40. الحقيقة الأربعون:
القانون الثاني الترموديناميكي (الانتروبي). مزامير 102: 25-26 "من قدم أسست الأرض،
والسماوات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى، وكلها كثوب تبلى، كرداء تغيرهن فتتغير".
يقول هذا القانون بتدهور واضمحلال تدريجي لكل شيء في الكون. ينقضه التطوُّر، بشكل مباشر،
لأن التغيُّرات الحاصلة في الكائنات الحية، تسير باتجاه تقدمها وتحسنها لا باتجاه انقراضها
وتدهورها. ففي الكتاب المقدس، نقرأ: " فاذ قال جديدا عتق الاول و اما ما عتق و
شاخ فهو قريب من الاضمحلال" (رسالة بولس إلى العبرانيين 8:13).
تعرية "الحقيقة الأربعين"
لا يا سادة!
لا يقول القانون الترموديناميكي الثاني بأنّ "الكون في حالة تدهور وإضمحلال".
بل يقول بأنه في نظام مغلق، لا يمكن أن تقل الأنثروبي (التغير في الانتروبي لجسم يساوي مقدار كمية الحرارة المضافة الى الجسم مقسومة على درجة حرارة الجسم بالكلفن ΔS= Q÷T)، كذلك، فيما لو يكن الكون نظام مغلق، إذاً، سوف تميل كميّة الأنثروبي للإزدياد بمرور الوقت.
الأنثروبي ليست مرادفاً للفوضى أو التحلُّل، كما يحلو للبعض القول؛ الأنثروبي عبارة عن مقدار فيزيائي:
يقيس كمّ الطاقة
في نظام ولا يمكن إستعماله لإنتاج عمل.
بناءاً عليه، يعتبر القانون الثاني الترموديناميكي أنه في نظام مغلق لا يمكن إستخدام
كمّ الطاقة لإنتاج العمل، بالتالي، لا يمكن أن ينقص.
حسناً، في حالة نظام مفتوح يمكنه إستقبال إسهامات طاقيّة من الخارج، فلا قيمة لهذا المبدأ، حيث يسمح دخول الطاقة الخارجية بتنفيذ كمّ عمل أكبر.
ما يتجاهله المُبشِّرون الدينيُّون (بشكل عفوي أو مقصود):
هو أن القانون الثاني الترموديناميكي يُطبَّقُ على نظام مغلق، فلا يدخل إليه ولا يخرج منه مادة أو طاقة، لكن، ليس على كل أجزائه.
كما قلنا، فيما لو يكن الكون عبارة عن نظام مغلق، فلا يمكن للأنثروبي أن تقلّ، ففيما لو تقل قيمتها في مناطق معينة فإنّ نمواً بقيمتها سيتحقق في أماكن أخرى.
في الواقع، تتشكل النجوم، على نحو مستمر، إعتباراً من الغازات المتوفرة بين النجوم، وهو ما يساهم بتخفيض قيمة الأنثروبي على مستوى محلي وهو ما يفضح التفسيرات القداسيّة.
في حالة كوكبنا المحددة، يمكن لقيمة الأنثروبي أن تنخفض، ويعود هذا، إلى أنه لا يُشكِّل نظاماً مغلقاً بدقّة:
ترد الطاقة من الشمس، والتي تسمح للأحياء والأنظمة
البيئية بزيادة تنظيمها بتخفيض أنثروبي النظام الفرعي؛ تُراكِمُ الشمس إزدياداً في
هذا الكمّ الفيزيائي.
لا تنحصر هذه الميزة بالحياة والأحياء؛ بالإضافة إلى تشكُّل النجوم المُشار إليه أعلاه، يُصبِحُ تشكُّل المعادن الزجاجية أو قطع الثلج أمراً شبه مستحيل، لأنها تمثِّل بُنى معقدة تتشكَّل من عناصر غير مستقرة.
41. الحقيقة الواحدة والأربعون:
امرأة قابيل. سفر التكوين 5:4 " وكانت أيام آدم بعد ما ولد شيثا ثماني مئة سنة،
وولد بنين وبنات". يُشير متشككون لعدم وجود امرأة يمكن لقابيل تزوجها، لهذا، فالكتاب
المقدس مليء بالأكاذيب. يدعو الكتاب المقدس القرّاء إلى "فسروا المعنى و افهموهم
القراءة" (سفر نحميا 8:8)، ولا يطلب القراءة فقط بل "ليفهم القارئ"
(انجيل مرقس 13:14). تزوَّجَ قابيل من إحدى شقيقاته لأن آدم وحواء قد وضعوا كثير من
الأبناء والبنات.
تعرية "الحقيقة الواحدة والأربعين"
جميل، ألف مبروك لقابيل زواجه الميمون!
لكن، ما علاقة هذا "بحقائق علمية" ووقائع مثبتة؟
لكن، بذات الوقت، هل يُعتبر سفاح القربى حلال أم حرام بحسب الكتاب المقدس؟
وبناءاً على التفسير الحرفي المُعتمد من قبلكم؟
42. الحقيقة الثانية والأربعون:
قواعد سفاح القربى. سفر اللاويين 18:6 "لا يقترب انسان الى قريب جسده ليكشف العورة.
انا الرب". تمتع زواج الأقارب، قديماً، بالأمان لأنّ الحمض النووي الريبي منقوص
الأوكسجين DNA قد اتصف بالنقاء نسبياً وقتها. قصّر يهوه أيام الإنسان
في سفر التكوين (6:3)، الأمر الذي تسبب بظهور أخطاء وعيوب في المورثات، عيوب قد تراكمت
بين الأقارب الأقرب وتؤدي لحدوث تشوهات
في الأبناء.
تعرية "الحقيقة الثانية والأربعين"
كلا. لم يكن زواج الأقارب آمناً في قديم الزمان.
فمن خلال طرح الكاتب، يجب تبرير
حدثين متناقضين:
أنّ قابيل تزوج من شقيقته وأن سفاح القربى مُحرّم في الكتاب المقدس.
ككل نزاع ثنائي القطب واضح، نستخدم
معياراً مزدوجاً:
الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين نقيّ لدى قابيل، لكن، قد تدهور بسبب تعرضه
للطفرات فيما بعد.
مع ذلك، لدينا أدلة على أنّ الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين:
يُراكمُ طفرات قبل ظهور الإنسان العاقل ذاته.
نتقاسم طفراتنا مع الأقرباء الأقرب من القرود الكبرى
(ومع كائنات حيّة غير قريبة كثيراً).
لم يظهر في تاريخ الكائنات البشرية:
حمض نووي ريبي منقوص الأوكسجين "نقي"
بأيّ لحظة منه.
هذا ليس "واقع علمي مُثبّت في الكتاب المقدس"، بل العكس منه:
أسطورة
تنقض معرفتنا العلمية.
من جانب آخر، ولو أننا عبَّرنا مراراً وتكراراً، نُعيد قول أن القدماء هم قدماء، لكن:
ليسوا أغبياء.
لُوحِظَت التشوهات في المواليد لزيجات الأقارب منذ زمن بعيد؛ ولا يحتاج للكثير من النباهة في الوقت الراهن.
43. الحقيقة الثالثة والأربعون:
خلط البذور مؤذي وراثياً. سفر التثنية 22:9 "لا تزرع حقلك صنفين، لئلا يتقدس الملء:
الزرع الذي تزرع ومحصول الحقل". يحذر الكتاب المقدس من خلط البذور المختلفة لأن
المحاصيل الناتجة تضع صحة المستهلك تحت الخطر. ترتفع معدلات الأمراض اليوم بسبب الخضار
والفاكهة المعدلة وراثياً.
تعرية "الحقيقة الثالثة والأربعين"
خلط مؤسف للمفاهيم والمُصطلحات، أيُّ خداعٍ للآخرين هذا!
لا يعني خلط البذور حدوث خلل وراثي في البذرة.
الكائنات المعدلة وراثيا ليست "كائنات مخلوطة":
بل كائنات قد إستقبلت
مورِّثاً (جيناً) خارجياً لتمتلك ميزة جديدة.
في جميع الأحوال، نحصل على الهجائن من تصالب (تزاوج) أنواع مختلفة من النباتات؛
ولا يجري خلط بذورها يا أيها الكاتب الخالط للحابل بالنابل!
من جانب آخر، غير صحيح أن الأمراض بإزدياد جرّاء إستهلاك الخضار والفاكهة المعدلة وراثياً.
فهذا الخبر عارٍ من الصِحَّة.
44. الحقيقة الرابعة والأربعون:
الحلقة أو الدارة المائية. سفر الجامعة 1:7 "كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر
ليس بملآن. إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة". منذ 4 آلاف
عام، تحدث الكتاب المقدس عن الدارة المائية، التي تتألف من: تبخُّر، نقل للغلاف الجوي،
تقطير وهطولات مطرية. يصف الكتاب المقدس: "لانه يجذب قطار الماء تسح مطرا من ضبابها.
الذي تهطله السحب و تقطره على اناس كثيرين" (سفر أيوب 36: 27-28). هذا هو ما يُعلمه
علم المناخ اليوم!!
تعرية "الحقيقة الأربعة والأربعين"
يمكن الردّ على هذا الكلام بأكثر من
طريقة.
فأولاً، عرف القدماء، من يونانيين وسواهم، ظاهرة التبخُّر (تحوُّل الماء إلى بخار) والتكثُّف (تحوُّل البخار إلى ماء).
إعتمد العبريون على تفسيرات أسطورية طالت
الكثير من الظواهر المناخية بإعتبارها أهواء إلهية.
فقد إعتبروا حضور الماء في الغيوم سرّاً عظيماً "يصر المياه في سحبه فلا
يتمزق الغيم تحتها" (سفر أيوب 26:8).
فيما شكلت الأعاصير والأمطار أعاجيب غير مفهومة في سياق أعمال الخالق، وربما
مثلت عقاباً إلهياً أو مكافأة، بحسب الظروف.
في سفر أيوب (36: 27-29) (أَكَلَ الكاتب آية!) "لانه يجذب قطار الماء تسح
مطرا من ضبابها. الذي تهطله السحب و تقطره على اناس كثيرين. فهل يعلل احد عن شق الغيم
أو قصيف مظلته".
فيما نقرأ في سفر أيوب (37: 5-7) " الله يرعد بصوته عجبا يصنع عظائم لا
ندركها. لانه يقول للثلج اسقط على الأرض كذا لوابل المطر وابل امطار عزه. يختم على
يد كل انسان ليعلم كل الناس خالقهم".
جلّ ما يُفهَمُ من الآيات هو أن الأمطار تهطل من الغيوم!!
السؤال: لماذا لا يهتم الكاتب بكم الأمطار الهائل الذي يهطل فوق المحيطات والبحار؟
ألا يُعتبَرُ هدراً كبيراً فيما توجد مناطق عطشى على اليابسة؟
فعن أيّة دارة مائية أو هيدروليكية يتحدث الكتاب المقدس؟!
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء الأوّل
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء الثاني
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء الثالث
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء الرابع
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء الخامس
نقد "44 حقيقة علمية يؤكدها الكتاب المُقدّس" .. الجزء السادس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق