيء "خبير لبناني" لبحث ودرس آثار منطقتهم! فهم لا يعرفون بأنّ
من عمل في البحث الأثريّ في لبنان وشرق المُتوسِّط:
هم من الفرنسيين والإنكليز والألمان، وبوقت لاحق،
الأميركان!
وهذا أمر غير مُفاجيء لأنّ العلوم الحديثة الأثرية
وتقنيات التأريخ النسبية والمُطلقة هي فرنسية وألمانية وإنكليزية!
كما حدث في الحالة الإسبانيّة، حالة التارتيسوس تحديداً، يحدث في الحالة الإيطاليّة مع الإتروسكيين أو الإتروريين! الجماعتان فينيقيتان وفق
مصادر عديدة مُتطابقة.
تُضيءُ لوحات بيرجي جيداً على العلاقة بين الفينيقيين والإتروسكيين أو الإتروريين
سلسلة طويلة قيد البحث للآن!
"يكتب المُنتصرون التاريخ: من أسخف العبارات التي قالها البشر!؛ يجب أن يكتب أشخاص نزيهون أخلاقيُّون التاريخ، كي يُسمّى تاريخ!".
شكراً على الإهتمام وعلى أيّ تصويب أو إضافة ممكنة لهذا الموضوع أو لأيّ موضوع آخر هنا
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق