But where did mindfulness come from? And why have so many people in the West recently become so interested in it?
There is no easy answer to this question, but one solution is to trace the lineage of mindfulness from early Eastern religions to its modern, secular presence in Western science.
The History of Mindfulness
Mindfulness is a practice involved in various religious and secular traditions—from Hinduism and Buddhism to yoga and, more recently, non-religious meditation. People have been practicing mindfulness for thousands of years, whether on its own or as part of a larger tradition.
In general, mindfulness was popularized in the East by religious and spiritual institutions, while in the West its popularity can be traced to particular people and secular institutions. Of course, even the secular tradition of mindfulness in the West owes its roots to Eastern religions and traditions.
It is important to include that some commentators argue that the history of mindfulness should not be reduced to Buddhism and Hinduism, as mindfulness also has roots in Judaism, Christianity, and Islam (Trousselard et al., 2014).
ما هو مصدر "فكرة وممارسة اليقظة الكاملة"؟
ولماذا يتنامى إهتمام كثيرين في الغرب، اليوم، بهذه الفكرة والممارسة؟
الإجابة ليست سهلة، لكن سنحاول تتبع أصول "فكرة وممارسة اليقظة الكاملة" من الأديان المشرقية القديمة إلى العلوم الحديثة الراهنة الغربية.
قصة وتاريخ فكرة اليقظة الكاملة
هي ممارسة حاضرة لدى عدد من الأديان والتقاليد العلمانية (الدنيوية) – من الهندوسية والبوذية إلى اليوغا، وفي وقت أحدث، إلى تأمل غير ديني. مضى على ممارسة "اليقظة الكاملة" آلاف الاعوام، سواء على المستوى الفردي أو كجزء من تقليد أوسع وأشمل.
بالعموم، نشرت مؤسسات دينية وروحية "فكرة وممارسة اليقظة الكاملة" في الشرق؛ فيما نراها حاضرة لدى أفراد ومؤسسات علمانية (دنيوية غير دينية).
بالطبع، يعود التقليد الغربي، الخاص باليقظة الكاملة، بجذوره إلى التقاليد والأديان الشرقية.
جدير بالتنويه اعتبار بعض الباحثين بأنّ تاريخ اليقظة الكاملة لا يُختزَلُ بربطه بالبوذية والهندوسية، بل لها جذور في اليهودية والمسيحية والإسلام (تروسلارد وآخرون 2014 Trousselard et al).
رغم ذلك، فغالبية ممارسي ومعلمي اليقظة الكاملة في الغرب، قد اعتمدوا على مصادر بوذية وهندية، لهذا، سيتم التركيز على اليقظة الكاملة ذات الأصول البوذية والهندية.
لا يشكل هذا نفياً "لجذور دينية أخرى" لليقظة الكاملة، بل دعوة للمهتمين وتشجيعهم على البحث عن معلومات حولها في تلك الأديان.
وهنا، نُشير إلى نقطة انطلاق ممكنة مع السيدة لييسا إيتكين كمعالجة نفسية ومُمارِسة مسيحية لليقظة الكاملة، وهو مجرد خيار بين كثير من الخيارات الأخرى.
تاريخ موجز للهندوسية
تُعتبر الهندوسية الدين الأقدم في العالم، لكن، يصعب تتبع تاريخها. تنبع هذه الصعوبة من بداياتها التي تشكلت من توليفة لعدد كبير من التقاليد الدينية المنتشرة، آنذاك، في المنطقة الجغرافية المعروفة اليوم باسم الهند.
بكلمات أخرى، ليس للهندوسية مؤسس وحيد ولا نقطة انطلاق أو بدء محددة. ففي الواقع، لم تُعرَف هذه التقاليد الدينية باسم "هندوسية" أو جرى اعتبارها كينونة فريدة إلا على يد الباحثين البريطانيين، الذين أطلقوا صفة "الهندوسية" على التقاليد الدينية الفيدية اعتباراً من العام 1800.
التقاليد الباكرة، التي أُدخِلَت إلى الهندوسية، تعود إلى ما قبل 4000 عام وظهرت في منطقة وادي السند – الواقعة في الباكستان اليوم.
تابعت هذه التقاليد الدينية تطورها في الكتابات الفيدية قبل 3500 – 2500 عام.
تضمنت تلك الكتابات طقوساً وعبادات الآلهة وصولاً للهندوسية الحديثة.
قبل 2500 – 1500 عام، جرى تأليف المزيد من الكتب الحاضرة اليوم في الهندوسية، بينها نصوص أدخلت مفهوم الدارما وهيكل العبادة.
قبل بضع مئات من السنين، اختبرت الهندوسية نوع من المنافسة مع بروز الإسلام، لكن، خلال القرن التاسع عشر، أحيا إصلاحيُّون الهندوسية وساعدهم ربطها بالهوية الوطنية الهندية في تحقيق هذا الأمر.
لاقى هذا التوجه النجاح لأن الطبقة الوسطى الهندية قد بدأت بتبني الهوية الهندوسية خلال منتصف القرن التاسع عشر (هاتشر، 2007 Hatcher).
تعزز هذا الاتجاه، إثر مرور مئة عام تقريباً، أي مع بروز حركة الاستقلال الهندية.
ارتبطت اليقظة الكاملة بالهندوسية خلال زمن ألفيّ. من نقاشات كتاب الهندوسية المقدس البهاغافاد غيتا لليوغا إلى التأمل الفيدي، نجد أن اليقظة الكاملة جزء لا يتجزأ من التقليد الهندوسي. تدين البوذية، على هذا المستوى، للهندوسية.
بالمقارنة مع الهندوسية، يُعتبر تاريخ البوذية ذو معالم أوضح.
فقد تأسست خلال الفترة الممتدة بين 400 و500 ق.م على يد سيدهارتا غوتاما، الذي أصبح بوذا فيما بعد. يُعتقد بأنه قد وُلِدَ ونشأ في المنطقة الممتدة بين الهند ونيبال اليوم. بناء على ما تقدّم، يعتقد بأنّ الهندوسية قد تحدث عن نشاته.
يوجد عدد من القواسم المُشتركة بين الهندوسية والبوذية:
النشأة في ذات المنطقة الجغرافية وتبني مفهوم الدارما.
وهو مفهوم يصعب تعريفه، كما تصعب ترجمته، غير أنه يتضمن طريقة حياة في تناغم مع نظام الكون الطبيعي.
على الرغم من تقاسم الهندوسية والبوذية لبعض الأشياء، مثل الدارما، فالبوذية ليست فرع من الهندوسية، فهي لا تهتم بالفيدا، التي تشكل الكتابات الهندوسية المقدسة، فهي فلسفة مستقلة ودين مستقل (هاكر ودافيس، ج.ر 2006 Hacker & Davis, Jr).
فبالعموم، البوذية دين (ممتزج بالفلسفة، ككثير من الأديان)، يهدف إلى إظهار الدرب الموصل للتنوير للأتباع. منذ أيام بوذا، فقد انقسمت البوذية إلى عدد من التقاليد المختلفة – بينها المذهبين الرئيسيين التيرافادا والزن.
في يومنا هذا، تُرى البوذية، من قبل غير المتمرسين فيها، كبوذية تيبيتية والدالاي لاما كفرد ومعلم تنويري للبوذية التيبيتية.
ربما تحضر فكرة وممارسة اليقظة الكاملة في البوذية أكثر من حضورها في الهندوسية، حيث تُعتبر اليقظة الكاملة (الستي) الخطوة الأولى نحو التنوير.
في الواقع، ترى بعض المصادر بأن الكلمة الإنكليزية mindfulness هي ترجمة اختزالية أو مُبسّطة لمفهوم الستي البوذي.
كيفية ارتباط اليقظة الكاملة باليوغا
يوجد الكثير من التداخلات بين اليقظة الكاملة واليوغا، على المستويين التاريخي والراهن.
يُدخِلُ الكثير من ممارسات اليوغا اليقظة الكاملة وممارسات تأملية أخرى، كتفحُّص للجسد، وهي شبيهة جداً باليوغا، وتشتمل الممارستان على وعي الشخص بجسده.
تركزت دراسة على فكرة قياس اليقظة الكاملة لدى أشخاص يمارسون اليوغا (غيسفينكلر Gaiswinkler وأنتررينر Unterrainer، 2016).
وجد الباحثون بأنّه لدى ممارسي اليوغا، بشكل منتظم، مستويات يقظة كاملة مرتفعة مقارنة بأشخاص، يمارسون اليوغا بشكل نادر أو لا يمارسونها أبداً.
يعني هذا بأنّ ممارسة اليوغا ترتبط إيجابياً مع مستويات اليقظة الكاملة، حيث يسعى بعض أشكال اليوغا وبعض أشكال اليقظة الكاملة إلى ذات الأهداف بالنتيجة.
ما يثير الانتباه هو توافق أصول اليوغا مع أصول الهندوسية، ويتوافق ازدياد شعبية اليوغا مع بروز نجم اليقظة الكاملة في الغرب. يبين هذا الطببعة المتداخلة بين البوذية والهندوسية واليقظة الكاملة واليوغا.
لكن، كيف اكتسبت هذه الأفكار، سيما اليقظة الكاملة، كل تلك الشعبية في الغرب؟
يتبع
تعليق فينيق ترجمة
نتابع الحديث عن "اليقظة الكاملة"، بعد انقطاع، وهنا، للحديث عن الجذور والأصول لهذه المُمارسة مع التأكيد على:
التأمُّل هو فعل غريزي لدى الكائن الحيّ؛ في القديم، انشغل البشر بالتأمُّل بالمحيط الطبيعي لإكتشافه وفهمه؛ يُعتبر الطفل المُتأمِّل الأكبر، خلال أعوامه الأُوَل، صحيح أن تأمُله موجّه نحو الخارج، وتأمُّل اليقظة الكاملة موجّه نحو داخل الإنسان (مسألة التأمُّل بين الداخل والخارج، تستحق موضوع خاص)، لكنه تأمُّل يقود لتحصيل المعارف الضرورية لنموّه وتكوين شخصيته.
بكل الأحوال، الموضوع لا يُختصر بالبوذية والهندوسية والأديان الإبراهيمية، بل جذوره أعمق وأقدم بكثير.
من يقرأ بضعة كتب عن البوذية والتأمُّل واليقظة الكاملة، لن يتحول إلى أخصائي نفسيّ، يُنصِّب نفسه مرجعاً لتقييم نفسيّة وعقليّة وسلوك الآخرين .. فهذا الأمر أعقد مما يُظنّ بكثير .. القليل من التواضع جميل!
وشكراً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
فلسفة اليقظة الكاملة الأساسيّة
فلاسفة اليونان القديم واليقظة الكاملة – الجزء الأول
فلاسفة اليونان القديم واليقظة الكاملة – الجزء الثاني
فلاسفة اليونان القديم واليقظة الكاملة – الجزء الثالث
فلاسفة اليونان القديم واليقظة الكاملة – الجزء الرابع
قصّة اليقظة الكاملة: من الشرق إلى الغرب ومن الدين إلى العلم (2 والأخير)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق