Cuestión de obsesión en los origenes مسألة الهوس بمعرفة الأصول A question of obsession with origins - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Cuestión de obsesión en los origenes مسألة الهوس بمعرفة الأصول A question of obsession with origins

2021-01-23

Cuestión de obsesión en los origenes مسألة الهوس بمعرفة الأصول A question of obsession with origins

La obsesión de los orígenes 

On the Origin of Origin Stories 


ربما سمع الكثيرون منّا آراءاً؛ أو قرأ قصصاً؛ أو شاهد برنامجاً وثائقياً حول البحث عن أصول عائلة ما؛ أو قبيلة ما؛ أو عشيرة ما؛ أو طائفة ما؛ أو جماعة ما؛ أو شعب من الشعوب الكثيرة المنتشرة على إمتداد العالم. 

وبعد إكتشاف الحمض النووي الريبي منقوص الاوكسجين DNA، خلال عقد خمسينيات القرن المُنصرم، هناك من يبحث عن أصله وأصل عائلته أو جماعته أو .....الخ بتحليل الحمض النووي. 

من هنا، يُحكى عن أصول عريقة وأخرى وضيعة (بعيداً عن طروحات العرق المتفوّق والإنسان السوبرمان وطروحات فاشية ونازية وعنصرية شهيرة)؛ ويُجافي هذا أبسط قواعد المنطق، فكل البشر بشر.

 الحديث عن أصول عريقة وأخرى وضيعة:

هو كلام يُعبّر عن إستخفاف بعقول الآخرين ويعكس تجاهل يصل حدّ إدارة الظهر لإعتقادات شخصية من دينية وسواها، كما سيتضح مما سيرد.

 

ما هي أصول الفينيقيين؟

 

سأنقل، من مصادر متنوعة، معلومات تطال أصول الفينيقيين، على الشكل الآتي:

 

أولاً: فرضيّة الأصل العربيّ


ومما عُرِفَ حتى الآن، أتت جماعة كنعانية بحدود العام 5000 أو 4000 قبل الميلاد من الخليج العربي أو شبه الجزيرة العربية واستقرت على السواحل الشمالية اللبنانية السورية.

فقد اعتبر وِلْ ديورانت أنّ الفينيقيين قد أتوا من شواطيء الخليج العربي "أما تاريخ قدومهم إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط فليس في وسعنا أن نكذب ما قاله علماء صور لهيرودوت، وهو أن أجدادهم قدموا إلى بلدهم هذا من شواطئ الخليج العربي، وأنهم شادوا تلك المدينة في العهد الذي نسميه نحن القرن الثامن والعشرين قبل ميلاد المسيح"، حيث هناك من حدّد منطقة "دلمون" (البحرين اليوم)، التي انطلق الفينيقيُّون منها باتجاه سواحل البحر الأبيض المتوسط (من فلسطين إلى الاسكندرون اليوم). وهناك من أرجعهم إلى شواطيء البحر الأحمر في شبه الجزيرة العربية، حيث يقول فرنسيس لزمان مؤلف "تاريخ الشرق القديم" انهم "سلكوا طريق القوافل من القطيف إلى وادي غطفان وجبل طويق في نجد. ثم مروا بالوشم والقصيم فالحناكية. ومنها ساروا في الطريق التي يسلكها الحجاج في كل سنة.

فيما قال أمين الريحاني: "ما أجمع عليه المؤرخون والآثريون أن الفنيقيين مثل العرب مشرقيُّون. بل أنهم عرب الأصل. نزحوا من الشواطئ العربية الشرقية على الخليج العربي، من القطيف ومن البحرين إلى سواحل البحر المتوسط في قديم الزمان".

فيما أوضح الطبريّ أنّهم من العرب البائدة، ويرجع نسبهم إلى العماليق.

نقل أنيس فريحه عن فيليب حتي، قوله: "حوالي 2200 ق.م بدأ تسلل قبائل عربية بدوية من شمالي الجزيرة العربية على نطاق واسع. وقد انتشرت هذه القبائل في سهول سوريا الشمالية الشرقية. وقد اتجه بعضها غرباً حتى البحر المتوسط وجنوباً . أما الذين تاخموا البحر، فقد عرفوا بالكنعانيين، ومن الكنعانيين كان الفنيقيون".

ردّ الباحث عبد الله الحلو على هذه الفرضيّة، فقال:

"انتهت الدراسات المتعلقة بمنطقة الشرق الأدنى القديم منذ قرابة القرنين من الزمن، إلى التفسير الذي اصطلح عليه المستشرقون وصار من ثم نظرية متعارفاً عليها ومسلّماُ بها شكلياً وتم اعتمادها في المؤلفات العربية المعاصرة، ألا وهي قدوم هذه الجماعات من شبه الجزيرة العربية بشكل موجات هجرة كبيرة في فترات متباعده، الأمر الذي استندوا فيه إلى ظاهرتين:

أولاهما اوجه الشبه القوية بين اللغات أو اللهجات التي انتشرت في الهلال الخصيب وبين اللغة العربية، والثانية هي كون صحاري الجزيرة العربية في الأزمنة القديمة مفتوحة على بادية الهلال الخصيب ومنطقة تنقل حرّ واسع للقبائل البدوية، هذا التنقُّل الذي ما زلنا نلحظه حتى اليوم، وكون أراضي الهلال الخصيب تمتعت منذ أقدم الأزمنة بتلك الجاذبية للقبائل المتنقلة وكانت عاملاً أساسياً في استقرارها. ولكن على الرغم من أن تنقلات الجماعات البشرية هنا وهناك وهجراتها البعيدة أو القريبة أمر معروف منذ أقدم الأزمنة، فإنّ نظرية ما سُمي بـ"موجات الهجرة المشرقيّة" من الجزيرة العربية إلى الهلال الخصيب وبالشكل الذي تم تصوره لدى بعض المؤرخين، بقيت تفتقر إلى الأدلة المادية القاطعة".

فيما يرى جان مازيل أنّ أصل الفينيقيين، يعود إلى هجرة الحميريين من جنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن اليوم)، بحدود الألف الثاني قبل الميلاد، الذين استقروا في المنطقة الساحلية الواقعة بين جبال لبنان وشواطيء البحر المتوسط.

كذلك يؤكد فرج الله صالح ديب في كتابه " كذبة السامية وحقيقة الفينيقية" "بأنّ اليمن هي أصل الفينيقيين، حيث يدلنا في الفصل الثالث الى موقع بلاد كنعان، فاذا هو في المناطق المتاخمة لصنعاء، وقد انتقلت العشائر الكنعانية على طول الشواطئ وصولاً الى فلســـطين، حيـــث تركت اسماءها ايضاً، ولهذا السبب "نجد اســـماء المدن والعشائر اليمنية وبطونها مترددة في فلسطين وبلاد الشام والمحيط العربي". ويؤكد لنا في الفصل الرابع على ان النقوش اليمنية هي الكنعانية، على اعتبار ان لهجات النقوش اليمنية تحتوي على اللهجات الكنعانية. وفي الفصل الخامس يجري مقارنة بين نقوش رأس شمرا والنقوش اليمنية ليخلص الى التوكيد على اصلها الواحد. وفي الفصل السادس: "هيرودتس والحديث الاول عن الفينيقيين" وفيه يأخذ على مؤرخينا عدم استخدامهم ترجمة "تاريخ هيرودتس" لحبيب افندي بسترس عام 1887، إذ يورد في الصفحة 467 منطلق الفينيقيين بقوله: "كانوا يسكنون سابقاً سواحل بحر اريتريا البحر الاحمر كما يقولون هم انفسهم. اذ اجتازوا من هناك الى سواحل سورية فقطنوها". وان الجفريين الذين صحبوا قدموس الى بلاد الاغريق هم في الاصل فينيقيون، وان عشائرهم ما زالت حتى تاريخه في حضرموت جنوب اليمن، وان اصل اسطورة الفينيق يمني المصدر أيضاً. علماً أنّ "هيرودوتس"، قد اعتبر أنّهم من أصلٍ أرتيريٍّ أتوا من البحر الأحمر".

ردَّ الباحث عبد الله الحلو على فرضيّة الأصل الحميري، فقال:

1. لم يظهر الحميريين إلاّ خلال أوائل القرن الأوّل ميلادي، حيث وصل تجارهم إلى مناطق الانباط وساحل أفريقيا الشرقية، فيما يؤكد جان مازيل على أنّ بداية استقرار الفينيقيين في ساحل المتوسط الشرقي قد حدثت خلال القرن العشرين قبل الميلاد، حيث لم يُعرَفْ شيء عن الحميريين وقتها.

2. مما هو معروف أن الجماعات السكانية عندما تهاجر إلى ناحية أخرى تحمل معها تسميتها ولا تتخذ تسمية أخرى. ومن الأمثلة القريبة على ذلك قرية من قرى دمشق في العصر القديم كانت تسمى "الحميريون" نسبة لجماعة من الحميريين قدمت واستوطنت هناك (وجاء ذكرها عند كل من ابن عساكر وياقوت الحموي. وقد خربت فيما بعد).

3. هناك أدلة كثيرة على أنّ الفينيقيين أنفسهم، سكّأن المدن الساحلية، كانوا في كلّ أدوار تاريخهم يعتبرون أنفسهم "كنعانيين" لوم يوجد ما يُشير إلى أنهم وصفوا أنفسهم ولو مرّة واحدة بالحميريين في أيّ وقت كان، كما لم يقولوا عن أنفسهم "فينيقيين" لأنّ هذه التسمية لم تكن محلية ولم تُستخدم محلياً، بل كان الإغريق هم الذين أوجدوها واستخدموها وبعدهم الرومان. وحتى بعد زوال قرطاجة كان من بقي في أفريقيا من سكانها يدعون أنفسهم "كنعانيين".

4. إنّ لفظة "حمير" أو "حميريين" رغم وجود الجذر الثلاثي (ح م ر) فيها ليس مؤكداً أنها تحمل مدلول "الشعب الأحمر" أو "الرجال الحمر"، وبالتالي فإنّ إطلاق اليونان تسمية "Phoeniki" بمعنى "الرجال الحمر" لا يعني بالضرورة أنهم أخذوها عن اسم "حميريين".

5. هناك مثال جدير بالذكر عن الالتباسات التي تحصل في التسميات ومدلولاتها: "تدمر" مدينة البادية السورية سميت باليونانية ثم باللاتينية "بالميرا Palmyra". وهذه التسمية هي اشتقاق من كلمة "بالما Palma" والتي تعني شجرة النخيل. أي أن "بالميرا" لها باليونانية مدلول "مدينة التمر أو النخيل". ولكن بالمقابل رغم أن كلمة "تدمر" الآرامية تحتوي شكلياً على الحروف "ت م ر" وتوحي من حيث ظاهرها أن للتسمية علاقة بالتمر، فإنّ الحقيقة غير ذلك، والتسمية اليونانية "بالميرا Palmyra" بُنيت على التباس في المدلول، ربما نتج عن كون التمر من جملة المواد التي كانت بين الصادرات التدمرية إلى اليونان.

وعليه فمن المنطقي أن يكون إتجار الكنعانيين بصباغ الأرجوان (الأحمر) واحتكارهم لسرّ إنتاجه، قد دفع باليونان لإطلاق تسمية "فونيكي" عليهم، الأمر الذي ذكره "مازيل" أيضاً بصورة ثانوية رغم ميل أغلب المؤرخين للأخذ به.

يختم الباحث عبد الله الحلو كلامه، فيقول: "إنّ الباحث الاختصاصي يستطيع استنطاق الأوابد الصامتة والمخلفات الفنية وغيرها، ليكوّن من ذلك إطاراً تاريخياً حضارياَ كما كان الحال هنا مع جان مازيل، ولكنه مهما تعمق في عمله فلن يستطيع استنطاق الجماعات البشرية التي تفصلنا عنها عدّة آلاف من السنين لجعلها تتحدث عن أصولها. وحسبنا من حديثها ما تنطق به مخلفاتها وما حفظه عنها الآخرون".


ثانياً: فرضيّة شعوب البحر


لم أقرأ عن هذه الفرضيّة سوى في كتاب "الفينيقيُّون – شعب من شمال أوروبا في لبنان" لمؤلفه الألماني يورغن شبانوت، والذي يعتمد بشكل كبير على الكتاب المقدّس في بحثه كما رأيت، حيث يقول في المقدمة:

"إثر الدمار الهائل الناتج عن كوارث طبيعية في القسم الأخير من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، هاجر شعب شمال أوروبي اسمه ساكار  Sakar وأقام في منطقة لبنان الحالي. ازدهرت ثقافته هناك وامتلك تأثيرات قوية في الثقافة اليونانية الباكرة وانتشر أفراده على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط وجزره. أطلق اليونانيُّون على هذا الشعب وصف " فينيقيين Phoinikoi "، الذين وصلوا بسفنهم إلى السواحل الأفريقية وإلى أميركا الشمالية والجنوبية، حيث تركوا العديد من البصمات هناك".

في حين تُجمع الكثير من المصادر على أقدميّة الحضور الكنعاني / الفينيقيّ في ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقيّ، وبالتالي تكون هذه الفرضيّة ضعيفة جداً في إطار اعتبار شعوب البحر كأصل للفينيقيين.


ثالثاً: فرضيّة الأصل الرافدينيّ القديم


حاول خزعل الماجديّ التعرض لفرضية أن الكنعانيين قد نشأوا في وادي الرافدين، شأنهم في ذلك شأن كل "الساميين". "وكانوا والأموريون يعيشون في المناطق غير الإروائية وهذه المناطق من الصعوبة بمكان تحديدها بشكل دقيق، إلا أنه يحتمل أن تكون على الجانب الغربي من نهر الفرات.

ففي حدود 3500 ق م، انشطر الشعب الأموري الى ثلاثة أقسام:

الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأعلى والذين اتجهوا نحو المناطق المرتفعة و الجبلية في شمال العراق و سوريا وهو الشعب الذي عرف فيما بعد ب (الآراميين) إذ أن معنى (آرام ) المناطق المرتفعة.

الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأوسط والذين بقوا يجوبون الصحراء العراقية والسورية، وتشكل منهم البدو الذين أطلق عليهم السومريون اسم مارتو كما أطلق عليهم الأكديون اسم (أمورو)، واللفظ يعني الساكنين غرب الفرات.

الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الجنوبي وبمحاذاة سواحل الخليج العربي، والذي يعتقد الآثاريون أنه كان يصل الى شمال بغداد الحالية، وهو رأي ليس بغريب لمن يرى أسوار نينوى كم ابتعدت عنها الأنهار، التي يفترض أنها وضعت على حوافها للاستفادة من الحاجز المائي الطبيعي.

ويضيف المؤلف (خزعل الماجدي) بأن هذا القسم من الأموريين هم الذين اتجهوا الى بلاد الشام و سواحل المتوسط، وهم الكنعانيون.

إن البعد الزمني لنشأة الكنعانيين والذي يصل الى حوالي خمسة آلاف سنة، يجعل من عملية تصور بداية النشأة أمرا عسيرا للقاريء، ويلجأ العلماء لمعرفة القرابة بين الشعوب و الحضارات، من خلال دراسة الأساطير (الميثولوجيا) لتتبع تلك العلاقات وتشابهها.

وبسياق هذه الفرضيّة، يقول بعض المؤرخين بأن الفينيقيين شعب جاء من جبال زاغروس الواقعة شرق العراق. استقروا أولا على تلك الرابية الخضراء، "أوغاريت"، المطلة على البحر المتوسط، شمال مدينة اللاذقية اليوم، ثمَّ انتشروا منها بعد ذلك على طول الشاطئ  السوري    اللبناني  – الفلسطيني. وأقاموا مملكة أوغاريت في شمال سوريا. ضمت المملكة مدينة أوغاريت عاصمة على تل رأس شمرة، إضافة إلى عشرات القرى الأخرى".


رابعاً: فرضيّة الأصل المصريّ


كان للعلاقة المتميزة بين الكنعانيين و المصريين أثر كبير في ظهور رأي قديم مفاده أنهما من أصل واحد. ويظهر هذا الرأي من خلال الأساطير التي جمعها المؤرخ الإغريقي ( إيسوب ) التي ترى بأن الإلهين ( قدم وفينيق) جاءا من مدينة ( طيبة) المصرية ليتملكا مدن صور وصيدا. وقد ذهبت التوراة في هذا المنحى إذ سلخت الكنعانيين من سلالة سام لتضع ( كنعان و مصراييم ) من سلالة حام ( سفر التكوين 6:10)، ومن جديد إذا لا يكون الفينيقيين "ساميين" حتى دينياً!


خامساً: فرضيّة الأصل العُمانيّ


قرأتُ عن هذا الأصل في مقال طويل لصقر أبو فخر حول الفينيقيين، الذي إعتبر أنهم أصحاب "حضارة صامتة وسجلات مبعثرة" وأنّ تاريخهم مؤسس على الكثير من الأساطير، سيما مما طرحه كُتاب لبنانيون، وما هم سوى تجار بالنهاية! والكلام الواضح حول الأصل العُماني بحسبه، هنا:


سادساً: فرضيّة الأصل الأفريقيّ وفرضيّة الأصل البحريني


الدكتور بيير زلُّوعة والبحث عن الأصل الجينيّ / الوراثيّ للفينيقيين

بدأ الدكتور بيير زلُّوعة (مواليد زغرتا 1965)، الحاصل على شهادة في علم الأحياء من الجامعة الأميركية في بيروت العام 1987 والحائز على شهادة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا العام 1996، منذ العام 2005 بالتعاون مع ناشيونال جيوغرافيك لتوضيح الحقيقة حول أصل الفينيقيين، وذلك من خلال تحقيق دراسة مقارنة جينية بين سكّان مستعمرات فينيقية قديمة في شمال أفريقية وسواحل أوروبية (مرسيليا الفرنسية، جزيرة مالطا، قرطاج التونسية، جزيرة سردينيا ومدينة قادش الإسبانية وغيرها) وسكّان (طرابلس وبيروت في لبنان ومنطقة بانياس في سورية)، وتهدف الدراسة لتحديد انتماء سكّأن تلك المدن ومدى ارتباطهم بأصل جينيّ واحد، يعود إلى فينيقيُّي لبنان منذ خمسة آلاف عام.

نحن نعلم ان جينات الكروموزوم واي Y chromosome ، يرثها الانسان عن والده وتحافظ جينات هذا الكرموسوم على بصمتها عبر الزمن بدون تغيير، لذلك، بالامكان ملاحقتها عند الأجداد الأوائل.

الأصل الذي تمت المقارنة معه عبارة عن حنك جرى العثور عليه في مغارة راسكيفا بمنطقة زغرتا اللبنانية، ويعود الى ماقبل أربعة الاف سنة، بالإضافة الى هياكل عظمية جرى العثور عليها في تركيا وهياكل أخرى. المعروف عن ذلك الوقت ان مجموعة الهالبو (haplogroup J2 M172) تشكل مقياس معياري. ومجموعة هالبو توجد غالبا في لبنان واليونان وتركيا ( قبل السلجوقيين) وإيطاليا ومناطق من القوقاز.

اضطرّ فريق البحث الى الذهاب الى المتحف الطبيعي التركي لأخذ عينات من هياكل فينيقية، لان المتحف الوطني اللبناني رفض التعاون معهم. يقول بير زالوعه:" لم يفهموا أننا جميعا نملك أرضية جينية واحدة، او على الاقل نقاط مشتركة انحدرنا منها".

أخذوا عينات الدم من ألفي شخص من منطقة البقاع والجبل ومنطقة الساحل اللبناني (مسلمين، دروز، مسيحيين) ودرسوا جيناتها، ثمّ قارنوا النتائج مع جينات العينات المأخوذة من الهياكل التاريخية.

تمثلت احدى اكبر المفاجآت، التي ظهرت حتى الآن، بوجود علاقة جينية قويّة بين سكان مالطا وسكان الساحل اللبناني. كان التماثل الجيني بين المجموعتين عالي للغاية مما أثار الدهشة، غير انه يؤكد العلاقة الانحدارية بينهما. فيما يملك ثلث سكان مالطا جينات فينيقة، التي يرمز ليها بالرمز J2 haplogroup وهي نسبة عالية. كما أظهرت الدراسة ان الجينات الفينيقية تعود الى ماقبل حوالي 12 الف سنة، بمقدار نسبة خطأ خمسة الاف سنة. كذلك، تحضر نسبة عالية من الجينات الفينيقية بين بعض سكان الشواطئ الإسبانية والمغربية، إضافة الى سكان من فلسطين وسوريا وتونس وشبه الجزيرة الايبيرية. غير انه لاتزال هناك الكثير من التساؤلات تنتظر الإجابة. وعلى العموم تشير الدراسة الى ان نسبة العنصر الجيني العربي في لبنان هو 17%.

انتهى الكلام المنقول حول أصل أو أصول الفينيقيين

 

لقد أوردت هذا الكلام حول أصل الفينيقيين، لأصل إلى خُلاصة مفادها: 

لا يوجد أيّ مبرّر، يدعونا إلى الهوس بالأصول لأيّ شعب ولأيٍّ كان، لماذا؟

لأننا حين نبحث عن أصل أيّ شعب أو جماعة أو فرد، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما، على الأقلّ في الوقت الراهن، وهما:

1. الأصل وفق الفرضيّة الدينية: آدم وحواء أصل كل البشر .. بالتالي، ما قيمة البحث عن أصول؟ والأهم ما قيمة "الفخر بأصول" هنا؟! ألا يُناقض كل مؤمن نفسه حين يتحدث عن "أصول عريقة وأصول وضيعة"؟ ويُحاضر فينا حول "إنما البشر إخوة"!

2. الأصل الطبيعي: وفق طروحات فلسفية قديمة وعلمية حديثة، فبحسب ما توصلت له أحدث أبحاث علم التطوُر البشريّ في الوقت الراهن، والتي تعتبر أن نشوء النوع البشريّ (الإنسان العاقل) قد حدث إمّا في أفريقية (فرضيّة الخروج من أفريقيا) أو في أماكن متعددة بذات الوقت (فرضية التطور المتواقت والأصل المتعدد)، وتلاقي الفرضيّة الأولى دعم علمي كبير، وتوضّح:

"في وقت من الأوقات ما بين ثلاثة ملايين ومليوني سنة خلت، ربما على أراضي السهوب القديمة في إفريقيا أصبح أسلافنا بشرا يمكن تمييزهم بجلاء. فلأكثر من مليون سنة ازدهر أسلافهم الأسترالوپيثيسينات australopithecine - لوسي Lucy وسلالتها، التي كانت تمشي منتصبة الجسم مثلنا ولكنها ما زالت تمتلك ساقين قصيرتين ويدين متكيفتين لتسلق الأشجار وأدمغة صغيرة، وهي صفات تميز أسلافها القردة - في غابات القارة وأحراجها وما حولها. ولكن عالمهم كان آخذا في التغير. فقد سهّل تغير المناخ انتشار المروج العشبية، ونشأ عن الأسترالوپيثيسينات الأوائل سلالات جديدة. وقد طورت إحدى هذه السلالات سيقانا طويلة وأيديَ متكيفة لتصنيع الأدوات، وأدمغة كبيرة. وكان هذا جنسنا هومو Homo، أحد الرئيسيات الذي سيحكم الكوكب".

وهنا تكمن اهمية موقع اليمن، يمن الخصب والثروات، اليمن مهد العرب لا مكة ولا المدينة ولا الحجاز ولا عُمان ولا البحرين ولا قطر ولا الكويت ولا الإمارات (هذا ينسف كل الصور النمطية حول العرب والحاضرة في أماكن اخرى من هذا العالم)! وبرأينا المتواضع، قد تكون اليمن هي أصل ممكن للفينيقيين كذلك. ومهما تحدثنا عن أصل الفينيقيين؛ وأصل غيرهم، فسنعود للفرضيتين المذكورتين أعلاه: 

إما آدم وحواء (للمؤمنين بهكذا قصة) أو نوع من البكتريا وحيد الخلية (للمقتنعين علمياً)، لهذا لا ضير في بحث الأصول .. لكن لا يجب أن يتحول إلى هوس وفخر واعتزاز وما إلى ذلك.

أخيراً، لنتذكر ما قاله ابن الوردي في لاميته:

لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما       أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ

وشكراً


 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


الأبجدية الفينيقية بالصوت

الأبجدية الفينيقية

  اللغة الفينيقيّة – الجزء الأوّل

اللغة الفينيقيّة – الجزء الثاني والأخير

الثقافة الفينيقيّة - الجزء الأوَّلْ 

الثقافة الفينيقيّة - الجزء الثاني والأخير 

أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الأوّل 

أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الثاني 

أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الثالث 

 أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الرابع والأخير

التغذية لدى الفينيقيين والقرطاجيين 

إسهامات الفينيقيين والقرطاجيين في التغذية المتوسطية 

فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الأوَّلْ 

 فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الثاني

فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الثالث والأخير 

ساهمت أساطيل الفينيقيين بنشر المعرفة بكثير من المنتجات - بقلم: نوريا باغينا 

كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الأوّل 

كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الثاني 

كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الثالث والأخير 

قصّة قدموس وأوروبا الفينيقية 

أساطير فينيقيّة 

آلهة وإسطورة خلق فينيقية 

الأنبياء الفينيقيون الرئيسيون 

قصّة أليسار (ديدو) وتأسيس قرطاجة الفينيقيّة 

فلاسفة فينيقيون بارزون 

أسماء مصر القديمة المُستخدمة في فينيقيا 

 نظرة عامة حول ملابس الفينيقيين

كيف تصوّر الفينيقيُّون الجسد؟ 

 فينيقيُّون، عبريُّون وكابريُّون  
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: