El aporte fenicio y cartaginés a la alimentación mediterránea fue considerable, tanto por las técnicas de cultivo y los productos que expandieron por las costas de nuestro mar, como por las técnicas de conservación, en especial de pescado.Quanti vasi!
Aportaciones de los Fenicios a la cultura Mediterránea
Los Fenicios tenían una lengua propia, hoy lengua muerta, que solo podemos encontrar en hallazgos arqueológicos. A pesar de ello es considerada por muchos investigadores como la lengua madre de la cultura Mediterránea. Esto es así porque gracias a los Fenicios nació el alfabeto griego. Aleph, Bet, y Guimel son las tres primeras letras del alfabeto fenicio, origen de las Alpha, Beta y Gamma con las que empieza el alfabeto griego. Por tanto, podemos decir que la lengua fenicia permaneció viva en otras lenguas. Así, según la profesora Maria Josep Estanyol, prestigiosa experta en Arqueología del Oriente Próximo y doctora en Filología Semítica, “la lengua fenicia es la lengua madre de los Mediterráneos, al menos en su lenguaje alfabético”.
The Phoenicians: Early Lessons in Economics
Carthage must not be destroyed
Sicilian Peoples: The Phoenicians
تُعتبر هذه الإسهامات هامة جداً، سواء على صعيد تقنيات الزراعة والمنتجات التي غزت سواحلنا، أو على صعيد تقنيات الحفظ.
عدد هائل من الجِرار!
إسهامات الفينيقيين في الثقافة المتوسطية
امتلك الفينيقيُّون لغتهم الخاصة، وهي لغة غير حاضرة اليوم بصيغتها الأصلية، بحيث نجد بقاياها في اللقى الأثرية فحسب. يعتبرها باحثون كُثُر كلغة أمّ للثقافة المتوسطية. وهذا صحيح لأنه بفضل الفينيقيين قد وُلِدَت الأبجدية اليونانية.
ألف، بيت، غيميل وهي الأحرف الثلاثة الأُوَلْ من الأبجدية الفينيقية وتُشكِّل أساس الأحرف الثلاثة الأُوَل في الأبجدية اليونانية وهي ألفا، بيتا وغاما.
بالتالي، يمكننا القول بإستمرار حضور اللغة الفينيقية عبر لغات أخرى حاضرة اليوم.
فبحسب الأستاذة ماريا جوزيب إستانيول (في الصورة أعلاه)، الخبيرة في آثار شرق المتوسط والحائزة على شهادة دكتوراه في الفلسفة المشرقية:
"اللغة الفينيقية اللغة الأم لكل المتوسطيين، من خلال أبجديتهم على الأقلّ".
كتبعة للحرب القرطاجية الثالثة، خلال القرن الثاني قبل الميلاد، فرضت روما اللغة اللاتينية كلغة أكثرية. بناء عليه، تراجعت الفينيقية، حتى ضمن قرطاج، التي شكلت مصنعاً ومتجراً قوياً في حوض المتوسط.
إلى جانب اللغة والكتابة، ندين للفينيقيين بتطويرهم لنظام دفع مصرفي بديع. فقد تأسس على العرض والطلب، حيث وضعوا أسعار بضائعهم بناء على الإنتاج المتنوّع.
النشاط التجاري البحري الفينيقي
تُعتبر السفن الفينيقية أوائل السفن التي أبحرت في المتوسط، أي قبل السفن اليونانية. ساهمت طرقهم التجارية المتوسطية بإيصالهم إلى مناطق بعيدة مثل إيرلنده. كذلك وصلوا إلى سواحل أفريقية، وصولاً إلى خليج غينيا. خلقوا شبكة تجارية بحرية ضخمة، فأسسوا مستعمرات على سواحل المتوسط، سيما جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية.
فإلى جانب المدن الفينيقية الأصيلة في لبنان وسورية وفلسطين وتونس (قرطاج) وليبيا، حضروا في جميع أنحاء المتوسط.
فلهم مواقع هامة في قبرص، كريت، مالطة، صقلية، سردينيا وإيبيثا.
في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال)، تبرز مواقع في:
أليكانتي (لافونتيتا)، مورثيا (بيَّاريكوس)، ألميريَّا (عذرة أو أدرا)، غرانادا (ألمونييكار أو المنكب بالإسم العربيّ)، مالاغا (موررو دي ميثكيتا، توسكانوس، ثيررو ديلبيَّار ومالاكا في قلب مالاغا)، كاديث (ثيرُّو مونتيَّا في سان روكي، ثيرُّو ديلكاستيُّو في تشيكلانا وغادير في قلب كاديث).
تاجروا بمنتجات محلية، مثل خشب الأرز، وكذلك، تاجروا بمنتجات مصنوعة بمناطق متوسطية أخرى، مثل المنتجات المصرية والمينوسية، في أراضي قصيّة. حملوا إلى كل مواقعهم، خلال رحلاتهم التجارية، مؤونات تكونت من النبيذ والزيت والمُقددات، سيما الأسماك المقددة.
تركوا بقايا أثرية مثل الأوعية المتنوعة، الجِرار وأدوات طبخ عديدة بشكل خاص. برعوا في فن صناعة الزجاج بالنفخ؛ حيث تحضر قطعهم الزجاجية في كثير من المتاحف على امتداد العالم. يبرز بينها جِرار النبيذ، وهو المشروب المُستهلَك عادة بمزجه مع الماء. كذلك، هم مزارعون مهرة.
إسهامات الفينيقيين في التغذية المتوسطية
تمثل الإسهام الفينيقي – القرطاجي بالتغذية المتوسطية، بشكل أساسيّ، بنشر إرثهم الغذائي في كل أرجاء البحر الأبيض المتوسط.
وهو تراث تغوص جذوره، عميقاً، في عالم شرق المتوسط الغنيّ.
البقوليات والتغذية الفينيقية
تميز النظام الغذائي الفينيقي بالإستهلاك الكبير للحبوب (قمح، شعير وقمح دنكل). يُقدَّرُ أنه في المنطقة الممتدة بين سورية وفلسطين، خلال العصر الحديدي، قد شكّل ما نسبته 53 – 55% من النظام الغذائي لدى البالغين بالسنّ.
وجرى إستخدام تلك الحبوب في تحضير العصائد، الخبز والمعجنات المتنوعة الطعم والشكل. يبرز القمح بينها لناحية تقديره والاهتمام به.
مع ذلك، في المستعمرات المتفرقة، سيما في مستعمرات شبه الجزيرة الإيبيرية، إستهلكوا الشعير بصورة أكبر من إستهلاكهم لحبوب أخرى. بخصوص تحضيرهم للخبز، فقد تركوا أدلة أثرية تثبتُ حضور نوع من الأفران (التنُّور) في عدد من المنازل المتفرقة، وهي أفران مصنوعة من الصلصال، وما يزال إستعمال التنُّور قائماً حتى الآن في مناطق كثيرة في شرق المتوسط وشمال أفريقيا.
زراعة البقول، الفاكهة والأحراش
ربما ساعدت الظروف المناخية السائدة على الساحل المتوسطي الشرقي، سيما في فينيقيا، على زراعة البقوليات، الفاكهة والأحراش. ذكرت نصوص تاريخية، وكذلك، يُشير الكتاب المقدس، معلومات حول إستهلاك الفينيقيين الكبير للبقول وإلى إهتمامهم بالبستنة بالعموم، سيما في فلسطين.
ضمَّت البقوليات الفينيقية البازلاء، العدس، الحمُّص والفول. كذلك، زرعوا واستهلكوا الفاكهة، طازجة أو جافة، وكان بينها التفاح، الرمّان، السفرجل، اللوز، الجوز، الفستق الحلبي، التمور والتين، وتميزت بالحلاوة والتي جرى استبدال العسل بها لدى الفقراء.
كذلك زرعوا العنب وحضَّروا النبيذ واستهلكوه.
إنتاج وإستهلاك الزيوت لدى الفينيقيين
استهلك الفينيقيُّون الزيوت كثيراً، فأنتجوه في سورية وفلسطين منذ الألف الثالثة قبل الميلاد. لم يقتصر إنتاجهم على إستخراج زيت الزيتون فقط، بل كذلك، إستخرجوا الزيوت من نباتات أخرى.
هناك بقايا أثرية تُثبِتُ بأنه قد جرى إنتاج الزيوت في المنطقة منذ عصر البرونز.
ثقافة النبيذ لدى الفينيقيين
بفضل أرضها ومناخها، ناسبت أرض كنعان زراعة الدوالي. وقد تميز نبيذهم ونال شهرة واسعة، فصدروه إلى مصر وآشورية.
في هذا المنحى، يوجد نقش آشوري، يعود للقرن السابع قبل الميلاد، ويظهر فيه مدينة، فينيقية بالغالب، مُحاطة بالدوالي. في وقت لاحق، يصف بلينيوس الأكبر الروماني نبيذ جبال لبنان في سلسلة التاريخ الطبيعي، التي ألفها، المجلد الرابع عشر، 22، 2:
فقد اعتبر أنّ "نكهته كرائحة البخُّور"، ويحدد أنهم يقدمونه في الإراقة لكسب ودّ الآلهة. كذلك، يمتدح نبيذ طرابلس، بيروت وصور.
أطلق الفينيقيون اسم "التشيريم" على النبيذ بلغتهم، وقد ارتبط بألوهيات عديدة مشرقية، سيما بالإله إيل، الإله الرئيسيّ في الأساطير الكنعانية و"أبُ جميع الآلهة".
اعتبروا النبيذ تقدمة مقبولة سواء من قبل الآلهة أو من قبل الملوك، وهو ما رفع من قيمته التجارية في العالم القديم.
خطَّطَ الفينيقيون، بدقّة، موضع زراعة الدوالي بناء على المناخ ونوع التربة، فتوصلوا إلى معرفة أيّ جانب من التلّ يصلح أكثر لنموّ الدوالي. أنتجوا أنواع مختلفة من النبيذ، من المصنوع اعتباراً من الزبيب إلى أنواع شبيهة بالريتسينا اليوناني، الذي أُضيفَ إليه راتنج الصنوبر.
على الرغم من أن المعلومات الخاصة بهذه الأمور، قد وثقها كتاب يونانيون ورومان، مثل كولوميلا، فإنّ الكاتب القرطاجي ماغون قد كتب عدة كتب زراعية، شكلت نصوصاً قديمة بالغة الأهمية لناحية تأريخ النبيذ على مستوى زراعة الدوالي وتصنيع النبيذ.
لسوء الحظّ، لم تُحفَظ تلك النصوص.
يحضر النبيذ الفينيقي في تغذية البحر الأبيض المتوسط
خلال توسعهم المتوسطي، نشر الفينيقيون معارفهم حول زراعة الدوالي وإنتاج النبيذ في كل مكان وصلوا إليه، فأثروا على الثقافات المُنتجة للنبيذ من يونانية ورومانية، التي نشرت زراعة الدوالي في كل أنحاء أوروبة في وقت لاحق.
كذلك، نشر الفينيقيون ثقافة إستخدام الجِرار (التي تسمى أحياناً "جرار كنعانية") في نقل وتخزين النبيذ.
زرعوا ونشروا زراعة أنواع عديدة من العنب.
ففي الوقت الراهن، ما تزال بلدان كثيرة (لبنان، اليونان، مصر، تونس، إيطاليا، إسبانيا أو البرتغال) تتابع تحضير النبيذ من نوع من العنب هو "الكرمة النبيذية"، الذي يعود بجذوره إلى القوقاز والأناضول.
ولا يحدث هذا في حالة فرنسا، حيث دخلت ثقافة الدوالي إليها من اليونانيين إعتباراً من مستعمرة ماسيليا (مرسيليا الراهنة).
عادات الفينيقيين في إستهلاك اللحوم
ربّى الفينيقيُّون البقر، الغنم، الطيور الداجنة بالإضافة إلى ممارستهم للصيد. ففي الأحراش الفينيقية الكثيفة، اصطادوا الغزلان والخنازير البرية.
كسائر شعوب المشرق، لم يستهلك الفينيقيون لحم الخنزير (غالباً، هذه المعلومة تتحدث عن فترة تأتي بعد ظهور أسطورة أدونيس على الأرجح .. لكن، إستهلكوا لحم الخنزير قبلها وفق مصادر أخرى.. فينيق ترجمة).
كذلك، إستهلكوا لحم الخاروف، طيور الصيد وطيور داجنة، ربوا النعام لاستهلاك بيضه ولحمه. يروي هيرودوت معلومات (القرن الثامن قبل الميلاد) عن إتجار الفينيقيين بهذه المنتجات مع ليبيا.
حيث يصف الشاعر اليوناني فينيقيا كأرض غنية بالماشية وبالتالي باللحوم والحليب والجبن.
إلى جانب تلك اللحوم الآتية من الصيد، استهلك الفينيقيون منتجات جمعوها من الأعشاب والجذور والدرنات والفاكهة والبذور.
عادات القرطاجيين الغذائية
الحقبة القرطاجية هي حقبة فينيقية متطورة لاحقة، عُرِفَت بالحضارة القرطاجية، بعد إنشاء قرطاج على ساحل تونس الحالي.
امتلك القرطاجيون نظاماً زراعياً متقدماً موجهاً نحو التجارة المتوسطية بشكل شامل. تقدم المصادر الكلاسيكية معلومات وفيرة حول تغذية القرطاجيين، سيما في نهايات الحقبة البونيقية.
بناءاً عليها، يمكننا إعادة بناء تاريخها الإنتاجي وعاداتها في التغذية خلال الحقبة الأولى من الإستعمار الفينيقي في الغرب.
ففي الغالب، حفظت تلك المستوطنات التقاليد الغذائية للوطن الأم. لكن، جرت صياغة تلك العادات الشرقية بإستعمالات محلية، مرسومة بجغرافية المستوطنات الجديدة. شكلت الحبوب الغذاء الأساسي للمستعمرات الفينيقية.
أطلق بلاوتوس على القرطاجيين تسمية "كبار المستهلكين للحبوب"، فقد حضَّروا العصائد من حبوب متنوعة وقد شكَّلت قاعدة الطعام اليومية، كطبق وحيد ممزوج مع الجبن والعسل والبيض أحياناً.
كذلك، شكلت الحبوب المكونات الرئيسية لشطيرة إسمها "بونيكوم".
زرعوا بساتين أشجار فاكهة رائعة. إستهلكوا فاكهة مثل التين، التفاح، الدرّاق، الرمّان والجوز. ادخلوا الكثير منها إلى مناطق أخرى، وكذلك، صدَّروها جافة.
شحنوا في حمولاتهم الخوخ، الزبيب، التمر والتين اليابس.
أرض فينيقيا الأصل غنية بأشجار الزيتون، رغم أنها أعطت ثماراً صغيرة الحجم وذات نوعية رديئة، فقد تمكن القرطاجيون من تحسين سلالات هذا الزيتون وإستهلكوه وعصروا زيته. وقد صدَّروا الزيتون والزيت إلى كافة مناطق البحر الأبيض المتوسط.
أسلوب صيد الأسماك القرطاجي
شكل صيد الأسماك نشاطاً حيوياً هاماً في الثقافة الفينيقية. فقد اصطادوا في ساحل فينيقيا، الغني بأنواع عديدة من الأسماك مثل السردين والتونة والميرو والدورادا، وكذلك، إصطادوا في أراض بعيدة عن موطنهم.
لا يزال يستخدم صيادو قادش الاسبانية وصقلية الايطالية، بيومنا هذا، ذات تقنية صيد الطون التي ابتكرها الفينيقيون منذ آلاف السنين وتسمى المضربة.
أساليب القرطاجيين في حفظ الأسماك
شكَّلَ تمليح وتدخين الأسماك أسلوبين قرطاجيين ممتازين، قد حققا لهم الكثير من الغنى.
أسلوبان، قد داما قرون وطُبِّقا على الطون بيضاً ولحماً. يعود أصل التعامل مع بيض ولحم الطون هذا إلى ما قبل التاريخ الجلي خلال عصر البرونز.
مع ذلك، الفينيقيون، هم أول من إستعمل تقنية التمليح.
بهذا الإسلوب، تمكنوا من تحضير، نقل وتجارة الأسماك من مصانع متوسطية متفرقة.
تابع الرومان هذا النشاط. انتقلت تقنية تمليح الأسماك إلى مناطق كثيرة وشعوب عديدة.
لكن، ساهمت المسيحية بتدعيم هذه الصناعة من خلال تحريمها لتناول اللحوم خلال الصوم الكبير.
لقد ترك الفينيقيون بصماتهم، التي انصهرت مع البصمات المحلية بتقدم الوقت.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
اللغة الفينيقيّة – الجزء الأوّل
اللغة الفينيقيّة – الجزء الثاني والأخير
الثقافة الفينيقيّة - الجزء الأوَّلْ
الثقافة الفينيقيّة - الجزء الثاني والأخير
أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الأوّل
أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الثاني
أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الثالث
أغذية، سلطة وهويّة المجتمعات الفينيقية الغربية - الجزء الرابع والأخير
التغذية لدى الفينيقيين والقرطاجيين
فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الأوَّلْ
فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الثاني
فينيقيُّون في البرازيل - الجزء الثالث والأخير
ساهمت أساطيل الفينيقيين بنشر المعرفة بكثير من المنتجات - بقلم: نوريا باغينا
كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الأوّل
كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الثاني
كيف وصل الفينيقيُّون إلى أميركا الجنوبيّة؟ - الجزء الثالث والأخير
قصّة أليسار (ديدو) وتأسيس قرطاجة الفينيقيّة
أسماء مصر القديمة المُستخدمة في فينيقيا
نظرة عامة حول ملابس الفينيقيين
فينيقيُّون، عبريُّون وكابريُّون
تأسيس الفينيقيين لمدينة قادش الإسبانية - القسم الأوّل
تأسيس الفينيقيين لمدينة قادش الإسبانية - القسم الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق