La ciencia de Evolución y el mito de la Creación علم التطوّر وأسطورة الخلق - الجزء الرابع The science of evolution and the myth of creation - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : La ciencia de Evolución y el mito de la Creación علم التطوّر وأسطورة الخلق - الجزء الرابع The science of evolution and the myth of creation

2009-09-13

La ciencia de Evolución y el mito de la Creación علم التطوّر وأسطورة الخلق - الجزء الرابع The science of evolution and the myth of creation

The Science of Evolution and the Myth of Creatio

 تطوُّر الكائنات الحيّة أمر حتميّ

يقبل بعض "العلماء الخلقيين" (أصوليون مسيحيون، لا يمتلكون من العلماء إلا الإسم فقط!!)، أحياناً، بإمكانية حدوث تغيرات تطورية صغيرة نسبياً في نوع حيّ ما.
 
 لكن، لا يتراجعون، قيد أنملة، عن إعتماد إيمان أعمى، يقول بأنه "في البدء" قد خلق الله كل "الأصناف" البدائية للنباتات والحيوانات بصورة منفصلة، لأن الكتاب المقدس يقول هذا. يقولون بأن الله قد قرّر "السماح" بالتطور "ضمن" هذه "الأصناف" المخلوقة المنفصلة بعد الحدث الأولي للخلق. 
 
يجب التنويه لأنّ الكتاب المقدس لم يُشِر للتطور، لأنه خلال حقبة كتابته، لم يُعرَف شيء عن التطور. 
 
هي محاولة من بعض المؤمنين الحاليين بالكتاب المقدس للتصالح مع معتقداتهم الدينية، في ظلّ هذا النموّ الواضح والغير قابل للرفض في المعرفة العلمية، منذ الحقبة التي كُتب بها الكتاب المقدس.

من جانب آخر، لا يقبل الخلقيون العنيدون والمفسرون "الحرفيون" للكتاب المقدس (بإعتباره كلمة الله) شيئاً حول التطور، يحلفون بأن التطوريين سيُحرقون في النار، يقترحون قوانيناً لتدريس الكتاب المقدس في المدارس العامة؛ ويحاولون الوصول إلى مناصب القرار والتأثير في المجالس المدرسية والمطاعم الرئاسية (مع تحقيقهم لنجاح ملموس، في بعض الأحيان).
 
ترفض جماعات الخلقيين الواقع العلمي الملموس القائل بأن أنواع جديدة من نباتات وحيوانات تظهر كتعديلات تطورية على أنواع أخرى سالفة (وليس من الهواء ولا عبر تدخُّل إلهي).
 يُشير كل هذا الواقع لأنه لا اليوم، ولا أبداً، قد وُجدت "أنواع مخلوقة بصورة منفصلة"2

المثير للرثاء، أنه يوجد الكثير من سوء الفهم حول ظهور نوع جديد إنطلاقاً من نوع سابق.
هنا، ضروريّ التذكير بأن مصطلح ميكروتطور أو التطور الصغري، يتصل بتغيرات تطورية تحدث على مستوى جماعة وأنواع حيّة، وأن مصطلح ماكروتطوري أو التطور الكبروي يتصل بنماذج تطور ذات أهمية كبرى، قد إتسمت بإنقسامات وفرص للمجموعات الكبرى بمستوى أو فوق مستوى الأنواع، بطول تاريخ تطور الأحياء على سطح الأرض. 
سنُركِّز، هنا، على ظاهرة ظهور الأنواع (ظهور نوع جديد كتعديل في أسلاف قريبين) لأنه "الجسر" الأساسي المتصل بالتغيرات التطورية، التي يمكننا رؤيتها كل الوقت في جماعة ما، مع الإنفصالات والإنقطاعات النوعية، التي تعطي البدء لخط تطوري جديد كعائلة أو نظام، والذين يبدؤون مع حوادث خاصة من نشوء الأنواع أو مع هبّات عاصفة سريعة من نشوء الأنواع3

تحصل حوادث نشوء الأنواع (ظهور أنواع جديدة) أحياناً، كخلفية لإنقراض أنواع، فالإنقراض  جزء من واقع التغيّر التطوري، على مستوى ماكروتطوري حتّى. 
 فهم كيفية ظهور أنواع جديدة، وكيفية وأسباب إنقراض أنواع أخرى:
 أساسيّ لفهم كيف إنتشر تاريخ تطور الأحياء في الأرض خلال بلايين السنين، وكيف يتابع إنتشاره اليوم. 
أيضاً، ضروريّ الإنتباه لعدم وجود حواجز إصطناعية بين التغير الميكروتطوري والتغير الماكروتطوري.
للتغيّر الماكروتطوري ملامح وخصائص إضافية متعلقة "بإتجاهات" أهم (والتي نتعرف عليها للآن)، لكنه محاط بآليات معروفة جيداً للتغير الميكروتطوري، خصوصاً الإنتقاء الطبيعي.

سيتوضّح هذا شيئاً فشيئاً، سنضيء على إختلاطات عامة بالفهم:
لا يُكافيءُ ظهور أنواع جديدة القول:
 بأن هرّاً يمكنه التحوّل إلى كلب؛ أو أن سمكة يمكنها التحول لببغاء؛ لا يعني وضع ضبّ صغير في اليد لنراه متحولاً لطائر!! 
 
رغم كل القرابة الهائلة بين الرئيسيّات القرود والرئيسيّات البشر:
 
 فلا يمكن القول بأنه في يوم جميل، منذ زمن طويل، أنجب شمبانزي كائن بشري (أو تحوَّلَ قرد إلى إنسان!)!!! 
 
لا يحدث التطور هكذا!!
 
يتكاثر الأفراد؛ لكن، تتطوّر الجماعة الحيّة، ويحصل خطوة خطوة بمرور أجيال كثيرة وأجيال كثيرة جداً. 
فحدوث التغير التطوري ليس "لحظياً أو ملحوظاً بشكل آني" عند كثير من الأنواع الحيّة.
 
كيف تظهر أنواع جديدة بشكل كامل إذاً؟
 
لأجل فهم كيفية ظهور نوع جديد من نوع قديم، يتوجب، أولاً، فهم ما هو النوع الحيّ بشكل ممتاز.

 يُعرِّف علم الاحياء الحديث، نوع نباتي أو حيواني:
 
 كمجموعة من الأفراد الذين يمكنهم التلاقح فيما بينهم وإنتاج متحدرين خصبين (أولاد يمكنهم البقاء على قيد الحياة ويمكنهم التكاثر).

لأجل إتمام تعريف النوع، يجب أن يمتلك فريق من الأفراد "آليات انعزال" جرّاء حضور "عدم توافق مولِّد"، رغم أنهم، أحياناً، يعيشون في ذات المنطقة ويظهرون لنا كأفراد متشابهين تقريباً!

كمثال، تتواجد جماعتان متشابهتان من الضفادع وتعيشان بذات المنطقة، لكن، لدى الأفراد عدم توافق مولّد؛ حيث ينادي الذكر الإناث بصورة مختلفة في جماعة عن نداء الذكر بالجماعة الأخرى، وبهذا، لا تتعرف الشركاء على بعضها. "فالتوافق المولّد" (أو القدرة على التلاقح والتكاثر) هو السبب بتجميع الأفراد كأعضاء في نوع؛ وهو السبب الذي يفصل نوع عن آخر أيضاً.

في العالم الواقعي، تتغير الجماعات ذات الأعضاء من ذات النوع،  قليلاً، حين تعيش في أرض واسعة جداً. كمثال، توجد أنواع من الطيور فيها جماعات بلون مختلف جداً في الساحل الشرقي عن جماعات الساحل الغربي من تلك الطيور ذاتها في الولايات المتحدة الاميركية، بينما تتلاقح طيور وسط البلاد من تلك الجماعات وتمتلك لونا متوسطا بين اللونين. على الرغم من فروقاتها السطحية، تلك الجماعات جزء من ذات النوع، لأنها لم تفقد القدرة على التلاقح وإنتاج متحدرين خصيبين.

بأشياء كتلك، يُقال بأن جماعات مختلفة عبارة عن "سلالات جغرافية" أو "أنواع فرعية" مختلفة.
 
لهذا، يؤكّد علماء الأحياء بأن الكائنات البشرية بكل العالم هي جزء من نوع واحد فقط. لدينا فروقات سطحية صغيرة (كلون الجلد أو بنية الشعر)، لكن، ليس لدينا فروقات مستمرة وأساسية، نمتلك ذات الحوض الوراثي، ونستطيع التزاوج والتكاثر جميعاً.

ليس للنظريات العرقية، الداعية للتفوق أو للانحطاط العرقي، التي تدفع إلى التفكير بوجود "سلالات" مختلفة بشرية:
 أدنى قاعده علمية؛ أي ليس لها أيّ دعم علميّ. 

فنحن نوع واحد، فقط، متوزع بكل الكوكب الأرضي. 
فقط، يمكن القول بأن كائنين ينتميان لنوعين مختلفين لدى امتلاكهما انعزال مولِّد، وبالتالي، لا يمكنهما التلاقح بنجاح، حتى إن عاشا في ذات الوسط4
لفهم كيفية ظهور نوع جديد، من المهم فهم كيف يمكن لمجموعة من الأفراد تحقيق الإنعزال المولّد عن المجموعة الأم.

 ضروريّ فهم هذا، لأنه من المُعتاد نشوء الأنواع عند جماعة، قد انعزلت توليدياً عن الجماعة الأم مُراكِمَةً لفروقات مختلفة وراثية (بواسطة آليّة الإنتقاء الطبيعي والظواهر المتعلقة بها)، وبالتالي، ستفقد القدرة على التلاقح مع الجماعة الأم.
عندما يحافظ الإنعزال المولد على زمن كافٍ (الكثير من الأجيال) ويُنتِج نشوء نوعين كاملين، ستتابع مجموعات النوعين تطورها بالآليات المعتادة كالإنتقاء الطبيعي والتفاعل مع بيئتهم. لكن، سيحصل بصورة منفصله (حوضهم الوراثي منفصل ومختلف قليلاً). ولهذا السبب، سيراكمون فروقات كبرى بمضي الزمن، وسينفصلون أكثر فأكثر.

في كل جيل من النوع الأولي ومن النوع الجديد، ستختلط الأوراق الوراثية، من جديد، جرّاء الآثار المعتادة للطفرات وإعادة التركيب الوراثي الصدفوي، وهذا بدوره، سينتج أفراد بملامح جديدة، يمكن أن تمتلك فائدة مولدة في وسطها أو لا، لكن، بأي حال، ليست هي ذاتها في النوعين، حيث أنها لا تخلط حوضها الوراثي في كل جيل.

يتوافق هذا مع واقع أنّه حتى فروقات صغيرة بالبيئات التي يشغلوها، يمكن أن تشكل ضغوطات إنتقائيّة مختلفة على الجماعات المسنّ منها واليافع (كمثال، يمكنها "تفضيل" نموّ منقار قصير وغليظ حيث توجد بذور قاسية أو منقار أطول حيث توجد أزهار مليئة بالرحيق)، سيؤدي هذا إلى تباعد الجماعات المسنة عن اليافعة أكثر (وسيفترقون أكثر تشريحياً، في النمو أو السلوك كذلك) بمرور زمن أكبر.

كذلك، يمكن أن يُفسح النوع الأم المجال لظهور "نوع إبن" أكثر من مرة بمجرى تاريخه (حتى لو حدث بلحظات مختلفة وبعلاقة ببيئات مختلفة). 
كذلك، ستُنتج الأنواع الأبناء، بدورها،  أبناءها هي (الأكثر إختلافاً).
 يُساهم كل ذلك بالإنفصال أكثر وأكثر مع الزمن بين الأسلاف والمتحدرين. 
لذلك، الكائنات الحيّة هي بكل هذا التنوع ببساطة!!
سيُشبه النوع المُنفصل حديثاً عن النوع الأم، لفترة من الزمن، النوع الأمّ . 
 
لكن، إن يتكرر فعل نشوء الأنواع، هذا، مرة ومرة أخرى بطول ملايين السنين، فسيتبدّد (يتلاشى) الشبه بينهما، وليس بديهياً تقرير إمتلاك أعضاء مختلفين لذات الأسلاف. 
 

 يوجد في الصحراء الغربية (غطّاها بحر منذ ملايين الاعوام) مكان يسمونه "وادي الحيتان" لأنه يحتوي على كمية لا تصدق من الهياكل العظمية المتحجرة والمحفوظة جيداً لنوع من الحيتان، التي قد سبحت في تلك المياه منذ 40 مليون عام. لدى النوع ملامح مشابهة للحيتان الحديثة، لكن، لديه بقايا أرجل، أصابع وحوض!! تربطه هذه البقايا (بخطوات وسيطة) بنوع من الثدييات الأرضية قد عاش في المنطقة قبل 10 ملايين عام.

  إستغرقت عمليّة إنتقال عظام الأرجل والأصابع  لزعانف نراها في حيتان اليوم حوالي
15 مليون عام (وأكثر بكثير حوادث إنفصال أنواع أبناء)
 
بيّنت رؤية العديد من الأحفوريات واقع التعديلات التي فضلها الإنتقاء الطبيعي خطوة خطوة بلحظات مختلفة. لم يفقد السلف الأرضي للحيتان "فجأة" الأرجل وظهرت من العشية للصباح الزعانف!! حصلت خطوات كثيرة متوسطة واستغرقت التغيُّرات التشريحية (مرجح مصاحبتها لتغيرات في السلوك والبيئة) الكثير من الأجيال.

يُنتِج إستمرار إعادة التآلف الوراثي للنوع الجديد، دورياً، ملامح لم تكن موجودة أبداً لدى الجماعة السلف.

يسرّ علماء الوراثة  تذكيرنا بأن "الأنواع المتطفرة ليست كائنات خرافية"، فالطفرات، ببساطة، عبارة عن "أخطاء منسوخة" وتحدث بمجرى إستنساخ الدي إن إي عند تكاثر الأعضاء. 
 
يمكن أن تمتلك مؤثرات كبيرة أو صغيرة على تشريح أو نمو أو سلوك الأفراد الذين يرثوها، وأحياناً، ليس لها أية مؤثرات ملحوظة. نسمي طفرات، كتلك، "حيادية"، بكل الأحوال، تساهم بتحقيق التنوع الوراثي لجماعة، وللأمام أكثر، يمكنها المساهمة بنمو التعديلات التطورية. تحدث الطفرات وإعادة التآلف الوراثي بصورة إعتيادية في كل جيل للأعضاء بالتكاثر الجنسي، حيث يمكنها إنتاج ملامح ضارّة للفرد بعلاقتة مع باقي الأفراد بالجماعة. سيعمل الإنتقاء الطبيعي على إلغاء هذا الوضع الضارّ بالجماعة سريعاً. بينما، إن يظهر ملمح جديد يعطي للأفراد فائدة مولدة ببيئة محددة (في الغالب، الذي يحدث عند تغير البيئة أو عندما ينتقل النوع الإبن لبيئة جديدة)، سيعمل الإنتقاء الطبيعي على نشر هذا الملمح الجديد بسرعة من جيل لجيل لأكثر وأكثر من المتحدرين.
 
أيضاً، ضروريّ فهم أنه عندما تشكّل جماعة، منعزلة تكاثرياً، نوع جديد وتُراكم "تجديد تطوري" مهم (ملامح تطورية لم يملكها الأسلاف)، أحياناً، يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة وفي بيئات جديدة، حيث تنتفع من موارد لم يستخدمها النوع الاقدم أبداً. في هذه الظروف، يتمكّن النوع الجديد من تحقيق تنوّع أكبر وينقسم بسرعة نسبية لأنواع أبناء عديدين مع "تخصصات" تسمح لهم بالتكيُّف مع عناصر نوعية في البيئات الجديدة واستغلال نماذج تغذية مختلفة، أماكن لأجل السكن أو موارد أخرى. يمكن أن يحدث هذا الإمتداد السريع و"الإشعاع المتكيف" مع جماعات بعدد قليل من الأفراد تستوطن جُزُراً أو مناطق أخرى "مفتوحة" نسبياً، حيث لا تمتلك أقارب، وحيث لا توجد أنواع منافسة أو مفترسة، كالتي واجهت النوع السلف.

هذا ما حصل مع عائلة من الطيور معروفة باسم الجشنة الهاواي. حيث هاجر نوع واحد فقط من تلك الطيور إلى جزر هاواي، في الماضي، وقد تنوّع بسرعه (عبر نشوء أنواع متكرر) بكم كبير من الأنواع المتصاهرة، ولديها فروقات جيدة بالحجم وشكل المنقار. 
تمثّل هذه الفروقات تعديلات مختلفة تطورية (تكيفات واضحة) وعلاقة بمصادر غذائية متنوعه.
 لقد أُثبت أنه حتى لتعديلات صغيرة تشريحية بالحجم وشكل المنقار:
 تأثير في نوع الغذاء الذي يمكن أن يعتمده الطائر. لدى أنواع هذا الطائر منقار قصير ونحيف وتأكل حشرات بصورة أساسيّة، فيما لدى أنواع غيرها منقار غليظ وتاكل أفرادها فواكه وبذور قاسية، كذلك، لدى غيرها منقار طويل ونحيف وتمتص رحيق الأزهار، ولدى غيرها ملامح متوسطة من الملامح السالفة الذكر. 
كل تلك الأنواع  متصاهرة، وتنحدر من نوع واحد فقط، قد وصل لتلك الجزر.
حدث في تاريخ الأحياء في الأرض، أيضاً، "إشعاع تكيفي" سريع، عندما حدث تجديد تطوري كبير، تمثّل بتطور الريش والعظام المجوفة المؤهلة للطيران، الأمر الذي "قد فتح" بيئة جديدة (الجو، حتى تلك اللحظة لم يكن مسكوناً) وأنتجت أنواعاً كثيرة منتشرة من الطيور. تؤثر التجديدات الكبرى لخط من الأنواع أيضاً في خطوط أخرى. كمثال، تتفق علماء الأحياء، عموماً، على أن الإزدياد الواسع بأنواع الحشرات، الطيور والثدييات خلال حقبة الكريتاسي (منذ 140 مليون عام) قد إرتبط بالتنوع الكبير للنباتات الزهريّة (تجديد تطوري قريب نسبياً).

لنتخيل أيضاً "الفضاءات" التطورية الضخمة، والتي وجدناها لدى أوائل الأنواع من أنواع الأسماك العظمية، التي أعطت الأصل لأوائل البرمائيات البدائية منذ 400 مليون عام. هي أوائل الحيوانات من رباعيات الأقدام، التي خرجت من الماء وإستوطنت الأرض. ظهرت كتعديلات صغيرة نسبياً على الأسماك العظمية، التي إكتسبت شيئين غريبين تشريحيا، هما:

جيب هوائي قد ظهر كرئة + زعانف قصيرة وغليظة قد ظهرت كأرجل.

سمح هذان الملمحان بمرور الزمن، بأن يتمكّن بعض المتحدرين من إمضاء بعض الوقت خارج الماء. 
 
يُشيرالسجل الأحفوري بأن تلك التعديلات التطورية، قد حدثت لدى فريق من الأسماك العظمية، هو أسماك الزعانف الفصيّة (متحدروها الحاليون هم الأكثر بدائية والعديد من الانواع لاسماك ديبنيوس أو سمك رئوي، في الصورة أدناه).
 
 
 يمكننا التأمل بحجم الفوائد المولدة، التي قدّمها التطور عبر رئة بدائية وزعانف بعظام أصابع أو أرجل لأفراد منها، فربما سمح لها الجيب الهوائي بالبقاء على قيد الحياة عندما جفّت بحيرات المياه (كما يحدث حالياً مع اسماك ديبنويس)، وربما تعديل عظام الزعانف، في البدء، قد سمح لبعض الأنواع من الأسماك الإختفاء من وجه المفترسين أو تحقيق مطاردة أفضل لأسماك أخرى، ولاحقاً، تخصصت هذه البنية لاستعمال آخر، هو التحرك على الأرض اليابسة. 
 
بكل الاحوال، للهياكل العظمية الأحفورية لأوائل الحيوانات بأربع قوائم، التي عاشت في الأرض (الأكثر بدائية البرمائيات نموذج سلمندر، والتي ظهرت كأسماك مع أقدام) شَبَه لا يُصدّقْ مع الهياكل العظمية للأسماك ذات الزعانف الفصيّة. اللافت، هو ان النموذج الأساسي للعظام بأطراف كل رباعيات القوائم اللاحقة، يُشبه الزعانف العظمية لدى تلك الأسماك القديمة.


معلومات أكثر حول الإنعزال المولد، نشوء الأنواع وظهور مستجدات تطورية


آليات الإنعزال المُولِّد

كيف يحصل إنعزال مولِّد بين جماعتين؟

يحصل الإنعزال بطرق متعددة.
 
 أهمها الإنعزال الجغرافيّ من خلال نشوء حواجز تمنع التفاعل بين الجماعات الأصلية والمُنفصلة، مثل:
 
 حاجز رملي، وادي سحيق، حاجز مائيّ، سلسلة جبال شاهقة وغيرها. 
 
في بعض الأحيان، وحتى عندما تعود جماعة قد إنفصلت جغرافياً عن جماعة أخرى (وراكمت تغيُّرات كافية خلال الإنفصال) للعيش بذات المكان القديم، فسيتابع الإنعزال المُولّد حضوره فيها.

كما يحصل مع الكثير من الأنواع من الثدييات والطيور، حيث يُعطي الإنعزال المولد  فروقات مهمة بسلوك الإقتران وأشكال إتصال أخرى، فلن تتمكن أفراد الجماعتين من التعرُّف على بعضها كشركاء يمكنهم إقامة علاقة إقتران، حينما يعودون للعيش سوياً من جديد، وبهذا، لن يحصل أيّ تلاقح
  تظهر في الجماعات الصغيرة، التي تخضع للإنعزال المولد، "مستجدات" تطورية أكثر وتغير تطوري سريع.
هنا، تبرز أهميّة التغيُّرات المُتراكمة بسرعة في جماعات مُنعزلة صغيرة بعمليّة الإنتواع أو نشوء الأنواع. لعملية إعادة التنظيم الوراثي الروتيني الحاصلة في الحوض الوراثي للجماعة الأمّ الكبرى تأثيرات محدودة، وبالتالي، ستنطوي على تعديلات تطوريّة قليلة الأهميّة. تستمرّ هذه الجماعة الأولية الكبيرة لزمن طويل بحالة توازن (يسمى "التوازن النسبي")، سيما حين لا تتغيّر البيئة بصورة دراماتيكيّة.

لكن، مع جماعة ذات عدد أفراد قليل، وتتعرض لإنعزال مولّد (والذي، بالتعريف، يبدأ مع نسبة صغيرة من التنوع الوراثي الإجمالي للجماعة السلف)، وبحضور طفرات واعادة تأليف وراثي قليلة نسبياً (تحدث تغيرات وراثية متنوعة بسبب الهجرة وبالإنحراف الوراثي)، سيحصل تأثير كبير في التركيب الوراثي للجماعة
الصغيرة

يُسهّل ويدعم
ظهور مستجدات تطورية خصائص الحوض الوراثي لجماعة صغيرة،  وتمتلك هي ذاتها إحتمال أقلّ للظهور أو التدعيم في الجماعة الأمّ الكبرى السلف.

هذا، ما إقترحه عالم الأحياء التطوريّ إرنست ماير على وجه الخصوص، والذي ساهم كثيراً بتعميق معرفتنا الراهنة حول نشوء الانواع الحيّة، يُشير ماير لأننا نفترض، في الغالب، بأن نوع جديد يظهر، فقط، عندما ينقسم نوع بشكل كليّ لنوعين جديدين، حيث تبدأ عمليّة مراكمة تغيرات تطورية بسرعات متفاوتة. لكن، هذا غير صحيح لعدم أخذه بالحسبان لأنّ الجماعة الأولية، تتابع عيشها ببيئة محددة بعد إنفصال النوع "الإبن"، وستختلف سرعة مراكمة التعديلات التطورية (هكذا، مثل التأثيرات النوعية لتغيرات كتلك) في الجماعة الإبن عنها في الجماعة الكبرى للنوع الأوليّ

 لا يحدث نشوء الأنواع: بفضل بعض الأسباب
 
لذات الأسباب التي رأيناها أعلاه، لدى الجماعات الصغيرة جداً إحتمالات أكبر لإنتاج تغيرات، والتي تزيد من فُرص الإنقراض. عندما تظهر ملامح تشريحية جديدة،، تطال نموّ وسلوك الجماعة الصغيرة في بيئتها ولا تستجيب لتحديات تلك البيئة، قد يستحيل  بقاءها على قيد الحياة وإنتاج متحدرين. يرى الكثير من العلماء بأن الجماعات الصغيرة جداً المنعزلة، تواجه خطر الإنقراض بسرعة نسبية في أغلب الظروف، سيما حين لا تحقق ملامحها الجديدة فائدة منتقاة.


نقاش نقاط هامّة في علم الأحياء التطوريّ

كمسألة نشوء الأنواع والعوامل المؤثرة فيه بطول الزمن. 

دور البيئة وظروف أخرى مهمة. 


لهذا، تتناقش علماء الأحياء التطوريين بصورة دائمة حول تأثير مجموعة من العوامل المحددة بسرعة وإيقاع التغير التطوري في خطوط مختلفة للنباتات والحيوانات، التغيّرات التطورية بتاريخ الأحياء والناتجة عن تراكم متدرّج من التعديلات الميكروتطورية، مسألة الاتجاهات التطوريّة وحقب التوازن النسبيّ (هي الحقب التي تتميّز بحدوث تغيرات قليلة في كثير من الأنواع والخطوط التطورية)، تعديلات تطورية سريعة نسبياً بحقب زمنية قليلة نسبياً أي حصول "هبّات" من نشوء الأنواع والتنوع (كما تقترح نظرية "التوازن النقطي" للعالم نيلز إلدردج والعالم ستيفين غاي غولد).
 
تُناقش، في الوقت الراهن، علماء الأحياء التطوريين نشوء الأنواع (خصوصاً لدى جماعات صغيرة منعزلة) ودراسة العوامل المتسبّبة (مثل إصطدام نيزك مع الأرض منذ 65 مليون عام) وما تحمله من مؤثرات عميقة بسرعة وإيقاع نشوء الأنواع وأمور مشابهة بتاريخ الأحياء. يقترحون فرضيات ويصممون إختبارات لفهم أفضل للعوامل التي تزيد سرعة بدء نشوء الأنواع (والإنقراض) بلحظات مختلفة وبشروط بيئية مختلفة. 
 
حيث توجد أشياء كثيرة لا نعرفها حتى اللحظة.

إشارات

1- دفع كمّ التنوُّع الهائل لأنواع مغمدات الأجنحة "خنافس"، العالِمْ هكسلي (عالم إنكليزي مُقترِحْ للتطور الدارويني في القرن 19) للتهكُّم بأنه إن يكن الله قد خلق الطبيعه، فمن المؤكّد أنه إمتلك "عطفاً وحبّاً مفرطاً تجاه الخنافس"!!!
2- رؤية الأنواع النباتية والحيوانات كشيء منفصل وثابت (بوصفها "أصناف")، يبين بأن الخلقيين ليسوا علماء. تفهم علماء الأحياء بأن الحدود التي تفصل بين الأنواع نسبية (ليست مطلقة)، ملامح بعضها وبعضها الآخر مختلط ومشوش (ليست جامدة) ولا وجود  لكائن حيّ "غير قابل للتغيُّر". وبصورة مُعاكسة، فكّر الفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي عاش منذ 2400 عام، بأن كل الأشياء إمتلكت "جوهراً" أساسياً وثابتاً (لا يتغير). شاع هذا المفهوم في حقبته ودام حتى تمّ تطوير مناهج ومفاهيم علمية، سمحت لنا بإكتشاف الواقع وفهم أن كل أشكال المادة (من الذرات والجزيئات، للأنواع والمجرات) تتغير بإستمرار.
3- المثال الآتي، مفيد لمن لا يعرف النظام البيولوجي لتصنيف "مجموعات ضمن مجموعات" بدرجات التشابه والقرابة:
 ذئب ينتمي لجماعة من الذئاب بمنطقة محددة، فكل جماعات الذئاب بتلك الأرض هي نوع من الذئاب. تختلف كل الأنواع، لكن، تتصاهر كذئاب (الذئب الاحمر، الذئب المكسيكي، ..الخ) لتجتمع في الجنس الذئب، وتجتمع كل الذئاب في عائلة الكلبيات (التي فيها الكلاب والثعالب، وليس القطط التي تنتمي إلى عائلة أخرى)، تجتمع عائلة الكلبيات مع عائلات أخرى في نظام اللواحم وصنف الثدييات (حيوانات لديها شعر، أولادها تنمو ضمن جسم الام وتتغذى بالحليب، ...الخ). هكذا، يجتمع الذئب مع ثدييات أخرى لاحمة كالكلاب، الثعالب، الدببة، الفقمة وابن عرس (ويؤكد السجلان الأحفوري والجزيئي أن تلك الحيوانات تمتلك ذات الأسلاف). بعيداً عن هذا، ينتمي الذئب (لكل الحيوانات التي لديها عمود فقري) وبالنهاية لمملكة الحيوان (وهذا يميزه عن الأنواع التي تنتمي لممكلة النباتات، الفطور، الطحالب والبكتريا. التي تمثل طرق تطورية مختلفة كثيراً بتاريخ الأحياء). 
في الحياة الواقعية، الحدود بين الأنواع أو المجموعات الكبيرة ليست واضحة تماماً، وأحياناً، تتوجب إعادة التصنيف للأنواع بمجموعات توافق تقدم المعرفة العلمية حولها وحول حياتها. لكن، بالعموم، يعيّن النظام التصنيفي البيولوجي أنواعاً بكل صنف بناءاً على مجموعة من التشابهات والإختلافات، والتي تستجيب لنماذج من وراثة الأسلاف المشتركين، والتي تميزهم الخطوط التطورية التي أخذتها طرق مختلفة مهمة.
4- ربما يعرف القاريء المثال التقليدي عن الحصان والحمار:
 
 كأقرباء ويمكنهم التلاقح وإنجاب أولاد يمكنهم البقاء على قيد الحياة، بملامح من كلا الطرفين، يسمى الوليد الناتج البغل
 
(ملحُوظة هامشيّة: نزار نيُّوف مُعارض سوريّ لمافيا الأسد الإجرامية، يستخدم تعبير "بَغْلْ شْمُوسْ" للتهجُّم على أحد ما .. وهو ما يُثير الضحك ها ها ها! فينيق ترجمة).
 
فالبغل عبارة عن "هجين عاقر" يمكنه العيش والنمو؛ لكن، لا يمكنه التكاثر.
 
لكي ينتمي أفراد لذات النوع، يتعرضون "لإختبار النوع"، حيث يجب أن يتمكنوا من التلاقح وإنتاج المتحدرين القابلين للحياة (أولاد يبقون على قيد الحياة) وهؤلاء المتحدرين، بدورهم، يجب أن يتمكنوا من تحقيق التكاثر. تنفصل بعض الأنواع بآليات قبل –  تلقيحية (لا يمكنهم التلاقح للعديد من الأسباب) وأحياناً بآليات بعد – تلقيحية  يمكنهم التلاقح، لكن، نتائج التلقيح أفراد متشوهة أو ميّتة، أو يبقون على قيد الحياة، لكن، لا يمكنهم التكاثر. 
 
عند تطبيق "اختبار النوع" نرى بأن الأحصنة والحمير تنتمي لنوعين مختلفين (لكن، لديهم تصاهر كبير).
 
التصاهر والمُصاهرة = القرابة
 

 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 

ليست هناك تعليقات: